الصفحات

الأربعاء، 25 سبتمبر 2013

التفسير التحليلي ـ المستوى الرابع ـ قسم : الدراسات الإسلامية ) ج 1


بسم الله الرحمن الرحيم

(التفسير التحليلي ـ الفرقة الرابعة ـ قسم : الدراسات الإسلامية )

( الجزء الأول من المحاضرات الدراسية )
****************

س1 :
هل أسماء سور القرآن الكريم أسماء توقيفية أم اجتهادية ؟

الجواب : اختلف أهل العلم حول هذه المسألة على أقوال هي :

القول الأول وهو القول المختار : يرى أصحابه أن أسماء سور القرآن الكريم أسماء توقيفية للأدلة التالية :

1.   أن أسماء سور القرآن الكريم ثبتت عن النبي rعن جبريل u عن رب العزة سبحانه وتعالى .

2.   إن سيدنا عثمان بن عفان t قد أثبت أسماء سور القرآن الكريم عند جمعه للقرآن وكان بحضور خيار الصحابة y ولم يخالفه في ذلك أحد منهم  y.

3.   لم ينقل عن الصحابة y أنهم تداولوا فيما بينهم ليضعوا أسماء لسور القرآن الكريم .

4.           إن من ينظر في أسماء سور القرآن الكريم يجدها لا تقوم

على قاعدة توحي باجتهاد الصحابة y فمثلا : سورة يونس  uسميت باسمه ومع هذا لم يرد فيها إلا ذكر قومه ..





القول الثاني : يرى أصحابه أن أسماء سور القرآن الكريم أسماء اجتهادية من فعل الصحابة  y، قال الزركشي : ينبغي النظر في وجه اختصاص كل سورة بما سميت به .

القول الثالث : يرى أصحابه أن أسماء سور القرآن الكريم بعضها توقيفي عن النبي r وبعضها اجتهادي من فعل الصحابة y

س2 : ما عدد آيات سورة الأحقاف ؟ ولماذا اختلف العلماء في عد بعض آيات سور القرآن الكريم ؟

الجواب : آيات سورة الأحقاف أربع وثلاثون آية ، وقيل : آيات سورة الأحقاف خمس وثلاثون آية .

وبالنسبة لما ورد حول الاختلاف في عد آيات بعض سور القرآن الكريم قال بعض العلماء :

لقد كان النبي r يقرأ على أصحابه y ما ينزل عليه من ربه ، وكان  rيقف عند رأس كل آية عند قراءة السورة لأول مرة ، فإذا قرأr  السورة مرة ثانية كان r يصل الآيات بعضها ببعض لتمام المعنى فيظن من يسمع السورة لأول مرة أن الآيتين آية واحدة وليس الأمر كذلك .

وعلى هذا نقول : اختلاف العلماء في عد آيات بعض سور القرآن الكريم لا يدل بحال من الأحوال على زيادة أو نقصان في آيات الذكر الحكيم لأن الله تعالى تكفل بحفظ القرآن من التحريف والتبديل فقال جل شأنه : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) .

س3 : هل سورة الأحقاف مكية أم مدنية ؟ وما الدليل ؟

الجواب : قال القرطبي : سورة الأحقاف سورة مكية في قول جميع أهل العلم .

يدل على هذا ما أخرجه أصحاب السنن عن ابن عباس وابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ قالا : ( نزلت سورة الأحقاف بمكة ) .

س4 : ما معنى أن نقول هذه السورة مكية أو مدنية ؟

الجواب : للعلماء في الفرق بين المكي والمدني ثلاثة آراء اصطلاحية تتمثل فيما يلي :

1.   اعتبار زمن النزول ، وعليه فالمكي ما نزل قبل الهجرة وإن كان بغير مكة ، والمدني : ما نزل بعد الهجرة وإن كان

بغير المدينة ، وهذا القول هو المختار عند العلماء .

2.   اعتبار مكان النزول : وعليه فالمكي ما نزل بمكة وما جاورها كمنى وعرفات والحديبية ، والمدني ما نزل بالمدينة وما جاورها كأحد وقباء( وعلى هذا الاعتبار تحفظ ) .

