الصفحات

الاثنين، 13 يناير 2014

السلفية : مشروع الحياة والسياسة والدين

 في هذا الزمن يُنظر إلى"الدين" في العالم العربي، أنه صلاة، وسيف، وخطاب، عجزت جميع النظريات السياسية والاجتماعية في الكون عن أن تعزله عن الواقع.. نجحت القومية العربية في بداية
الخمسينيات لانها استخدمت سيف الدين وضربت به أعناق خصومها، وعندما أرادت أن تتخلى عنه وتجرب سلاحها الخاص الذي ينسجم مع طروحاتها الفكرية ضربها خصومها بسلاح الدين، فانقسمت لجزءين، جزء يتكلم بلسان الدين، وجزء يصلي لإرضاء دعاة الدين، فمات الخطاب وبطلت الصلاة، وبقي السيف بيد دعاة التطرف وأعداء الحياة يضربون به الإيمان والمساجد والمستشفيات والأمن، لكي يبنوا حضارة المقابر والموت، فإن أخطأوا لا حساب في الدنيا لهم بعد ان وضعوا جميع خصومهم في المقابر، وللعدل يكفيهم اعترافهم بذنوبهم والاستغفار، حتى يعودوا للحياة بلا ذنب ولا محاسبة طاهرين كما خلقوا أول مرة.

الغرب قبل وبعد الربيع العربي عرف تأثير سيف الدين وأراد أن يستخدمه لصالحه فدعم جهاد السيف من أجل وصول جهاديي مصالحه للحكم، وإن تمكن من ذلك كفى نفسه شر القتال.

وصل جماعة الإخوان للحكم في مصر وأرادوا أن يكونوا أصحاب سيف لا أهل صلاة أو خطاب، وحدث لهم ما حدث للقوميين العرب ضربوا بسيف الدين وأُخرجوا من الحكم، وبعد الخلع ادعوا انهم اصحاب خطاب شرعي ديمقراطي لا ديني، ففشلت دعواهم لانهم نسوا انهم كانوا اصحاب سيف وسقط، ولم يتبعوا جهادهم الديمقراطي بطهارة صلاة ولا بإصلاح خطاب للحياة.

بقي على الساحة السياسية اليوم "السلف" فلهم صلاة وخطاب وسيف يعمرون به الحياة، فمشروعهم السياسي يحمل كل سماحة الدين "ونور السلف" .. وعندما نتحدث عن السلف نقصد سلف مصر "حزب النور" فقد عرف ان الحياة تقوم على الاختلاف فاحترم اختلاف خصومه له، وعرف ان السياسة مشاركة امينة في الحكم فكان امينا مع الله والشعب، فشارك في كتابة الدستور لكي يكون جزءا من المستقبل وليس حكاية اسطورية وتراثية، فنجحوا فيما فشل الإخوان به، فجماعة الإمام حسن البنا تجيد سياسة المشاجرة وتريد ان تصدر احكاما على الاعمال المنقضية، والاحزاب العلمانية تدين وترفع من شأن الاعمال الحاضرة سياسة اليوم لك وغدا ربما يكون لعدوك، أما حزب النور السلفي فهو ملتزم بقرارات المستقبل التي تضيء على الحياة والدين .

فقد عرف حزب النور السلفي ان صلاح الارض لايستوي مع تدميرها فدان وحشية الجهاديين الملوثين بشهوة السلطة والمال والموت، وبنفس الوقت حافظ على مفهوم الجهاد بمعناه المتسامح والانساني، حتى يبقوا خصومهم احياء يقيمون عليهم الدعاوى القضائية في الخلاف ويدعون لهم في صلاتهم.
 

السلفية : مشروع الحياة والسياسة والدين
     

د.مطلق سعود المطيري 


_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..