الصفحات

الاثنين، 6 يناير 2014

مراسم الزواج عند الطوارق

 عند الحديث عن الزواج لــدى الطوارق لا بد من تقسيم عملية الزواج إلى ثلاث مراحل:-
  الخطبة:
تختلف أساليب الخطبة عند الطوارق تبعاً للاختلاف بسيط بين التقاليد من قبيلة إلى أخرى، ومن
حــــي إلى آخر، ومن بلد إلى بلد، وهذا الاختلاف يشمل المحورين التاليين (العقد – العرس).
فطريقة الخطبة عند بعضهم أن يرسل الرجل أخته إلى المرأة التي يرغب في زواجها، وتقدم لها هــدية رمزية كالخاتم مثلاً، ويعبر أخذ الهدية عن الرضا والقبول، ويعبر ردها عــن الرفض.
 تبدأ مراسم الخطبة حيث تنطلق جماعة من الأدباء وكبار السن والنبلاء من حــي الرجل إلى حـــي المرأة، أو بيت أبيها إن كان في نفس الحــــي، فتجلس الجماعة في وقار وهيئة جميلة مغمورة بحياء ورزانة،

 العقدة (العقد):
 كثير من الطوارق من يجمع بين الخطبة والعقدة في مجلس واحد، ومنهم من يؤخر العقدة إلى وقت آخر للاستعداد علماً بأن المهر عند غالبيتهم غال جداً، ولا فرق بين الغني والفقير ، "فالطارقية كما يقال لا تتزوج إلاّ بمثل صداق أمها أو أكثر منه أمّا أقل منه فــلا وبعد إعداد المهر المناسب والمتفق عليه يتم العقد في مجلس جماعي يترأسه الشيخ الذي يتولى العقد بوكالة من الخاطب والمخطوبة أو ولييها.
إن وافقت البنت الطوارقية على الشاب، يقوم أهل الشاب بطلب يد البنت من أهلها، ويعطي والد البنت موافقته بعد موافقة ابنته، على أن تُعلنها للشاب أمام والدتها، التي تبلغ الوالد بالموافقة، ثم تأتي
 ترتيبات الزواج:
   يقول الشيخ صالح السيكاوي أحد أعيان الطوارق ” يُقدم المهر حسب التركيب الاجتماعي للطوارق، فالأعيان يقدمون سبع نياق وبعير أو خمس وعشرين شاة، فيما يقدم عامة الطوارق بعيرا أوبعيرين وعلى الأكثر ثلاثة أباعر، حسب المستوى المادي. وهذه النياق أو الأبعرة أو الشياه تُذبح بالعرس، الذي يكون سبعة أيام عند الأعيان، وثلاثة أيام لدى العامة.
وقديما كان مهر المرأة الطرقية ثمانين نخلة، وبستان النخيل ملكٌ لها، تورثه لبناتها فقط، ولا يُباع ولا يُقسم ولا يُشترى. ومع تمدن المجتمع الطرقي، وانخفاض مستوى المعيشة، تراجعت العادات القديمة، كما يقول الشيخ صالح السكاوي، وأصبح المهر يتراوح بين خمسة آلاف وعشرة آلاف دينار جزائري، تُعادل ( 50 و 100) دولار. مع ناقة أو ناقتين تُذبح للمدعوين في العرس، وقد اُختزل إلى ثلاثة أيام أقصى حد، حتى لدى الأعيان .
 استبدلت المراة الطارقية الحلي الفضية بالحلي الذهبية.
 الأسرة الطرقية الجديدة:
 أحضرته معها من عند أهلها، أفرشة وسائد،وغيرها. لتستقر العائلة الجديدة، بالزوجين والطفل البكر، وتنجب المرأة الطرقية وقد يصل عدد الأبناء ثمانية على الأقل. 
ويتزاوج الطوارق فيما بينهم، من القبائل المنتشرة في ليبيا والنيجر ومالي والجزائر. ويحق للمرأة الطرقية أن تتزوج من خارج الطوارق لو رغبت بذلك.
