الصفحات

الأحد، 26 مايو 2013

النكتة بين الإضحاك وتغيير الأفكار


النكتة ليس بمعناها اللغوي (الطرفة)
(النكتة)،هي الاسم الذي تعارف أهل عصرنا على إطلاقه على (الطرفة)، و(النكتة)،في اللغة،كما

في (محيط المحيط) :
والنكتة : ( المسألة الدقيقة أخرجت بدقة نظر وإمعان فكر من نكت رمحه بأرض إذا أثر فيها لتأثر الخواطر باستنباطها أو لأنها تأثر في النفس قبضا أو بسطا ويقال لها اللطيفة إذا كان تأثيرها في النفس حيث تورث نوعا من الانبساط وقيل النكتة من الكلام الجملة المنقحة المحذوفة الفضول) {المعلم بطرس البستاني ( محيط المحيط) مادة ( نَكَت)}
فلعل من سمى (الطرفة) بــ (النكتة) فعل ذلك من باب أنها تورث في النفس نوعا من الانبساط.
في تصوري أن (النكتة)،لم تعد تهدف إلى إثارة الانبساط،أو الابتسام،أو حتى القهقهة،ولكنها أصبحت أكثر تعقيدا،ولعلها كانت كذلك،كما سوف نرى،أو كما سنتساءل،في الأسطر التالية.
(النكتة) – وهذه آخر مرة أكتبها بين قوسين – هي سرد حكاية،قصيرة – حقيقية،أو متخيلة- بشكل منطقي،ثم يتم كسر المنطق،في النهاية المخبأة،فيُحدث ذلك شيئا يشبه (الصعقة)،الكهربائية الخفيفة،تنتج،لا نوعا من الانبساط،ولكن ضحكا قد يصل حد القهقهة. ولعل سؤالا يرد هنا، لماذا يضحك البعض على النكتة،أكثر من مرة؟ لا أملك جوابا لهذا السؤال، ولكنني أقول ربما كان ذلك (عقلانيا)،وليس (انفعاليا). أي أننا نعرف أن هذه النكتة،مصنوعة بشكل جيد.
المثال الذي يحضرني الآن - وإن تكن النكتة فيه (قديمة) – تلك الطرفة،التي تقول أن رجلا ذهب إلى طبيب نفسي،وقال له،الحق زوجتي مجنونة،لدرجة أنها تربي (معزة)،في غرفة النوم!! قال له الطبيب،لا بد من الصبر عليها،حتى تُشفى،وفيما يتعلق،بالروائح الكريهة،عليك بالتنظيف الدائم،و ترك الباب،والنوافذ مفتوحة. وهنا انتفض الرجل،أترك النوافذ مفتوحة؟!!
- نعم.
- يا سلام .. ويطير الحمام بتاعي.
حتى وإن قتلنا النكتة – بطريقة سردها - فإننا نشير إلى أن (القصة)،كانت تسير بشكل منطقي،رجل يشتكي زوجته،المعتلة نفسيا،شيء طبيعي،الزوجة تربي حيوانا في حجرة النوم!شيء غير طبيعي،ولابد أن نشفق لحال الزوج،المضطر للعيش في (زريبة) للحيوانات.يقترح الدكتور الصبر على المريضة،حتى تُشفى،شيء طبيعي.الدكتور يقترح لمواجهة هذه المشكلة،أو لمواجهة بعض تبعاتها،حلا معقولا.أما أن ينتفض الزوج،لدعوة الطبيب إلى ترك النوافذ مفتوحة،شيء غير طبيعي،نسبيا،ويحتاج إلى شرح،لنعرف سبب امتعاض الزوج.أما أن يكون سبب الامتعاض،أن زوج،السوي جدا،يربي،هو الآخر،في حجرة النوم ... حماما!! فتلك اللحظة التي (ينكسر) فيها المنطق!! .. فيضحك من يضحك،أو يبتسم من يبتسم .. أو لا هذه،ولا تلك!!!
