الصفحات

الجمعة، 2 أغسطس 2013

رحلة الالتفاف الكامل على الربع الخالي - الجزء الأول

                                                          بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...... وبعد :
رحلة الالتفاف الكامل على الربع الخالي
هو عنوان هذا التقرير لرحلة الربع الخالي التي دعيت للمشاركة فيها من قبل الصديق العزيز / إبراهيم
بن صالح الربدي وهو مهندس الرحلة ومنسقها وإليه يعود الفضل بعد الله تعالى في الترتيب مع الجهات الأمنية والمعنية هناك .
فكرة الرحلة كانت مشتركة بين الدكتور عبدالله المسند والأستاذ إبراهيم الربدي والأستاذ عبدالله العقيل  ومن خلالهم تم تشكيل الفريق المكون من تسعة أعضاء
وهم بالإضافة إلى الثلاثة السابقين :


الدكتور عبدالله السكاكر
والأستاذ حمد الطعيمي
والأستاذ حمد الواصل
والأستاذ عبدالرحمن الجليدان
والأستاذ عبدالرحمن الشاوي
وأنا معدُّ هذا التقرير .
والدكتور عبدالله المسند هو قائد الرحلة بترشيح الجميع
هذه الرحلة علمية استكشافية بحثية .


تاريخ الرحلة :


بدأت الرحلة فجر يوم الجمعة الموافق 13/3/1434هـ
وانتهت مساء يوم الجمعة الموافق 20/3/1434 هـ
واستمرت ثمانية أيام كاملة .


انطلقت الرحلة من القصيم مرورا بمدينة الرياض ليكون المبيت الأول في مزارع شركة نادك في حرض  وقد قام الإخوة هناك باستقبالنا وضيافتنا أحسن استقبال  فجزاهم الله خير الجزاء على كرمهم البالغ وحفاوتهم الكبيرة .


صبيحة اليوم الثاني انطلقنا نحو الشرق حتى وصلنا مفرق الشيبة قبل مركز البطحاء الحدودي مع دولة الإمارات  لنتجه بعد ذلك جنوبا لمسافة 350 كم وكان مبيتنا الثاني في رمال الربع الخالي قبل الوصول إلى شيبة بحدود 70 كم   وتحديدا جنوب هجرة شبيطة .


وفي صبيحة اليوم الثالث انطلقنا لمركز حرس حدود الشيبة حيث كنا في موعد معهم على وجبة الغداء  والحقيقة أننا لقينا من حرس الحدود من الكرم والحفاوة في قطاع البطحاء وقطاع عردة وقطاع شرورة مانعجز عن وصفه   فهناك استقبال حافل في كلّ مركز مررنا به خلال الرحلة الطويلة
بالإضافة إلى إتاحة الإمكانات كلها وتوفير الوقود والمياه وطرق حرس الحدود الخاصة بهم .

وتوفير كل وسائل الراحة للفريق .


بعد تناول الغداء في مركز حرس حدود شيبة تم التوجه إلى أرامكو السعودية في الشيبة حيث كانت الشركة قد أعدت لنا برنامج استضافة لمدة 24 ساعة    وكان برنامجا مميزا وحافلا بالمفاجآت التي تقدمها أرامكو دائما لزائريها  ومن خلال الصور والتعليق عليها سنتعرف على بعض جوانب ذلك البرنامج الرائع .
وفي شركة أرامكو كان مبيتنا الثالث في الجناح الخاص بضيوف الشركة  بعد انتهاء برنامج أرامكو في الغد تم التوجه إلى مقر شركة الروسان للمقاولات التي تعمل في مشروع طريق عمان الجديد
وهو مشروع عملاق يربط المملكة العربية السعودية بدولة عمان الشقيقة عبر منفذ حدودي مباشر في أم الزمولة  الإخوة في شركة الروسان أصروا على بقائنا وتناول العشاء معهم والمبيت عندهم  ولذلك كان مبيتنا الرابع في مقر شركة الروسان وفي صبيحة الغد قاموا باصطحابنا إلى الجزء المتجه إلى عمان شرقا
واطلعنا على سير العمل هناك .


