الصفحات

الاثنين، 5 أغسطس 2013

المفكر "رفيق حبيب": مصر أمام الاختيار بين علمانية عسكرية أو مدنية إسلامية

المفكر

2013-8-4 |
قال الدكتور رفيق حبيب، المفكر القبطي، إن الانقلاب العسكري استهدف إعادة
شبكات نظام مبارك للمشهد السياسي وتقوية الدولة العميقة لتصبح شريكاً أساسياً في الحكم أياً كانت السلطة المنتخبة مع جعل هذه الدولة العميقة تحت قيادة عسكرية مركزية، معتبراً أن الهدف المركزي للانقلاب تقنين نظام سياسي يقوم على نموذج الدولة القومية العلمانية.
وأضاف حبيب في دراسة تحت عنوان «استعادة الثورة .. سيناريو إفشال الانقلاب»، نشرها عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن الانقلاب العسكري يفشل إذا لم يحقق أهدافه ويصبح غير مؤثر في المستقبل، قائلاً إنه إذا انتهت كل آثار الانقلاب العسكري بمجرد انتهائه فمعنى هذا أن الانقلاب فشل، وإذا بقيت آثار مستقبلية له تشكل مسار العملية السياسية وملامح النظام السياسي يكون الانقلاب قد نجح.
وأشار حبيب إلى أن استعادة المسار الديمقراطي الحر والنظام السياسي الديمقراطي يعني أن الانقلاب قد فشل، أياً كانت الخطوات التي تحقق هذه الاستعادة وأياً كانت مراحل استكمال بناء النظام السياسي الديمقراطي.
وتحدث حبيب في دراسته عن «الإفشال التدريجي للانقلاب»، معتبراً أن المرحلة الأولى من المواجهة مع الانقلاب العسكري تتركز أساساً في إفشال السياسية البوليسية القمعية وإفشال عودة جدار الخوف مرة أخرى، كما ربط بين استمرار الصمود في الشوارع والميادين وبين الفشل التدريجي للسياسة القمعية، رغم السياسات القمعية وسياسة القتل والمذابح.
وتابع حبيب بقوله إن المرحلة الثانية من المواجهة مع الانقلاب العسكري تتمثل في مرحلة الصمود والاستمرار، أي مرحلة التأكيد على أن القوى الرافضة للانقلاب العسكري، لن تتعامل معه باعتباره أمراً واقعياً بل سوف تظل ترفضه وتعتبره خروجاً على الشرعية، الأمر الذي يؤدي لعدم استقرار الانقلاب ولا يصبح حالة واقعية تم قبولها ولو بالصمت عليها.
أما المرحلة الثالثة لمواجهة الانقلاب، وفقاً لما قاله حبيب في دراسته، فهي تتحقق في التمدد الزماني والمكاني والشعبي لحركة مقاومة الانقلاب العسكري، فكلما تمددت حركة الاحتجاج السلمي زمانياً وجغرافياً وتمددت أيضاً عبر قطاعات واسعة من المجتمع، أصبحت حركة مواجهة الانقلاب عملياً حالة عامة في المجتمع واضحة ومؤثرة، مما يجعل الانقلاب يواجه بحالة متنامية من الرفض الشعبي، وقادرة على التمدد المستمر.
وأكد حبيب في دراسته على ضرورة تعريف الناس بحقيقة الانقلاب العسكري، وكيف تم التخطيط له وتزوير حجم الحشود وكيف وظفت قطاعات من المجتمع لتأييد ما ترفضه أصلاً وكيف تم تغييب وعي قطاعات من المجتمع لدرجة سمحت لقادة الانقلاب بسلب إرادة فئات من المجتمع.
وكشف حبيب، عن أن الصراع يدور أساساً بين هوية علمانية وهوية إسلامية، معتبراً أن فرض الهوية العلمانية يحتاج إلى عسكرة الدولة لحماية الهوية العلمانية المفروضة على المجتمع، إذ إن المجتمع المصري لا يقوم على هوية قومية عرقية، ولهذا يصبح الاختيار الأساسي بين دولة علمانية عسكرية ودولة مدنية إسلامية، أي بين دولة عسكرية تفرض هوية على المجتمع لا تعبر عنه ودولة ديمقراطية تحمل الهوية التي تعبر عن المجتمع والتي تمثل اختيار التيار السائد فيه.
..........
العصر


_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..