3.   اعتبار المخاطب : وعليه فالمكي ما كان خطابا بـ ( يا أيها الناس ) فهو لأهل مكة ، والمدني ما كان خطابا بـ ( يا أيها الذين آمنوا ) فهو لأهل المدينة ( وعلى هذا الاعتبار تحفظ )

س5 : هل عرفت سورة الأحقاف بهذا الاسم عند الصحابة y أم لا وما الدليل ؟

الجواب : أخرج أصحاب السنن عن عبد الله بن مسعود t قال ( أقرأني رسول الله r سورة الأحقاف وأقرأها آخر فخالف قراءته فقلت :  من أقرأكها ؟ قال رسول الله r ، فقلت : والله لقد أقرأني رسول الله r غير ذا ، فأتينا رسول الله r فقلت يا رسول الله : ألم تقرئني كذا وكذا ؟ قال : بلى ، وقال الآخر : ألم تقرئني كذا وكذا ؟ قال : بلى ،  فتمعر وجه رسول الله r ، فقال : ليقرأ كل واحد منكما ما سمع ، فإنما هلك من كان قبلكم بالاختلاف ) .

س6 : هل البسملة آية مستقلة من سورة الأحقاف ومن غيرها من

سور القرآن الكريم أم لا ؟ وأي الأقوال أولى ؟

الجواب : اختلف العلماء حول هذه المسألة على ثلاثة أقوال .

القول الأول : يرى أصحابه أن البسملة آية مستقلة من سورة الأحقاف ومن غيرها من جميع سور القرآن الكريم ما عدا سورة ( التوبة ) ، ودليلهم أن النبي r عد البسملة آية من بعض سور القرآن الكريم ، وهذا هو القول المختار .



القول الثاني : يرى أصحابه أن البسملة آية مستقلة من سورة الفاتحة فقط ، ذلك لأن النبي  rقد عد البسملة آية من آيات سورة الفاتحة ، وقد التزم أصحاب هذا القول بما ورد في ذلك

عن النبي r في هذا الأمر .





القول الثالث : يرى أصحابه أن البسملة ليست آية من سورة الأحقاف ولا من غيرها من سور القرآن الكريم وإنما أنزلت للفصل بين السور فعن ابن عباس t أنه قال : ( كان النبي r لا يعلم ختم السورة حتى تنزل بسم الله الرحمن الرحيم ) .





س7 : ما المراد بالأحرف المقطعة التي وردت في أوائل بعض سور القرآن الكريم ؟

الجواب : اختلف العلماء حول هذه المسألة على أقوال هي :

القول الأول : ذهب أصحابه إلى أن الأحرف المقطعة في القرآن الكريم سر الله في القرآن ، ولله في كل كتاب سر ، وعلى هذا فهي من المتشابه الذي استأثر الله تعالى بعلمه ، لذا نؤمن بها كما جاءت .

القول الثاني : ذهب أصحابه إلى أن الأحرف المقطعة في القرآن الكريم يجب أن نتكلم فيها ونتلمس الفوائد التي تحتها ، ومع أن هؤلاء أجازوا الحديث في تأويلها إلا أنهم اختلفوا في تأويلها إلى أقوال عديدة .

س8 : هل ورد في فواتح سور القرآن الكريم شيء عن النبي r أو عن الصحابة y يصلح للتمسك به أم لا ؟

الجواب : لم يرد في فواتح سور القرآن الكريم شيء عن رسول r يصلح للتمسك به ، غاية ما هنالك أنه r عد بعض الفواتح حروفا كما ثبت ذلك عنه r ، كذلك لم يرد فيها شيء عن الصحابة  yيصح الاعتماد عليه في ذلك .

س9 : ما التأويل الصحيح لفواتح سور القرآن الكريم ؟

الجواب : التأويل الصحيح لفواتح سور القرآن الكريم ما قاله بعض العلماء :

( والذي أراه لنفسي ولكل من أحب السلامة واقتدى بسلف هذه الأمة ألا يتكلم بشيء في فواتح سور القرآن الكريم مع الاعتراف بأن في إنزالها حكمة لله تعالى لا تبلغها عقولنا ولا تهتدي إليها أفهامنا ) .

