الصفحات

الثلاثاء، 11 يونيو 2013

حفلة «الإيمو»... في الخبر!

الثلاثاء ١١ يونيو ٢٠١٣ أتحفظ على تسويق مصطلح «عبدة الشيطان»، وأرى أن يستبدل بالمصطلح الشوارعي الشاذ الآخر «الإيمو» في ظل حضور المصطلح الأول ووجوده الخجول والصامت والمستتر، لكنه حضور يتنامى في غياب الرقيب والمحاسب والمسؤول، ولا أظنه تمكّن من غزونا إلا ولأن وراءه من الأسباب ما لم نتشجع لضبطها، ولأننا نتعامل مع كثير من المخالفات والقضايا المزعجة على اعتبار أنها مشاهدات نادرة وطارئة على الثوب الأبيض والعباءة السوداء، ولا تستدعي أن تُقطع من المفصل.
قبضت الجهات الأمنية بمشاركة جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فجر أول من أمس على أكثر من ١٠٠ طالبة، وذلك بقاعة فندق شهير بمحافظة الخبر بعد تلقي جهاز الهيئة بلاغاً عن عزم الفتيات تنظيم حفلة «للبويات» والإيمو وطقوس عبدة الشيطان تحت غطاء حفلة تخرج للطالبات.
ولادة مثل تلك الأخبار وامتلاؤها بتفاصيل مزعجة يقوداننا للخيبة، وأنا لا أشكك فيها، إنما أخاف أن يشوبها شيء من التهور والتسرع في عدم التثبت والتعميم، فـ ١٠٠ طالبة يحملن هذه الرغبات أو يذهبن للقاعة وهن يعلمن ويعرفن ماذا ستحمل ليلتهن من ترتيبات خارج النص يقود إلى زاوية أخرى من الرأي، وهي زاوية مشبعة بالخوف والقلق على مستقبل يبدو مظلماً ومجهولاً بمعنى أدق.
لا أنكر انتشار «البويات»، وهو المصطلح الشوارعي الشاذ، ورفيقه الشاذ الآخر «الإيمو»، لكن وجود هذا الرقم في قاعة فندق وبالمضبوطات العينية من الملابس والآثار و«تَاجَين» لأفضل البويات، وكذلك غرف تبديل الملابس كلازم من لوازم الاحتفال، يؤكد أن هناك لعبة رديئة وكبيرة تمرر عبر عقول هؤلاء الفتيات، وأجزم أن نصفهن قدم إلى المكان على اعتباره مقراً ملائماً لفرحة التخرج ليس إلا.
على جهاز الهيئة أن يعلن وبجرأة عن التفاصيل التي تتربع وراء هذا الخبر، قد أذهب بابنتي ذات يوم لحفلة تخرج برفقة زميلاتها، وأصدم بأن ابنتي كانت رقماً بريئاً في مساء شاذ، الصمت عن الحادثة ودفعها كأن شيئاً لم يكن سيؤزمان الموقف، ويزرعان الشكوك في صدقية الجهود.
لا نريد لفتياتنا أن يكنَّ مجرد طابور خلف بوابة لا يعلم من وراءها وماذا بعدها؟ الحفلة الشاذة الكبيرة إن صح تكلف كثيراً من المال، وتستنزف جهوداً مضاعفة، ويستغرق الترتيب لها مئات الاتصالات المحفوفة بالسرية والحذر، وهنا مفاتيح الحلول والأجوبة المحرقة.
الرقم ١٠٠ استثناء من مجمل الأخبار المحلية التي وصلت لأعيننا في اليوم الفائت، واستثناء في الترتيب والتخطيط واستخدام الفكرة الظاهرة لأجل قصة مبطنة خطط لها بعناية، فوراء الـ ١٠٠طالبة ١٠٠ أب و١٠٠ أم وقلق عام لا ينقطع، وربما نوم طويل عن متابعة النشء آن له أن يتقلص، الجهات الرسمية وجهاز الهيئة عليهما أن يفصحا أكثر، أو سنعتبر القصة برمتها مفبركة أو متعجلة ومقدمة للشكوك على اليقين.
 ...........
الحياة



علي القاسمي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواضيع مشابهة - أو - ذات صلة :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..