إذا أردنا أن ندخل إلى النكتة،بصفتها،أختا،أكبرى،للفنون التي تدعو إلى (تغيير برمجة العقول) بطرق غير مباشرة،إذا أردنا ذلك فلابد أن نذكر في البداية أن لدنيا قصة مع تلك النكات،أو مع الكتب التي تنشرها.
قبل ما أكثر من ثلاثة عقود،إبان إصابتنا،أجاركم الله،بداء القراءة،أو داء التحدث إلى الورق،والتطفل على أفكار الناس،في تلك الفترة،كنت أتابع سلسلة تهتم بالنكت، اسمها ( اضحك مع ..)،ويخصص كل عدد لموضوع بعينه.
ومع التوغل في أدغال الكتب الممنوعة،أو معاناة،منع،ومصادرة الكتب،لفت نظري،أن كتب النكت،مشحونة بنكت الجنس،والصور العارية،في وقت كانت صور النساء،على أغلفة المجلات تطمس!
في حمى الغضب من منع الكتب،والتي من المؤكد أن بعضها،قد يكون ما فيه أقل بكثير مما تحتوي عليه سلسلة النكت تلك،وحتى (التجديف)،كانت هناك نكتة واحدة على الأقل تتعرض للموضوع. ( نكتة الرجل الذي جاء إلى الجمارك،يركب دراجة،فسألوه إن كان معه شيء،فاقل معي الله .. ولن أكمل).
في حمى الغضب تلك تفرغت لأعيد قراءة تلك المجموعة في وقت واحد،بعد أن كنت أقرأ كل جزء عند شرائه.
حقيقة هالني – وقد تجمع لديّ ما يملأ كراسا من النكتة - ما وجدت !! كم هائل من النكت الخارجة،وصور أكثر خروجا!!
ثم بدأت أتابع النكت،في كتب التراث،وغيرها،من الكتب،ثم النكت،التي راجت في أشرطة التسجيل في فترة معينة،مثل أشرطة أحمد غانم،وفكري الجيزاوي،وأشرطة محلية مشحونة بالنكت. كان الجنس دائما حاضرا،كما في إحدى حفلات العيد التي أحياها أحمد غانم،وانتشرت لدينا هنا. واللافت في تلك الحفلة،أن النكت،والمونولوجات،كانت تلقى على جمع غفير من الناس،رجالا ونساء،كبارا وصغارا. فحين تقال في جمع كهذا،نكتة (الطفل الذي ذهب مع والده لشراء خروف العيد،إلى آخر النكتة)،فذلك يعني أن الأمر تجاوز حد الكتب التي تقرأ من قبل فئة معينة،وعلى أقل تقدير لا تُقرأ بشكل جماعي!! ثم جاءت الطامة الكبرى،حين دخلت رسائل الجوال ( المحمول،الخليوي،الموبايل)، النصية على الخط،فقد أصبحت تلك الرسائل،أكثر ميلا إلى زيادة الفحش،والحرص على أن تكون النكت،أكثر مباشرة!! أي الابتعاد عن ما يمكن أن نسميه،تجاوزا،بالنكتة الخارجة/المهذبة!! ونعني بذلك النكتة الخالية،من الألفاظ المباشرة.(أقرب مثال على ذلك،نكتت "عاش من شافِك" .. من سمعها،فقد سمعها،ومن لم يسمعها،فهو لم يسمعها).
لابد أن نشير هنا،إلى النكت (الرسائلية)،إن صح التعبير، خفت بعض الشيء بعد أن دخلت إلى الساحة (مقاطع الفيديو)،فكأنها صرفت الناس،نسبيا،عن الرسائل النصية.
بعد سرد قصتي مع النكتة،أعود إلى ما دفعني إلى الكتابة عن النكتة،ويتلخص في ملمحين :
الملمح الأول :
يتعلق هذا الملمح بأسئلة تدور في ذهني دائما،حين أقرأ النكت التي توظف بعضا من آيات القرآن الكريم،فيلح على ذهني سؤال:هل هذه النكت،وهي نكت تراثية في مجملها،هل تهدف تلك النكت إلى الإضحاك فقط؟!! أم أن الأمر يتجاوز ذلك؟!!
