الصفحات

الأحد، 7 يوليو 2013

الحكم بالديمقراطية حكم علماني سواء بالإخوان أو ببني علمان

   الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه ... أما بعد :
اعلم أرشدك الله بأن الزعم أن حكم الأحزاب المنحرفة كالإخوان المسلمين بالديمقراطية حكم بالإسلام وحكم غيرهم وإن كانوا مسلمين حكم بالكفر مجرد دعوى لا تقوم على ساق .

فالجميع يحكمون بغير ما أنزل الله وزاد الإخوان أن جعلوه من الإسلام وقد أفتى أهل العلم الراسخين بعدم صحة هذا التفريق لأن ما بني على باطل فهو باطل.
علما بأن للإخوان المسلمين حكومات قائمة في تونس وفي تركيا صرحوا صراحة ﻻ تقية بأن العلمانية من الإسلام وحال إخوان مصر لن يبتعد عن ذلك طوعا أو كرها.

ودعوى التدرج في تطبيق الشريعة على نهج الإخوان هي دعوى تمسخ دين البسطاء من المسلمين ففي ماليزيا شرعوا عبادة بوذا وجعلوا الديسكو إسلاميا تحت دعوى التدرج كما جاء في مقال بعنوان ((الوثنية في ماليزيا والإسلام السياسي)) للدكتور خالد صقر الباحث الأكاديمي والمحاضر بجامعة ماليزيا التكنولوجية يقول فيه وفقه الله :

"
 من منا يعلم أن بماليزيا أكبر تمثال في العالم للصنم الهندوسي “لورد موروجا” ارتفاعه 43 متر ويحج إليه الهندوس من شتي الأصقاع ، وهذا التمثال يقع في واحدة من أهم المناطق السياحية القريبة من كوالالمبور العاصمة وهي منطقة “باتو كيفز” أو كهوف باتو…ويقصد هذه المنطقة الهندوس من كل بلاد أسيا للاحتفالات السنوي وممارسة شعائرهم…كما أنها منطقة سياحية تدعهما وتنميها الحكومة الماليزية

من منا يعلم أن بماليزيا أكثر من 40% من السكان (وثنيين) يعيشون ويمارسون شعائرهم الوثنية بحرية في بلد ذو دستور يفترض به أنه إسلامي (بحسب المعايير القياسية العربية) وبه أغلبية مسلمة ! فالدستور الماليزي ينص علي أن الإسلام هو الدين الرسمي للبلاد ومبادئه هي المصدر الرئيسي للتشريع كما هو الحال في العديد من الدول العربية علي رأسها مصر

 
من منا يعلم أن ماليزيا بها محاكم شرعية تطبق الفقه الشافعي في الفصل في القضايا (البسيطة) بين المسلمين ، بحسب اختيارهم…تماماً مثل فكرة المحاكم المختلطة التي كانت موجودة في مصر في بداية القرن العشرين

من منا يعلم أن الحزب الإسلامي الماليزي (إخوان مسلمين) يحكم إحدي الولايات (كيلانتان) حكماً ذاتياً منذ أكثر من 20 سنة ، ولكنه لم يطبق الشريعة حتي الآن بحجة أن (الوقت غير ملائم) و أنه (يطبقها بالتدريج)

المشايخ والعلماء في ماليزيا يحتجون في سماحهم للوثنية بالبقاء والنمو في أرض الإسلام بهذا الشكل بحجة فقهية أصبحت الآن مألوفة جداً في مصر

إن الأطروحة الفقهية لهؤلاء تنص علي أن الرسول صلي الله عليه وسلم قد عاهد قريش بدون جزية ولم يحطم لهم أصنامهم آنذاك ، بل وقبل ذلك صلي وطاف بالكعبة وعندها الأصنام ، وأنه كذلك عاهد اليهود في المدينة وقد امتلأ القرآن الكريم بذمهم والتحذير منهم ، وكان هذا بدون جزية كذلك

لهذا فيرون أن معاهدة البوذيين والهندوس علي أساس (حقوق المواطنة) و (المساواة في الحقوق الواجبات) ليست مخالفة للإسلام علي هذا الأساس…فهم لهم نفس الحقوق والواجبات ويدخلون الجيش…إذن لا جزية لأنها (اختيارية)…ويحتج أحد أكبر فقهاء ماليزيا داتو محمد تحرير بن داتو شمس الدين وهو المفتي السابق للولاية التي أعيش بها الآن ، يحتج علي ذلك أيضاً بالمصلحة والمفسدة…فيقول أن محاولة فرض الجزية علي الوثنيين الذين تبلغ نسبتهم أكثر من 40% سوف تؤدي لمفسدة كبيرة وهي استثارة المجتمع الدولي علي المسلمين هناك وربما الدخول في حرب أهلية ، بينما المصلحة ضئيلة وهي قيمة الجزية ، والتي يمكن تعويضها ببعض المشاريع الوقفية….طبعاً هذا أصبح كلام مألوف جداً الآن


