الصفحات

السبت، 16 نوفمبر 2013

عبدالعزيز قاسم في مواجهة “عكاظ اليوم”: السلفية تحتـاج لـ “ابن باز” جديد

 العلماء الكبار بعيدون عن ما يدور في الساحة الفكرية
السبت 28 ذو الحجة 1434
 الزبير عبدالباقي – جدة
يؤكد الإعلامي عبدالعزيز قاسم مقدم برنامج “حراك” حاليا، و”البيان
التالي” سابقا، أنه لا يتلقى أية توجيهات في إدارته لبرنامج “حراك” لا من وزارة الإعلام، ولا حتى من مدير القناة الدكتور علي العمري.. قاسم المعروف بإثارة القضايا الشرعية إعلاميا، وإدارة النقاش حولها، قال إنه يتعامل مع الجميع ، “فعندما أحاور الإسلامي لا بد أن أتبنى وجهة النظر المعارضة حتى أستخرج ما لديه، وعندما آتي إلى الليبرالي أيضا بنفس الطريقة  أمتثل ما يتحدث به الخصوم، وأعرضه عليه”.
 يوغل عبدالعزيز قاسم في اختلافات الإسلاميين، فهو يرى أن السلفية تشظت محليا إلى سلفيات عديدة، أما التنويريون فذابوا في المطالبات السياسية، وبعضهم انشغل بـ”الربيعيات العربية” فأجل التنوير الفكري، إلى ما بعد الخلاص منها، ولأن السلفية المحلية هي الموجه الفكري لسلفيات العالم الإسلامي، كما يقول عبدالعزيز فإنها بحاجة إلى “ابن باز جديد تحتكم له جميع التيارات السلفية وتسمع له”.
وفي حواره مع “عكاظ اليوم” يشدد عبدالعزيز على أنه لم يكتب عن “السجون” إلا ما أملته رؤيته الخاصة، لافتا إلى أن هناك من يتلاعب بقضية المتطرفين من الموقوفين ويرتزق بها، ..والمفارقة كما يقول قاسم أن هؤلاء المتطرفين الذين حمت وزارة الداخلية المجتمع منهم كانو سيبدأون بهؤلاء المتلاعبين ويستبيحون دماءهم.
  • ما هي برأيك أبرز التغيرات التي طالت الخطاب السلفي التقليدي؟
- بتنا اليوم أمام عدة خطابات كلها تدعي السلفية، وإن أردنا إسقاطها على واقعنا السعودي، سنرى أنفسنا إزاء سلفية علمية، ربما خير من يمثلها هيئة كبار العلماء، وبالطبع هناك السلفية الجهادية، التي انحرفت بشكل كبير، ولعل  أفضل شاهد لها تنظيم القاعدة. لدينا السلفية الحركية، أو ما نطلق عليه هنا “السرورية”، وهي خلاصة تزاوج بين الفكر السلفي المحلي والمهتم بالعقيدة والجانب العلمي، وبين حركية الاخوان، بل حتى من ينتمي للإخوان المسلمين في السعودية، تجده سلفيا في العقيدة ومحاربة الشركيات والقبوريات. فالسلفيات متعددة، ولو تعمقت أكثر داخل كل واحدة منها، ستجدها منقسمة، فالسلفية العلمية إذا تمعنا فيها وجدناها متشظية بين المدخلية، والحدادية والحربية والألبانية والحجورية. هذا التشظي لم يكن إلى قبل حرب الخليج الثانية في التسعينات الميلادية، فقد كان كبار علماء السعودية يحتوونها، وتحديدا الشيخ عبدالعزيز بن باز يرحمه الله، فغالب هذه السلفيات منضوية وتحتكم إلى هذا الرجل الرباني يرحمه الله، ومعه هيئة كبار العلماء.
إذن نحن أمام واقع فيه إفراز مع احترابات شديدة يشهدها الواقع السلفي، وأنا شخصيا أتوقعه إفرازا طبيعيا، ينسلك في السيرورة التاريخية، لكل الأفكار التي لديها حمولات أيدولوجية، بأنها تنقسم على بعضها، وتحترب فيما بينها.
انحسار التنوير
  • إلى ماذا تعزو انحسار الظاهرة التنويرية بعد أن أحدثت ضجيجا في الساحة الفكرية خلال العقد المنصرم؟
- التنويريون السعوديون كان لهم دور كبير بعد 11 سبتمبر في الساحة السعودية ، ولا أتصور أنه انحسر بقدر ما أن الرموز التي تصدت لموضوع التنوير ذابوا في أتون الحراك الذي تعيشه الساحة السعودية. هناك مجموعة من التنويرين عبروا إلى قنطرة العلمانية، وانتهوا وانخلعوا تماما عن الرؤية الاسلامية التي انطلقوا منها، وهم الذين تترسوا بتطوير الرؤية الاسلامية وشهروا لافتات تجديدها حينا من الدهر أمام أشياخهم الذين تمردوا عليهم، ما سوغ لهم التجديف في الفكر الاسلامي السائد، خاصة السلفي المحلي الذي ناهضوه بحجة التطوير والعصرنة، وكان بعضهم لا يزال على سمته الديني من إطلاق اللحية وعدم لبس العقال، وانتهى اليوم وقد خلع تلك البزة التي كان عليها فترة طويلة، فحلق شاربه ولحيته تماما، والآخر اعتمر العقال، وبات يطرح بشكل صادم رؤى لا تحمل أيا من التوجهات الإسلامية، بعد أن صارت الرياح السياسية في صالح هذا التوجه.
