الصفحات

الثلاثاء، 11 مارس 2014

هل المَلِكـات ... ناقصات عقل ودين ؟؟.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى اله وسلم تسليما كثيرا .... اما قبل
فنتيجة المبحث للمستعجل ... النساء ليسوا ناقصات عقل ولا دين.
المبحث 14 صفحة لمن اراد التفاصيل ، ومرفق بصيغة بي دي اف ادناه.

الان ... اما بعد
لكل من سينتقدُني ... ارجوك بهدوء لعلي اكون على خطأ فأستفيد من هدوئك للرجوع الى الصواب.
لكل من وافقني ... ارجوك بهدوء لما وافقتني هل هو حب المخالفة ام لمنطقية البحث.
لكل من سينظُر من انا ومن اكون ... ارجوك بهدوء انظر الى الفكرة محل البحث خير لي ولك.

مع البحث ...
امي ... يا ناقصة العقل والدين ...
اختي .. زوجتي .. ابنتي .. عمتي .. خالتي .. جارتي .. معلمة بناتي ، ايتُها الطبيبة ايتُها المهندسة يا نساء المسلمين في كل مكان (حصراً ) ... انتن ناقصات عقل ودين مهما بلغ علم او زُهد الواحدة منكن !!!.
والدليل وهو منقول من موقع الدُرر السنية تحت رقم 304 ، وحكمه وفق الموقع صحيح كما ورد في كتاب صحيح البخاري :
خرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أضحى ، أو فِطرٍ ، إلى المصلَّى ، فمر على النساءِ ، فقال : يا معشرَ النِّساءِ تصَدَّقنَ فإني أُريتُكُنَّ أكثرَ أهلِ النارِ . فقُلْن : وبم يا رسولَ اللهِ ؟ قال :تُكثِرنَ اللَّعنَ ، وتَكفُرنَ العَشيرَ ، ما رأيتُ مِن ناقِصاتِ عَقلٍ ودينٍ أذهبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحازِمِ مِن إحداكُنَّ. قُلن : وما نُقصانُ دينِنا وعَقلِنا يا رسولَ اللهِ ؟ قال : أليس شَهادةُ المَرأةِ مثل نِصفِ شَهادَةِ الرَّجُلِ . قُلن : بلى ، قال : فذلك من نقصانِ عَقلِها , أليس إذا حاضَتِ لم تُصلِّ ولم تَصُم. قُلن : بلى ، قال : فذلك مِن نُقصانِ دينها .
 

مهم جداً الانتباه الى ان هذا المبحث مقتصر على الحديث اعلاه فقط ، وسوف اعرض هذا الحديث على القران فقط ولا شيء اخر ، بمعنى اني احاول ان اقرأ هذا الحديث من خلال القران لأنظر الى اي مدى التوافق بينه وبين القران من حيث المعاني والمصطلحات او النتائج.

ملاحظة مهمة : ارجو قرأت المبحث الى اخره وخصوصاً الملاحظة الاخيرة.

سوف اقوم بتقسيم الحديث الى فقرات ، ليسهل بحثها والتعليق عليها ، ثم اختم بنتيجة لهذا البحث :
خرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أضحى ، أو فِطرٍ ، إلى المصلَّى ...
نلاحظ ان الراوي غير متأكد هل كان ذلك في الضحى او الفطر .. يعني (( ضل )) عن زمن وقوع الحديث !!.
1.  فمر على النساءِ ، فقال : يا معشرَ النِّساءِ تصَدَّقنَ فإني أُريتُكُنَّ أكثرَ أهلِ النارِ ...
هل نأخذ هذا الامر على انه حقيقة قطعيه ام ماذا ؟؟.
2.  فقُلْن : وبم يا رسولَ اللهِ ؟ قال :تُكثِرنَ اللَّعنَ ، وتَكفُرنَ العَشيرَ ...
ما هو حد الاكثار في اللعن الذي يُدخل النار ؟؟... وماذا اذا كفر الرجل بعشيرته ... هل يدخل النار ؟؟.
3.  ما رأيتُ مِن ناقِصاتِ عَقلٍ ودينٍ أذهبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحازِمِ مِن إحداكُنَّ. قُلن : وما نُقصانُ دينِنا وعَقلِنا يا رسولَ اللهِ ؟ قال : أليس شَهادةُ المَرأةِ مثل نِصفِ شَهادَةِ الرَّجُلِ . قُلن : بلى ، قال : فذلك من نقصانِ عَقلِها ...
سؤال : هل ناقص العقل يصلُح للشهادة ؟؟.
4.  أليس إذا حاضَتِ لم تُصلِّ ولم تَصُم. قُلن : بلى ، قال : فذلك مِن نُقصانِ دينها ...
سؤال  : هل الدين يزيد وينقص ؟؟.
 