بقي أن نسأل

ماذا فعلت “المادة الثانية” في الدستور الماليزي منذ 1957؟؟ بل ماذا فعلت المحاكم المختلطة منذ 1957..؟؟

ماذا فعل (الحزب الإسلامي) في كيلانتان ؟ من أكبر إنجازاته إنشاء مراقص غير مختلطة…ديسكوهات للنساء وأخري للرجال ! ولا أمزح !

هل نجحت (بدعة مرحلية الأحكام) في الوصول بماليزيا إلي تطبيق الشريعة أم أنها زادت انسلاخ المسلمين ن دينهم ورسخت الليبرالية ومبدائ المساواة الغربية في نفوسهم أكثر وأكثر…؟؟

إذا كانت (السلطة) هي السبيل للإصلاح ، لماذا لم يقبلها النبي صلي الله عليه وسلم عندما عرضتها قريشٌ عليه وحقن دماء أصحابه ؟ وعندها كان يستطيع أن يبدأ في تطبيق الشريعة بالتدريج بمجرد تسلمه ملك العرب كما اقترحت عليه قريش !! " . انتهى كلامه مختصرا

ولذا أفتى كبار أهل العلم كالشيخ ابن عثيمين رحمه الله بفساد دعوى البعض الزاعمة أن التعاون مع الأحزاب المنحرفة كالإخوان المسلمين ضد العلمانيين من الولاء الواجب للإسلام كما في هذه الفتوى :
شاهد الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
"
هل من الحكمة التعامل مع الاحزاب لمواجهة العلمانية" على YouTube - http://www.youtube.com/watch?v=zWp2dfCDvVg&feature=youtube_gdata_player

نص الفتوى :
سائل يقول : هل من الحكمة العمل مع الأحزاب الإسلامية التي تواجه العلمانية والشيوعية وغيرها من المبادئ الهدَّامة ؛ أم الحكمة ترك هذه الأحزاب وترك العمل السياسي مطلقًا ؛ جزاكم الله خيرًا ؟

الجواب : الحكمة في هذه الأحزاب ؛ أن نعمل بما كان عليه السلف الصالح من سلوك الطريق الصحيح في أنفسنا أولاً ؛ ثم في إصلاح غيرنا ؛ ( وفي هذا كفاية في رد الأعداء ) ، والعمل مع الفرق الأخرى الضالة التي تنتسب إلى الإسلام قد لا يزيد الأعداء إلاَّ شدة ( ! ) لأنهم سوف يدخلون علينا من البدع الضالة ؛ ويقولون : أنتم تقولون كذا وكذا ؛ لأننا أمامهم طائفة واحدة !! ؛ فيحصل لنا الضرر في هذا الاجتماع المشتمل على البدع والسُنة ، لكننا نجانب هذا كله وندعُو من طريق واحد ؛ وهو طريق السلف الصالح وكفى به كفاية ؛ وما هذا الفكر الذي يقول نجتمع كلنا من أهل السُنة وأهل البدع في مقابلة الأعداء ؛ ما هذا النظر إلاَّ كنظر من يقول : هات الأحاديث الضعيفة واجمعها في الترغيب ؛ واجمع الأحاديث الضعيفة في الترهيب من أجل أن يرْغب الناس في الطاعة وأن يرْهبوا من المعصية ، وهذا خطأ ( !! ) . ولهذا لا نرى إيراد الأحاديث الضعيفة لا في الترغيب ولا في الترهيب ؛ لا نرى إيرادها إطلاقًا ( ! ) ؛ إلاَّ مقرونة ببيان الضعف ؛ لأن في الأحاديث الصحيحة الكفاية . كذلك في طريق السلف الصالح ( الخالص ) من شوائب البدع فيه كفاية .اهـ

والله أعلم وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أبو طارق النهدي
28
شعبان 1434 للهجرة



**ماذا فعل ما يسمى بالحزب الإسلامي الماليزي (اخوان مسلمون) عندما حكم مقاطعة كلانتان عشرون عاما بدعوى التدرج في تطبيق الشريعة
**

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..