الصفحات

السبت، 23 فبراير 2013

غضب سعودي من جنبلاط 'وسيط حزب الله' نفط العرب للعرب! لغة خشبية عفا عليها الزمن

بيروت - وضعت المملكة العربية السعودية الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط تحت الاختبار بعد زيارة قصيرة قام بها للرياض قبل ايّام قليلة (عاد الى بيروت من الرياض مساء الاحد الماضي).

وكان الدليل الابرز على ان الزيارة لم تحقق النتائج المرجوة، بالنسبة الى الجانبين، الشخصيات السعودية التي استقبلت الزعيم الدرزي الذي استمع الى شرح للاسباب التي دعت المملكة الى مقاطعته طوال ما يزيد على عامين.

واذا كان طبيعيا تفادي الملك عبدالله بن عبدالعزيز استقبال الزعيم الدرزي اللبناني، بسبب الوضع الصحّي للعاهل السعودي، لوحظ أن جنبلاط لم يعقد لقاء مع وليّ العهد وزير الدفاع الامير سلمان بن عبدالعزيز الذي استقبل رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، الموجود حاليا في الرياض، عشية وصول الزعيم الدرزي الى المملكة.

واقتصرت زيارة جنبلاط على لقاء ذي طابع بروتوكولي مع الامير مقرن بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس الوزراء الذي تربطه علاقة شخصية بجنبلاط. اما الحديث الجدي، فكان بين الزعيم الدرزي اللبناني ورئيس الاستخبارات الامير بندر بن سلطان. في حين كان مصدر المعلومات عن حصول لقاء بين جنبلاط ووزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل اوساط جنبلاط فقط. وليس مستبعدا ان يكون هذا اللقاء عقد بالفعل.

ورافق جنبلاط في الزيارة التي استهدفت اصلا التعزية بامير الرياض سطام بن عبدالعزيز، نجله تيمور والنائب اللبناني نعمه طعمه الذي يمتلك ثروة كبيرة بناها في السعودية.

وكان ملفتا انتهاء الزيارة بصدور مقالات عدة في صحف سعودية بارزة هاجمت وليد جنبلاط بشكل شخصي مع تذكير بما قدّمته السعودية للبنان من مساعدات منذ ما يزيد على نصف قرن. وذهب احد هذه المقالات الى اجراء مقارنة بين وليد جنبلاط والزعيم الليبي الراحل معمّر القذافي الذي كان معروفا بمزاجيته وعدم استقراره على رأي...اضافة الى عدائه للسعودية!

وعزت مصادر سياسية سبب تضايق المسؤولين السعودييين من جنبلاط الى انه جاء الى الرياض بعد قطيعة استمرت ما يزيد على عامين ليطرح نفسه وسيطا بين "حزب الله" الموالي لايران في لبنان والسلطات السعودية ويؤكد انه يستطيع توفير ضمانات بعدم التعرض لاي سعودي او خليجي يزور لبنان. وسبق لرئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ان اعتمد الخطاب السياسي نفسه خلال زيارة قام بها للدوحة في تشرين الاوّل- اكتوبر الماضي، من دون ان يؤدي ذلك الى نتائج ملموسة على ارض الواقع اللبناني او على صعيد تحسين العلاقات اللبنانية- الخليجية.

وكان الوزير اللبناني الدرزي غازي العريضي مهّد لمجيء جنبلاط الى المملكة في زيارتين قام بهما للرياض التقى خلالهما وزير الخارجية السعودي. وتعهد العريضي في لقاءاته مع سعود الفيصل ان يعيد الزعيم الدرزي اللبناني النظر في مواقفه السابقة التي مكّنت الايرانيين والسوريين من تنفيذ انقلاب في كانون- الثاني- يناير 2011 ادى الى اسقاط حكومة سعد الحريري. ولعب جنبلاط دورا محوريا في هذا الانقلاب بعدما انضمّ الى نواب "حزب الله" وحلفائهم في توفير اكثرية نيابية سمحت بتكليف نجيب ميقاتي تشكيل حكومة جديدة سمّيت في لبنان حكومة "حزب الله".

وتضيف المصادر السياسية نفسها أنّ اكثر ما ضايق المسؤولين السعوديين وجعلهم يضعون حواجز تحول دون مقابلة جنبلاط الملك وولي العهد حديث ادلى به الزعيم الدرزي الى قناة "العربية" الخميس الماضي. ولوحظ ان جنبلاط تعمّد في ذلك الحديث الذي اجرته معه الزميلة جيزيل خوري التحدث بطريقة ايجابية عن "حزب الله" وايران. اضافة الى ذلك، قلل من اهمية "المحكمة الدولية من اجل لبنان" التي تنظر في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه والتي يتوقع ان تعقد اولى جلساتها قريبا. ولم يوفّر جنبلاط في المقابلة دول الخليج العربي عموما وطرح شعارات عفا عنها الزمن من نوع "بترول العرب للعرب". ولم ينفع المديح الذي اغدقه في المقابلة على كبار المسؤولين السعوديين في محو الآثار السيئة التي تركتها لدى هؤلاء.

وخلصت هذه المصادر الى القول أنّ المملكة العربية السعودية، في ضوء التفسيرات التي اعطاها جنبلاط لمواقفه، بما في ذلك انضمامه الى حكومة "حزب الله"، قررت اعطاء الزعيم الدرزي اللبناني فرصة اخيرة لاصلاح مواقفه. وذكرت ان الرسالة الاهمّ التي وجهت الى جنبلاط تتمثّل في أنه ليس في موقع يسمح له بالتوسط لـ"حزب الله" في اي دولة من دول الخليج. وبرر السعوديون موقفهم بانّ "حزب الله" تابع كلّيا لايران التي تبدو مصرّة على الدخول في مواجهة مع دول المنطقة على راسها المملكة العربية السعودية.

ولخّص نائب لبناني بارز نتيجة زيارة جنبلاط للسعودية بقوله أنها لم تكن فاشلة كلّيا، نظرا الى انه استطاع فتح نافذة قابلة للاغلاق مثلما انها قابلة لان تتحول بابا واسعا. لكنّ كل شيء سيتوقف في نهاية المطاف على ما اذا كان الزعيم الدرزي اللبناني يستطيع الابتعاد عن "حكومة حزب الله" وحتى الخروج منها، والاقتراب اكثر من مواقف تيّار "المستقبل" الذي تعبّر مواقفه الى حد كبير عن التوجهات الخليجية على الصعيد الاقليمي، خصوصا التوجهات السعودية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..