مقدمة لا بد منها :
سؤال : هل الحديث النبوي نُقل الينا بـ ( النص ) كما قاله الرسول عليه واله الصلاة والسلام ...

ام نُقل الينا بـ ( المعنى )؟؟.
¬      تم تدوين الحديث بعد مرور اكثر من 100 عام تقريباً من وفاة الرسول عليه واله الصلاة والسلام ، فهل يُعقل ان الاحاديث كانت في وعي وذاكرت من نقلها ( نصاً ) ؟؟.
لا اعتقد ... كما انهُ من الصعب ان نقبل قول من يقول ان ( معظمها ) نُقل الينا ( بالنص ) ناهيك عن ( كُلها ).
¬      وقد يتضح ذلك على الاقل مع حديثنا هذا محل البحث ، حيث بدء راوي الحديث روايته وقد شك نتيجة انه ( ضل ) او اختلط الامر عليه بقوله ( خرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أضحى ، أو فِطر ...) فهل يمكن مع وجود هذا الشك من الراوي نقبل انه نقل الينا الرواية ( نصاً ) وكما قال الرسول بالضبط ؟؟.
¬      إن قلنا ان الراوي شك نتيجة انه ( ضل ) ... فهل نعتبر ان ( ضلاله ) أي اختلاط الامر عليه عيب في عقل الراوي مثلاً ، بالتالي الراوي عقله (( ناقص )) لأنه ( ضل ) ؟؟.
وان كان عقله ناقص لأنه ( ضل ) فكيف نقبل منه رواية حديث وعقله ناقص !!.
ارجو الانتباه الى معنى ( ضل ) لأننا سنحتاج اليه ادناه.
¬      عموماً كنتيجة لهذه المقدمة اجزم ان هذا الحديث روي ونقل الينا (( بالمعنى )) وفق ثقافة ومفاهيم ورؤية الراوي حول النظرة للنساء ، طبعاً ان صح ( اصلُ الحديث ).

النقل بالمعنى :
¬      كُل ( قول ) يُنقل بشكل شفوي بغض النظر عن صاحب هذ القول يتعرض للزيادة والنقص او التغيير في الكلمات ، مع استبعادنا لقضية التدليس والكذب المتعمد من قبل الناقل او الظروف المحيطة ساعة نقل هذا القول.
¬      اما ان طالت الفترة الزمنية بين لحظة ( القول ) وساعة النقل ، تصبح النسبة كبيرة لوجود زيادة او نقص مع تغيير في الكلمات ، والتغيير في الكلمات سيعتمد على ثقافة ومدى فهم الناقل لهذا الخبر وقدرته في التعبير بكلمات بديلة قد لا تنقل نفس المعنى الذي يقصده صاحب ( القول ).
وسيتضح هذا الامر بشكل ادق عند مناقشة الكلمات الواردة في هذا الحديث محل البحث اذا علمنا ان تدوين الاحاديث تم بعد ( 100 سنة ) تقريباً من وفاة الرسول عليه واله الصلاة والسلام.

ملاحظة مهمة : ارجو قرأت المبحث الى اخره وخصوصاً الملاحظة الاخيرة.
 