ولعلي أتذكر هنا،عنوان كتاب للأستاذ عادل حمودة،والذي نشره،على حلقات في جريدة كويتية – لعلها الأنباء- تحت عنوان : ( النكتة .. السياسة أم فكاهة،أم جنس؟)،ثم نشر تلك الحلقات،في كتاب جاء تحت عنوان،مغاير تماما للعنوان الصحفي،ربما من أجل السماح للكتاب بدخول إلى الأسواق العربية،أما العنوان الجديد فهو : (كيف يسخر المصريون من حكامهم)!!
كي لا نطيل،أكثر مما أطلنا،ندخل إلى التطبيق،أو نورد بعض الأمثلة:
تأتي النكتة،في البداية،أقرب إلى الاقتباس من القرآن الكريم،مثل تلك القصة التي أوردها صاحب (نثر الدر) – الآبي توفي سنة 421هـ،على الأرجح- عن أبي العيناء.حين اغتيل أحد الأشخاص،فتم الحديث عن الموضوع،عند الأمير. وكان كبير حرسه،واسمه (موسى)،متهما بقتل الرجل. فعلق أبو العيناء،بقوله : (فوكزه موسى فقضى عليه). وبعد أيام لقي،كبير الحرس،أبا العيناء،في الطريق،فقال له،تشنع بي عند الأمير؟ فقال أبو العيناء : ( أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس).كما تأتي النكت أيضا، على ألسنة (العامة)،والتي قد تُحمل على الجهل،مثل تلك المرأة، التي عادت إلى أختها، مرعوبة، من قراءة الإمام لآية : ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء )،وقد أرعب المرأة تصورها أن الإمام يحرض الرجال على النساء(المعنى اللغوي للكلمة).ومثل ذلك الرجل الذي كان يصلي خلف أحد الأئمة، والذي قرأ : (إنا أرسلنا نوحاإلى قومه). فأغلق على الإمام،فظل يردد نفس الآية. فقال الرجل : نوح لا يريد أن يذهب أرسل غيره.
ثم يتطور الأمر،وهو أمر قد لا يخلوا من السياسة،الله يلعن شيطانها،ليتجاوز (العامة)،وصولا إلى الخليفة شخصيا!! والخليفة المعني هو،هارون الرشيد - (الخليفة المفترى عليه)، حسب عنوان كتاب الدكتور عماد الدين خليل- وقد قرأت النكتة،على أنها حصلت للرشيد،مع أبي نواس،الشاعر،والقصة،أن الرشيد،كان يؤم المصلين،فقرأ :
(ومالي لا أعبد الذي فطرني ..)،فقال أبو نواس : والله لا أدري. ضحك الرشيد،حتى قطع صلاته!!
ثم رأيت ابن خلدون،أورد القصة،منسوبة لغير أبي نواس :
(ولقد زجر- الرشيد –ابن أبي مريم مضحكه في سمره حين تعرض له بمثل ذلك في الصلاة لما سمعه يقرأ (وما لي لاأعبد الذي فطرني) ياسين 22،فما تمالك الرشيد أن ضحك،ثم التفت إليه مغاضبا،وقال : يا ابن أبي مريم في الصلاة أيضا؟ (ص 49 "مقدمة ابن خلدون").
رغم أنني قرأت تلك الطرفة،وإن نسبت إلى أبي نواس،أكثر من مرة،في أكثر من كتاب،إلا أنني لم أقرأ زجر الرشيد،لمن أضحكه،أيا كان!!!
حتى الفحش،وجدنا نكتا،تضعه في سياق القرآن الكريم!!! ونعني تلك الطرفة،التي جاءت في باب الحديث الساخر،عن جهل القصاصين. القصة تقول،أن القاص،كان يفسر سورة يوسف،وحين وصل إلى ما يتعلق بالنسوة، قال : وصلا إلى سيرة (..)، كلمة تعني المومسات. وقصة أخرى،في نفس السياق،تقول أن القاص،قرأ،آية في وصف الحور العين. ثم التتفت إلى المستمعين، وقال : هؤلاء ليسوا مثل (..) – نفس الكلمة السابقة- اللاتي في بيوتكم.