ومن التقاليد والطقوس السائدة عندهم أن يقف رجل جهوري الصوت بعد العقد مباشرة فينادي بأعلى صوته معلناً زواج فلان بن فلان بفلانة بنت فلان، وبعد هذا لنداء يتفرق الجمع، ويتجمع الجمهور النسائي إلى أسرة الرجل للحصول على هدية تقليدية للنساء على الزوج، وتتفاوت تلك الهدية بتفاوت القدرة واختلاف العادات، فأحياناً غالية جداً وتارة غير غالية، ولا يشترط لتلك الهدية أن تجتمع النساء عند العاقد، فإذا أهداها إليهنّ قبل الوصول إليه توقفن عنه.عندهم فى قبيلة الطوارق فان العريس هو من يتغطي امام النساء !!؟
 الزفاف:
كان الحديث عن الزفاف عند الطوارق من الجوانب التي يتعذر التعبير عنها بشكل يتسم بالشمولية والاستيعاب، لاختلاف طرقه عندهم وتباين وتفاوت الوسائل والأساليب بين القرويين والرحل، وبين الأغنياء والفقراء؛ ولكن لا بد من تناول هذه الفقرة.
الزفاف عند الطوارق يحتاج إلى استعداد كغيرهم من المجتمعات، ولكنهم قد تكون لهم سمة خاصة هـــــي أن الكثير منهم يستمر في الاستضافة والاستهلاك لمدة أسبوع، مما يكلفه الاستعداد لأقصــى حد ممكن.
وبعد الاستعداد يأمر جماعة من نساء حيه إذا كانت الزوجة في حــــي مجاور، أو رجالاً إذا كانت بعيدة، فيتم إحضار العروس بعد إعداد أسرتها ما تحتاج إليه من الزينة، وأثاث البيت، علماً بأن كثيراً منهم يرسل مع النسوة اللواتي بعثهنّ صندوقاً أو عدة صناديق مملوءة بملابس ومجوهرات وأحذية حسب القدرة والبيئة، وتأخذ الزوجة قليلاً من ذلك ويوزع الباقي بين جاراتها.
 تعتبر الليلة الأولى للعروس موسماً تقليدياً للفرح فيتوافد الرجال من الجهات القريبة بمسيرة يوم شباباً وكهولاً، إضافة إلى بعض نساء الحي، فتجلس النساء عند العروس في بيت مجاور لبيت الزوجية أحياناً أو في بيت الزوجية نفسه وفي بعض منهم تستمر الضيافة للرجال فقط إلى سبعة أيام.   
الــــــزي:
تتعدد عادات وتقاليد المجتمعات بتعدد أجناسها وظروف بيئتها وأنماط حياتها، ومن الظروف البيئية من حرارة وبرودة، وتنوع العادات من حفاظ ووقار وحياء، يُستوحــى كثير من التقاليد كالأزياء، وحينما نتكلم عن زي الطوارق لا نُعنى إلاّ بالطارقي التقليدي الصحراوي الذي يتمسك بالتقاليد والأعراف، وهو الذي يزف في قميص فضفاض كثيراً ما يكون أبيض أو أزرق اللون، وأحياناً يكون سرواله أسود، وتارة يأخذ لون القميص، ويلبس عمامة سوداء برّاقة اللون جميلة، وربّما يضع عليها أخرى بيضاء لينة، ويتلثم حتى لا يظهر من وجهه إلاّ عينيه.
 ويتقلد الطارقي سيفاً طويلاً مغمّداً في جراب جلدي مزيّن مزركش ومطّرز بألوان زاهية جزء منها من النحاس الأصفر والأحمر، وبعض من القماش الأحمر والآخر من جلد رقيق ذي صبغة خضراء مستورد من بلاد الهوسا. أمّا نعاله، فمن جلد البقر والجمال مزينة ومطرزة أيضاً بجلد ذي الصفة الخضراء ،
 أمّا المرأة الطارقية، فلها شكلان من اللباس:
الأول، يتكون من درع واسع وطويل تحته إزار، وفوقه خمار يغطي جسدها من الرأس إلى الركبتين، والثاني، يتكون من ملحفة تحتها إزار، ولهذه الملاحف نوعان: النوع الأول نفس النوع الموريتاني والسوداني، والنوع الثاني خاص بالطوارق يؤخذ من قماش أسود يسمى عندهم ( بُوكَارْ ) هذه هــــــي لبسة نساء الطوارق، لبسة إسلامية تتسم بالجمال في الوقت الذي تساعد على الستر والحشمة، وإذا كانت نماذج منهنّ قليلة تخرج سافرة فـــــلا يعني ذلك أن نساء الطوارق سافرات كما يشوّه به بعض الكتاب سمعتهنّ عن عمد أو عن غير قصد، حيث إنّ هذه النماذج توجد عند أي مجتمع آخر.
 أشراف الطوارق:
هؤلاء الأشراف حسب تعبير قداري الشيخ أحد أعيان الطوارق، ينحدرون من سلالة سيدنا علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، وفاطمة الزهراء بنت النبي محمد عليه الصلاة والسلام، جاؤوا إلى المغرب قبل قرون، ودخلو الجنوب الجزائري، حيث عاشوا بين قبائل الطوارق، ويُعرفون بقبيلة( فوراس) الممتدة إلى المغرب. وقبيلة فوراس ( الأشراف) لها نفس عادات الطوارق، باستثناء عادات الزواج، فلا يطلبون مهرا لابنتهم، ويجهزها أهلها للعريس الذي يُقدم هدية ناقة واحدة أو بعير تُذبح في العرس مع جملة الذبائح التي يقدمها أهل العروس للمدعوين.ويترتب عن ذلك في حالة الطلاق، تأخذ المرأة الأطفال، ولا يحق للزوج المطالبة بهم، وإن تزوجت المرأة ثانية، تبقى حضانة الاطفال لأهلها الأشراف.
 هذا جانب من الحياة الاجتماعية عند الطوارق بكل ما يحتوي عليه من التراثية والأصالة والأناقة والجمال، إلاّ أننا ندرك تلاشي بعض التقاليد عند الطوارق الذين اندمجوا في مجتمعات أخرى وتأثروا بعادات وتقاليد تلك المجتمعات، إضافة إلى تطور كثير منهم من حيث العادات والتقاليد بسبب التمدن والاستقرار في المدن الذي فرض عليهم ألواناً وطرقاً جديدة من الحياة.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عادات الزواج والطلاق لدى الطوارق بمعرض بالجزائر
 بابالي بودة (الجزيرة نت)
أميمة أحمد-الجزيرة نت
حل بالجزائر العاصمة طوارق ولاية تمنراست عاصمة الطوارق في الجنوب الجزائري، وقد حملوا معهم تراثهم الثقافي ليعرضوه خلال الأسبوع الثقافي لولاية تمنراست، وبدا معرض الطوارق في مجمع رياض الفتح وسط العاصمة الجزائرية كجزيرة صحراوية وسط غابة المدنية.
في الخيمة الطارقية المصنوعة من الجلد التي احتلت ساحة مقام الشهيد، تحدثت السيدة بلبالي بودة للجزيرة نت عن المرأة في المجتمع الطارقي، مشيرة إلى أن المرأة تحظى باحترام كبير بالمجتمع.
وعن أبرز تقاليد المجتمع الطارقي أشارت بودة إلى أنه بالماضي كان الزواج تقليديا، وتبقى العروس عند أهلها عاما مع زوجها لتلد الولد الأول، أما الآن فقد تغيرت العادات فالعروسان يتعارفان قبل الزواج، ويقام العرس ثم تزف العروس لبيت زوجها.
وعن عادات المجتمع في حالة الطلاق، أوضحت بابالي أن المرأة المطلقة لها مكانة مرموقة بالمجتمع، وكلما تعددت مرات الطلاق تكون مرغوبة للزواج أكثر من البنت البكر.