مناقشة الحديث :
1.  الفقرة ( 1 ) فمر على النساءِ ، فقال : يا معشرَ النِّساءِ تصَدَّقنَ فإني أُريتُكُنَّ أكثرَ أهلِ النارِ ...
 ¬      هل ( جنس ) النساء اكثر اهل النار بشكل قطعي ؟؟.
¬      القرآن عندما تحدث عن اهل النار لم يحدد ( جنس ) اهلها ، لان ( جنس ) من يدخل النار ليس هو المقصود في ذاته بالعقاب ، بل صاحب الفعل المؤدي لدخول النار هو المقصود بالعقاب ، وصاحب الفعل هنا رجل كان او امرأة لا يهُم ...
فالجميع سينال العقاب وفق اعماله وليس وفق ( جنسه ).
¬      الا تلاحظون ان اكثر المجرمين منذُ القِدم هم رجال ، اكثر من يدخل السجون رجال ، اكثر من يُدير الفساد واوكار الدعارة رجال ، اكثر من يضطهد النساء رجال ... الخ !!!.
واقع الحال منذُ القِدم يقول ان الرجال هم وراء كل مصيبة ... فكيف يكونون قلة في اهل النار ؟؟.
انتبه ... انا لا ازعُم انني اُحدد من الاكثر ومن الاقل من اهل النار ...
¬      انا هنا احاول ان اُنزل الحديث على الواقع ، مع البحث في القران عن شواهد تدعم صحت الحديث ، فأن صح وتوافق مع القران قلنا سمعاً وطاعة وعلى العين والراس ، وان لم يتوافق فالمشكلة ليست مع الرسول ( معاذ الله من ذلك ) بل مع الناقل والنقل ان صح اصل الموضوع.
¬      ومن اغبى ما قرأت لتبرير وتمرير هذه العبارة ... ان المعني بأكثر اهل النار من النساء اي نساء الكفار ، وانهن اكثر اهل النار !!! ، ... عفواً ... ارجوك احترم عقلي وهل هذا الحديث ( ان صح متنه ) كان يُخاطب ويطلُب من نساء الكفار ان يتصدقن ام من نساء المؤمنين ؟؟؟.
 
 الفقرة ( 2 ) فقُلْن : وبم يا رسولَ اللهِ ؟ قال :تُكثِرنَ اللَّعنَ ، وتَكفُرنَ العَشيرَ
 ما هو حد الاكثار ؟؟.
وهل كفران العشير ذنب يُدخل النار ... اذا نعم ، فهل ينسحب ذلك على الرجل ؟؟.
¬      اللعن وكفران العشير كصفات وسلوك تعامل تُعبر عن اخلاق حاملها ، والاخلاق السيئة ليست مرتبطة بجنس النساء فقط ، بل الرجال ايضاً ، والتفاوت يكون بينهم في مدى سوء هذه الاخلاق او العكس بغض النظر عن الجنس.
¬      سؤال : ماذا لو كان الرجل ( يُكثر ) من اللعن خُصوصاً انهُ الاقوى جسدياً والاقدر على اللعن دون خوف من المرأة ... هل سيكون مصيرهُ النار ؟؟.
ان قُلنا ( نعم ) يدخُل النار ... نفهم من ذلك ان القضية ليست مرتبطة بجنس النساء او بجنس الرجال ، بل بسوء الاخلاق كسلوك الذي يظهر على شكل لعن وكفران العشير.
¬      ثم ما هو مقدار هذا ( الاكثار ) من اللعن ... هل اللعن عشر مرات في اليوم يعتبر كثير ، ماذا لو كان اقل او اكثر من ذلك ، ما هو الحد الذي به نعلم ان هذه المرأة ( تُكثر ) من اللعن ؟؟.
¬      قد يقول احدهم تقدير هذه النسبة ليس لنا بل الله يحكم في ذلك ؟؟.
نقول الله يُحاسب يوم القيامة على الحسنات والسيئات وليس على اللعن فقط ... فمن زادت سيئاته على حسناته يُعاقب وهذا الامر للرجال والنساء وليس للنساء فقط.
 
النتيجة : لم يرد في القران ان من تُكثر اللعن من ( النساء ) تدخُل النار ، وانما من يعمل الفواحش والمنكر والبغي من الرجال او النساء والتي منها سوء الـخُلق الذي منه اللعن يدخل النار ... ( رجال او نساء ).
 
  
الفقرة ( 3 )
ما رأيتُ مِن ناقِصاتِ عَقلٍ ودينٍ أذهبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحازِمِ مِن إحداكُنَّ. قُلن : وما نُقصانُ دينِنا وعَقلِنا يا رسولَ اللهِ ؟ قال : أليس شَهادةُ المَرأةِ مثل نِصفِ شَهادَةِ الرَّجُلِ . قُلن : بلى ، قال : فذلك من نقصانِ عَقلِها .
هذه الفقرة تشير الى اية 282 من سورة البقرة : ( ... وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ ۖ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ ... ).
 
