طالبات الحناكية .. ومعروض الدم

خربشات فاضي

احمد بن جزاء العوفي

الأحد 10/02/2013

بنبرة قلق، وخوف ، وحسرة حدثني أبٌ لطالبات في جامعة طيبة بالمدينة المنورة عن وضعه النفسي السيىء هو وأسرته يوميًا وهو يستودع فلذات كبده من لا تضيع ودائعه أثناء ذهابهن إلى الجامعة قاطعات مسافة (٢٠٠) كيلو ذهابًا وإيابًا مع سائق نقل خاص ( جمس ) هنّ ومجموعة من زميلاتهن ، مضيفًا أنه مايقارب من سبعين سيارة نقل خاص تخرج يوميًا من محافظة الحناكية ومن القرى والهجر التابعة لها لنقل الطالبات إلى مقار دراستهن في المدينة المنورة ، وعندما استوضحت منه عن كلية البنات في الحناكية والتي تخدم خريجات المحافظة وما جاورها والتابعة لجامعة طيبة ، ضحك ضحكة فهمت مغزاها عبر أثير الجوال ثم أعقبها بالمثل القائل ( تمخض الجبل فولد فأرًا ) وعقب أن الكلية الموجودة الآن هي كلية المجتمع ولا يوجد فيها إلا تخصص واحد فقط هوالحاسب الآلي !! وليته بكالوريوس كان ( تهون ) ولكنه دبلوم عالي!!.
عجيب والله .. كلية، وطالبات، وتسجيل، وجداول، ورايحه الكلية، وجايه من الكلية، وأخرتها دبلوم حاسب ! أعرف أنه دبلوم عالي ، وأعرف أن سوق العمل ليس بحاجة إلى هذا الدبلوم ، فهناك الآلاف من خريجات الجامعات ومنهن تخصص حاسب آلى إلى الان ربات بيوت وبعضهن تجاوزت الأربعين وهن في قوائم الانتظار على حلم الوظيفة ، فلماذا إذن لا تعادل شهادتها بالبكالوريس أو على الأقل تفتح جميع التخصصات لنيل شهادة البكالوريس مع بقاء دبلوم الحاسب إذا كان ولابد، لا أن يُربط مستقبل طالبات المحافظة وما جاورها بهذا الدبلوم العالي والذي يمكن الحصول عليه من مراكز التدريب ، أو المجازفة بأنفسهن وسلامتهن يوميًا مع الطرق للحصول على البكالوريس من كليات الجامعة في المدينة المنورة .
لعل المسئولين عن هذه الكلية يعون، ويقدرون، ويشعرون بإحساس أهالي طالبات الحناكية وماجاورها، ويراعون الحالة النفسية التي يعيشونها يوميًا خوفًا على بناتهم من حوادث الطريق، ويبادرون مشكورين بتحويل كلية المجتمع من دبلوم إلى بكالوريوس ويفتتحون بها جميع التخصصات، أوعلى الأقل التخصصات الرئيسة التي يحتاجها سوق العمل، رحمة ببناتنا، ورأفة بذويهن ، أم لابد أن يتقدمن بمعروض يسطرنه بدمائهن على صفحة الطريق كما حدث لغيرهن كي يعي المسؤولون ذلك ؟!.