والحق أن الشركة تعمل بقوة كعادتها في كل المشاريع التي أنجزتها شركة الروسان  فلهم منا كل الشكر والتقدير على حسن الضيافة ولهم جزيل الشكر على جهودهم في هذا المشروع الحيوي الذي يخترق رمال الربع الخالي  بعد الوصول إلى آخر نقطة في طريق عمان شرقا كان التنسيق مرة أخرى مع حرس الحدود في قطاع البطحاء للسير عبر ردمية حرس الحدود  حتى نصل إلى آخر نقطة تابعة للقطاع وهي مركز زرارة وتقع بالقرب من التقاء الحدود السعودية الإماراتية العمانية     وبعدها ندخل في قطاع جديد تابع لحرس الحدود في المنطقة الشرقية وهو قطاع عردة
هذا القطاع سيستمر معنا أكثر من 500 كم قادمة بمحاذاة الحدود السعودية العمانية   وقد لقينا من الإخوة في هذا القطاع حفاوة بالغة وكرما عظيما كما لقينا من الإخوة في قطاع البطحاء
وقد مررنا بعدة مراكز بالإضافة إلى قيادة القطاع ومن أبرز المراكز التي مررنا بها في هذا القطاع مركز ذعبلوتن   كما مررنا بمنطقة القعد وهي رمال نجمية جميلة الشكل  كما مررنا بسبخات أم الحيش وتتميز بينابيع الماء الكبيرة والتي تشكل بحيرات جميلة بين الرمال
بعد قطاع عردة الطويل وصلنا نقطة التقاء الحدود السعودية اليمنية العمانية لندخل في قطاع جديد تابع لمنطقة نجران  وهو قطاع حرس الحدود بشرورة  وقد كانوا في غاية الكرم والسماحة وحسن الاستقبال  ولا يسعنا إلا أن نشكر القيادة العامة لحرس الحدود على كل ماقاموا به من جهود جبارة في إنجاح هذه الرحلة وتذليل كل العقبات والصعوبات أمام الفريق  فبارك الله في جهودهم وشكر الله لهم نبلهم وشهامتهم وأريحيتهم .
وكان من أبرز المعالم التي مررنا بها في منطقة التقاء الحدود السعودية واليمنية والعمانية عين مهولة
وهي عين حارة كبريتية فوّارة  ولم نستطع تجاوز هذه العين دون السباحة فيها وتجديد النشاط بعد رهق طويل في غياهب الصحراء  كانت نهاية الصحراء بالنسبة لنا هو الوصول إلى مركز الخرخير   والحقيقة أننا وجدنا الخرخير فوق مافي تصورنا  فقد كنا نظنها هجرة صغيرة ذات بيوت متناثرة وإذا بها شوارع فخمة وبيوت جميلة متناسقة ومرافق حكومية متكاملة



أحبتي الكرام


أطلت الحديث في المقدمة والتي أردتها أن تكون مقدمة للصور ترتب الأفكار في أذهانكم والحقيقة أنني كنت أتمنى أن أضع الرحلة كلها بين أيديكم في تقرير واحد  ولكني علمت أنني إن أنا فعلت ذلك ظلمت الرحلة باختصارها وظلمتكم حين أخفيت عنكم بعض جوانبها   وإن أنا وضعتها بحيث لا ظلم فإنني أطيل التقرير إطالة تقصم ظهري وتمل القارئ الكريم
ولهذا آثرت أن أجعلها في جزأين يفصل بينهما شهر أو قريبا منه  وسيكون الحديث عن مشاهداتنا من بداية الرحلة إلى نهاية اليوم الرابع حيث الخروج من قطاع البطحاء والدخول في قطاع عردة    في هذا الجزء الأول من التقرير   وباقي الرحلة سيكون في الجزء الثاني من التقرير بإذن الله تعالى : 
والآن ننتقل إلى الصور والتعليق سيكون تحت الصورة






مسار الرحلة باللون الأبيض
وقد أحطنا بالربع الخالي إحاطة السوار بالمعصم بحمد الله وتوفيقه  طول مسار الرحلة حسب عداد السيارة تجاوز 4500 كم





لقطة تذكارية لأعضاء الفريق في مزارع نادك بحرض ومعهم أبو فهيد العرجاني  وهو الذي تولى مشكورا القيام بمهام الضيافة ويملك معلومات هائلة عن الربع الخالي  وأحد القلائل الذين يعرفون طرق الربع الخالي ومجاهله المخيفة .






