الصفحات

الجمعة، 23 أغسطس 2013

الليبراليون المصريون: خصومنا نازيون يستحقون السحق والإبادة

قالوا قديما إن خصومهم تكفيريون، يرمون الآخر بالزندقة والكفر، ويسعون بشتى السبل إلى إبادتهم،
وإنهاء وجودهم، ورغم ذلك لم نر منهم-في وقت غلبة خصومهم وتمكنهم منهم- معتقلا واحدا أو مضطهدا أو قتلا –بيد خصومهم- كما نرى هذه الأيام في صفوف خصومهم الألداء وأعدائهم القدامى الجدد.
لقد أثبتت الأيام أن الليبراليين والعلمانيين من أشد الناس خصومة وعداوة لكل مخالف لفكرتهم وطريقتهم، سيما المخالفين لأيدلوجيتهم الفجة، التي يسعون لفرضها وإجبار الناس عليها بقوة السلاح والمؤامرات والتزييف.
فالناظر للمشهد العربي والإسلامي سيما المشهد المصري يلحظ هذا الأمر بقوة، حيث سعى العلمانيون ومن سار في ركابهم من الليبراليون وغيرهم من أصحاب الأفكار التغريبية، سعى هؤلاء إلى إخماد الصوت الإسلامي، وقمع كل مناد بالفكرة الإسلامية وتحكيم الشريعة وهيمنتها على كل شيء في الحياة.
وصرنا نرى من بينهم من يرمي الإسلاميين بالكفر والزندقة ويصفهم بأنهم أعداء للدين والوطن، وكان من آخر تهمهم-العبثية- اتهام خصومهم سيما جماعة الإخوان المسلمين بالنازية!!
حيث شبّه السفير المصري لدى بريطانيا أشرف الخولي، جماعة الإخوان المسلمين في مصر بالنازية، واتهمها بمحاولة الهيمنة على المجتمع المصري خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي.
ففي حديث له نشر على صفحات الـ(ديلي تليغراف) قال الخولي "إن أيديولوجية الإخوان المسلمين سعت للهيمنة على المجتمع المصري مثل النازية، في حين حاول مرسي بعد انتخابه رئيساً وخلال فترة حكمه لمدة عام إلى جعل كل شيء يخضع لسيطرة جماعة الإخوان المسلمين، مع أن الثقافة المصرية ومنذ أكثر من 5000 عام هي مزيد من الأديان والحضارات والدين الاسلامي هو عنصر واحد من ملاح الشخصية المصرية".
وهي مغالطة، بل أكذوبة سعى الفصيل الليبرالي المدعوم بالسلطة إلى ترويجها وتكررها في كل محفل من محافلهم، رغم أن الحقيقة خلاف ذلك، ودليل كذبهم بقاء الفصيل الليبرالي وتواجده على الساحة المصرية (السياسية والفكرية) على مدار العام الذي حكم فيه الإخوان المسلمين مصر.
بل إن ما نراه هذه الأيام يشير إلى عكس ذلك، فما أن تم لليبراليين والعلمانيين ما أرادوا بإزاحة جماعة الإخوان المسلمين عن الحكم، والإسلاميين بصفة عامة، والإطاحة بأول رئيس مدني منتخب حتى رأينا خصومهم من الإسلاميين يملئون السجون في مشهد انتقامي يذكرنا بالأجواء المصرية في بدايات النصف الثاني من القرن المنصرم، حيث التنكيل بكل مخالف والزج به في غياهب السجون، والانتقام غير المبرر لفصيل يختلف فكريا وسياسيا مع الحكام الجدد وبطانتهم من الليبراليين والعلمانيين.
ولتبرير ما يحدث في مصر هذه الأيام أضاف السفير أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر "مثل النازية التي طالبت بتغيير كل شيء وتغيير الناس على طريقتها، كما أن الحملة العسكرية ضدها لا تختلف عن رد فعل بريطانيا على أعمال الشغب في لندن عام 2011م، لكنها تحولت إلى دموية حين بدأت الجماعة بإطلاق النار على قوات الأمن".
وفي تصريح متهرئ له ومغالطة أخرى قال السفير "لو لم تكن هناك أية أسلحة لدى المتظاهرين لكانت الشرطة أوقفتهم وأخذتهم إلى السجن من دون وقوع إصابات، ولكن عندما يكون المتظاهرون يحملون مسدسات وبنادق مصوبة ضد الشرطة فان الأخيرة يجب أن تدافع عن نفسه".
أما المغالطة هنا فتتمثل في ادعائه أن المتظاهرين كان يحملون سلاحاً وهي فرية أثبتت الأحداث الأخيرة كذبها، وإلا لماذا لم يستخدم الإخوان السلاح في أحداث النصب التذكاري، أو رابعة، أو النهضة، أو غيرها من المشاهد الدامية.
أما الاهتراء فيتمثل في إعطاء الحق للحكومة في القبض على المتظاهرين الذين لا يحملون السلاح، فالسفير في تصريحه السابق يخيِّر المتظاهرين بين أمرين أحلاهما مر، فإما الاعتقال ومن ثمَّ التعذيب والتصفية، وإما القتل المباشر على يد قوات الأمن.

مركز التأصيل للدراسات والبحوث

_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..