س10 : على كم نوع تقع فواتح سور القرآن الكريم ؟ وما الذي روعي في هذه الفواتح ؟

الجواب : تقع فواتح سور القرآن الكريم على عشرة أنواع :



  النوع الأول : الاستفتاح بالثناء على الله تعالى .   

  النوع الثاني : الاستفتاح بحروف التهجي .

  النوع الثالث : الاستفتاح بالنداء .                    

  النوع الرابع : الاستفتاح بالجملة الخبرية .

  النوع الخامس : الاستفتاح بالقسم .

  النوع السادس : الاستفتاح بالشرط .

  النوع السابع : الاستفتاح بالأمر .                   

  النوع الثامن : الاستفتاح بالاستفهام .

     النوع التاسع : الاستفتاح بالدعاء .                  

     النوع العاشر : الاستفتاح بالتعليل .



ولقد روعي في هذه الفواتح أمران ، الأمر الأول : حسن الابتداء الأمر الثاني : براعة الاستهلال .

س11 : كيف كان نزول القرآن الكريم على قلب النبي r ؟

الجواب : اختلف العلماء حول هذه المسألة على أقوال هي :

القول الأول : يرى أصحابه أن المراد بنزول القرآن الكريم نزوله جملة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا ، ثم نزل بعد ذلك منجما ( أي مفرقا ) على رسول الله r

في ثلاث وعشرين سنة .



القول الثاني : يرى أصحابه أن المراد بنزول القرآن الكريم أنه  ابتدأ نزوله على رسول الله r في ليلة القدر من شهر رمضان ثم نزل بعد ذلك في قرابة ثلاث وعشرين سنة .



القول الثالث : يرى أصحابه أن المراد بنزول القرآن الكريم أنه أنزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في ثلاث وعشرين ليلة قدر ، وفي كل ليلة منها ينزل الله ما يقدر إنزاله في كل السنة ، وهذا القول اجتهاد ممن ذهب إليه ولا دليل عليه .







بسم الله الرحمن الرحيم

(التفسير التحليلي ـ الفرقة الرابعة ـ قسم : الدراسات الإسلامية )

( الجزء الثاني من المحاضرات الدراسية )

****************

س1 : ما الغاية التي تترتب على نزول القرآن الكريم ؟



الجواب : لقد ذكر أهل العلم أن للقرآن الكريم غايات كثيرة نذكر منها على سبيل المثال ما يلي :

أولا : الغاية العقدية : وتتجلى هذه الغاية في عدد من الظواهر :



1.           التأكيد على صدق النبي r فيما جاء به عن الله تعالى .

2.   التأكيد على بيان وحدة الرسالة منذ أول رسول بعثه الله تعالى إلى البشرية إلى خاتمهم نبينا محمد r .

3.   التأكيد على بيان موقف الكفار عبر العصور في مخالفة رسل الله تعالى ومعاندتهم ومخالفتهم .







ثانيا : الغاية التربوية : وتتجلى هذه الغاية في مجالات ثلاث :

1.           تربية الله عز وجل لنبيه r وتظهر هذه التربية في عدد

من الإشارات المباشرة التي وردت في آيات القرآن الكريم .

2.   تربية النبي r لصحابته y على أخذ العبرة والعظة مما ورد في قصص القرآن الكريم ، وكذلك ما رآه الصحابة y من منهج رسول الله r في الحياة .

3.   ترهيب الكفار والمعاندين والمخالفين من سوء العاقبة ، وذلك بذكر قصص السابقين وما حل بهم .





س2 : على كم نوع ورد ذكر الناس في القرآن الكريم ؟ وما الدليل على ما تقولين ؟

الجواب : لقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أصناف الناس وأنواعهم في كثير من سور القرآن وآياته ، وإذا أردنا أن نأخذ مثالا على هذا فإن خير دليل على ما نقول ما ورد في سورة البقرة ثاني سور القرآن الكريم ، وهذه الأنواع تتمثل فيما يلي :

النوع الأول : المؤمنون الخلص : وهؤلاء جاء ذكرهم في خمس آيات في أول سورة البقرة وهي قوله تعالى } الم « ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين « الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون « والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من بلك وبالآخرة هم يوقنون « أولئك على هدى من ربهم

وأولئك هم المفلحون { .