هناك من انكفأ وعاد إلى قواعده السلفية التي انطلق منها، ولكنهم قلة بحسب ما يبدو لي، وخير  مثال هو الصديق الكريم إبراهيم السكران، وأنا أذكر اسمه، لأن ما فعله يعد بطولة ونبل منه أن تخطى الحاجز النفسي ولوم رفقاء الدرب، الذين دخل كثير منهم  في موضة الخط السياسي أو ما يسمى بـ”الإصلاحيين” الذين ولجوا بوابة السياسة وانشغلوا بها، وربما الدكتور محمد الأحمري ومجموعته خير من يمثل هذه الفئة. هناك من برز قبل سنوات وطرح اسمه كتنويري ناشط، لكنه اليوم ذوى في أتون الحياة العامة، وانشغل بمركزه الأكاديمي ، وابتعد تماما عن الساحة، ولكأنه تخلى عن خطابه التنويري، ويظل هؤلاء قلة أيضا.
 لذلك أنا لا أتصور بأن التنويريين انحسروا بقدر ما أنهم ذابوا، أو تحولوا عن هدفهم الرئيس الذي هو “التنوير الفكري”، أو أجلوا ذلك بعد انشغالهم بالربيعيات العربية.
  • تدعو دائما في كتاباتك الصحفية إلى تجديد الخطاب الديني والسلفي، لكنك تثني في الوقت على نفسه على بعض الأطروحات التي تنتقد الدعوات التجديدية مثل بحث “مآلات الخطاب المدني” لإبراهيم السكران، وتؤكد اتفاقك معها؛ كيف تفسر هذا التناقض؟
- الصديق الفاضل إبراهيم السكران في بحثه الشيق والعميق “مآلات الخطاب المدني” انتقد الخطاب المدني والغلو فيه وفي رموزه، وأتفق معه في ذلك ، ولكن ذلك لا يعني أنني ضد تطوير وتجديد الخطاب الديني، فلا يوجد تناقض بين ما أؤمن به من ضرورة العصرنة والتجديد وما أثنيت على جهد الزميل الباحث. والحقيقة أن السكران جمع بين التراث العلمي السلفي – تراث ابن تيمية تحديدا – وبين قراءاته العصرية لكبار المفكرين العرب، ولا أعرف أحدا يبزه في هذا المجال، والرجل سدّ فراغا كبيرا في الصف السلفي حول هذا التصدي لظاهرة المفكرين الفرنكوفونين الذين خلبوا فكر كثير من الشباب الاسلامي بأطروحاتهم المدنية. أقول هذا والرجل كتب لمزا صريحا في مقالات له وتعريضا بي في تويتر ، ولكن أدع هذا جانبا ، فالحق أن ابراهيم السكران من أصفى وأنقى من رأيت من طلبة العلم، وكتبت مرات عديدة مهاذرا بأنه الوهابي الصوفي لإيمانياته العالية..
إصلاح السلفية
  • تحدثت عن إصلاح السلفية وتوجيه بوصلتها من الداخل، ماذا تقصد؟
- إصلاح السلفية يكون عبر توحيد الصف السلفي، وإيقاف هذا التناحر الذي نلمسه بين السلفيين للأسف الشديد، وأنا أتصور أن السلفية السعودية هي القائدة لباقي السلفيات في البلاد العربية، ولعلمائنا ودعاتنا الكلمة الفصل في الكثير من السلفيات في العالم الإسلامي، فلذلك، لو توحدت الصفوف واتجهت الجهود إلى بلورة خطاب سلفي يراعي كل هذه المتغيرات، ويكون فيه شيء من الإصلاح من الداخل عبر إيقاف هذه الاحترابات، أنا أتصور أننا سنفيد كثرا، وتستفيد الأمة، ونخدم السلفية بحق، لا يتأتى هذا إلا بظهور ابن باز جديد تحتكم له جميع التيارات السلفية وتسمع له، والله المستعان، أرى ذلك بعيدا، ستأخذنا السيرورة التاريخية التي تحدث لكل الأفكار وأتباعهم، تأخذ فورتها وتنفجر ، وتعود الأمور من جديد..آمل أن الأجيال التي سترث كل ذلك الركام أن تستفيد من هذه التجربة التي نحن في أتونها، ويتجنبون وقتها الأخطاء التي وقع فيها جيلنا.
