تغريدات حول الاستفادة من التجارب الفاشلة

رأيت الفتن في أيامنا توقد بمشعلين : قلة العدل في الحكام ، وقلة الصبر في المحكومين وكلاهما خلاف محكمات الشريعة .

قال تعالى ( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) فإذا تخلف نصر الله للناس فواجبهم أن يوقنوا أن ذلك لتخلفهم في نصره عز وجل.

دروس كثيرة كان ينبغي على المسلمين الاستفادة منها في تجاربهم الفاشلة مع أعداء الدين منذ خمسين سنة فتكرار الأخطاء نفسها لا يقبل معه عذر
الآية ٥٥ من سورة النور جمعت شروط تحقيق وعد الله بالتمكين والاستخلاف في الأرض ومن مشكلاتنا اليوم استنجاز وعد الله دون تحقيق شروطه
على الدعاة والمصلحين في العالم الإسلامي أن يستفيدوا من تجارب الفشل الكثيرة ويبدأوا بما بدأ به الله فكفانا مغامرات لا نجني منها إلا مزيداً من الخسائر

الدعوة للإيمان وعمل الصالحات وإخلاص العبادة مفتاح التمكين في الأرض كما قال تعالى (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ..)ولذا فهي أعظم جهاد وأعظم عمل سياسي.

ما مر من الفتن والبلاءات على المسلمين شئ مما ينتظرهم ولا حول ولا قوة إلا بالله ولا مخرج منها إلا بالتزام وصايا الرسول لأمته في عصر الفتن.
رأيت من يفرون بالتأويل من التزام وصايا الرسول لأمته عند الفتن وظننت أنهم سيفعلون ذلك عند الدجال ويقولون ليس هذا الدجال الوارد في الحديث
كثيرون لا يكتفون بتأويل الأحاديث الصريحة في الفتن كي يعطلوا العمل بها بل يصفون من يدعوا لإعمالها بصفات أظنها مدعاة عقوبة
ليست الحرية هي المغامرة بالشعوب ودمائها ومكتسباتها في معارك خاسرة بل الحرية في صبر النفس لأحاديث رسول الله القاضية باعتزال الفتن ولزوم الجماعة. 


لا يحل لك وصف من يلتزم بوصايا الرسول في أيام الفتن بالخنوع والذلة والاستكانة وغيرها من الصفات فهو عامل ٌ بأحاديث صحيحة حتى لو خالفتَه في فهمها
الفشل الأخير للمسلمين في محاولات التغيير يجب أن لا يمر كما مرت تجارب الفشل السابقة دون أن تسجل دروسها

أكثر الذين سجلوا تجارب الفشل السابقة من الإسلاميين اقتصروا على ذكر البطولات والأمجاد لكن القليل منهم من واجه الأخطاء وحاول بيانها

لا يكفي أن نقول إن سبب الفشل هو تكالب الأعداء والخيانات ، لابد أن نبحث في داخلنا وإعدادنا واتباعنا لأمر الله في مثل هذه المواقف (قل هو من عند أنفسكم)
عندما عصى بعض الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم امتحنهم الله بالهزيمة في أحد ولسنا بأعز من صحابة رسول الله عند الله فلننظر ماذا تركنا من أمره

د. محمد السعيدي

To: سليمان الأحمد

_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :