الصفحات

السبت، 20 أبريل 2013

استعداء الغرباء على الوطن

عقب أحداث الهجوم التفجيري على ماراثون بوسطن, انطلق ضيف قناة فوكس نيوز المعلّق إيريك روش، رافعاً عقيرته بالدعوة لقتل المسلمين كنوع من الرد على الهجوم. جاء هذا فيما لا أرغب في وصفه بـ«تغريدة» في تويتر وإنما هي رفع للعقيرة بأنكر الأصوات. وذلك عندما سأله أحد مستخدمي تويتر إن كان يلوم المسلمين على الهجوم، فرد روش بقوله: «نعم، إنهم أشرار. دعونا نقتلهم كلهم». ثم ادعى روش فيما بعد بأنه كان يمزح!
حاول الإعلام الأمريكي أن يهوّن من أمر إيريك ليظهره على أنه شخص لا يُعبأ بما يقول، إلا أن الأمر ليس كذلك. إيريك روش كاتب عمود يميني متطرف من مواليد نيويورك، وضيف متكرر على قناة فوكس نيوز، وقد اكتسب سمعته السيئة في انتخابات الرئاسة 2008 عندما سلط الضوء على التعليقات المثيرة للجدل التي أدلى بها جيريمايا رايت، القس السابق للرئيس باراك أوباما. ومقالاته تدل على أنه ينطلق من رؤية، فقد كتب مقالات نقدية ضد الإسلام في السنة الماضية، منها مقالة سمَّاها (نعم، الإسلام عدو). وجادل فيها بأن الإسلام لا يتوافق مع المجتمع الأمريكي. يقول روش:
«الإسلام لم يتفق أبداً مع الآخرين. وهذا بسبب كونه رؤية للكون وعقيدة، إيمان وشريعة، بدلاً من أن يكون مجرد دين. كل هذا يتعارض مع تسامحه حيال المجتمعات والثقافات المتباينة. هذه هي الحقيقة واليسار السياسي والإسلاميون في أمريكا يستغلون التعديل الأول في الدستور، كما يستغلون الطبيعة الكريمة للأمريكيين لكي ينتصروا علينا». إذن هذا الرجل يدرك تماماً الفرق بين المسيحية التي هي عقيدة بلا شريعة، مما ترك المساحة مفتوحة للعلمانية، والإسلام الذي هو عقيدة وشريعة، فلم يبق مساحة لا لعلمانية ولا لغيرها من النظم والقوانين.
ما تفوّه به روش ليس شذوذاً بل يمثل رؤية اليمين المسيحي المتطرف بكل عدائه لنا وسعيه لتدميرنا. لكن العجب كل العجب هو من أبناء هذا الوطن الذين يطيرون كل مطير بأي تهمة توجه لوطنهم ويفرحون بها، ولعلهم حزنوا أن السعودي الذي حقق معه مكتب الأف بي آي، اتضح أنه ضحية وليس جانياً كما كانوا يتوقعون.
بعضهم قد لا يتصور ضخامة الموقف، لكنها على كل الأحوال، مصيبة أن يوجد سعوديون يتقافزون لاتهام السعوديين بالإرهاب، متمنّين أن تعود سنوات الضغط على المملكة على غرار ما حدث عقب أحداث 11 سبتمبر، لعل هذا الضغط أن يغيّر وجه المملكة وأن يفرض عليها فرضاً ما يمسخ هويتها التي استمات آباؤنا وأجدادنا في الحفاظ عليها.
لست قلقاً على الدين ولا على الوطن، لكنني آسِ على من سكنتهم فكرة تغيير المملكة، ولو باستعداء العالم عليها، وحتى لو مارسوا دور ابن العلقمي مع المغول في قصة سقوط بغداد، في وطن ليس كبغداد القرن السابع، ولا بغداد 2003، بل وطن عصيّ على الكسر أبداً.

.
الشرق السعودية

خالد الغنامي

خالد الغنامي


٢٠١٣/٤/٢٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..