السؤال : ما هو الرابط بين كمال العقل وبين الشهادة الواردة في الآية محل البحث ؟؟.
لماذا لا يكون رجل واحد كافي لإتمام الشهادة ؟؟ ، ام الرجل الواحد ناقص عقل ؟؟.
¬      القضية عبارة عن ( نِصاب ) للشهادة ، فمثلاً ( نِصاب ) الشهادة على الزاني اربعة شُهداء ، ولا يكفي ثلاثة ( رجال ) مهما كانوا عدول او اهل علم من المشايخ او حكماء او اعضاء في هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر او من افراد الشُرطة ... فهل ذلك لانهم ناقصي عقل ولا بد لهم من رابع !!!.
¬      مرة اُخرى الموضوع عبارة عن ( نصاب ) ليس لهُ علاقة بتمام او نقص العقل لكي تتم الشهادة.
¬      قد يقول قائل رجل يعدل امرأتين في الشهادة هذا دليل على ان شهادة المرأة ناقصة وتعدل نصف شهادة الرجل .
نقول حتى هذه ليست لك لان الامر مرتبط ( بِنصاب ) للشهادة وليس لذلك علاقة بكمال عقل الرجل ونقصان عقل المرأة ، بل الحكمة الالهية دعت الى ذلك لان معظم من يقوم بالأعمال المالية والبيع والشراء في الاسواق هم من الرجال وليس من النساء ، لذا قد ترتبك ( تضل ) المرأة عند دعوتها للأدلاء بما شهدت عليه وسماع اقوالهم ...
اقول قد ترتبك وتختلط عليها بعض الامور ( أن تضل احداهما ) فتُذكرها الاُخرى ، والتذكير هنا ليس بسبب نقصان العقل بل بسبب الارتباك او اختلاط الامور بعضها ببعض.
¬      وقد يقول قائل نقصان العقل ليس المقصود منه في هذا الحديث انها اقل ذكاء او ادراك او فهم من الرجل ، بل ممكن ان يكون من باب انها اكثر عاطفة من الرجل بشكل يؤثر على قراراتها عند الادلاء بالشهادة !!!.
اقول وهل العاطفة نقص في العقل !!! ، وما العاطفة في المرأة الا جزء من كمالها وكمال انوثتها ... فكيف نربط ذلك بالعقل ثم نقول عنها ناقصة !!!.
ولو سلمنا ان ذلك من العاطفة ... فهل يتم دفع العاطفة من قبل امرأة اخرى لها نفس العاطفة حين تذكرها كما ورد في الآية محل البحث ؟؟.
¬      لنعود الى الآية ونتدبر معنى قوله تعالى ( أن تظل احداهما ) ما معنى الضلال هنا ؟؟.
نقول فلان ضل الطريق أي اختلطت عليه الطُرق فتاه بينها فضل الطريق الصحيح.
ولا نقول ان فلان ظل الطريق لنقص في عقله ، بل لاختلاط الطرق عليه مادية كانت او معنوية.
ونقول ايضاً كمثال ان راوي هذا الحديث قد ( ضل ) أي اختلط عليه متى كان هذا الحديث.
¬      الان ماذا يحدث ان ضلت احداهما اي اختلطت عليها الامور ...
قال تعالى ( فتذكر احداهما الاخرى ).
التذكير هُنا ليس مقابل النسيان ، بل مقابل اختلاط الامور الذي يحتاج معه الانسان من يرشُده من خلال تذكيره لأمر هو ( يعلمهُ سلفاً ) لكي يعود اليه بعد ان يتذكره.
لأننا لو قلنا ان التذكير في هذه الآية مقابل النسيان ، وان النسيان نقص في العقل ، نقع في مشكلة كبيرة مع قوله تعالى عن نبيه موسى عليه السلام (قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا ).
¬      القضية يا سادة يا كرام ( نِصاب ) لرجُلين او لرجُل مع امرأتين ، ليس في الامر ما يشير لا من بعيد او من قريب الى رجاحة عقل الرجل مقابل نقصان عقل المرأة ، ومسألة ( ان تظل ... فتُذكر ) تنطبق في احوال وآيات اخُرى على الرجل ايضاً.
قال تعالى : يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّوا ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
فلا الضلال ( الاختلاط ) ولا التذكير في القران الكريم مقتصر على النساء فقط بل ينسحب ذلك على الرجال ايضاً (يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّوا ) ( فذكر فأن الذكرى تنفع المؤمنين ).