جانب من الضيافة في نادك


الطريق المؤدي لشيبة حين يمر بمنخفض وادي السهباء   ومنطقة السبخات الكبيرة ( سبخة مطّي وسبخة الحمر )  حيث يقل الإرتفاع عن سطح البحر في بعض أجزاء الطريق  هذه السبخات كانت مغمورة بمياه الخليج العربي في يوم ما .






هذا حادث انقلاب شاحنة في الطريق إلى شيبة وقع قبل مرورنا بلحظات وقد سلّم الله صاحب الشاحنة





في بداية الطريق كانت الرمال بيضاء وهي الجزء المسمى الجافورة   وكلما اتجهنا جنوبا واقتربنا من منطقة الكدن يبدأ اللون الأحمر يظهر في الكثبان الرملية  وأصبحت الرمال مزيجا من اللونين ( الأبيض والأحمر )  إلى أن أصبح اللون الأحمر هو السائد بعد ذلك طوال الرحلة .






أيُّ تحفة هذه ؟!!
على أنها الموت المحقق لمن يضل الطريق


تموت قطا الفلاة بها أواماً == ويهلك فى جوانبها النسيم








جانب من الطريق إلى شيبة والذي يمتد لمسافة 350 كم من بدايته إلى أن يصل الشيبة






مركز شبيطة وبه محطة بنزين وبئر ماء  وبعض الخدمات اليسيرة   حين وصلنا شبيطة كان قد بقي على الشيبة 70 كم تقريبا  وقد قررنا أن ندع الطريق وندخل مسافة 20 كم جنوبا لأجل المبيت تاركين الطريق الذي بدأ يتجه شرقا إلى شيبة






صورة تذكارية للفريق مع بعض أفراد حرس الحدود في شبيطة






الدخول في عمق الرمال مع ردمية ( مكنكرة ) تتجه إلى طويلة الخطام بحثا عن مكان المبيت






الدكتور عبدالله قائد الفريق يستخدم أجهزة الملاحة الحديثة للتعرف على المنطقة






وأخيرا تم النزول والشروع في تجهيز قهوة المساء   وبعدها إعداد العشاء


تعتبر هذه الليلة الثانية في الرحلة ولكنها الليلة الأولى التي نبيت في رمال الربع الخالي
ولا تسألوا عن روعتها وأنسها وجمالها  وإطلالة قمرها فنحن الآن في يوم 14من شهر ربيع الأول وهذا يعني أن الليلة ليلة 15  والبدر في أوج اكتمالة وجماله .





أبو راكان الجليدان أعد لنا القهوة التي أعادت للجسم قوته   وللقلب نشوته وللنفس حيويتها ... فسلمت يداك يا أبا راكان .






أما العشاء وما أدراك مالعشاء


فقد اشترك في إعداده أبو محمد الواصل وأبو راكان أيضا


كانت وجبة لذيذة جدا في ليلة هادئة جدا .





وفي صباح الغد أبو راكان يعد الإفطار بينما أبو ناصر الطعيمي يدير الجلسة بسواليفه التي لاتُملّ

وأبو حمد السكاكر وأبو حمد الشاوي يقومان بالمراقبة والتوثيق






هذه الطيور تحوم قريبا منا بانتظار رحيلنا لتحظى ببعض بقايا الطعام التي تركناها لها .






وأما القائد فكان منهمكا بترتيب حمولة سيارته التي ملأها بالخيرات والأرزاق
أبو عبدالرحمن قائد محنك ومرح ومحبوب
لكنني نسيت طوال الرحلة أن أسأله لماذا قدم بصحن قنوات المجد معه في هذه الرحلة ؟!!

الآن نحن في صبيحة يوم الأحد الموافق 15 من شهر ربيع الأول  وقد عدنا إلى شبيطة لنكمل طريقنا إلى الشيبة حيث سنمكث فيها إلى يوم الثلاثاء  متنقلين بين حرس حدود الشيبة وأرامكو السعودية وشركة الروسان للمقاولات


وقفنا في شبيطة للتزود منها بالماء والوقود .
وفي الصورة الدكتور عبدالله السكاكر (أبو حمد) والعم أبو ناصر يتجاذبان أطراف الحديث في ظل هذه الشجرة الوارف


بعد التزود من شبيطة تم الانطلاق إلى الشيبة التي تبعد 70 كم تقريبا .



