الصفحات

السبت، 6 أبريل 2013

مشروبات الطاقة .. أين الحقيقة ؟

امتلأت الأسواق والمحلات التجارية في الآونة الأخيرة بمشروبات  الطاقة ، وأقبل عليها الكثير من الناس ، بعد أن نجحت أساليب الترويج والدعاية لها في السيطرة على ذهن المستهلك بشكل كبير ، خصوصاً في أوساط المراهقين والشباب.
   مشروبات الطاقة هي في غالبها مواد كيميائية ليس لها فائدة غذائية أو صحية واضحة للإنسان ، وتعمل هذه المشروبات على توفير الطاقة وزيادة النشاط الذهني والجسدي عن طريق تحفيز الجهاز العصبي والدوري لجسم الإنسان ، بما تحتويه من مركبات كيميائية منشطة ومنبهة كالكافيين والسكر وبعض الأحماض الأمينية كالتاورين وبعض الأعشاب كالجنسنغ والجوارنا وغيرها.
   وكان أول ظهور لمشروب الطاقة بشكله الصناعي المطروح في الأسواق عام 1977م في الولايات المتحدة الأمريكية ، واتسع انتشاره بعدها حتى وصل عام 2006 إلى أكثر من 500 نوع من أنواع مشروبات الطاقة المختلفة والمتوفرة بشكل كبير في المحلات التجارية بجانب المشروبات الغازية وغيرها .
   وحيث إنه دوماً ما يثار الكثير من الشائعات حول هذه المشروبات ومخاطرها والأضرار الكبيرة التي تسببها ، وعن قيام بعض الدول الأوروبية بمنع بيعها ، فقد قمنا بالبحث حول صحة ما يذكر ، وجدنا أنه بلا شك هناك تضارب في الآراء حول هذه القضية ، وأقل ما يقال حولها أنها مثيرة للجدل ، وسنحاول هنا أن نستعرضها بشكل يسهل على القارئ الكريم التعرف على أبعاد القضية بشكل واضح .
  في البداية وجدنا أن منظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تصنف مشروبات الطاقة كمكملات غذائية ، و أكدت الهيئة أنها تقوم بتحقيقات عدة حول ما يصلها من تقارير من الأخصائيين الصحيين ومن المستهلكين أنفسهم عن المواد المضرة للصحة التي تتكون منها مشروبات الطاقة ، وخلصت إلى أن مشروبات الطاقة تتسبب في قلة النوم وزيادة نشاط الجسم وتركيزه ، لذلك تنصح الهيئة أن يقوم من يفكر بشربها باستشارة طبيبه ليتأكد من أنه سليم من أي حالة صحية قد تسوء بسبب استهلاكه لهذه المشروبات , كما أنه سبق أن نشرت صحيفة نيويورك تايمز أن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية استلمت أكثر من 90 تقرير حول تسبب مشروبات الطاقة بحالات صحية حرجة في المستشفيات ، بالإضافة لوجود تحقيق في الهيئة حول حادثة وفاة 13 شخص والشك بتورط أحد مشروبات الطاقة فيها . 

  أما في أوروبا ، فإن الشائعات المتداولة عن إيقافها تحمل بعض الصحة ، إلا أن الحقيقة أن فرنسا  والنرويج والدنمارك  مثلاً لم تسمح في البداية ببيع المشروب ، إلا أنه في النهاية سمح ببيعها في جميع دول الاتحاد الأوروبي ، كما قامت فرنسا بمنع مشروب (Red Bull) عام 2004 من الأسواق بعد حادثة وفاة الرياضي الأيرلندي عندما لعب مباراة لكرة السلة عقب شربه لأربع عبوات من المشروب ، إلا أن هذا القرار ألغي بحكم من الهيئة الأوروبية ، كما توقفت هيئة الغذاء الفرنسية عن مطالبها بمنع المشروب في عام 2008 بعد فشلها في إثبات خطره .
   وفي بريطانيا ، فهناك جهود محلية فقط لتحذير الطلاب من شرائها ، لكن لم يصل الحال إلى المنع ، وقامت هيئة الغذاء الأسترالية بتحديد نسبة الكافين في المشروبات بمعدل ( 145 ملغ / ل ) ، مع إبرازٍ واضحٍ في علب المشروبات التي تحتوي على كافيين .
   أما ما يخص السعودية ، فإن هيئة الغذاء والدواء السعودية فقد أفادتنا بأنها تقوم بإدراج كل مشروبات الطاقة بشرط تحقيقها للمواصفات والمقاييس المطلوبة (GSO1926/2009) ، ومن ذلك مشروب ريد بول المسجل في السعودية منذ عام 2001م ، وكانت الهيئة قد سبق لها أن نشرت بياناً في 2009 حول شائعة احتواء مشروب الطاقة  خاصة ريد بول  على مادة الكوكائين ، وقد أكدت الهيئة أنها لا تسمح بدخول أي مشروب من الحدود السعودية قبل تحليله والتأكد من سلامته ومطابقته لمواصفات هيئة التقييس لدول مجلس التعاون الخليجي , كما أن الهيئة تقوم بمتابعة هذه المشروبات بعد التسويق وسحب عينات عشوائية وتحليلها والتأكد من مطابقتها لما يتم تسجيله ، وأكدت أنه قد تم سحب عينات من الريد بول (Red bull ) الموجود في المملكة ومشروبات أخرى ، وتم التأكد من خلوها من مادة الكوكائين .
   وكنا قد تواصلنا مع الدكتور فهد الخضيري – عالم الأبحاث الطبية في مستشفى الملك فيصل التخصصي – فأكد على سلبية هذه المشروبات على صحة الإنسان بعد انتهاء مفعول تلك المنشطات والمنبهات ، وأنها ربما تسبب حالات إدمان على الكافيين ، وينصح الخضيري الشباب والطلاب بعدم شرب هذه المشروبات والاكتفاء بالشاي وقليل من القهوة ، والاعتماد على نشاط الجسم الطبيعي من خلال الممارسات الصحية مثل التمارين الرياضية والنوم الكافي في أوقاته المناسبة .
   أما في الإمارات ، فقد أصدرت هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس لائحة خاصة بتسجيل مشروبات الطاقة في العام المنصرم ، وفيها اشتراط ألا تزيد نسبة الكافيين على 32 ملغم ووضع بعض العبارات التحذيرية على المنتج ، وغيرها من الشروط ، كما أعلنت الهيئة في ديسمبر الماضي عن عزمها تطوير هذه المواصفات وتطبيق الجديد فيها خلال الربع الأول من هذا العام 2013 ، وذلك بعد التنسيق مع وزارة الصحة الإماراتية .
   أما فيما يخص الدراسات العلمية التي تحذر من هذه المشروبات بسبب آثارها الجانبية ، فهناك العديد من هذه الدراسات ، ومنها دراسة أمريكية قامت بها أكاديمية طب الأسنان العامة تبيّن أن مشروبات الطاقة تحتوي على كميات هائلة من الأحماض يمكن أن تؤدي الى تآكل مينا الأسنان ، ويقول الأخصائيون إن هذه التغيرات لا رجعة عنها، ما يزيد من خطر زيادة حساسية الأسنان وتسوسها ، وللتقليل من تأثير الحموض السلبي ينصح الخبراء بمضمضة الفم بالماء بعد تناول مشروب كهذا أو مضغ العلكة الخالية من السكر لتحفيز افراز اللعاب.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..