الصفحات

الخميس، 27 يونيو 2013

واقعة مقتل المتشيع حسن شحاتة

أصابني الذهول أمس عندما قرأت خبر اتصال وزير الخارجية المصري بنظيره الإيراني لكي يقدم له اعتذار مصر عن واقعة مقتل أربعة من النشطاء المتشيعين على يد جمهور غاضب في إحدى قرى محافظة
الجيزة ، لأن مثل هذا الاعتذار هو تدشين لمرحلة تعترف فيها مصر بولاية إيران على القلة المتشيعة هنا في مصر وأنهم أصبحوا من رعاياها وفي حمايتها وأن أي مكروه يتعرضون له فإن إيران صاحبة حق في مراجعة السلطات المصرية والحصول على توضيحات أو اعتذارات أو حتى تعويضات ـ ربما ـ في المستقبل،


الواقعة التي حدثت هي شأن مصري خالص، تحت الولاية الحصرية للسلطات المصرية، لأن الواقعة بين مواطنين مصريين، والجهات الأمنية المصرية وجهات التحقيق المصرية والقضاء المصري ـ فقط ـ هم المكلفون بمتابعة هذا الملف وتلك القضية، فما دخل إيران في الموضوع لكي يقدم لها وزير الخارجية المصري الاعتذار، ذلك تطور خطير، ويعني أن مصر تعترف الآن بأن إيران نجحت في خلق بؤرة اختراق في مصر وأصبح من حقها التدخل في الشؤون الداخلية للدولة، وأنا أعتقد أن السيد محمد كامل عمرو وزير الخارجية مدين بالاعتذار لنا نحن الشعب المصري بعد هذا الاعتذار المهين الذي قدمه ـ مجانًا واعتباطًا ـ لإيران ، وكان أولى به أن يطالب إيران بالاعتذار عن الإعدامات الجماعية لنشطاء أهل السنة في الأحواز العربية المحتلة وبلوشستان وغيرها من المناطق التي ابتليت بالتطرف المذهبي الشيعي، وكانت إيران مدينة بالاعتذار لمصر والعرب والمسلمين والإنسانية جمعاء عن جرائمها الوحشية في العراق وفي سوريا الآن ضد الشعب السوري الصابر،

والحقيقة أن موضوع مقتل المواطنين الأربعة في "أبو النمرس" تحول إلى مادة للمزايدة السياسية، ودخل جزءًا من تصفية حسابات بين الرئيس مرسي وجماعته من جانب ومعارضيه من جانب آخر، والحقيقة أن المسألة لا تتصل بالرئيس مرسي ولا بالسياسة الرسمية الحالية، فلو كان الرئيس المصري غير مرسي ما كان ذلك ليمنع وقوع مثل هذه الحوادث، لأن لها طابعًا عفويًا بفعل الغضب والشعور بالكبت من قبل مواطنين عندما يرون أعز ما لديهم من مقدسات ورموز تشتم وتلعن وتسب علنًا دون أن يوقف ذلك سلطة ولا قانون، والمواطن حسن شحاتة الذي قتل على يد أهالي القرية لم يقتل لأنه يعتنق المذهب الشيعي،

ففي مصر آلاف البشر يعتنقون مذاهب مختلفة وبعضها غريب جدًا وبعضها إلحاد ينكر الأديان والألوهية والنبوة وكل شيء، ولا يتعرض لهم أحد، ولكن هذا الرجل أشاع جوًا من الكراهية الدينية الرهيبة على مدار سنوات، بتعمده شتم السيدة عائشة أم المؤمنين رضوان الله عليها بألفاظ بذيئة للغاية ويتهمها في شرفها ويصفها بأن راقصات شارع الهرم أشرف منها، ويسب أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضوان الله عليهما بألفاظ مقززة للغاية ويصعب ذكرها هنا، ويمكن لأي قارئ بضغطة زر على محركات البحث أن يسمع من كلامه وخطبه ما يندى له الجبين،

ولنا أن نتخيل شخصًا يسب أباك بأنه شاذ جنسيًا من النوع السلبي مثلًا، ويعيد ويزيد في هذه الشتيمة في كل مجلس ويتلذذ باستفزازك بهذا الأمر، كيف يمكن أن توضع مثل هذه الوقائع في إطار حرية الاعتقاد؟!

أنا لا أبرر أبدًا مسألة أن يوقع العامة العقاب بالشخص، وأرفض ذلك لأنه من باب الفوضى، ولكن عندما توضع الأزمة في سياقها الحقيقي يمكنك أن تفهم لماذا كان رد فعل العوام عصبيًا وشديد الغضب بالصورة التي كشفتها الواقعة والتي توضح حالة من الاحتقان الرهيب، وإذا نزعنا هذه الخلفيات من سياق الواقعة فلن نفهم شيئًا، ولن نعالج شيئًا، بل سنفاقم الغضب الشعبي وننتظر المزيد من العنف.

حذرنا وحذر غيرنا مرارًا وتكرارًا، من أن الاختراقات الإيرانية لمصر عن طريق محاولة نشر التشيع لا صلة لها بدين أو مذهبية، وإنما بعمل استخباراتي لخلق بؤر توتر طائفي من نوع جديد تسمح لإيران بمد ذراعها الأمنية والسياسية في عمق الدولة المصرية، وأخشى أن يكون المخطط الإيراني قد وضع قدمه بالفعل على النحو الذي سمعناه في تصريحات وزير خارجية مصر.
................
المصريون


جمال سلطان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..