صورة لسيارات الفريق قادمة باتجاه الشيبة وقد دخلنا في رمال الكدن التي تقع الشيبة في وسطها



وفي هذه الصورة نلاحظ اللون الأحمر للرمال بدأ يطغى على اللون الأبيض  وهذا اللون الأحمر هو الذي يميز منطقة الكدن بالإضافة إلى ضخامة العروق وطريقة توزيعها حيث يرتبط بعضها ببعض في الأطراف بينما تفصلها القيعان والسبخات في وسطها  جاعلة منها شبكة رملية هائلة ترى من الفضاء كمعجزة طبيعية يندر وجود مثلها في العالم .



نحن هنا الآن نعبر بين الرمال صعودا ونزولا منتقلين من قاع إلى قاع عبر أضعف نقطة في العرق الرملي وأقلّه ارتفاعا   ومع ذلك نطل على القاع وكأننا في طائرة !! فسبحان المبدع العظيم !



بكلّ اللغات ( حافظ على نظافة شيبة ) عبارة جميلة


حالما وصلنا شيبة كان الإخوة في حرس الحدود قد أعدوا لنا جلسة استراحة تناولنا فيها القهوة والغداء

وبعد صلاة العصر بدأ برنامج أرامكو واستمر حتى مساء اليوم التالي


صورة تذكارية للفريق مع بعض أفراد حرس الحدود في مركز الشيبة


نموذج واحد من رمال الكدن التي تتوسطها الشيبة ويظهر ضخامة العرق  وارتفاعه الشاهق وانحدار سفحه الشديد وتعرجاته التي تأخذ شكلا جديدا في كل عرق  وكأن لكل عرق منها بصمته الخاصة التي تميزه عن غيره

فور وصولنا لبوابة أرامكو اقترحوا علينا أن نستغل مابقي من النهار قبل غروب الشمس بالذهاب إلى المطل الرائع   الذي يمكننا فيه رؤية غروب الشمس الجميل بين كثبان الرمل العالية  كما يمكننا مشاهدة القاع الرئيسي لمنشآت أرامكو ومطار أرامكو أيضاً


ولحسن حظنا أنه صادف صعودنا للمطل موعد هبوط طائرة أرامكو قادمة من مطار الظهران
فالتقطت لها عددا من الصور





رحلة هبوط وإقلاع يومي في مطار الشيبة لموظفي شركة أرامكو



هذا هو المطل الفاخر وبه بيت شعر جميل وصالة كبيرة ومسجد وبعض المرافق الخدمية الأخرى
ولم نكتف بإطلالة المطل بل صعدنا لأعلى الكثبان الرملية برفقة مدير أرامكو في الشيبة المهندس فهد العبدالكريم  والذي غمرنا بلطفه وحسن حديثه ورحابة صدره  وقد أفادنا بمعلومات كثيرة وأجاب على كل التساؤلات التي طرحناها عليه والتي تتعلق بهذه الكثبان الرملية العالية   والمنشآت النفطية الضخمة .



الشباب يتوافدون للقمة الرملية الجميلة



وهاهي منشآت أرامكو شامخة في وسط أكثر صحاري العالم غموضا ووعورة وصمتا ... إنه نبض الحياة في قلب الموت





الشباب يستمعون ويستمتعون بحديث المهندس فهد العبدالكريم عن بدايات اكتشاف النفط هنا

ومن عجائب هذه الكثبان الرملية في منطقة الكدن التي كنا نعتقد أنها رمال متحركة يصعب معها بناء المنشآت أنها كثبان رملية ثابته

لاتتزحزح عن مكانها قيد أنملة رغم مرور السنوات الطويلة

على عكس الرمال الواقعة شمال الربع الخالي حيث صحراء الجافورة فهي رمال متحركة لايمكن أن يبقى فيها بناءٌ على حاله

فسرعان ماتدفنه الرمال وتخفي معالمه في فترة وجيزة .



طائرة أرامكو في مدرج المطار



وهاهي شمس اليوم الخامس عشر من شهر ربيع الأول من عام 1434 للهجرة تودعنا لتغوص في أعماق الرمال الذهبية

إنه غروب يستحق العناء !
===



لا زلنا في قمة المطل وقد بدأت الأنوار تضيء الصحراء مع هبوط الليل هذه صورة جميلة لمنشآت أرامكو وهي تبيت في أحضان الذهب الأصفر وتتربع فوق عرش الذهب الأسود




أرامكو جعلت من هذا المكان الموحش مدينة متكاملة تنعم بكل وسائل الرفاهية والحياة الكريمة