النوع الثاني : الكفرة الخلص : وهؤلاء جاء ذكرهم بعد ذكر المؤمنين في آيتين في نفس السورة في قوله تعالى } إن الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون « ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم { .

النوع الثالث : المنافقون الخلص : وهؤلاء جاء الحديث عنهم بعد ذكر المؤمنين والكافرين في نفس السورة في ثلاث عشرة آية وهي قوله تعالى } ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين « يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون «... { الخ .

س3 : ما المراد بالتقوى ؟ وما الآثار التي تترتب على تقوى الله ؟



الجواب : للتقوى تعريفات كثيرة عند العلماء والمفكرين نذكر منها على سبيل المثال ما يلي :

      1.   عرفها الإمام علي بن أبي طالب t بقوله ( التقوى هي : الخوف من الجليل ، والرضا بالقليل ، والعمل بالتنزيل ،

والاستعداد ليوم الرحيل ) .



      2.   عرفها ابن مسعود t بقوله : ( التقوى هي : ألا يراك الله حيث نهاك ، ولا يفقدك حيث أمرك ) .





      3.   عرفها آخر بقوله ( التقوى هي : أن تجعل بينك وبين غضب الله وسخطه وعذابه وقاية ) .

وأما بالنسب إلى الآثار التي تترتب على تقوى تعالى فنذكر منها على سبيل المثال ما يلي :





1-  أن من حقق تقوى الله تعالى وتخلق بها ظاهرا وباطنا رزقه الله العلم النافع الذي يخلصه من ظلمات الجهل والتقليد .



2-  أن من حقق تقوى الله تعالى وتخلق بها ظاهرا وباطنا جعل الله له في قلبه نورا يفرق به بين الحق والباطل وبين الهدى والضلال  .



3-  أن من حقق تقوى الله تعالى وتخلق بها ظاهرا وباطنا رزقه الله من حيث لا يحتسب وكفر عنه سيئاته وأعظم له الأجر .



4-  أن من حقق تقوى الله تعالى وتخلق بها ظاهرا وباطنا كتبت له السلامة حينما يمر على الصراط المضروب على متن

جهنم .

5-  أن من حقق تقوى الله تعالى وتخلق بها ظاهرا وباطنا كان

من الوارثين لجنة عرضها السماوات والأرض فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر .



س4 : ما معنى قوله تعالى ) ما خلقنا السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق ( ؟



الجواب : قوله ) ما خلقنا السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق ( استثناء مفرغ من اعم الأحوال ، أي إلا خلقا ملتبسا بالحق الذي تقتضيه المشيئة الإلهية ، والمعنى ما خلقنا شيئا من المخلوقات بأسرها في السماوات والأرض إلا بالحق .



قوله ) واجل مسمى ( معطوف على ) إلا بالحق ( أي إلا بالحق وبأجل مسمى ، على تقدير مضاف محذوف ، أي وبتقدير أجل مسمى .



س5 : ما المراد بالأجل في قوله تعالى ) وأجل مسمى ( ؟



الجواب : الأجل هنا : هو يوم القيامة حيث تنتهى فيه السموات والأرض وما بينهما ، وتبدل فيه الأرض غير الأرض والسموات .

وقيل : المراد بالأجل المسمى : هو انتهاء أجل كل فرد من أفراد المخلوقات على وجه الأرض .



وقيل : هذا إشارة إلى قيام الساعة وانقضاء مدة الدنيا ، وأن الله تعالى لم يخلق خلقه عبثا دون حكمة ، وإنما خلقهم للثواب والعقاب





قوله تعالى : ) والذين كفروا عما أنذروا معرضون ( أي عما أنذروا وخوفوا به في القرآن من البعث والحساب والجزاء معرضون عنه غير مستعدين له ، وهذه الجملة في محل نصب على الحال ، أي والحال أنهم معرضون عنه غير مؤمنين به .