 تهميش المشايخ
  • هذا الثناء منك على المشايخ الشباب مثل إبراهيم السكران وهناك بندر الشويقي، في الوقت الذي يرى فيه البعض أن هذا الثناء إنما هو حيلة منك لتهميش العلماء الكبار والحد من مكانتهم الرمزية؛ تعليقك؟
- يا رجل !! من يحجب الشمس بغربال. الحقيقة أنا كإعلامي كنت وما زلت أحاول إبراز القيادات الشابة والأجيال الجديدة من الدعاة والكتبة الجدد المحسوبين في الصف الاسلامي، عبر إظهارهم إعلاميا، والتعريف بأسمائهم في الساحة الفكرية السعودية، فضلا عن إيمان راسخ بقدرة هؤلاء الفكرية على مصاولة كبار الكتبة اللبراليين، وهو ما أثبتته الأحداث لاحقا، وتحقق ذلك في المكاشفات التي أجريتها والمناظرات التي تبعتها. لدي حدس ولله الحمد في تلك النوعية المميزة لهؤلاء الشباب، وهم الذين تعملقوا لاحقا وباتوا يتصدرون الكتاب الشباب ولله الحمد. فمن هذا الباب قمت بواجبي الاعلامي بالتعريف ببعض من ذكرت، وهناك أسماء كثيرة لباحثين مميزين ، حرصت على إبرازهم للساحة الإعلامية رغم ممانعاتهم الشديدة، بيد أنهم كانوا يستجيبون لرجاءاتي.
 هناك أيضا أقلام نسائية حرصت على إبرازها، لأني أومن أن الجانب النسائي لا يقل أهمية عن الجانب الرجالي، فهذا دوري كإعلامي، وجوبهت بمعارضات وهجوم شديد بسبب تصدري لقضية المرأة الداعية والكاتبة ، ولكن ولله الحمد أثبتت الأحداث صدق حدسي، وكان لهؤلاء الفاضلات أدوارا حاسمة في قضايا عديدة ، وآخرها منافحتهن عن الهيئة وقيادة المرأة للسيارة ..والحمد لله أنا راض عما قمت به، وأدع للتاريخ المحلي والمنصفين رصد الدور الذي قمت به.
وعودا على سؤالك، حتما هذا الإبراز ليس على حساب العلماء الكبار بل هو يتساوق معه، ذلك أن العلماء الكبار أخذوا مكانتهم، وشهرتهم، ولا ينزلون لمواطن الرد والسجالات، فقدرهم أكبر من ذلك، ولا أظن أن ثنائي وإبرازي لهؤلاء الكتاب قدح في العلماء، لأن هؤلاء الكتاب يضطلعون بدور فكري وسجالي بالنسبة لما يطرح في الساحة الفكرية، بينما العلماء بعيدون عن هذه الساحة نوعا ما.
  • ولكن معظم هؤلاء الشباب  انقلبوا عليك، وكتبوا ضدك بعد ذلك؟
-       لا آبه كثيرا، صحيح اختلفوا معي حول بعض مقالاتي وبالذات التي كتبتها عن السجون، ولكني مؤمن إيمانا كاملا بأن  من كان غرضه الاصلاح والنظر لما عند الله، لا يأبه كثيرا مما يحصل له، ولا يتندم على ما فعل إن كان ما قصد وجه الله، وأرجو ربي أن يصلح لي عملي. لم أرد على أي أحد منهم، وكان بإمكاني استخدام منابري الاعلامية للنيل والتشهير، ولكنت مبرزا وبطلا لو فعلت، لكن من تآخيت وجلست معه وآكلته، وكانت بيننا محبة في الله، تمنعني تربيتي وخلقي أن أرد عليه وأنا القادر. كان لسان حالي مع كثير منهم:
-       كلانا غني عن أخيه حياته   ونحن إذا متنا أشد تغانيا
التغزل بإيران
  • فسرت هجوم المفكر التونسي عبدالفتاح مورو على الدعاة السعوديين الذين قال إنهم ينقلون المذهب الوهابي إلى تونس، بالغرام الأزلي الذي يجمع حركة النهضة بإيران، وعدت في مقال آخر لتفسر غمز الكاتب المصري فهمي هويدي ولمزه مؤتمر العلماء الذي انعقد في القاهرة يونيو الماضي بعلاقة هويدي المميزة مع ملالي إيران؛ ألا ترى أن ربط الأمور بإيران على هذا النحو من شأنه تسطيح التحليل السياسي وإضعافه؟
- أرصد من عشرين عاما وأكثر مقالات الأستاذ فهمي هويدي وغيره من الكتاب الاسلاميين العرب، وأتابع نشاط أولئك المفكرين أيضا، ولست بالخب ولا الخب يخدعني، إيران تقوم بجهد كبير في شراء هذه الأصوات من النخب الإسلامية، بما نفعل نحن بكل صراحة ، ومن جهة أخرى لا تزال بعض القيادات الاسلامية والاخوانية تحديدا تتغزل بالثورة الخمينية ، راشد الغنوشي زعيم النهضة له آراء وكتابات بالتغزل بالخميني والثناء العريض للثورة الخمينية، ولا تزال هذه الثورة هواهم. فهمي هويدي أيضا عندما يذهب إلى إيران يستقبل استقبالا كبيرا وحافلا، والأبواب مفتوحة أمامه في كل الأمور التي يريدها، ما يضع علامات استفهام كثيرة.
