الصفحات

الثلاثاء، 23 أبريل 2013

"ببلي" وفقاعات المشايخ

لم لا يعرفها، فخدمة "ببلي" إحدى خدمات التواصل الاجتماعي الجديدة المشابهة لخدمة "تويتر" و"كييك"، إلا أنها تعتمد على التواصل مع المتابعين والأصدقاء والمشاهير وغيرهم من خلال الرسائل الصوتية عبر الجوال.

وقد لاحظنا جميعاً تهافت بعض طلبة العلم والمشايخ على هذا الخدمة وخروجهم في إعلانات على الطرق والصحف وغيرها، في خطوة أراها- من وجهة نظري- غير مناسبة إطلاقاً، ولا تليق بهذه الفئة من المجتمع التي يجب أن يكون لها سَمْتُها ومكانتها الاجتماعية، وأن لا تقدم نفسها للمجتمع تجارياً، كما يقدمه الفنانون والفنانات والمشاهير، وكأننا نتعامل مع سلعة على هيئة طالب علم أو شيخ!!. أرجو أن لا يُفْهَم من حديثي هذا انتقاص لأولئك المشايخ ممن نُقَدِّرهم ونحترمهم، وإن كنت أختلف مع بعضهم في عدد من الرؤى والآراء.

ودعوني أقول لهم: إن هذه الخدمة لا تختلف كثيراً عن باقي وسائل التواصل الاجتماعي، بل إن بعضها يمكن أن يكون أكثر عمقاً في التواصل مع المجتمع إذا احتوى على الصوت والصورة كتطبيق "كييك".

أما لبقية أفراد المجتمع فأرى التريُّث كثيراً في الاشتراك بها. أولاً لكونها خدمة غير مجانية، ثم لوجود خيارات أخرى مجانية متوفرة على أنظمة الأندرويد والآي فون.

وللعلم، فتتوفر تطبيقات لخدمة "ببلي" لنظام الأندرويد والآي فون، وقد أردت تحميل هذا التطبيق لنظام الأندوريد، لكن ظهرت لي رسالة تفيد بأنه "غير متوفر في بلدك"!!، ويعني ذلك بكل بساطة أن هذا التطبيق حُجب عنّا في السعودية!! فهل يعي مجتمعنا لماذا ظهرت الضجة والحماس الشديدان من قِبل شركات الاتصال وهيئة الاتصال في منع خدمات الواتس أب وغيرها المجانية؟!!. أعتقد أن الصورة وضحت بشكل كبير أمام "ببلي".

وقد رأيت تفاعلاً كبيراً على وسائط الإعلام الاجتماعي، وخصوصاً في تويتر، حول هذا البرنامج والدعوة للاشتراك به وحماس الكثير تجاهه، خصوصاً من الشباب من كلا الجنسين، وحديث بعض مشاهير تويتر حوله وتحفيز الناس للاشتراك به. وربما يخفى على البعض أن هذا الحديث والتشويق للبرنامج وإبراز العديد من المشاهير والمشايخ المشتركين في هذه الخدمة من خلال تويتر وغيره، ما هو إلا جزء من مصيدة الحملة الإعلامية المصاحبة لتقديم هذه الخدمة لإدخالك في وهمها والاشتراك بها.

وللعلم فإن الشركة الأم المطورة للبرنامج "ببل موشن" (Bubble Motion) تُشير على موقعها بأن من مميزات هذا الخدمة أنها تساعد شركات الاتصالات في تحقيق إيرادات إضافية في ظل الانخفاض العام لإيراداتها ككل.

وقفة بمقدار 359°:

بالمناسبة ربما لا يعلم الكثير، ومنهم المشايخ وطلبة العلم، أن كلمة "ببلي" أو “Bubbly” باللغة الإنجليزية مشتقة من الكلمة الإنجليزية “Bubble” وتعني فقاعة، فهل هذه الخدمة ستقدم لنا فقاعات صوتية من المشايخ والمشاهير سرعان ما ستختفي؟!

رويداً.. رويداً أيها المشايخ؛ فالدين لا يمكن أن يكون بضاعة مزجاة تُقَدَّم بهذه الصورة التجارية، مع كل المحبة والتقدير لكم، وفقني الله وإياكم جميعاً.

11 جمادى الثانية 1434-2013-04-2209:44 PM


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعليق :

صراحة يا د.عبد الرحمن
هذه الحركة   تأتي  استمرارا  لمتاجرتهم بالدين
نقولها بالفم المليان  ،بلا مجاملات  على حساب ديننا وعقولنا
ظهر  قرة العين في قنوات لبنانية  يعلم الجميع  طبيعتها
ولما استنكروا عليه  قال لأوصل الدعوة  لأكبر عدد !
بينما الحقيقة انهم  يستفيدون منه بالمادة الإعلانية !
وظهر هناك في بلدخليجي   و و
ووقعمع شركة اتصالات  حجبت يوما  من الأيام رسائل استنكار سب ام المؤمنين رضي الله عنها !
واليوم إسمعني وكلمني ..
كفاية استغفال للناس خصوصا بالدين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..