لافت للنظر،عدم استعمال العابرة القرآنية (الزواني)!! وهي كلمة مرعبة،بما يتعلق بها من عقوبة!!! إذا تجاوزنا (قذف)،جميع نساء المستمعين،الافتراضيين،فهل اختيار الكلمة الأخرى،جاء صدفة،ودون قصد .. وفي النكتتين؟!!
أما المثال الأخير،فهي طرفة،مبكية،لو عرفنا قدر كلام الله جل وعلا،والنكتة،أيضا،حصلت في الصلاة!! يبدو أن الصلاة تحولت إلى المكان المفضل للتنكيت!!! لن أورد النكتة،وهي وقف سيء في غير مكانه من الآية الكريمة :
( ومن يكون الشيطان له قرين فساء قرينا).. ولا نقول إلا .. حسبنا الله ونعم الوكيل.
الملمح الثاني :
هذا الملمح أيضا،يتعلق بسؤال يخطر في بالي،حين أرى كما هائلا من النكت،يدور حول (العرض)،هل لهذه النكت من أثر؟! حين يفتح الإنسان فهمه – يُغلق عقله- ليضحك على نكتة (عِرضية)،إن صح التعبير،هل تكون لديه قابلية أكثر لتلقي الأفكار؟!! أم القضية ليست أكثر من فكاهة،وتسلية،لا أكثر ولا أقل؟ ..نرجو ذلك.
ليس من اليسير نشر النماذج المباشرة،ولكننا نكتفي بالأمثلة الأقل حدة.
توجد نكتة،تحمل نفس الفكرة،وكأن إحداهما ترجمة،وتعريب للأخرى.
تقول الأولى،أن رجلا،دخل إلى(البار)،غاضبا،وطلب كأسا كبيرا من الخمر.فسأله الساقي،عما به؟فأخره أنه عاد من سفر،فوجد (شمسية)،أو(مطرية)،فاختلس النظر من النافذة،فوجد رجلا،مع زوجته. وهنا يسأله الساقي: وماذا فعلت؟ فيقول الرجل : كسرت شمسيته،وقلت : والآن أتمنى أن تمطر السماء.
أما النسخة الثانية،فإن الزوج قد وجد دراجة،بدلا من الشمسية،ثم أجاب على سؤال الساقي،قائلا :
نفستلو ياها.
طبعا هذه النكت المخففة،أما الباب نفسه ففيه .. وفيه .. وفيه.
كتبت الكلام السابق ثم وقفت على هذه النكتة،في أحد المواقع،ومعها بعض التعليقات :
(زوجتي الحبيبة : لا أستطيع إرسال راتبي هذا الشهر،لذا سأرسل 100 قبلة... زوجك المخلص.
بعد أسبوع أرسلت الزوجة خطاب رد إلى زوجها. الزوج الغالي :
شكرا لقبلاتك الــ 100،وإليك تفاصيل النفقات :
أنفقت مع بائع الحليب قبليتن.
أنفقت على البقال 7 قبلات.
صاحب المنزل يأتي كل يوم ويأخذ قبلة أو قبلتين.
أبو اللحم والكرفس ما كانوا راضين بالقبلات بس،لذا أعطيتهم مواد أخرى.
ناس آخرين كالبواب والسباك أخذوا ما يقارب 40 قبلة.
رجاء لا تقلق علي،عندي الآن 35 قبلة،وأنا أتمنى أن تكفيني لهذا الشهر. وسوف أتبع هذه الطريقة في الأشهر المقبلة، لأنها حلت لي الكثير من المشاكل.)
النكتة مرسلة من قبل عضو لقبه (السمو) – له 3845 مشاركة – وقد علق على النكتة كل من :
("الخطر القادم" – الإدارة - :
(( أمحق زوجة والله ما قصرت عملت الواجب وزيادة))
تعليق آخر :
( the king ههههههههه اقتابس "والله ما قصرت عملت الواجب وزيادة")).
تعليق ثالث :
(( العميد : ههه ههه ههه ههه ههه).
تعليق رابع :
(( علي العرياني – 2340 مشاركة - :
"الجود من الموجود أضن {هكذا} بيتوب من إرسال القبلات بدل الفلوس .. مشكور يا السموووووووو")).
