الصفحات

السبت، 25 مايو 2013

الليبراليون يستهدفون أسرة آل الشيخ

12-25-1433 02:24
  أسرة آل الشيخ تنتسب إلى رائد الدعوة السلفية الشيخ محمد بن عبدالوهاب , حيث امتد أثر هذه الأسرة منذ الشيخ حتى الآن ,وهي تغذي الثقافة الشرعية السعودية بالأسماء والكتب والعلماء الذين لعبوا درواً في الحفاظ على الطابع الشرعي للحالة السعودية ,ما رمى بظلاله الوارفة على طابع الأسرة ذاتها حيث امتازت بسمتها المحافظ حتى على أفرادها غير الشرعيين .وباتت معبّراً عن الالتزام والعلم والدعوة ,ولم تنفك عنه حتى الساعة رغم التبدلات التي طالت المجتمع السعودي بأكمله.

الليبراليون يستهدفون أسرة آل الشيخ
أسرة آل الشيخ اكتسبت وجاهة ذات خصوصية بين الأسر السعودية , سيما ذات الشأن منها .فإذا أحصينا أبرز خمس أسر سعودية لكانت أسرة آل الشيخ ضمنها .وهذه منة من الله ثم من وجاهة الدعوة ومجهودات الأسرة الشرعية ما فرض احترامها مع حداثة التجربة في الدولة السعودية الأولى.
ولو تأملنا خصوصية أسرة آل الشيخ لخرجنا بانطباع إيجابي يتمحور حول مميزات خاصة تمتعوا بها دون غيرهم منها الوهاجة الشرعية والمناصب والمصاهرات مع الأسرة الحاكمة ,وحيازة معظم أفرادها على شهادات عليا بوأتهم مواقع رفيعة ,فضلاً عن أنشطتهم التجارية التي أكسبتهم وجاهة إضافية.هذه المواصفات تحققت مع التزام جماعي من أفراد الأسرة لأدبيات الدين ,ومحافظتهم على وقار وثقل المسؤولية التاريخية التي تنطوي عليها همتهم ومعنوياتهم ,حتى بات الأسرة كالقلعة الحصينة المكينة يستعصي اختراقها أو المساس بطرف قصّي من أطرافها ما يسبب دوياً داخل الأسرة من فرط تماسكها الديني حتى باتت أشبه بالمؤسسة النظامية ,وليس هذا شأن أي أسرة أخرى مهما بغلت من رفعتها .
الفرد الواحد من أفراد هذه الأسرة يحمل داخله موقفا محافظا تلقاه من السائد الأسري والاجتماعي حتى بات أدنى تحول يتبدّى على فكر أحدهم أو سلوكه مثار دهشة ,وما تنطوي عليه من استنكار من أطراف وترحيب من أطراف أخرى ,سيما أن الصحوة الإسلامية السعودية بإرثها السلفي (الوهابي) أخذت في الصعود بمنطلقات وخلفية لا تتجاوز تعاليم الشيخ محمد بن عبد الوهاب ,ومشروعه وتعاليمه التي كانت واضحة وحازمة أضفت حزماً وتفريقاً صارماً بين الصواب والخطأ الشرعيين في خطاب الصحوة... إذاً الصحوة ذات صلة إيديولوجية بتعاليم الشيخ محمد بن عبد الوهاب وعلماء أسرة آل الشيخ منذ 300 سنة حتى الآن.
الارتباط العضوي بين الحالة الدينية السعودية والصحوة بمشروع أسرة آل الشيخ الدعوي ولّد إحساسًا سلبيا لدى أعداء الصحوة من الليبراليين تجاه التماسك الثقافي لهذه الأسرة ,والقيمة الرمزية العليا التي بثتها عبر القرون الماضية خصوصا أنه لم يعرف أحد من علماء الأسرة أبدى ضعفاً أو تخاذلاً أو مداهنة أو تمييعاً في مواقفهم وفتاواهم ,بل كانوا يمثلون درجة عليا في الحزم حيال بعض الشرعيين خارج الأسرة حدّ أن الحالة الدينية السعودية تسمى بـ (الوهابية) .


