36 ثانية

أتمنى لو كان بالإمكان عمل مقابلة شخصية لبعض الشباب - من الجنسين - قبل استخدام أي برنامج من برامج التواصل الاجتماعي ، أو على الأقل أن تكون هناك وثيقة استخدام آمن، وتعهد قبل الشروع في البرنامج ، بالأيمان المغلظة ، وباالذي ( يجمد الدم في العروق ، إني ما أتميلح، ولا أستبوخ ، ولا أصور أكلي، ولا غرفة نومي ، وأفك الناس من شرّي ) ، كان ( ارتحنا ) من سماجة بعض العينات الماسخة، والفاسخة الحياء، التي كرهتنا، و(عيفتنا ) في هذه البرامج ، حتى أن بعض الدول وحفاظا على صورتها أمام العالم ،والذوق العام، وأخلاق شبابها حجبت مثل هذه البرامج .

( هب وقب ) الشباب هذه الأيام في برنامج اسمه ( keek كييك ) وهو آخر صيحة في برامج التواصل الاجتماعي ، وتعني ( النظرة السريعة ) والبرنامج مشابه لبرنامج تويتر من حيث الفكرة العامة، واليوتيوب كونه مقاطع فيديو، إلا أنها محدودة بـ( 36 ) ثانية فقط ، يعني مقاطع صغيرة فخير الكلام ( ما قل ودل ) و(زبدة الهرج كييك ) ، ولكن للأسف وكعادة بعض اصحاب النفوس المريضة ، والعقول الفارغة في الاستخدام السيئ لمثل هذه البرامج ، انتشرت وبسرعة البرق مقاطع فاضحة، وبذيئة، وماسخة جعلت من البرنامج ( عيب وفري جيب ) لدرجة أن البعض يخجل أن يكون في جهازه خوفا من ( افاااا ... محمل الكييك ... هذا أنت يالعاقل ) ، وبلغ من السخافة أنهم جعلوا له تحية خاصة ( هاي كييكرز ) و ( الكييكرز ) هم مستخدمو البرنامج ... وعلى فكرة - في الغالب - أول ما تسمع هذه التحية من البعض منهم ( اغسل يدك ) .
برامج التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين؛ فليس من الصواب أن نحملها ما نشاهده من سوء استخدام فهي مجرد برامج فقط ولكن ( الشرهة ) على من أساء استخدامها .
إن الـ ( 36 ) ثانية كافية لتكون ذات قيمة، وفائدة للمتلقي فهي كفيلة بنقل خبر، أو إثراء بمعلومة ، أو صنع ابتسامة ، بالأسلوب الجميل ، والكلمة الطيبة ... فالكلمة الطيبة صدقة ، و هناك من شبابنا الواعي من عرف قيمتها ، واحترم عقولنا ، فله منا كل تحية وتقدير وتشجيع واحترام .

خربشات فاضي

احمد بن جزاء العوفي

الأحد 10/03/2013