الصفحات

الاثنين، 4 فبراير 2013

حول تعليق الشيخ أحمد الغامدي على مداخلة ريم آل عاطف

 , وقرب #توظيف_السعوديات_في_الصيدليات أكتب هذه الأسطر

بعد مداخلتي الأخيرة ببرنامج حراك حول توظيف السعوديات عاملات نظافة في الفنادق والمنتجعات , انتقد الشيخ أحمد الغامدي مايعتقده انتقاص لمهنة الخادمة في حديثي , وأن - مطالباتي وغيري حول توزيع الثروة وحق المرأة المحتاجة في ميزانية بلادها - مطالبات لاتصح وتنطلق من نظرة قاصرة !
ثم اعترض الغامدي على اقتراح صرف مكافأة لربة المنزل لسد حاجتها للخروج , وبرر رفضه بأن " الدوله غير ملزمة بالإنفاق على من لا يعمل , والتاجر لاينفق ماله على أبنائه الكسالى " !!.

والحقيقة أنني كنت ومازلت أعتبر أن ذاك الخبر عن خادمات بريدة مجرد إهانة جديدة للسعوديات ! ليس لعيب في ذات المهنة بل لحيثياتها وظروفها :
إهانة وإساءة
لأن دولة النفط والميزانية التريليونية تضطر فيها المرأة لتترك بيتها وأطفالها ركضا وراء لقمة عيشها
إهانة وإساءة
لأن هناك مئات اللألآف من الوظائف الأكثر أمنا والأعلى أجرا والأقل مشقةً يمكن أن تُتاح أمام السعوديات , ومع ذلك يأبى وزير العمل ومن يديره أو يديرهم إلا أن يوصدوا أبواب تلك المجالات في وجه طالبة العمل لئلا تجد أمامها - تحت ضغط الفاقة - إلا الرضوخ والاستسلام للواقع والقبول بالمتاح لها .
إهانة وإساءة
لأن عاملات النظافة بمنتجعات بريدة لم يحظين بحقهن في بيئة وظيفية مريحة مستقلة عن الرجال , ومواعيد عمل تراعي طبيعتهن الأنثوية و أوضاعهن الاجتماعية ! بالله عليكم كيف يمكن لامرأة يقضي زوجها وأطفالها الصباح خارج المنزل حتى مابعد الظهر , وما إن تحين عودتهم حتى تغادر هي إلى عملها في نظافة ذاك المنتجع من الساعة الثانية حتى العاشرة ليلا ؟! كيف يمكن تسميتها أسرة ؟ من سيقوم على شؤون أفرادها في غيبة الأم ؟ متى يلتقون ؟ ماحال تلك الأنثى مع ذلك العمل المُنهِك حتى ساعات الليل المتأخرة ؟!!

أما إنكار الشيخ الغامدي على من يطالب بمكافأة ربة المنزل , بدعوى أنها لايجب أن تتقاضى أي مبلغا ماديا من الدولة لأنها لا تعمل واعتباره لها من الكسالى , فلا أرد عليه بأكثر مما وصف به نظرتي للأمور , فأقول إن لم ينمّ كلامك هذا عن نظرتك القاصرة للأمور فعن ماذا ينم ؟ إذ كيف تعتبر - المرأة المنقطعة للعناية ببيتها والاهتمام بزوجها وتربية أبنائها - غير عاملة وتعدّها من الكسالى ؟!

كنت قد ذكرت في مداخلتي شيئا من الألم الذي نعيشه بسبب ملف البطالة والمعالجة البائسة المؤدلجة من وزارة العمل له !
وها هو وزير العمل يخرج ليعلن قرب توظيف السعوديات في الصيدليات العامة !
وكم تعجب لمدى تمادي وبجاحة هذا الوزير !
إذ كيف تجرّأ أن يعلن عن العزم على إحلال السعوديات في الصيدليات التجارية محل الصيادلة الأجانب , مع وجود خريجي الصيدلة السعوديين العاطلين والذين لم يسبق أن رأينا أحدهم يعمل بصيدلياتنا التي تزدحم بها مدننا ؟!
ألأننا سكتنا عن القذف بها في الأسواق دون ضوابط وحماية , رأى أنه لابأس من توظيفها في صيدليات الشوارع ؟!
أم لأننا تخاذلنا وأغمضنا أعيننا عن تلك الحرب الشرسة الجلية على الشاب السعودي بتعطيلة وحرمانه فرص العمل , مع أنه المكلف شرعا وعرفا بالصداق والنفقة والمسؤوليات المالية للسكن والمعيشة ؟!
كلنا نعلم أن اهتمامات الوزارة انصبت على منح الأولوية للمرأة في التوظيف وأجبرت القطاع الخاص على تنفيذ ذلك , وإلا فحقٌ لنا أن نسأل ماهو مصير القرارات والخطط الحكومية لسعودة سيارات الأجرة ومحلات الذهب ووظائف المؤسسات والشركات الخاصة وغير ذلك ..؟!

ختاما :
لن أدعو كما يفعل هذه الأيام بعض المتضررين - وكلنا متضرر- من قرارات وزير العمل المستفزة , لن أدعو عليه فلا أتمنى له سوء ولكن أسأل الله أن يهديه للحق وينير بصيرته للعمل بما يحقق صالح هذا الوطن وأهله , ثم أرجوه سبحانه - إن لم يعلم له رشدا - أن يزيحه عن منصبه هذا ويخلفنا خيرا منه , وأن يوفق ولي الأمر للإصلاح وتدارك الخلل , فالأمر جلل !

ريم آل عاطف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..