النتيجة :
اختلاط الامور على الانسان ( الضلال ) ، والتذكر ليس لهما علاقة بكمال العقل او نقصه او بجنس الانسان ، كما ان نصاب الشهادة رجُلين او رجل وامرأتين.

 
ملاحظة مهمة : ارجو قرأت المبحث الى اخره وخصوصاً الملاحظة الاخيرة.
 
  
الفقرة ( 5 ) : أليس إذا حاضَتِ لم تُصلِّ ولم تَصُم. قُلن : بلى ، قال : فذلك مِن نُقصانِ دينها !!.
هذه الفقرة تحتاج الى مقدمة :
كمالُ الشيء أي شيء في الدنيا يكون في قيامه بأداء وظيفته التي صُنع من اجلها .
فمثلاً : وظيفة جهاز الجوال التي صُنع من اجلها هي تسهيل اجراء المكالمات وعمليات التواصل مع الاخرين ومن أي مكان ، لذلك نقول عن اي جهاز جوال يقوم بهذه الوظيفة انهُ جهاز تام او كامل.
الان ... لو كان لدينا جهاز جوال مصنوع من الذهب ومن اشهر ماركة عالمية ووضع في عُلبة من افخم انواع الخشب ... ولكن هذا الجهاز لا يمكن ان نُجري منه أي اتصال او تواصل مع الاخرين !!.
فهل قام هذا الجهاز بوظيفته الاساسية التي صُنع من اجلها كجهاز ؟؟.
طبعاً  ( لا ) ، لذا نقول عن هذا الجهاز انه ( ناقص ) لماذا .... لأنه لم يؤدي الوظيفة الاساسية التي صنع من اجلها.
معاذ الله ان اُشبه النساء بجهاز ... لان هذا المثال ينسحب على الرجال ايضاً.
مرة اُخرى يُعتبر أي شيء كامل اذا قام بالوظيفة التي ( خُلق ، صُنع ) من اجلها.

السؤال : هل الحيض عند المرأة عيب في ( الصناعة ) وهي من صُنع الذي اتقن كُل شيء صُنعا ؟؟.
¬      الله سبحانه وتعالى عندما خلق وجعل المرأة ( تحيض ) ، جعل ذلك لحكمة مرتبطة بالتناسُل ، فمن تمام او من ( كمال ) المرأة انها ( تحيض ) ، ولعلنا نقول من نقص المرأة ( ان صح التعبير ) انها لا تحيض لكبر سنها او لمرض بها
، وهذا النقص ليس مرتبط ( بالدين ) بل بأداء الوظيفة فقط.

¬      فهل نجعل حكمة الله في كمال خلق المرأة بأنها تحيض عيب يؤدي الى نقص دينها ؟؟.
¬      ثم ماذا بعد انقطاع الحيض عنها لكبر سنها ... هل نقول الان كمُل عقلُها ودينُها ؟؟.
¬      هل الدين يزيد وينقص ؟؟.
الدين وفق كتاب الله هو الاسلام ، ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ) والاسلام لا يزيد ولا ينقص بل هو حالة واحدة فقط اما ابيض او اسود لا يوجد منطقة في المنتصف ، أي ام ان تكون مسلم او لا تكون ( وفق مفهوم الاسلام في القران ).
¬      الذي يزيد وينقص هو الايمان ... قال تعالى :
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
وقال :
وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَٰذِهِ إِيمَانًا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ
¬      ثم هناك امر اخر ... فمثلاً لو انك منعت ابنتك من الذهاب مع اخوانها لمناسبة معينة.
أيحقُ لك ان تقول عنها انها مُقصره وعاصيه وانت من منعها !!!.
لذا ... كيف يكون دين المرأة ناقص في ميزان الله وهي لا يد لها في عملية الحيض ، هذا يتنافى مع ابسط قواعد العدل الانساني فكيف بالعدل الالهي !!!.
¬      قد يقول بعضهم ... نقصان الدين هنا ليس المقصود منه التنقص من دين النساء او من النساء انفسهن بقدر ما هو نقص في عدد ايام الصيام وعدد الصلوات مقارنة بالرجل !!!.
اقول ومن قال ان المطلوب منها نفس العدد لكي نحاسبها ونقول ان العدد المطلوب منها ناقص ، الواقع يقول انها قدمت بشكل كامل ما هو مطلوب منها  ... فقد صامت وصلت باستثناء ما استثناه لها من طلب منها الصيام والصلاة.
¬      ولو قلنا ان رجل به مرض مزمن لا يقدر معه صيام شهر كامل ، فيفطر بعض الايام ويقضيها لاحقاً ، فهل اصبح دينه ناقص لأنه استخدم ( رخصة ) اذِن لهُ بها من امره بالصيام.
ما لكم كيف تحكمون !!!.
النتيجة :
هل يُعقل او يُقبل ان الرسول عليه واله الصلاة والسلام لا يعلم ان الحيض للمرأة من كمال خلقتها !!.
وهل يُعقل او يُقبل انهُ لا يفرق بين الدين و الايمان وايهم يزيد وينقص !!!!.
السؤال :
هل فعلاً الرسول عليه واله الصلاة والسلام قال هذه العبارات ؟؟.
وان سلمنا جدلاً انه قد قالها ... فهل قالها بهذا النص الذي بين ايدينا ؟؟.
 
