الصفحات

الأحد، 19 يناير 2014

الإشاعة.. والد لمى الروقي نموذجا

  كنت أصفق كفا بكف وأنا أقرأ ما وصلني عبر "الواتس آب" قبل عدة أيام رسالة، تتحدث بأن ما وجدوه من أشلاء في البئر التي وقعت فيه لمى الروقي، لم تكن سوى أشلاء ذئب، رمى بها والد لمى ليحصل على تعويضات من الحكومة، و أنه أخفى ابنته عند احد أقاربها و و و .. و كثير من التفاصيل التي وقفت أمامها مذهولة و غير مصدقة ، فكيف يفعل أب مثل هذا الفعل و بهذه الطريقة !!
و لو توقفنا قليلا و حللنا هذه الرسالة بالمنطق والعقل، لوجدنا أنه  من المستحيل أن يفوت على الأب بأن الجهات الرسمية ستحلل ما ستجده من أشلاء لتتأكد من أن ما وجدته يعود للطفلة أم لا؟ .
المؤسف و المؤلم في الموضوع هو أن هذه الشائعة انتشرت انتشار النار في الهشيم وبأسرع وقت و بكل الوسائل الممكنة، تساءلت و أنا أقرأ ما قيل بحق هذين الأبوين ، أين إنسانية هؤلاء الذين نشروا هذه الشائعة ؟ كيف لهم أن يزيدوا جراح تلك الأسرة المكلومة بهذه الأكاذيب ؟!!
و استغربت من أن البعض صدق هذا الكلام و ساهم بنشره دون الوقوف عنده و تأمله و مقارنته مع الواقع و العقل ففي بعض الأحيان يستحيل أن يصدق العاقل بعض الأمور لأنها بكل بساطة كذب واضح صريح .
كيف صدق المجتمع مثل هذه الأقاويل و هو الذي كان يتابع بتعاطف كبير والد لمى و هو يتحدث بحرقة و ألم يغالب دموعه ؟
ما حدث يحتاج على وقفة صارمة من كل أفراد المجتمع،و لو أننا في هذا الوقت أصبحنا نعيش في عصر الفضاء المفتوح بدون قيود أو حدود ، فمن الممكن تشويه سمعة أي أحد من خلال "هاشتاق" في "تويتر" أو رسالة في "الواتس اب" أو من خلال صفحة في "الفيس بوك" أو في غيرها من الوسائل الكثيرة  التي باتت بين أيدينا .
لكن كيف نسيطر على مثل هذه الوسائل خصوصا إن علمنا أن أكثر مستخدميها من فئة الشباب و صغار السن؟
نحتاج إلى خطط و برامج توعية نهدف من خلالها أن نزيد الوعي في المجتمع بحيث لا ينجرف  خلف كل ما يقال و ينشر .
لكن يبقى السؤال الأبرز كيف نفعل ذلك و بأي وسيلة ؟
اعتقد أنها مسؤولية مشتركة بين البيت و المدرسة و المسجد و الإعلام ، و يجب على كل جهة أن تضطلع بمسؤوليتها و واجباتها تجاه المجتمع حتى لا نرى مزيدا من هذه الأكاذيب التي تنشر بين الفينة و الأخرى، ويظل النظام ضابط في هذا الموضوع، فلا بد من المعاقبة، خصوصا في القضايا الكبيرة.
صدق ربنا تعالى، وما أحرانا بالامتثال: ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة..)
بقلم: وسمية القحطاني

_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..