تعليق خامس :
(( مبناوي : ليتني ساكن في حيهم)).
من يتابع النكت يعلم أننا لم نشر إلى أكثرها إساءة،أعني تلك النكت التي تصور حضور الزوج لاغتصاب زوجته،وكلمة اغتصاب أضفتها من عندي تخفيفا للموضع،وإلا فإن النكت المقصودة،تغيب ما ينتج عن الاغتصاب – لأنها تهدف إلى الإضحاك،أو إلى أشياء أخرى – من عنف أو آلام،ففي تلك النكت تبدو المرأة إما راضية،أو مغيبة،وكأنها غير موجودة!! هناك نقطة أخرى،وهي متعلقة بوضع النكت في صور قصص حصلت فعلا،ولعلكم لاحظتم في النكتة التي نقلناها عن أحد المواقع،أقصد قول أحد المعلقين، أنه يظن أن الزوج سوف يتوب ولن يرسل (قبلا) بدل النوقد مرة أخرى!! وكأننا هنا أمام قصة حقيقية،لا مجرد نكتة!!
لا أشك أنني أكره أن أرتدي ثوب المبالغ،لذلك فإنني أتسأل فقط،عن تأثير تلك النكت التي تنهش الأعراض،وتحولها إلى مادة للضحك : هل لذلك من تأثير .. يا متخصصين؟
ولعلنا نسأل أيضا – في الهامش – عن تأثير تلك النكت التي تسخر من (الزواج) وتصوره كسجن،يخنق الزوجين .. إلخ هل لذلك من أثر على المتزوجين؟
ومن لا يقدر قيمة،أو تأثير النكتة،فعليه أن يقرأ ما جاء في كتاب الأستاذ عادل حمودة،من أن بعض النكت (المثبطة)،يُقال أنها كانت تُصنع في السفارة الأمريكية. وقد أورد عدة نكات،كأمثلة،للأهداف التي صنعت من أجلها تلك النكت.
1 – مرشد السياحي،يشرح لبغض السائحين ما يتعلق بالآثار المصرية. وحين انتهى أراد أن يقوم بعمل دعاية لمصر،وكانوا في مغارة،فقال : مصر أقدم حضارة. فرد الصدى : مصر أقدم حضارة. فقال المرشد: حضارة خمسة آلاف سنة. فقال الصدى : حضارة خمسة آلا سنة. فتفاعل المرشد،وقال : وحنحارب اليهود. فقال الصدى :
- في المشمش.
2 – عند الحدود المصرية الفلسطينية،حيث يرابط الجيش المصري،وجيش الاحتلال،قرر الجيش المصري أن من يحضر رشاش (عوزي) الإسرائيلي،يحصل على ترقية. أحد الجنود أصبح يُحضر رشاشا كل أسبوع،فراقبه رئيسه. فوجده،يسلم دبابة للإسرائيليين،فيسلمونه رشاشا. بمعنى أن رشاش تكسبه مصر،تكسب إسرائيل مقابله دبابة،ولا ننسى مسالة الخيانة.
3 – على الجبهة،أيضا،وعند الاستيقاظ،ينادي جندي إسرائيلي :
- عوضين ... عوضين
- نعم
- اسكت يا جاهل.
غضب الجندي المصري،واشتكى لرئيسه من أن اليهود يشتمونه،فقال،رد عليهم،فأخبره أنه لا يعرف اسم الجندي،فقال له رئيسه،نادي على أي اسم من أسماء اليهود. فرح المجند،وسهر الليل كله،حتى إذا أصبح الصباح :
- كوهين ... يا كوهين.
- مين بينده؟
- أنا عوضين.
- اسكت يا جاهل.
هكذا ترسمنا النكتة ( المصنوعة) منهزمين أبدا،خاسرين أبدا،حتى الصدى يعلم أننا لن نحارب.
وبعد .. فهذه الأسطر لا تهدف إلى التسلية بنشر النكت، ولكنها تطرح أسئلة – دون مبالغة – عن الدور الذي تلعبه النكتة – إن كان لها من دور - كما أنها مجرد (فرشة) ؟؟

أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..