س6 : ما المراد بقوله تعالى ) قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض ... ( ؟



الجواب : قوله تعالى ) قل أرأيتم ما تدعون من دون الله ( أي أخبروني عن الذين تعبدونهم من دون الله من الأصنام ) أروني ماذا خلقوا من الأرض ( أي أخبروني عن أي شيء خلقوا منها .



قوله تعالى ) أم لهم شرك في السموات ( الاستفهام هنا للتوبيخ والتقريع ) ائتوني بكتاب من قبل هذا ( هذا تبكيت لهم وإظهار لعجزهم وقصورهم عن الإتيان بذلك .



س7 : علام تعود الإشارة في قوله ) من قبل هذا ( ؟



الجواب : الإشارة في قوله ) من قبل هذا ( تعود إلى القرآن فإنه قد صرح ببطلان الشرك ، وإن الله تعالى واحد لا شريك له ،

وإن الساعة حق لا ريب فيها ، فهل للمشركين من كتاب يخالف هذا الكتاب ؟ أو حجة تنافي هذه الحجة ؟



س8 : ما المراد بالأثارة في قوله تعالى ) ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم ( ؟



الجواب : قوله تعالى ) أو أثارة من علم ( قال في الصحاح أو أثارة من علم بقية منه ، وقيل : ما يؤثر عن كتب الأولين ، وقيل : أي شيء تأثرونه عن نبي كان قبل محمد r ، وقيل : أي رواية من علم عن الأنبياء ، وقيل : أي أثارة أي علامة مما سبق .



قوله تعالى ) إن كنتم صادقين ( في دعواكم التي تدعونها أن لله تعالى شريكا يشاركه في ملكه ، وللأسف لم تأتوا بدليل ولا شبهة دليل تؤكدون بها صدق دعواكم ، فتبين بطلان قولكم لقيام البرهان العقلي والنقلي على خلافه .



س9 : ما نوع الاستفهام في قوله تعالى ) ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة ( ؟ وما معنى الآية ؟



الجواب : قوله تعالى قوله تعالى ) ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة ( الاستفهام هنا : للتقريع والتوبيخ .



والمعنى : أي لا أحد أضل ولا أجهل ممن دعا من لا يسمع ولا ينفع ولا يضر ، فكيف يطمع في الإجابة فضلا عن جلب نفع أو دفع ضر ؟ فتبين بهذا أنه أجهل الجاهلين وأضل الضالين .



قوله تعالى ) وهم عن دعائهم غافلون ( الضمير الأول في قوله ) وهم ( للأصنام ، والضمير الثاني في قوله ) عن دعائهم ( لعابديها ، والمعنى : والأصنام التي يدعونها عن دعائهم إياها غافلون عن ذلك لا يسمعون ولا يعقلون ولا ينطقون لكونها جمادات



س10 : ما المراد بقوله تعالى ) وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين ( ؟



الجواب : قوله تعالى ) وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء ( أي إذا حشر الناس العابدين للأصنام كانت الأصنام لهم أعداء يتبرأ بعضهم من بعض ويلعن بعضهم بعضا .





وقيل : أن الله تعالى يخلق الحياة في الأصنام فتكذبهم .





وقيل : المراد أنها تكذبهم وتعاديهم بلسان الحال لا بلسان المقال وأما الملائكة والمسيح وعزير والشياطين فإنهم يتبرؤون ممن عبدهم يوم القيامة كما في قوله تعالى ) تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون ( .



قوله جل شأنه ) وكانوا بعبادتهم كافرين ( أي كان المعبودون بعبادة المشركين إياهم كافرين ، أي جاحدين مكذبين .



وقيل : الضمير في ) وكانوا ( للعابدين ، والمعنى : أن  العابدين يكفرون بعبادة من عبدوهم في الدنيا يوم القيامة ، كما في قوله تعالى ) والله ربنا ما كنا مشركين ( .



























بسم الله الرحمن الرحيم

(التفسير التحليلي ـ الفرقة الرابعة ـ قسم : الدراسات الإسلامية )

( الجزء الثالث من المحاضرات الدراسية )

****************

س1 : ما معنى قوله تعالى ) وإذا تتلى عليهم آياتنا ( ؟



الجواب : أي وإذا تتلى عليهم آيات القرآن حال كونها ) بينات ( واضحات المعاني ظاهرات الدلالات ، ) قال الذين كفروا للحق لما جاءهم ( أي لأجله وفي شأنه ووقت أن جاءهم إن هذا إلا سحر ظاهر في سحره .



