الصفحات

السبت، 27 أبريل 2013

"يا مدير عام السجون".. لماذا يخرج "السجين" من سجونكم وهو أكثر شراسة وحقداً على المجتمع؟

 برامجكم الإصلاحية فاشلة.. والسجين يصبح أكثر استعداداً لارتكاب الجرائمسبق تقول للمسؤول: يظل السجين مهما اقترف من جرائم إنساناً ومواطناً، أخطأ فنال عقابه.
وإن كان السجن مكاناً مخصصاً لعزل المجرمين والمخالفين عن المجتمع فإن من المنطق أن يتوافر لهذا الإنسان المسجون في هذا المكان المسمى "سجناً" حقوقٌ لا يمكن التغاضي أو التنازل عنها تحت أي ظرف من الظروف، أو لأي عذر من الأعذار، أهمها الاحترام والتعامل الإنساني العادل؛ حتى يعود أنساناً سوياً لأهله ومجتمعه.
فالسجن في مفهومه ومبدئه إصلاح لانحراف النفس البشرية، وتعديل لطبيعة غير سوية، وتصحيح لزلة إنسانية.. يسمح أن يعود المخطئ لصوابه، والمتجاوز لحدوده، والمقصّر لمساره الصحيح؛ حتى لا يخسر المجتمع المساجين، وحتى لا يصبحوا أكثر عداءً وإجراماً مدى الحياة.

وفي سجون السعودية يبدو الوضع مختلفاً، و"الحال مايل" كما يقول المثل.

وأمام وخلف القضبان هناك الكثير من حكايات الفساد المالي والإداري، وخيانة الأمانة، والتسيب، وإهمال المسؤولية، والاستهتار بالأنظمة والقوانين، حتى وصل واقع سجوننا إلى مستوى مُزرٍ في تهريب وترويج المخدرات بين المساجين من قِبل بعض الأفراد والعساكر المكلفين بحراستهم! وتزايدت المضاربات الدامية بين العصابات المسجونة، وكثر الطعن والحرائق، وتفشت الأمراض الجسدية والنفسية، فيكفي –كما يقال- أن يدخل السجين السجن السعودي وهو معافى جسدياً وعقلياً، ويخرج نتيجة ضعف الرعاية والاهتمام وهو مريض في عقله وجسده؛ ويصبح أكثر حقداً على المجتمع، وأكثر استعداداً لارتكاب الجرائم والمخالفات، وهذا ما تؤكده الدراسات الحديثة التي أشارت إلى أن أغلب المساجين في السعودية يعودون للسجن مرة أخرى لضعف برامج التأهيل والإصلاح، وهذا ما يؤكده أيضاً تعدد القضايا الإنسانية، وكثرة الحكايات والمآسي التي يعانيها المساجين "ذكوراً ونساءً"، وشكاوى أهاليهم من هدر معظم حقوقهم الأساسية بفعل فاعل؛ لذا نتجه إلى سعادة المدير العام للسجون في السعودية، اللواء الدكتور علي بن حسين الحارثي، متسائلين:
- لماذا أوضاع سجوننا بهذه الحالة المزرية في الهيكل التنظيمي، وتأخير التطوير الإداري، وتردي النظافة، وتدني مستويات الرعاية الصحية والإعاشة والترفيه، والتعامل القاسي رغم دعم الدولة السخي لهذا القطاع؟

- أين الأماكن المناسبة بالموقوف المطلوب إصلاحه بما يليق بمستوى كرامته وحقوقه التي يجب أن تقدَّم له؟

- لماذا يا سعادة اللواء هذا التكدس الكبير في العنابر والسجون في مختلف المناطق؟.. أين التوسع في بناء السجون في المحافظات والمناطق المختلفة؟ ومتى تنتهي "وعودك الإعلامية المتكررة" باستحداث إصلاحيات جديدة هنا وهناك؟

- لماذا مناقصات السجون ومشاريعها لا تطرح في منافسات عامة كما هو متبع في الأنظمة؟

- لماذا لا يفصل الموقوفون أصحاب الجرائم البسيطة وذوو الأحكام القصيرة عن مرتكبي الجرائم الكبيرة والقتلة وذوي الأحكام المؤبدة؟

- أين البرامج الإصلاحية الفاعلة للنزلاء؟ وأين تدريبهم المهني المناسب ليبدؤوا حياة جديدة لخدمة أنفسهم، وليخدموا المجتمع؟

-  ماذا تم في توجيه خادم الحرمين الشريفين بإنشاء محاكم في طرف الحرم الإداري لكل سجن أو قريب منه؛ حتى يتم تسهيل وتسريع وتيرة إجراءات النزلاء والنزيلات؟

- ماذا تم بشأن "وثيقة الرياض"، والتنسيق مع وزارة العدل لتطبيق الأحكام البديلة للمساجين، وتخفيض المحكومية للانضباط وحفظ القرآن الكريم وغيرها؟

- ماذا تم بشأن خصخصة السجون الكلية والجزئية، وتسليمها لشركات القطاع الخاص لتشغيلها كبقية دول العالم المتقدمة إدارياً؟

- إلى أي مدى يتحقق التأهيل بإنشاء المشاريع والورش والمصانع داخل السجون؟

-  وما حقيقة ما يتردد من أن هناك سجناء بلا محاكمات، وهناك مساجين انتهت محكوميتهم وما زالوا خلف القضبان؟

- وهل فعلاً العاملات في السجون لا يشتركن في الترقيات والمفاضلة مع زملائهم الرجال، ويتم تهميشهن؟

-  وماذا عن الأفراد الذين يطالبون بالمساواة مع الضباط في صرف بدلات مستحقة؟ ولماذا يتم تجاهل طلباتهم؟

-  وماذا تم يا سعادة اللواء الدكتور بشأن وضع حلول مُرْضية للإضرابات عن الطعام، وإضرام الحرائق، والمضاربات، وتهريب المخدرات، والمرضى النفسيين بين المساجين؟

- ولماذا كثرت عمليات تفتيش النزلاء ومضايقتهم وتعرضهم للإيذاء النفسي وحرمانهم من بعض الوجبات الغذائية وتهميش مطالبهم اليومية؟

- ماذا تم في شأن إلغاء "سوابق" المسجون من أجل أن يبدأ حياة جديدة؟

إننا يا سعادة اللواء الدكتور المدير العام للسجون نطالب بتعامل عادل إنساني للمساجين؛ فليس من الإنسانية تقييد حرية الإنسان خلف القضبان، وحرمانه من مطالبه البسيطة لمجرد أنه أخطأ أو ارتكب زلة؛ فبعض المنظمات الدولية التي يعنيها حقوق الإنسان لا تجامل، ولا تزال تقوم بإعطاء تقارير سلبية عن السجون السعودية؛ ما يعكس صورة إعلامية سلبية للمملكة أمام العالم.

كما أننا نطالب بتطوير مهارات العاملين من ضباط وأفراد؛ للتعامل بشكل أفضل مع المساجين؛ فذلك من أهم الأولويات الحالية، بما يمنع عودتهم للسجون مرة أخرى؛ فكثير من برامجكم الإصلاحية -للأسف- تفشل في تحقيق أهداف الردع أو الإصلاح، ويخرج السجين للمجتمع أكثر قسوة وجرأة على ارتكاب المخالفات من جديد؛ فمزيداً من التطوير والتحديث لهذا القطاع المهم؛ حتى ينطبق عليه مبدأ أن "السجن إصلاح وتهذيب وليس عقاباً"، وإلا فدع الفرصة لغيرك ولمن يخدم المجتمع والوطن أكثر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..