الصفحات

الجمعة، 2 أغسطس 2013

الشيخ تميم في السعودية: هل يصبح 'الإخوان' من ماضي قطر؟

لكل حقبة سياستها
تقديرات ترجّح أن تكون زيارة أمير قطر للرياض نقطة انطلاق لتصحيح علاقات الدوحة مع الغاضبين من مشروعها لنشر الفوضى في المنطقة.
First Published: 2013-08-02
ميدل ايست أونلاين- جدة (السعودية) -
وصل امير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الى جدة الجمعة في اول رحلة له الى الخارج منذ توليه مقاليد الحكم في
حزيران/يونيو، كما أفادت وكالة الانباء السعودية الرسمية.
وقالت الوكالة ان الشيخ تميم "سيلتقي خلال الزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويؤدي مناسك العمرة".
وكان الأمير تميم (33 عاما) تسلم في 25 حزيران/يونيو من والده الشيخ حمد بن خليفة رئاسة دولة قطر.
ويتمتع الشيخ تميم بعلاقات جيدة مع السعودية.
وكانت العلاقات بين البلدين متوترة جدا في بداية عهد الشيخ حمد، الا ان نجله تميم تمكن في النهاية من تحقيق مصالحة تاريخية مع المملكة بين 2007 و2008.
واكد الشيخ تميم في خطاب تنصيبه رغبته في إقامة علاقات جيدة مع "كل الحكومات وكل الدول"، بعد أن كان جزء كبير من الرأي العام العربي يشكك في سياسة والده بسبب دعمه بلا تحفظ الاسلاميين الذين تولوا الحكم في بلدان "الربيع العربي".
وتوترت العلاقات بين البلدين خلال أحداث "الربيع العربي" وخصوصا بشأن سوريا ثم مصر مؤخرا، حيث تبلور التنافس بين قطر والسعودية اللتين تسعيان إلى بسط نفوذهما في المنطقة عبر دعم فصائل إسلامية متناقضة إيديولوجيا ومتصارعة على أداء واجب الولاء إلى الدوحة أو الرياض.
فقد دعمت قطر الاحزاب السياسية المنبثقة عن الاخوان المسلمين الذين اخفقت تجربتهم، بينما تشجع السعودية الجماعات السلفية التي تركز أكثر على قضايا دينية مثل ارتداء الحجاب أو منع الاختلاط بين الجنسين.
ويقول مراقبون إن عزل الرئيس محمد مرسي في مصر أربك الدور القطري الذي بدا متنفذا منذ فوز الإخوان المسلمين بالحكم قبل سنة، وحشر الدوحة في الزاوية بالنسبة لمشروعها لفرض هذه الجماعة الإسلامية على دول الربيع العربي.
ويرجح هؤلاء أن يجتهد الشيخ تميم لطمأنة القادة السعوديين على جديته في خياره بتصحيح العلاقات مع السعودية ومع العديد من الدول الغاضبة من التمشي القطري طيلة السنوات الثلاث الماضية والتي كانت سببا مباشرا في إدخال المنطقة في فوضى تكاد لا تنتهي وما يزال أفقها غير واضح النتائج.
ويرى محللون أن قطر قد شرعت فعلا في تغيير موقفها من العلاقة بالإخوان في "انقلاب هادئ" يجري تفعيله في هدوء وبنوع من الاستحياء، بقطع النظر عن كونها اقتنعت فعلا بأن الإخوان هم فئة فاشلة سياسيا ولا يمكن أن يفيدوها في شيء سياسيا واقتصاديا، أم أنها قدرت ان أي علاقة بهم في المستقبل قد ترتد عليها بمشاكل لا حصر لها مع اغلبية ساحقة من الشعوب العربية أعلنت قرارها بالتصدي للمشروع الإخواني ولداعميه.
ووفقا لهؤلاء المحللين، فإن ما حصل في مصر وما يحصل في تونس الآن، لا يترك للدوحة أية فرصة في المستقبل لمواصلة تصدر الاحداث عبر الحرص على دعم المشروع الإخواني في المنطقة، لأن الاحتجاجات الشعبية على حكم الإخوان في البلدين وفي غيرها من دول الربيع العربي كشفت على ان الدوحة إنما راهنت في النهاية على جواد خاسر، غير مواكب للعبة العصر السياسية والاقتصادية.
ويؤكد نفس المحللين أن تقبل قطر للأمر الواقع الحاصل في مصر، يكشف عن ان القيادة الجديدة تبدو متزودة بكم هائل من البراغماتية، ستكون أساس نهجها السياسي في علاقاتها المستقبلية بجيرانها الخليجيين والعالم، لأنها في النهاية دولة تحرص كثيرا على مصالحها الاقتصادية المنتشرة في المنطقة وفي العالم.
وهنأ أمير دولة قطر الشيخ تميم المستشار عدلي منصور بتولي منصب رئاسة مصر خلال الفترة الانتقالية، ولم تعلق الدوحة على الموقف الخليجي الرسمي الداعم لـ"تخليص مصر من خطر الإخوان".
وأكدت وزارة الخارجية القطرية على أن "قطر ستظل سندا ودعما لمصر العربية "لتبقى قائدا ورائدا في العالم العربي والإسلامي".
ويقول مراقبون إنه ورغم كل هذه المؤشرات على إمكانية حصول تغيير إيجابي في العلاقة بالتطورات الحاصلة في المنطقة فإن الموقف القطري ما يزال يلفه الكثير من الغموض والنوايا غير الواضحة.
وتواصل قناة الجزيرة شن حملة غير مسبوقة تأييدا لجماعة الإخوان وفتح قنواتها أمام قادتها لمخاطبة المصريين.
وأذاعت القناة التلفزيونية القطرية، مؤخرا بيانا للداعية مصري الأصل وقطري الجنسية يوسف القرضاوي دعا فيه الجامعة العربية ومنظمة العالم الإسلامي والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة ومجلس الأمن وشعوب العالم إلى الوقوف بقوة ضد ما يحدث في مصر، الأمر الذي اعتبره عدد من السياسيين المصريين تحريضا على التدخل في شؤون مصر الداخلية.
لكن زيارة الشيخ تميم المرتقبة إلى السعودية قد يكون لها ما بعدها على العلاقة مع الإخوان وعلى الخط التحريري لقناة الجزيرة نفسها، خاصة إذا ما تأكد أن الدوحة تريد طي صفحة الماضي بكل تفاصيلها، والتوجه إلى المستقبل بنوايا أكثر إيجابية.

_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..