نزلنا من قمة الكثيب الرملي إلى القاعة الرئيسية في المطل وبعد صلاة المغرب قدموا لنا عرضا جميلا عبر شاشات البلازما عن قصة النفط في الربع الخالي


صورة من مئات الصور التي تم عرضها عبر الفيلم الممتع


وبعد صلاة العشاء نزلنا من المطل للسكن وصالات الترفيه وتناولنا طعام العشاء ثم جلسة خفيفة مع بعض المهندسين في الشركة



صورة تذكارية للفريق من بعض مهندسي أرامكو


كان بودنا بعد ذلك أن نذهب لجناح الضيوف حيث المكان المخصص للمبيت لأن الإرهاق قد بلغ منا مبلغا عظيما بعد يوم حافل بالتجوال
ولكن المهندسين أصروا أن يذهبوا بنا إلى مطل آخر في مكان آخر لنتسامر هناك
وفعلا كانت جلسة سمر لاتنسى ولا يمكن وصف روعتها في ذلك الكثيب الذي تداعبه نسمات هواء عليلة قادمة من الشمال


جلسة الفريق في أحد مطلات أرامكو الجميلة ..
وبعد جلسة سمر استمرت قرابة الساعة عدنا لمقر الضيوف حيث كان مبيتنا الثالث في هذه الرحلة


في صباح اليوم الرابع أبو صالح العقيل وأبو صالح الربدي وأبو راكان ينتظرون بقية الفريق من أجل استكمال البرنامج المعد من قبل أرامكو

تمشية على الأقدام بين منشآت السكن ومقرات العمل الإداري حيث سنذهب لقاعة الطعام لتناول وجبة الإفطار


جانب من المنشآت الفاخرة والتي تنسى بداخلها أنك في قلب الربع الخالي  بل تشعر وكأنك في أحد المدن الكبيرة في أكثر مناطق العالم حيوية .

طائرة الأمس لا زالت قابعة في مدرج المطار بانتظار الرحلة التالية

بعد ذلك قمنا بجولة ميدانية على بعض المنشآت ومعامل الزيت والغاز برفقة المهندس الشاب محمد الرميح
  والذي كان يتألق نشاطا وهمة وحيوية   وقد أبهرنا بغزارة معلوماته في مجال عمله وبراعته في عرض هذه المعلومات  وقد استفدنا منه فائدة كبيرة خلال هذه الجولة التي استمرت قرابة ساعتين


أحد المعدات الكبيرة التي تعمل في بناء معامل الزيت الجديدة وصورة تذكارية للفريق مع المهندس محمد الرميح


أعمدة إنارة تعمل بالطاقة الشمسية


في نهاية البرنامج قدم الإخوة في شركة أرامكو لنا هدايا تذكارية علاوة على هذا البرنامج الحافل والإستضافة الكريمة   فشكرا لشركة أرامكو التي نعتبرها فخر شركات المملكة العربية السعودية ومثالها الذي يجب أن تحتذي به  وشكرا لفريق المهندسين في حقل الشيبة الذين قدموا لنا كل التسهيلات وذللوا لنا كل العقبات لنخرج بانطباع جديد   ورؤية جديدة عن مستقبل النفط في بلادنا أدام الله أمنها وعزّها وخيرها .

الآن علينا التوجه إلى مقر شركة الروسان حيث أصروا هم أيضا على أن يعدوا لنا برنامجا يستمر من مساء هذا اليوم الاثنين  إلى صباح الغد . وفي الطريق كانت هذه اللقطات الجميلة للكثبان الرملية المميزة

أحيانا يرتبط كل عرق من العروق الكبيرة بما يجاوره عبر سلسلة من الكثبان الرملية الصغيرة والتي تأخذ شكلا هلاليا رائعا كما في هذه الصورة
===
==
عندما وصلنا لمقر شركة الروسان كان المهندس فايز الصباحين ( أبو يزيد ) في انتظارنا
وهو مهندس أردني يشرف على المشروع   وقد كان على درجة كبيرة من الخلق والخبرة في مجال عمله  وكان خبيرا في الجيولوجيا كذلك وقد استفدنا منه معلومات كثيرة وهامّة جدا . بعد القهوة في مقر الشركة خرجنا لزيارة جزء من الطريق والذي سينتهي العمل منه بإذن الله تعالى في شهر ذي القعدة من عام 1435 هـ كما هو مقرر له .  أي أنّ هذا الطريق سيكون جاهزا للاستخدام بعد سنة وأربعة أشهر تقريبا .    وهذه بشاره نزفها لكم أحبتنا الكرام .