الليبراليون في مشروعهم ضد الصحوة (الوهابية) ظلوا في حالات مراوغة مترددة بين الثلج والنار.. كيف يسقطون الصحوة وهي مرتبطة بالوهابية المرتبطة بالشيخ محمد بن عبد الوهاب المرتبط ثقافياً ودينياً واستراتيجياً بالأسرة الحاكمة, فما كان منهم إلا المراهنة على الأفراد وليس الأسرة كمؤسسة ليحققوا مكاسب داخل فن الممكن ,سيما أن أفراد آل الشيخ بشر كبقية خلق الله يقفون أمام خيارات فكرية وايديولوجية ورغبات وطموحات وشهوات وشبهات .والقول بغير هذا ادعاء للعصمة.
فالليبراليون تعاملوا مع أسرة آل الشيخ كبقية الناس من حيث تلقيهم وقبولهم بالرأي المخالف مهما بلغ مداه .ولأنها أسرة علم فإن كتب الفكر والليبرالية سيكون لها موطئ قدم في مكتباتهم وحيزاً في فكر بعضهم غير المحسوم فضلاً أن أفراداً منهم بحثوا عن الظهور بتبني المخالف وحققوه.
الليبراليون يرحبون بهكذا تحول وتسرب من القلعة الحصينة الذي يعدونه انشقاقاً عن النظام الوهابي .وكم ذا عمل الليبراليون مع الشيعة وغلاة الصوفية جنباً إلى جنب في سبيل الإطاحة أو إضعاف الحالة السلفية بتبني بعض مقولات ضد السلفية قال بها أبناء أسرة آل الشيخ بدءاً بسليمان بن عبد الوهاب أخي الشيخ محمد ,وكيف غلا في تسويقها الشيعة وانتهاءً بالليبراليين من هذه الأسرة الذين تخصصوا في النقد والإقذاع ضد الصحوة محاولين تنزيه الشيخ محمد حذرا من أبناء أسرتهم والسلفيين عموماً .فهذا الكاتب محمد آل الشيخ يقول إنه مع الوهابية وضد الصحوة في محاولة منهكة مفتعلة لعملية فصل سيامي. الصحافة الليبرالية رحبت وأبدت ارتياحاً لهذه الانشقاقات ضد الحالة الدينية ككل ,فمكنوا لهم مساحات إقطاعية داخل الصحف لا ليعبروا عن مواقفهم الخاصة ,بل عن انشقاقاتهم وعن جيل جديد من أسرة محمد بن عبد الوهاب من قبيل (وشهد شاهد من أهلها).
الأوساط الليبرالية دفعت محمد آل الشيخ إلى الواجهة ليجعلها حربا أهلية داخل الأسرة ,وليشتم بالوكالة عنهم فهاهي مواقع التواصل الليبرالية تحيط محمد آل الشيخ بوهج خاص ,ليس لعمقه ,بل لانشقاقه والتحاقه بالليبرالية ليؤسس فرعاً جديدا من آل الشيخ داخل البيت الليبرالي. ثم هاهي حصة آل الشيخ وشناعة من قالت عن الله وهي التي مكنت هي الأخرى في المنابر لتقع في كارثة عقائدية جعلت الأسرة والسلفية في قلق ما أطرب الليبرالية لنجاحها في استدراج فرد يتولى تحريك الراكد مهما كان التحريك ومهما كان الراكد.


تسليط الهالة على محمد آل الشيخ كان يهدف إلى إسقاط آل الشيخ ثقافياً وليس دينياً فقط .فمحمد أسوأ من يمكن أن يمثل الأسرة خلقاً وكتابة وبذاءة ,وكأن الليبرالي يقول: هذا نموذج منكم ومن بيتكم الحصين فكان أن استدرج هذا المهرج للإساءة لأسرة آل الشيخ بأكملها.
أسرة آل الشيخ على وعي بهذه الاستراتيجيات الليبرالية ,وتتخذ إجراءاتها ضدها بما يليق بمقامها ,وبمحاولات الليبرالية استهداف أفرادها لتسريع نجاح المشروع الليبرالي.
..........



محمد عبد الله الهويمل


المثقف الجديد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..