الصفحات

الاثنين، 11 مارس 2013

أسرار الغرام الأمريكي للإخوان!

في العلاقات الدولية لا غرام يقرب أو يبعد بين الدول إلا المصالح ولا شيء سواها، وما يُظن غراماً سياسياً تهبه الإدارة الأمريكية بسخاء للقيادة المصرية ذات الانتماء الإخواني ليس إلا من هذا القبيل !
لأجل هذا جاء وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى مصر، ولأجل هذا التقى أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي، ووزير الخارجية المصري محمد كامل مروة، وعمرو موسى من جبهة الإنقاذ المعارضة وليس البرادعي أو صباحي الممتنعين عن لقائه كنوع من الاحتجاج نحو ما اعتبراه تمالؤا أمريكياً للرئيس مرسي والإخوان !
فهم يرون في مصر وجهة افتراضية لمقاتلي القاعدة في الشمال الإفريقي لو انفرط الأمن في مصر وحلت الفوضى وأعمال العنف المسلحة، وهو ما لا يريدونه لتهديده مصالحهم ومصالح إسرائيل بطبيعة الحال، وبالنسبة للأمريكان يظل الإخوان أفضل الخيارات السيئة وليس غير ذلك!
واقع الحال أن حسابات الأمريكان ليست حباً في الإخوان بقدر ما هي بغض للسلفيين والقاعدة، ولو أسقط مرسي والإخوان - وهم من يمثلون الإسلام المعتدل في مصر في نظر الأمريكان - فالبديل: السلفيون والقاعدة، ومن يرَ غير ذلك فليأتِ بحركة دينية مصرية داخل العمل السياسي لها حضور في الشارع المصري وتمثل الإسلام المعتدل غير الإخوان المسلمين، هذا ما يتفهمه الأمريكان جيداً، وهم يعلمون أن مجيء السلفيين أو القاعدة لو تم فلن يكون في إطار ديمقراطي كما يتوهم الحالمون بإسقاط مرسي واستئناف العملية الديمقراطية بسلام، وإنما بشغب مضاد سيكون أكثر دموية وعنفاً على يد من يرون أن الشرعية اغتصبت منهم !
الأمريكان لا يجهلون أيضاً أن أعمال العنف المسلحة لو وقعت ستزلزل أركان الدولة المصرية، وقد تعيد تكوينها من جديد، لكن على يد من بيده القوة؛ وحينذاك لن يكونوا مجاميع البلطجية والبلاك بلوك الممعنين في أعمال شغب مدفوعة الثمن، وإنما على يد السلفيين والقاعدة الذين يحملون خطاباً دينياً مقدساً لدى أتباعهم والمنضوين تحت لوائهم.
والأمريكان لم يغفلوا تنقل مقاتلي القاعدة من جبهات القتال في أفغانستان والشيشان والعراق والصومال وسوريا، لذا فهم يرون في مصر وجهة افتراضية لمقاتلي القاعدة في الشمال الإفريقي لو انفرط الأمن في مصر وحلت الفوضى وأعمال العنف المسلحة، وهو ما لا يريدونه لتهديده مصالحهم ومصالح إسرائيل بطبيعة الحال، وبالنسبة للأمريكان يظل الإخوان أفضل الخيارات السيئة وليس غير ذلك !
اليوم السعودية
عبدالله الملحم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..