 قوله تعالى ) أم يقولون افتراه ( الاستفهام هنا : للإنكار والتعجب من صنمهم ، وبل للانتقال عن تسميتهم الآيات سحرا ، وكذلك قولهم إن رسول الله r افترى ما جاء به .



وفي ذلك من التوبيخ والتقريع ما لا يخفي ، ثم أمره الله تعالى نبيه r أن يرد عليهم بقوله ) قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا ( أي قل إن افتريته على سبيل الفرض والتقدير كما تدعون فلا تقدرون على أن تردوا عني عقاب الله ، فكيف افترى على الله لأجلكم

وأنتم لا تقدرون على دفع عقابه عني ؟



قوله جل شأنه ) هو أعلم بما تفيضون فيه ( أي تخوضون فيه من التكذيب ، والمعنى : الله أعلم بما تقولون في القرآن وتخوضون فيه من التكذيب له والقول بأنه سحر وكهانة .

قوله تعالى ) كفى به شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم ( حيث يشهد لي بأن القرآن من عنده وأني قد بلغتكم ، ويشهد عليكم بالتكذيب والجحود ، وفي هذا وعيد شديد ، ثم إنه جل شأنه غفور رحيم كثير المغفرة والرحمة بليغهما لمن تاب وآمن وصدق بالقرآن وعمل بما فيه .



س2 : ماذا صنع المشركون عند نزول قوله تعالى ) قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ( ؟



الجواب : أخرج أصحاب السنن لما نزلت هذه الآية فرح المشركون وقالوا كيف نتبع نبيا لا يدري ما يفعل به ولا بنا وأنه لا فضل له علينا ؟ فأنزل الله تعالى قوله ) ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ( .



قوله تعالى ) قل ما كنت بدعا من الرسل ( البدع من كل شيء المبدأ ، أي ما أنا بأول رسول بعثه الله ، بل بعث جل شأنه كثيرا من الرسل قبلي ، ) وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ( أي ما أدري ما يفعل بي فيما يستقبل من الزمان ، هل أبقى في مكة أو أخرج منها ؟ وهل أموت أو أقتل ؟ وهل تعجل لكم العقوبة أم تمهلون ؟



وهذه الأشياء تختص بالدنيا فقط ، وأما في الآخرة فقد علم r أنه هو وأمته في الجنة بفضل الله تعالى ، وأن الكافرين في النار ، وقيل : إن المعنى ما أدري ما يفعل بي ولا بكم يوم القيامة .



قوله سبحانه ) إن اتبع إلا ما يوحي إلي وما أنا إلا نذير مبين ( أي ما أتبع إلا القرآن ، ولا أبتدع شيئا من تلقاء نفسي .



قال بعض العلماء : هذه الآية تدل على قصر أفعال النبي r على الوحي ، وأنه r منذر من عقاب الله تعالى ومخوف من عذابه على وجه الايضاح .





س3 : ما الذي يستفاد من قوله جل جلاله ) وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ( ؟



الجواب : يستفاد من هذا القول الكريم أنه لا تجوز تزكية أحد بما

لا يستحق ، بل لا تجوز تزكية أحد على وجه الجزم ، وإنما يجب أن

تكون التزكية مصحوبة بتسليم الأمر لله ، وتفويض سرائر الصدور لمن لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء .



يدل عل هذا ما أخرجه البخاري وغيره من حديث أم العلاء ـ رضي الله عنها ـ قالت : ( لما مات عثمان بن مظعون t قلت : رحمك الله أبا السائب ، شهادتي عليك : لقد أكرمك الله تعالى ، فقال رسول الله r : وما يدريك أن الله أكرمه ؟ أما هو فقد جاءه اليقين من ربه ، وأني لأرجو له الخير ، والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي ولا بكم ؟ قالت أم العلاء : فو الله لا أزكي بعده أحد ) .
























ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..