في مقر الشركة قبل الانطلاق للتجول في بعض أجزاء الطريق الجديد



لقطات لبعض الكثبان التي مررنا بها ونحن نسير في طريق عمان



المهندس أبو يزيد يشرح للفريق بعضا من جوانب العمل وتفاصيل المشروع


أحد معامل الزيت في شيبة يمر به طريق عمان وقد أضيئت مصابيحه نظرا لحلول المساء وقرب الغروب

=======
=======

بعد الجولة ذهبنا لأحد الكثبان الجميلة في منطقة العمل وجلسنا لقهوة المساء في مكان هادئ 
لا يبدد صمته إلا صوت معدات الشركة التي تعمل حتى منتنصف الليل في ردم الطريق
  وبعد صلاة العشاء عدنا لمقر الشركة لتناول العشاء في ضيافة شركة الروسان وعلى شرف الأستاذ / فهد الروسان
( أبو طارق ) والذي ملكنا ببشاشته وابتسامته ورحابة صدره
فشكرا لهم على الضيافة الكريمة وشكرا لهم على هذا الاستقبال الكريم والبرنامج الرائع .

في الصباح وبعد صلاة الفجر مباشرة جلسنا للقهوة في خيمة أعدت لضيوف الشركة
  ثم قررنا أن يكون الإفطار في مكان آخر حيث سنغادر هذا اليوم منطقة الشيبة وعروق الكدن العالية   وسيكون سيرنا شرقا مع طريق عمان الجديد إلى أن نصل آخر نقطة تم إنجازها في الطريق وبعد ذلك نكمل طريقنا مع الخط الحدودي الخاص بدوريات حرس الحدود  حيث أن قيادة حرس الحدود وافقت مشكورة باستخدام هذا الطريق طوال مسيرنا بجانب الحدود السعودية مع الدول الشقيقة   ( الإمارات وعمان واليمن ) والتي سرنا بمحاذاتها منذ بداية الرحلة إلى أن وصلنا محافظة شرورة أكثر من 2000 كم

هذه بعض أحواض المياه في سبخات عروق الشيبة
وهي مياه سطحية قريبة جدا وربما ظهرت على السطح دون حفر في بعض الأماكن  وهي مياه غير صالحة للاستخدام نظرا لملوحتها الشديدة ونسبة الكبريت العالية فيها  وكأن الأعشى يعنيها بقوله :
وبَيْدَاءَ قَفْرٍ كَبُرْدِ السَّديرِ == مشاربُها داثِـرَاتٌ أُجُنْ

هذه المياه رأيناها في عدة مواضع أثناء رحلتنا  وكان أجملها تلك العيون التي مررنا بها في سبخات أم الحيش وسترونها في الجزء الثاني من التقرير بمشيئة الله .



لا زلنا نسير في طريق عمان متجهين لمنفذ أم الزمول الحدودي مع دولة عمان الشقيقة  ونعتبر حتى الآن في قطاع حرس حدود البطحاء ونحن الآن نحاذي الحدود الإماراتية واتجاهنا نحو الشرق .



تتنوع أشكال الكثبان الرملية هنا في منطقة الكدن فلكل كثيب تعرجاته الخاصة وشكله المميز ... 
وبعضها يشبه فوهات البراكين في الحرات  فسبحان من أبدعها !



كل حفرة من الحفر ذات الشكل المعين يمكنها ابتلاع عشرات السيارات لضخامة حجمها !!
فكيف بهذا العدد الكبير من الحفر المتجاورة في عرض كثيب واحد ؟!




أنتم ترون صورا متعددة لعروق مختلفة وليست صورة مكررة لكثيب واحد !






بيانات عقد المقاول




الآن نصل إلى نهاية أعمال الطريق والمهندس أبو يزيد يرافقنا إلى هذه النقطة  وسنبحث عن مكان للإفطار وقد ألححنا عليه بمشاركتنا إفطارنا فوافق مشكورا

وصلت سيارتان أولا لتجهيز الإفطار وبقي سيارتان من سيارات الفريق الأربعة إضافة إلى سيارة المهندس أبو يزيد   وجدتها فرصة للصعود للأعلى من أجل التصوير  وقد رأيت بعض أشجار الأرطى ذات الأوراق الخضراء الطرية كما رأيت آثارا لحيوان ربما يكون قطا برياً أو غيره .




