الصفحات

الجمعة، 1 فبراير 2013

شهود عيان: "ميليشيات" زنجية موالية للفرنسيين تقتل العرب وتحرق مدارس القرآن

شهود عيان:

| خدمة العصر "لم أتصور يوما أن تكون الحرب بهذه القساوة
والضراوة، ولم أعتقد يوما أن يسوقني القدر إلى أفظع شيء يمكن لإنسان أن يقف عليه.. إنها التصفيات العرقية في حق مدنيين، ذنبهم الوحيد -كما يقولون- أن الإسلاميين دخلوا مدينتهم يوما ما أو ناصروهم، كما يحدث الآن في شمال مالي وإقليم الأزواد".

هذا اعتراف أحد شهود عيان لأحد المراسلين على الجرائم التي ترتكب في حق العرب والمسلمين في مالي، على يد "الميلشيات" للقوات الفرنسية المحتلة، والتي وقعت خلال الساعات الماضية في شمال مالي العديد من التجاوزات ضد السكان المحليين العرب والطوارق، قال عنها من شهود العيان إنها جرائم حرب طالت السكان الذين دخلت الجماعات الإسلامية المسلحة في وقت سابق قراهم.
وحسب شهود في منطقة ديابالي، فإن مسلحين زنوجا جاؤوا إلى القرية على متن سيارات عسكرية صباح اليوم، يبحثون عن العائلات من أصول عربية أو الطوارق، وأسفر هذا الهجوم عن قتل العديد من الأشخاص واختطاف مجموعة من النساء.
وقال أحد شهود العيان: استيقظنا مفزوعين إلى درجة أننا لم نقو على الخروج من منازلنا، واعتقدنا أن الأمر يخص إبادة سكان القرية كاملة، خاصة وأن الجيش المالي يعرف أن السكان استقبلوا الإسلاميين من قبل، وأقاموا عندنا في القرية أياما ولم نر منهم إلا الخير والعدل.
وبعدها استنتجنا أن الأمر يخص جيراننا، عائلة خيري ولد حمة، الذي قتل في مدينة غاو قبل أيام فقط، وهم من الجنوب الجزائري من قبيلة بني ملوك، وسمعنا الصراخ والبكاء، كانوا يتوسلون إليهم بتركهم حال سبيلهم، وبعدها سمعنا حديثا الأشخاص المهاجمين بلكنة من باماكو: "حضرة النقيب ماذا أفعل بهم، فأجابه، أقتلهم أو ادفنهم أحياء فهم لا يستحقون الحياة، هذه الحثالة التي تريد أن تجعل من مالي إسلامية، واستقبلت الجهاديين، لن ينفعكم اليوم الجهاديون أبدا، فقد ذهبوا دون عودة".
في منزل الضحايا، وجدنا ثلاث جثث مرمية على الأرض وشخص طاعن في السن ينتحب على ما وقع لأبناء أخيه اليتامى الذين كان يكفلهم، يقول قريب الضحايا محمد ولد محمود الخيري، "للشروق" (لا حول ولا قوة إلا بالله، أصبحت دماء العرب والطوارق وأرواحهم تزهق أمام كل العالم وهم لا يحركون ساكنا، يزعمون أنهم يحررون الشمال من الإسلاميين، فهل يعقل أن تكون الحرية بالاعتداء على الآمنين واختطاف النساء من منازلهن؟ لقد جلبوا لنا الخراب والدمار والقتل لفلذات أكبادنا".
ويضيف قريب الضحايا: "اليوم، جاء جنود مالي إلى هنا مجددا بعد أن دخلوها مع الفرنسيين من قبل، وكانوا بالزي العسكري للجيش المالي، أو مليشيات (الغندكوي) ومعهم أشخاص بيض يتحدثون الإنجليزية، فحطموا باب المنزل ودخلوا فعاثوا فيه فسادا وجمعوا أطفالا لم يتجاوزوا الثامنة عشر من العمر وقتلوهم بدم بارد، ثم خرّبوا مكان تدريس القرأن والمصاحف والألواح الخشبية، وبعدها سارعوا إلى مغادرة القرية".
من جهة أخرى، قال شهود عيان إن الجيش المالي نفذ عمليات تطهير عرقية بحق السكان من الطوارق والعرب في مدينة تمبكتو بدعوى ارتباطهم بالسلفيين والتنظيمات الجهادية، وذلك بعد سيطرة القوات الفرنسية والمالية على المدينة الاثنين.
وكشف شهود، أن الجيش المالي أعدم أمس الأربعاء 25 مدنيا في ”كمنقو” الواقعة شمال ”قوندام” في ولاية تمبكتو، كما اعتقل العشرات من الطوارق والعرب واصطحبهم إلى وجهة مجهولة، مؤكدين أنه تزامن مع عمليات الاعتقال والإعدام العشوائي نهب ممتلكات السكان البيض من منازل ومحلات تجارية، إضافة إلى مصادرة مواشيهم. وأشاروا إلى أنه برغم أن القوات الفرنسية لم تشارك في العمليات العسكرية ضد المدنيين، إلا أنها غضت الطرف عن جرائم الجيش المالي، ولم تتخذ أية إجراءات من شأنها تحييد المدنيين، وجعلهم بمنأى عن عنصرية القوات المالية.
أما في باقي المدن التي استعادت مالي السيطرة عليها جابلي، ونيافونكي، وتونكا، وقوندام، وغاوا، فلم تقتصر الأعمال الانتقامية على السكان من ذوي البشرة البيضاء بحسب شهود عيان، وإنما شملت أيضا المقيمين فيها من الصونغاي والفلاتة، ممن يعتقد أن لديهم ميولا إسلامية.
وقضية أزواد والعرب الخوارق ليست جديدة، كما علق أحد سكان الصحراء الجزائرية، فالحكومة الزنجية في مالي مارست التعذيب والتشريد في حقهم خلال 50 سنة الأخيرة، حيث كانت تسمم لهم حتى الآبار التي يشربون منها، فلماذا لم تتحرك فرنسا لإنقاذهم؟ 
الجواب بسيط فرنسا لا تبحث إلا على مصالحها، فهي دعم حكومة الزنوج في باماكو وتشاد، وبالمقابل تتحصل على اليورانيوم المصدر الوحيد لمفاعلاتها لتوليد الكهرباء، 50 % من الماليين تحت الفقر المدقع، فلماذا لم تعاونهم الدول المعنية خلال 50 سنة، والآن تجتمع هذه الدول، ومن بينها الجزائر، لمنح مساعدات لفرنسا من اجل احتلال مالي.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..