وتوضح بابالي أنه بعد العدة تقيم المرأة الطارقية المطلقة عرسا بمناسبة انتهاء العدة، تدعو إليه الجيران والأقارب والأصحاب، وتولمهم وتوزع الحلوى والشاي الأخضر، وتكون حفلة العدة أكبر من حفلة عرس الزواج، وترتدي المطلقة أبهى ما لديها من ملابس ومجوهرات، معلنة في ذلك أنها مطلقة وحرة، وعلى استعداد للزواج مرة أخرى.
من جانبه تحدث بن عبدالله صالح عن عادات الزواج والطلاق لدى أشراف الطوارق قائلا إن "الأشراف أو الشّرفة حسب تعبير الطوارق، يجهزون لوازم بيت الزوجية وتكاليف العرس، وبعد قضاء عام بجوار أهلها لتلد المولود الأول تزف إلى بيت الزوجية وتأخذ معها الماشية من الإبل والماعز والغنم، وإذا حصل الطلاق فالأولاد للأم، وفي حال تزوجت يربيهم الجد كأبناء له".
سيدة طارقية تعزق على الأمزاد (الجزيرة نت)
طبقات المجتمع وأوضح بن عبد الله صالح الذي ينتمي لطبقة الحرفيين، أن المجتمع الطارقي يتكون من طبقات اجتماعية، أولها الأشراف ثم العلماء من رجال الدين ثم الحرفيون والمزارعون وأخيرا العبيد.
وحسب بن صالح فإن الطارقي يأخذ كفنه حيثما ذهب، وهو اللفة التي يلف بها رأسه وطولها ثمانية أمتار، يغطي فمه باللثام، بينما المرأة سافرة.
وكان المعرض غنيا بالصور من الصحراء، ومن تراث الطوارق، منها آلة الأمزاد، وهي موسيقى مشهورة لدى الطوارق، وتعزفها المرأة فقط، وهي آلة تشبه العود في شكلها، ولها وتر واحد وقوس مثل الربابة المعروفة في المشرق العربي، ويتشابه الأمزاد والربابة بالموسيقى.
ويحكي الطوارق قصة هذه الآلة الموسيقية، وتدور بأن حربا نشبت بين قبائل الطوارق، فبادرت امرأة طارقية بصنع آلة الأمزاد، وراحت تعزف عليها عند غدير ماء يشرب منه المتحاربون، فعند سماع الرجال لهذه الموسيقى توافدوا على الغدير، وألقوا سلاحهم للاستماع للموسيقى ، وحل السلام.
يشار إلى أنه لم يبق من يعزف على الأمزاد سوى امرأة واحدة، وتسعى جمعية الأمزاد إلى إحياء موسيقى الأمزاد وتعليمها للصغار.
وتعود تسمية الطوارق إلى اسم Targa ويعني "نبع الماء " أو "الساقية"، لأن الصحراء الأفريقية كانت خصبة وفيرة المياه، ويسمي الطوارق أنفسهم "إيموهاغ" أي الرجال الشرفاء الأحرار .
طقوس استثنائية بحفلات زواج طوارق الجزائر


تحتل مناسبات الزفاف لدى الطوارق بالجزائر أهمية اجتماعية خاصة، حيث تخصص لها طقوس استثنائية ترتبط بالموروث الثقافي لهذا المجتمع.

وتتميز هذه الاحتفالات باستعدادات محكمة وأجواء احتفال حارة، لا سيما بعد دخول جمعيات أهلية على الخط تعمل على تيسير مصاريف الزواج، من خلال تنظيم حفلات زفاف جماعي، تساهم في تخفيف الضغوط المالية على المقبلين على الزواج.
وتتولى نسوة ذوات خبرة أمر بناء الخيام وتزيينها من أجل حفلات الزواج، كما يحضر الشاي المعتق، كما هي عادة أهل الصحارى دوما، حتى قبل مراسم الاحتفال.
المصدر: الجزيرة


_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..