وبينما أتأمل وصول باقي الركب كنت أردد بيت عبيد بن الأبرص :
أنّى اهتدَيْتَ لركبٍ طال سَيْرُهُمُ *** في سَبْسَبٍ بين دَكْدَاكٍ وَأعْقَادِ



===
==
===





بعد اكتمال الفريق بدأنا تجهيز الإفطار وكلٌ يؤدي دوره في ذلك






حتى المهندس أبو يزيد يأبى إلا أن يشارك في إعداد الفطور





سلمت أياديكم جميعا
كان إفطارا طيبا في أبعد نقطة في الشرق من بلادنا
هنا في هذا المكان كانت حدود دولة الهند أقرب إلينا من مدينة حقل في أقصى حدود الشمال الغربي للمملكة  فبلادنا حرسها الله مترامية الأطراف شاسعة الأنحاء بفضل الله تعالى .
وأسأل الله أن يحميها ممن يريد بها سوءاً أو يكيد لها كيداً وسائر بلاد المسلمين .



كلوا هنيئا مريئا وطعاما طيبا مباركا بإذن الله فأمامكم مشوار طويل !

أبو عبدالرحمن في هذه الصورة قد غرق في تفكير عميق لدرجة أنه لا يحس بمن حوله
ربما هو الآن يتذكر أهله وأولاده وقد تحرك فيه الشوق إليهم
وربما يفكر في الطريق القادم والذي سنسير فيه قرابة 1000 كم في الصحراء ولكن مادامت بيالة الشاهي بيده فيجب أن لانقطع عليه حبل الأفكار .

بعد الإفطار توجهنا شرقا لكي نصل إلى طريق حرس الحدود وقد أخبرونا أن جزءاً منه مسفلت لمسافة 100 كم تقريباً   وقد أصرّ المهندس فايز إلّا أن يصاحبنا إلى بداية طريق حرس الحدود فجزاه الله خيرا .


عرق رملي من عروق منطقة الكدن يمتد لمسافة طويلة وبارتفاع هائل !






يمكن مقارنة ارتفاعه بسيارة أبي عبدالرحمن




كثيب مخطّط وكثيب مرقّط وكأنهما نمرين . نمر عربي ونمر هندي


سيارات الفريق وتتقدمه سيارة المهندس فايز





عند هذه النقطة وصلنا إلى طريق حرس الحدود ومن هنا سيعود المهندس فايز  لنستكمل طريقنا الآن بمحاذاة الحدود الإماراتية   ولا زلنا نسير في منطقة حرس الحدود التابعة لقطاع البطحاء بالمنطقة الشرقية

هذا هو طريق حرس الحدود ونشاهد الشبك الحدودي الذي يفصل المملكة العربية السعودية عن دولة الإمارات الشقيقة









وصلنا آخر مركز تابع لقطاع البطحاء وهو مركز زرارة وسندخل بعده في قطاع جديد تابع للمنطقة الشرقية أيضا وهو قطاع عردة

هنا في زرارة وصلنا نهاية الحدود الإماراتية لنبدأ بعد ذلك بمحاذاة الحدود العمانية ونبدأ نتجه جنوب شرق بعد دخولنا في قطاع عردة .




هذه الكثبان الرملية تحاذي الحدود العمانية
وبعد مسافة ستبدأ أشكال الكثبان تتغير وتأخذ طابعا آخر وهو مايسمى القَعَــد
وهي عبارة عن كثبان رملية منفصلة عن بعضها وعلى شكل نجمة . أي أنها كثبان نجمية الشكل
من هنا سنسير بمحاذاة الحدود العمانية بطول 700 كم تقريبا

وسنتوقف في هذا الجزء الأول هنا .

على أن نكمل باقي مشاهدات الفريق في رحلة الالتفاف على الربع الخالي في التقرير الثاني بإذن الله تعالى

الجزء الثاني سأقوم بطرحه في بداية شهر رمضان المبارك بحول الله وقوته

وأسأل الله تعالى أن يبلغنا وإياكم رمضان ويعيننا جميعا على صيامه وقيامه
كما أسأله تبارك وتعالى أن ينصر إخواننا المجاهدين في بلاد الشام على عدوهم وأن يكفيهم غارات النصيرية والرافضة
وحسبنا الله ونعم الوكيل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..