الشيخ يوسف القرضاوي عندما قام بالتنبيه عن خطر التبشير الشيعي الذي تمارسه إيران في الدول العربية، من انبرى له؟ انبرى له فهمي هويدي يرد عليه، هو ومحمد سليم العوا، وجماعة الإخوان المسلمين، بالرغم من أن القرضاوي رمز من رموز الأمة وطالما تغنوا به، لكن عندما مست إيران انقلبوا عليه، فهناك إشكال يجب أن يعالج، وأنا كتبت هذا بكل صراحة، وأغضب رأيي هذا بعض الفضلاء ممن أحمل لهم حبا وتقديرا، ولكن الحق الذي أراه فوق هذا الحب.
 حوار التيارات
  •  تحاول في كتاباتك الصحفية وبرامحك التلفزيونية إرضاء الجميع؛ ألا يظهرك هذا وكأنك عاجز أو غير راغب في تبني موقف معين؟
- طبعا هذا الكلام حكم علي به من خلال ممارستي لعملي الإعلامي، كمشرف على ملاحق “البلاد الجمعة” و “الرسالة” و “الدين والحياة”، وأيضا في إدارتي لبرامج “البيان التالي”، و”حراك” حاليا، والحقيقة أن موقعي يفرض علي أن أكون حياديا، وأن أكون قدر الامكان بنفس المسافة من كل الضيوف، لكن رؤيتي الشخصية التي تمثلني أنا، أسطرها في مقالتي الأسبوعية في صحيفة “الوطن”، وهذه النقطة كثيرون لا يريدون فهمها، هم يريدون -بما أني مذيع- أن انحاز إلى هذا الرأي، أو أقول ذاك الرأي، وهو برأيي غير صحيح. لا بد أن أتعامل مع الجميع، فعندما أحاور الإسلامي لا بد أن أتبنى وجهة النظر المعارضة حتى أستخرج ما لديه، وعندما آتي إلى الليبرالي أيضا بنفس الطريقة  أمتثل ما يتحدث به الخصوم، وأعرضه عليه،  فالكثيرون يظنون أنني أرضي هذا وذاك، وهذا ليس صحيحا، بل هو دوري كإعلامي، أما رؤيتي الشخصية، فأنا أقولها بكل صراحة في مقالاتي، بل واجهت عواصف عاتية بسبب آرائي الصريحة التي كتبت مثلا حول عمل الكاشيرات، ورأيي الموافق للسينما ورياضة البنات، قلتها بصراحة، وتعرضت لهجوم قاسي، وربما شهدتم في موضوع السجون ورؤيتي فيها، وما نالني بسبب هذه الرؤية، فكيف أكون مميعا وأرضي الجميع؟!.
حديث السجون
  • يتحدث كثيرون عن علاقة عبدالعزيز القاسم المميزة بوزارة الداخلية؛ كيف تنظر إلى التعاون ما بين الصحافي والجهات الأمنية؟
- نحن نشأنا منذ صغرنا على الخوف من الداخلية والمباحث ورجل الأمن، ولا زالت هذه الفوبيا سائدة في المجتمع للأسف الشديد،..أؤكد لك ولمن يقرأ وأقسم على ذلك بأنني لا تربطني أية علاقة مع جهاز وزارة الداخلية، وزيارتي للسجون كانت بسبب مقالة كتبتها في صحيفة “الوطن” انتقدت فيها وزارة الداخلية بأنها لا تخرج لنا الحقائق كاملة ، وليست شفيفة حيال ملف المعتقلين، وتترك الساحة للمعارضين من الخارج، وبعض الإصلاحيين المشاغبين في الداخل ليتسيدوا الرأي العام، ويقولوا وينالوا من الدولة، والجميع صامت وحائر، بسبب عدم توافر المعلومات، وقلت هذا ليس  أسلوبا صائبا، بأن أعطى لكل من هب ودب أن ينال من الدولة، رغم أننا نسمع من المشايخ المنخرطين في برنامج المناصحة، ما يفرح أي مواطن، فلماذا هذا التعتيم على المعلومات.. سمو الأمير محمد بن نايف قرأ هذه المقالة، ووجه بالسماح للكاتب بأن يدخل هذه السجون بأي وقت ويكتب بما يراه من وحي ضميره. طبعا المقالات أتت في وقت كانت الساحة تشهد احتقانا كبيرا حيال هذا الملف، وتعرضت لهجوم ممنهج وظالم ،ولكأنهم يهاجمون ويضربون الداخلية عبري، لأنهم لا يستطيعون مهاجمتها مباشرة، وقالوا بأنني كتبت بما أملي عليّ من قبل الداخلية، وبعضهم قال بأنني قبضت ثمنا لما كتبت، كانوا ينتظرون مني أن أشتم وأهاجم وأنال من الدولة، كي يرضوا عني، والحمد لله ، لست ممن يحرص على الأتباع والأنصار ويرتهن موقفه لهم، ويصبح أسيرا لهتافات المشجعين وسطوة المريدين، لذلك لم أبال أبدا بكل ذلك الهجوم، وكتبت ما أعتقد أنه صوابا عندما يسألني الله تعالى.