النتيجة النهائية للمبحث
الله اتقن كل شيء صُنعا قال تعالى : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)
عليه لا يمكن ان يكون هذا الكلام والاستنقاص لعقل او دين المرأة قد صدر من الرسول عليه واله الصلاة والسلام وهو من هو في معرفة القران وعليه نزل.
وانا هنا لا اعترض لو ثبت وصح ( متن ) هذا الحديث من خلال توافقه مع القران كمرجع اساسي لا يختلف على ثبوته احد.
ثم ان القطعيات في الدين وفي العقل لا يمكن ان تتنافر او تختلف ، فلو كان ( متن ) هذا الحديث صحيحاً لكان قطعياً ولتوافق مع القران ، لذا فمن الصعب بل من الـمُحال ان نقبل بظني يخالف قطعي سوء على مستوى النص او على مستوى الدلالة والمعنى.
فلا النص توافق مع القران ولا الدلالات والمعاني ايضاً.
 
اهم ملاحظة :
¬      هناك من سيقول عني ... لا يهمك هذا ( سُني ) ، شيعي ، رافضي ، لبرالي ، علماني ، فاسق يدعو الى الفجور ، ماسوني لو نظرت الى بيته من خلال قوقل ارث لوجدت الشمعدان على سطح بيته ... الخ.
نعم ... انا كُل ذلك ان كان ذلك يُرضيك.
ولكن يرحم امك وابوك ركز على الفكرة محل البحث وحاول ترد عليها ودعك عني من اكون.
¬      سيُقال عني مخالف لأهل السنة والجماعة ، ومخالف لما ( اجمع ) عليه اهل الحديث والعلماء السابقين واللحقين ، وخالف آيات في القران تأمر بطاعة واخذ ما امر او جاء به الرسول ... الخ.
مرة اخرى ... لا بأس من التكرار ... يرحم امك وابوك ركز ورد ولا تشغل نفسك والاخرين باتهامات مالها علاقة بموضوع البحث ، فلوا ثبت ( متن ) الحديث عن الرسول لما كان هناك خلاف.

مثال مُتوقع ... لاحد الردود ارجو ان لا اراه ..

يقول الشيخ فلان ان العالِم فلان قال انه ورد عن ابن فلان انه ذكر في كتابه وقال انه سمع فلان انه قال من انكر هذا الحديث او أي حديث اخر او طعن في صحيح فلان انه زنديق خارج عن الدين !!!.
فكيف تأتي انت ايه الحقير لتكذب او ترد حديث قال عنه كل هؤلاء العلماء انه صحيح !!!.
والنساء ناقصات عقل ودين غصبً عليك ، ثم هل انت اعلم من الرسول الذي قال هذا الكلام !!!.

ايضاً لا بأس من التكرار ...
لو سمحت يرحم والديك ركز ورد من خلال نقد موضوعي مرتبط بالبحث والقران فقط.

الخاتمة :
لستُ قرآني (( لسان حالي وانا انفي عن نفسي هذه التهمة كمن يُتهم انه كريم فيسارع ليدفع عن نفسه هذه الصفة وكأنها ذنب او خطيئة !!!)).
مرة اخرى لستُ قرآني ... ولكن القران وما توافق معه من سيرة الحبيب هو منهجي وملاذي ، انا الضعيف انا البسيط انا الباحث بين ركام الماضي عن الحق للوصول ... ولا وصول بلا عون الموصول.
 
خالد بن حمد الدليمي  -
   7/3/2014م

_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..