الصفحات

الاثنين، 30 سبتمبر 2013

الشيخ الأليف..!

في فعالية قام بتنظيمها المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في جدة، تمت استضافة
أحد الدعاة في محاضرة تحت عنوان: (الجلسة الشبابية) يتحدث فيها ما يقوله بالنص: “ودي أتوب بس فهودي ولا حمودي معيي.. تلقاه آخر الليل تحت البطانية خمس ساعات ليش ما ينام؟ والله خلودي ما يرد عليّ.. ما جربت الحب يا حبيبي؟ بس أعطيك رقمي تجرب الحب تراه ثقيل! الحب يا شباب أوله لذة بعدين خله يتعلق يصير يغار، مثلاً خلودي سحب عليه مسكين تلقاه قالبها عند بيت -الواد- الصفا والمروة رايح جاي”.. وفي مقطع آخر يروي حكايته عند أحد المطاعم فيقول: “رحت عند مطعم هارديز ولقيت شباب على كيف كيفك حركات ووردي، قمت أتريق معهم وأضحك معهم، فقال واحد من الشباب تركب معنا، مع إني ثقيل بس ذاك اليوم صرت خفيف، وركبت مع عيال هاي هاي عيال نعمة، يعني يغديك ويعشيك ويشحن لك، السواق كان مايع قال لي يا شيخ، قلت يا عيون الشيخ،
قال: أنت شيخ أليف .......”.


المقتطفات أعلاه أوردها الداعية في محاولة منه ليهدي الشباب إلى طاعة الله عزَّ وجل، بمعنى أن الهدف المنشود هو هدف سامٍ ونبيل لا اختلاف عليه، لكن هل يمكن أن يكون هذا الأسلوب المقزز جداً جداً هو الأداة المستخدمة مع شبابنا لهدايتهم على طريقة الداعية “الأليف” الذي يتناول في محاضرته أسلوباً لا يتفق لا مع الدين الذي أتى صريحاً في قضية اللواط، ولا مع الأخلاق التي تنبعث من الفطرة السوية، التي تتجسد في آدم وحواء، يعني رجل وامرأة!

هذه المحاضرة التي ألقاها في جمع غفير من الشباب وهم يضحكون ويشعرون بالمتعة في أسلوب الشيخ الداعية، هي مفاهيم تجيز لهم هذه السلوكيات وترى من غير المستنكر أن يظل الشاب في فراشه متألماً لمدة خمس ساعات من حب شاب آخر!.

يبدو أن الداعية أراد استخدام الأسلوب الشبابي ليتقرّب من هؤلاء الشباب، لكن أنا شخصياً كأم لن أقبل أن يستمع ابني إلى حديث هذا الداعية بهذا الأسلوب الإباحي الذي يُمرر من خلاله أن علاقة الحب بين الشاب والشاب هي علاقة طبيعية وعادية في المجتمع، لكنه لا يشير من قريب ولا من بعيد إلى العلاقة الفطرية السوية التي تربط بين الشاب والفتاة وكأنها غير موجودة، في إيهام عجيب بأن الحب بين الشابين أمر دارج اجتماعياً.

أيضاً ما يوحي في كلام هذا الداعية الموجه إلى الشباب بأسلوب واضح وهو يدعوهم إلى الالتزام، أن الشذوذ الجنسي لا يمنع الشاب من الالتزام، ودعوة صريحة ضمن خطابه: (التزموا دينياً وأكملوا شذوذكم!).. رسالة الداعية وإن كان من بينها مفاهيم نبيلة في الدعوة إلى الصلاة والالتزام بدين الله، إلا أنه لم يُوفق مطلقاً بهذا الأسلوب ولا بهذا الفكر الذي يعتنقه في تصغيره وتقليله من قضية الشذوذ الجنسي بين الشباب.

أتمنى من كل قلبي أن لا تمر هذه المحاضرات مرور الكرام على الجهات المسؤولة، وأن تلتفت إلى أساليب بعض الدعاة غير الأخلاقية، فما هكذا تكون الدعوة إلى الدين ولا إلى الالتزام والصلاة!.

سمر المقرن

_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..