عموما اقتعدت كل تلك المقالات مكانها في هذا الملف، وعندما يراجعها لاحقا بعد زوال كل هذه الاحتقانات أي منصف ذو نهج موضوعي، سيجد أنني سطرت في تلك المقالات قولي بأنه لا يعادل الحرية شيء ولو كان السجن من ذهب، وقلت وأكدت مرارا بأنني أسطر ما رأيته فقط، ولست ملما بكل ما في الملف من إشكالات، وأعتقد بأنه وقعت أخطاء وتجاوزات من بعض أفراد الأمن، وهناك بريئون أخذوا بلا ذنب، كتبت كل هذا، وطالبت الدولة بأن تفرج عنهم، وأولئك الذين بقوا سنوات بلا مقاضاة، من حقهم أن يحكم عليهم، ويعوضوا إن كانوا بريئين. كل هذا أعرضوا عنه صفحا، لأنني كتبت عن الأعمال النبيلة التي تقوم بها الدولة تجاه هؤلاء الموقوفين وأهاليهم، فانهالوا علي بالتهم أنني  عميل مباحث، وكاتب باع قلمه، ودفع له ملايين مقابل ما كتب، وأنا أجدد قسمي بالله العظيم الذي لا إله إلا هو بأنني لم أتلق أي مقابل لا مالي ومعنوي جراء كتابتي، صغيرا كان أم كبيرا، أنا كتبت مخلصا لوجه الله، ولست نادما برغم كل ما نالني من أذى، بل إن بعض الزملاء من المشايخ كتب ضدي وهاجمني غفر الله لهم، وهناك من دلّس بأنني وصفت السجون بأنها خمس نجوم، مع أن وصفي ذاك كان لغرف الخلوات فقط، وأيدني مشايخ وفضلاء في ذلك، وكتبت أن السجن يظل سجنا ولو كان من ذهب، ولا يعادل الحرية شيء، عموما لم أكن آبه لما قيل، لأني أومن بأن ما كتبته برؤيتي التي كونتها، من خلال تجربتي الخاصة، هو الحق الذي ينبغي أن يقال مهما غضب من غضب وصاح من صاح، الدولة تقوم بخدمات جليلة لا توجد في باقي دول العالم، رغم بعض الأخطاء. الحمد لله انتفع بما كتبت كثيرون، أقله أن المجتمع غيّر رأيه تجاه ملف الموقوفين، وفتح الملف بكامله، وباتت الشفافية عنوان تعامل الداخلية في هذا الملف، وزارت صحف الحياة وعكاظ وبقية صحف هذه السجون، وأظهروا ما كتبت على حقيقته ولله الحمد.
  • هناك من قال بأن المسؤولين في السجون أروك ما يريدون، لذلك كان انطباعك.
-كنت آتي بأسماء لبعض الموقوفين وأطلب مقابلتها ، ويتيحون لي ذلك، أحيانا ونحن نمر بالردهات، أطلب فتح بعض الزنازين التي لا أعرفها، كانت تجربة قاسية جدا علي، رأيت أنماطا من الموقوفين، ولو سردت كل ما رأيت لم يصدقني أحد من هول ما رأيت وسمعت من بعض الموقوفين هداهم الله وردهم لطريق الحق والصواب. والله أني لأدعو لرجال الأمن وأنا خارج من تلك السجون أن حموا المجتمع من أولئك التكفيرين الذين سيبدأون بمن يتلاعب بقضيتهم ويرتزق بها ، ويظهر كالمدافع عنهم في مواقع التواصل، هؤلاء سيكفرونهم ويستحلون دماءهم لأنه إن لم تكفر ما يرونه أو حتى تتوقف في مسألة التكفير فأنت كافر حلال الدم، ويتقربون الى الله بذبحنا. ومن قال بأنهم قلة مخطئون جدا، رأيت مجموعات كبيرة منهم.
أضع يدي على قلبي خوفا على أبنائنا الذين يتزايدون يوما بعد يوم في الذهاب لسوريا، هناك المجموعات التكفيرية التي يذهب الابن لها بنية الجهاد الخالص، ولا يحمل أية افكار تجاه وطنه ومجتمعه، ليعاد تشكيله أيدولوجيا بفكر تكفيري عنيف، ويعود لنا بهدف التفجير والاغتيال، لذلك أستحلف بالله كل ولي أمر أن يحافظ على ابنه من أن يلتاث بفكر التكفير، وأن يوصله لمركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة، الوقاية خير من العلاج.
