الصفحات

الأحد، 22 سبتمبر 2013

ورغم ذلك ..نحبك يا وطني


حب الوطن غريزة وفطرة، ومهما اختلف أبناء الوطن الواحد، ومهما تناحروا ؛ سيظلون يجتمعون في شيء
واحد هو حب الوطن.. وها نحن نعيش يوم الوطن، بكل اتجاهاتنا ومناطقنا وقبائلنا الشتى.
هذا الحب يجعل الإنسان يتمنى أن يكون وطنه في أعلى سلم التطور والتقدم، ولذلك يطالب وينقد ويشير لمكامن الأخطاء، كي يرتقي و ينهض بوطنه، فلدي أنا مثلا الكثير من الطموحات و الآمال، مثلي مثل غيري من أبناء و بنات الوطن،  لكن هناك أمر أثار استيائي وهو أنني عندما تأملت حالنا و وضعنا، وجدت أن نسبة الشباب في السعودية 60% من السكان، و هي نسبة كبيرة جدا مقارنة بدول العالم..
جعلتني هذه النسبة، أفكر و أتساءل عن المستقبل الذي ينتظرنا ؟
كيف سيجد هؤلاء وظائف لهم تمكنهم من العيش بكرامة في وطنهم و بين أهلهم ؟!
ما هي الجامعات التي ستستوعبهم و تخرجهم لنا مؤهلين و مستعدين لتلبية أسواق العمل لدينا ؟
وأتساءل عن تلك الأقسام المتاحة في جامعاتنا، أغلبها متشابهة و تقليدية جدا و لا يوجد بها أي تجديد أو استحداث، لدرجة أن حامل البكالوريوس لا يجد له وظيفة، و يضطر إلى أن يدعم شهادته بشهادات أخرى تكلفه ما تكلفه من جهد و مال و طاقة ، ألا يكفيه انه قد درس خمس سنوات أو أكثر ؟
أليس من المفترض أن يتخرج من جامعته و يجد أمامه الوظيفة المناسبة له؟
للأسف أن  الخريج يجد نفسه أمام  وزارات و قطاعات حكومية يسيطر عليها مجموعة كبيرة جدا من كبار السن، الذين مازالوا متمسكين بوظائفهم، و قد أقسموا على انهم لن يتزحزحوا منها إلا بعد موتهم، و لو قدر لهم أن يأخذوا وظائفهم معهم إلى القبور فلن يترددوا، أو أن يصلوا لسنّ الستين ، ومعظمهم يجدد لهم وخصوصا في الجامعات..
 سيجد الخريج الجامعي نفسه، أمام مؤسسات وشركات لسعوديين غير أنه يصدم، عندما يجد نفسه أمام أرتال من العاملين فيها من غير سعوديين ممن فتح لهم الباب كاملا .
يضطر هذا الشاب السعودي المسكين، للقبول بوظائف مرتباتها زهيدة، و متطلباتها كثيرة و غير مريحة،  سواء كان في النظام أو في الضغط العالي الذي يمارسه أصحاب العمل على الموظفين، في استغلال بشع لحاجة أبناء البلد للوظائف، و هو ما يجعل الشاب يترك هذا العمل أو ذاك ليبحث عن غيره.
ويصرخ ويحتج صاحب العمل، و يقول أن الشاب السعودي مرفه، و غير مسؤول، وهو متسيب و و و.. كثير من الأعذار الواهية و الأفكار الخاطئة التي ما ينفكون يزرعونها عنا في الأذهان، رغبة في توفير بعض المال، فلا يزيدوا مرتبات أو يدخلوا تحسينات تتلاءم مع وضع عمل الشباب السعودي من كلا الجنسين..
في يوم الوطن أسأل : إن لم يجد الشاب في وطنه ما يغنيه و يسد رمقه و جوعه فأين يجد ذلك ؟
الشباب في وطننا يعانون من التعايش مع معادلة صعبة جدا و هي : الفراغ + الصحة + الشباب  ..
كيف نطالب شبابنا بالإنجاز و التفوق، والمجتمع قد أغلق الأبواب في وجههم و وجه طموحاتهم و طاقتهم ؟
كيف تطالب شاب درس و تفوق و تخرج ليجد نفسه قد أصبح يحمل لقب عاطل، أن يحتفل فرحا باليوم الوطني ؟

عذرا وطني، فبعض شبابك يموتون قهرا في يومك، ورغم ذلك نحبك.


بقلم : وسمية القحطاني
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..