استمالة الشرعيين
  • تتهم بالتودد إلى الشرعيين في برامجك وفي اللقاءات الشخصية، من أجل التأثير في مواقفهم، وجعلها أقرب إلى توجهاتكم العصرانية؛ تعليقك؟
- في النهاية القناة التي أعمل فيها قناة إسلامية، والشريحة التي تتجه إليها هي الشريحة المحافظة والمتدينة، وبالتالي لا بد أن أجلب رموزهم، فمثلا لو كان جمهورك رياضيا، هل ستأتي لهم بالشيخ صالح اللحيدان، أو الشيخ صالح الفوزان ليحدثهم، لا يعقل، فطالما جمهورك رياضي تأتي لهم بسامي الجابر، وفهد الهريفي، وغيرهم من نجوم الرياضة، الجمهور الذي أتجه إليه هو في غالبه من المحافظين، فلا بد أن آتي بالشرعيين ليشاركوا في البرامج، لكن الجديد الذي ربما ابتدعه عبدالعزيز قاسم في برامجه، هو جلب المعارضين من التيارات الأخرى، إن كانوا من إخواننا الشيعة، أو من الليبراليين، أو ممن يحمل أفكارا مخالفة لما هو سائد، لذلك أيضا تعرضت لكثير من النقد، وما زلت، كيف تجلب هؤلاء في برنامج إسلامي؟! لكن أنا أتصور أننا في حراك لا بد أن نناقش هؤلاء، فطالما كنت صاحب حق وتتبع منهجا حقا، فلا تخش أبدا من المواجهة، وكثير من برامجي عبّر أصحاب التوجهات الاسلامية عن رؤيتهم بطريقة مقنعة وبديعة..
وفيما يتعلق بالتأثير ومحاولة استمالة الشرعيين نحو العصرنة، فلا أعتقد أن هؤلاء الشرعيين من الهشاشة والليونة بحيث يأتي إعلامي متواضع مثل عبدالعزيز قاسم، يحول لهم مواقفهم، لكن أنا مجرد أخ ومساند لهم، بحيث أهيء لهم مكانا كي يجهروا برأيهم ويسمعهم العالم، وأيضا هم يسمعون وجهات نظر الآخرين، وتتلاقح أفكارهم، أما أن أجعلهم أنا أكثر عصرنة، فهذا غير صحيح، لأنهم بالأساس جاهزون للعصرنة، وإلا لما أتوا إلى التلفاز.
  • مساحة الاختلاف برأيك بين الليبراليين والمحافظين هل تتسع أم تضيق؟
- للأسف تزداد هوة واتساعا، فالمجتمع لم ينضج كثيرا، تصور أنا للتو قادم من اليابان، وهناك يخططون لـ300 سنة قادمة يدرسون كيف تكون بلادهم، ونحن نصطرع على قيادة المرأة للسيارة، أو خطأ لعضو هيئة صدم بسيارته، وتقوم الدنيا ولا تقعد، طبعا بالتأكيد هذا مخاض مرت به كل المجتمعات ، لكن أنا أعول على العقلاء والفضلاء أن يبتعدوا عن الهامشيين الذين يجرون المجتمع إلى قضايا ثانوية، وضرورة تنحية هؤلاء عن التصدر في المشهد الفكري، وأن يتصدر المفكرون الحقيقيون الذين يقودون المجتمع لوثبات في سلم الحضارة الإنسانية، أنا آمل هذا.
التترس بالغرب
  • كيف يتم التمييز بين الدعوات الإصلاحية وفرز الصادق منها من المنحول؟
- ما كان قبل عشر سنوات من المحرمات بات الآن من المباحات، بل صار من الواجبات أحيانا، فالسنوات تغير المواقف والناس والأفكار، وهذه طبيعة البشر، فما أراه الآن ضد الإصلاح، بعد سنتين ربما اعتبرته إصلاحا، فالإصلاح موضوع مطاطي وهلامي، لكن بالتأكيد المجتمع كله بتياراته وأفراده متجه نحو الإصلاح القسري، ومن يتوقف سيبتلعه الموج ويجرفه.
كيف نميز الدعوات الاصلاحية وصدقها، فمن خلال اطروحاتها وأطروحات روادها، من يتترس بالغرب ليفرض رؤيته علينا قسرا، وبالإملاء الجبري، لا أطمئن له أبدا..هناك فضلاء رفضوا أن يرتهنوا ليد الغربي وقد عرفوا أنه يستخدمهم ضد أوطانهم وإن تلاقت مصالحهم في بعض القضايا، ولكن بالتأكيد ليس لسواد عينيه وحبا فيه، بقدر ما لديهم من أهداف بعيدة تخفى..
من يمد يده للأجنبي ليطعن وطنه، لا يوثق به في الاصلاح.
وهذا الحديث ليس يعني الرضا بالواقع لدينا، ثمة تقصير وفساد وسرقات ونهب للمال العام، ومليكنا أنشأ هيئة كاملة وأعطاها الصلاحيات للحرب على الفساد، وصحيح أنها لم تعمل بما يلبي طموحنا، ولكننا نأمل أن تحتشد الأصوات للحرب على الفساد وإشاعة ثقافة الحقوق.
الشرعيون والصحافة
  • كنت من مؤسسي نمط صحافي في الإعلام المحلي يعتمد على التناول الصحفي للقضايا الشرعية؛ أي مستقبل لهذا النمط في الصحافة المحلية؟
- بدأ هذا النمط فعلا في الصحف، ولكنه انتقل في الفترة الأخيرة إلى الفضائيات بشكل أكبر، بسبب الانحسار الكبير للصحف، التي لم تعد مؤثرة، وهذا الأسلوب الصحافي في تناول القضايا الشرعية، كان مدار اعجاب سجله وسطره بعض أبرز الاعلاميين السعوديين، كالأستاذ محمد صلاح الدين يرحمه الله، وأثنى به على ملحق “الرسالة” إبان اشرافي، وقال في مجالس عديدة بأن الدعاة كانوا في صومعة لوحدهم وأتى بهم عبدالعزيز قاسم للصحف بشكل عريض وجعلهم في صدر الصفحات، وهناك الأستاذ محمد صادق دياب يرحمه الله الذي كتب هذا في إحدى زواياه بملحق الأربعاء، وقال “كانت الصحافة الإسلامية أو الصفحات الدينية رتيبة جدا، حتى جاء عبدالعزيز قاسم، وبث فيها روح المناظرات والسجالات، وجعلها مقروءة كما الصفحات الرياضية”. وأحمد الله تعالى أن وفقني لذلك، وهي من الأشياء التي أفخر بها، وأسأل الله أن يكتب لي أجرها. وإجابة لسؤالك: هذا النمط الصحفي الذي تقول انتقل للفضائيات ويشهد إقبالا وحضورا كبيرا.
  • هناك من يرى في تناول القضايا الشرعية والعقدية في الصحافة تمييعا لها، وإحالتها على غير أهلها من العلماء؛ تعليقك؟
- في الحقيقة هنا مشكلة يجب أن نعترف بها، طبعا من حق الإعلام أن يتناول أي شيء ولكن عبر متخصصين، ولكن الإشكال الذي كنت أواجهه ولا زال يواجهه الزملاء العاملين في مجال الإعلام الإسلامي، هو إحجام العلماء والمتخصصين عن المشاركة، فبالتالي يضطر الإعلامي إلى الاستعانة لا بالمتخصص الأصلي، وإنما بمن يستجيب له، فنشأت هذه الثغرة التي تحدثت عنها، فأنا أعترف بوجودها، لكن أحيل السبب إلى عدم مشاركة المتخصصين.
ثقافة التقاضي
  • قلت في مقال سابق ”فكرة اللجوء إلى القضاء الشرعي، ضد من يكتب أو يهاجم بغير حق، ينبغي إشاعتها في أجوائنا الفكرية، وتبنيها من قبل النخب في بلادي” ألا تخشى أن يؤدي التوسع في التقاضي إلى تضييق الهامش المتاح للنقد في الصحافة وفي شبكات التواصل الاجتماعي؟
بالعكس، الجميع سيحترم و يقف عند النظام، إذا سنت قوانين فيها هامش الحرية، فمن حق الناس أن يقاضوا من يتجاوز هذا الهامش، وكلمة القضاء هي الفصل. كيف أترك المجال لكل من هب، ينال ويكتب من غير رقيب ولا حسيب، وبلا موضوعية ولا تثبت، ليجدف ويهاجم ويشوه من يريد، ويشتم ويلمز بلا حياء من يريد، ثم في النهاية يكتفى بسطر اعتذار، هذا غير صحيح، فحتى في الدول الغربية يقيم المحامون الدعاوى ضد من يهاجم في كتاباته، فالكلمة أمانة، تكتب بأمانة ولا تتعدى على حقوق الآخرين، ومتى ما تعديت فمن حقي أن أقاضيك، لذلك أنا أريد أن تشيع ثقافة التقاضي في الحقوق
بدلا من السباب والشتم، ومراكمة الاحتقانات المجتمعية التي قد تنفجر، ويدفع الجميع ثمن هذا الاحتقان.
  • قلت إن الإعلام الإسلامي يواجه مشكلة “تتمثل في نشوء الصراعات بسبب التعصّب الحزبي، والانتماء للتيارات الإسلامية التي تختلف عن بعضها”؛ برأيك كيف يمكن تحييد الإعلام الإسلامي عن الحزبية؟
- أنا أتمنى هذا التحييد الذي تطلب، لكن التمني شيء والواقع شيء آخر.. الواقع يقول إن لكل تيار وحزب رؤية فكرية يعبر عنها إعلامه، وهذا حق لهم، بل وفي كل العالم، حتى في الغرب تجد وسائل الإعلام تعبر عن رؤية لجهة ما تدعمها، لكن الأهم في ساحتنا الإعلام الاسلامي أن لا تتصادم وسائل الاعلام والاعلاميين العاملين. هنا دعوة أوجهها لهم بالاتجاه دوما نحو الأهداف الكبرى، ودعوا الاحترابات الداخلية والحزبية الضيقة، لكي تفيد الأمة، وتخدم المجتمعات، وهذه من أمانة الإعلام التي ينبغي أن تراعوها، وأنتم تمارسون هذه المهنة.
صحافة وتلفزيون
  • أين وجد عبدالعزيز قاسم نفسه أكثر في الصحافة، أم في التلفزيون؟
- جمعني اجتماع مع بعض رؤساء التحرير بعد أول أربعة أشهر لي في قناة دليل وبرنامج البيان التالي، وكانوا يسألونني عن التجربة، فقلت أمضيت 20 عاما في الصحافة، والحقيقة أنني في خلال أربعة أشهر، حققت من الانتشار والشهرة والتأثير ما لم أحققه في كل تلك السنوات، فشتان بين الصحافة والفضائيات، فالأولى تحتضر الآن، ربما هي باقية تنتظر أمر ربها، وإلا فهي بانحسار، لولا إيمان المعلن للآن بها لتهاوت، فقد غطت عليها مواقع التواصل الاجتماعي، والصحف الالكترونية بشكل كبير، ومستقبل الصحافة هو في أمثال صحيفتكم الالكترونية المتألقة.
  • تتهم بعض البرامج التلفزيونية من قبيل برنامجكم “حراك” بأنها مجرد وسيلة لإشغال الرأي العام؛ تعليقك؟
- الكثيرون لمزوا بهذا، الحقيقة أنني أتكلم عن برنامجي، والله لا أتلقى أي توجيه لا من الحكومة، ولا من وزارة الإعلام، بل وربما تستغرب لا أتلقى التوجيه حتى من الشيخ علي العمري مدير عام القناة، ومن قبله الدكتور عبدالله القرشي في قناة دليل، كلها مجرد اجتهادات إعلامية من واقع خبرتي الصحفية، ووجودي في صميم الحراك المجتمعي، لدي فريق مميز في حراك، نجتمع بعد الحلقة ونستعرض أبرز الاحداث والقضايا في ذلك الأسبوع، نحرص على أن تكون القضية التي ستتناول تهتم بها أكبر شريحة من المجتمع، ثم بعد ذلك نرفع للقناة، ونأخذ الموافقة على الموضوع.. ما قيل عن توجيه من جهة هنا أو هناك أؤكد أنها غير صحيحة اطلاقا.
أما هل نشغل الرأي العام؟ بتصوري أننا في حراك ساهمنا في حل وطرح قضايا عديدة، فملف المعتقلين في العراق مثلا أول من طرحه ولفت الأنظار إليه هو برنامج حراك، والمجتمع بعد ذلك تفاعل معه، والصحافة، والدولة. هناك قضية تمديد مهلة التصحيح، كان لحراك دور بارز فيها، أيضا البنوك والإجراءات البنكية الأخيرة التي قامت بها مؤسسة النقد السعودي حيال البنوك، كلها قضايا طرحناها، واستضفنا الدكتور طارق كوشك، واستجيب لنا ولغيرنا بالطبع، فهناك قضايا نجد لها أثر مباشر، واستجابة كبيرة من الدولة ولله الحمد.
  • كيف يختار  عبدالعزيز قاسم ضيوفه؟
- أتوافر على فريق عمل مميز في حراك، أنا ضمن كوكبتهم عندما نطرح ونختار الأسماء، لدي الزميل الرائع عبدالرحمن الحاج، وهناك الباحث المميز ثامر الشريف، فضلا عن الاعلامي الواعد سليمان العجلان، والزميلين المميزين أحمد الحميري وخالد العولقي انضما لنا كذلك ولهما اسهاماتهما الرائعة، عندما نختار القضية نحاول قدر الإمكان اختيار وجهات النظر المتعددة، في هذا الموضوع، لا ننحاز إلى أي طرف، نحن محايدون، ونقف بنفس المسافة من كل الأطراف، بل إنني أحيانا عندما لا نجد من يمثل هذا الرأي الآخر، أضطر أطلب من الضيف الذي يحمل ذات وجهة النظر أن يساعدنا لإيجاد متداخل من نفس فكره، كي تتوازن الحلقة، نحاول هذا دائما.
 قناة العرب
  • صديقك الإعلامي جمال خاشقجي رئيس تحرير قناة العرب الإخبارية التي ستنطلق قريبا؛ هل من نصائح تريد إسداءها إليه؟
- أبو صلاح إعلامي قدير يعرف أين يضع قدمه، وربما شهدت صحيفة الوطن في رئاسته تألقها الكبير، أنا متأكد -لأنه ابن الساحة الفكرية- يعرف تماما كيف يخطو بقناته، وهو قال إنه سيكون وسطا بين الجزيرة والعربية، وسيهتم بالداخل السعودي، لأن المشاهد السعودي هو المطلوب رقم واحد، ونسأل الله له التوفيق. وإن كانت إقالة طارق السويدان ستلقي بظلالها الكثيفة على توجه القناة وحريتها، فعندما تفرز المشايخ والدعاة الذين يتعاطون الفضائيات ستجد معظمهم من المحسوبين أو المرمزين على أنهم إخوان مسلمين، والسلفيون لا يأتون لهذه القنوات أصلا، فهذا سيضعه أمام إشكال في من سيمثل الصوت الإسلامي في قناته.
  • هناك من يتحدث عن ضعف في القيادات التحريرية في صحافتنا لأسباب مختلفة، ما رأيك أنت؟
- أنا أومن بأهمية إعطاء الجيل الجديد فرصة، وأعطي نموذجا بسلمان الدوسري في صحيفة الاقتصادية، وجميل الذيابي في صحيفة الحياة، فقد أثبتا جدارة كبيرة في الارتقاء بالصحيفتين، وأعطونا أملا في أن الجيل الجديد مؤهل للقيادة متى ما منح الفرصة، للأسف لا يزال يقتعد رئاسة التحرير الأجيال المعمرة.

المصدر
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..