الصفحات

الخميس، 6 مارس 2014

حمزة السالم:الشرعيون هم من ينادون بفصل الدين عن الدولة

 كتب الدكتور الفاضل، الحسن الخلق والخلقة، سعد بن مطر العتيبي مقالا بعنوان “ الحكومة تبع للدولة والدولة تبع للدين” يناقش فيه الدكتور القدير خالد الدخيل الذي كتب عدة مقالات يدور فيها باستحياء حول فكرة فصل الدين عن الدولة. وقد استفر خروجي مقالي هذا، خاتمة مقال حبيبنا الدكتور سعد والتي ختمها بالخاتمة المعهودة لكل كتابات الإسلاميين في اتهام المخالف بنسبته إلى التغريب والتأثر بهم. وأنا أقول، إن كل صاحب عقل منصف لا بد وأن يُتهم بالتغريب اوبتأثره بالغرب. فالمصلحة والحق والمنطق والواقع لا تختلف بين مسلم وكافر وشرقي وغربي. وقد وافق الغرب أوامر النبوة والوحي في كثير من الأمور لأنها أمور فطرية، ولم يتهم بعضهم بعضا بتبعيتهم للمسلمين. وقد تخلى الغرب عن إنكار تاريخه وواجه الواقع بحقيقته، وترك التناقض والكذب على النفس بالأحلام وتمني الأماني الباطلة واقعا ومصلحة، فأدرك كثيرا من المصالح. فكل من يكون موضوعيا من المسلمين، سيصل إلى نفس نتيجة الغرب فيتهم بالتغريب. أما نحن المسلمون فنكذب على واقعنا ونحن نعيشه اليوم، فما بالك بحجم أكاذيبنا على تاريخنا. أنظر إلى كذبة الصيرفة الإسلامية ونحن في هذا العصر المتقدم، وتوافق أهل المال والدين عليها، فما بالك بتاريخ الأمس؟. 
يا حبيبنا سعد دع عنا الشعارات الأفلاطونية والأماني الفاربية، فالواقع لأربعة عشر قرنا يشهد بأن الدين كان تبعا للحكومات والحكومات كانت تبعا للدول، وليس العكس. وقد سُفكت دماء ملايين المسلمين في قتالهم بعضهم لبعض تحت رايات فتاوى الفقهاء التي تُقرر في مقالك بأنها هي المعتمد في الدولة الإسلامية. 
وقد أكثر الدكتور سعد كثيرا في مقاله بتكرار عبارة “ الغير متخصص بالشريعة” وهذا من اسلوب التأثير على العوام، وإلا فهي دليل على خطأ المنهج، فهل الإسلام يحتاج تخصصا. أنكذب الله ورسوله، أين اتباع الوحي في أقواله “الحلال بين والحرام بين” واليوم أكملت لكم دينكم” “تركتكم على المحجة البيضاء” “ نحن أمة أمية”!!!! فهل الوحي يكذب في هذا والعياذ بالله! إن دين محمد النبي الأمي لا يحتاج تخصصا، بل ذاك دين الكهنوت هو الذي يحتاج تخصصا. وماذا نفع التخصص الديني عبر قرون الإسلام إلا أن ازداد الناس جهلا وازداد الفقهاء فسادا وجهلا وبَعُد الدين عن أصله وحقيقته. 
.
عهد الفاروق عمر هو أقرب ما يمكن الاستشهاد به في مسألة الدين والدولة. وكان الأحرى بأهل التخصص الشرعي لو كان التخصص في الشريعة نافعا، أن يجبيوا عن فعل الفاروق بدلا من الدوران حوله. فلم يستطع فقيه عبر التاريخ أن يجيب بإجابة مقنعة تبرر فعل الفاروق، لأن في الإجابة الصحيحة نزع السلطة من يد الفقيه. فسياسة الفاروق تدل على أن كل أمر مسكوت عنه وقد اقترن بذريعة تستوجب منعه، فلا يُحرم شرعا افتياتا على الربوبية، بل يُمنع منعا إداريا. وأن كل نص شرعي مُحرم أو موجب لذريعة ثم تزول ذريعته، فيزول حكمه بذلك من قبل الشخص المتعلق به نفسه. وفي كلا الحالين لا مكان للفقيه في الحكومة الإسلامية، بل هو للمتخصص الغير شرعي هنا. وعجبا، تدعون تخصصا في دين محمد الأمي ثم تنقلبون على منطقكم فلا تعتبرون هذا في التخصصات المعقدة حقا اليوم. وتريدون تحكيم عقولكم المتجمدة على التقليد في مصالح العصر الحديث!! عصر الفاروق هو مثال تطبيقي للدين والدولة، وهذا ما ينادي به الدكتور الدخيل وأمثاله ممن تتهمونهم بالعلمانية وتبعيتهم للغرب،وإن لم يدركوا هذا. والمنطق والوحي لا يتعارضان. أما انتم “ المتخصصون الشرعيون” فأنتم من ينادي بفصل الدين عن الدول، بدعواهم في التقليد. ففصل الدين عن دولة المسلمين هو الواقع الذي عاشه المسلمون لأربعة عشر قرنا، أي منذ انتهاء الخلافة الراشدة تقريبا. 
فلم يحكم المسلمون بلادهم بدين محمد عليه الصلاة والسلام، وإن زعموا ذلك. ومن يزعم ذلك فإنه يزعم أن دين محمد عليه السلام هو دين القتال الدموي على السلطة والحكم والنزاعات، ودين الدكتاتوريات المتمثلة في الخلافة أو في الأمارة. ديكتاتوريات قد تجبرت حتى وصل جبروت ظلمهاإلى أن أصبحت من أدبيات العرب، فهي تدرس إلى اليوم كمفاخر “ إقطع رأسه يا غلام، وأعطه من بيت المال ألف دينار ومئة جارية ياغلام”. نعم، إن من يزعم أن المسلمين لم يفصلوا الدين عن الدولة فهو يزعم بأن دين محمد دين الجواري وظلم الرقيق وانتشاره. دين الطبقيات ودين العنصريات. دين الفجور والخمور والشذوذ، التي غلبت على عهود الخلافات والأمارات. إن من العمى الذي أصبنا به، أننا نتغنى بقصور الرصافة وتاج محل، ونفخر بقصور الأندلس ولكننا لم نفهم قط بأنها رمز الديكتاتورية والطبقية وسرقة أموال المسلمين واضطهادهم. ونفخر بالعصر الإسلامي بعلماء الطب والاجتماع والفيزياء والرياضيات وننسبهم لحكم الإسلام، بينما حجرنا باسم الدين على العلوم واضطهدنا العلماء. 
إن الحقيقة اللتي نتعامى عنها لنسلي بها أنفسنا عن تخلفنا اليوم هو أن المسلمين لم يحكموا لأربعة عشر قرنا بدين الإسلام بل حكموا شعوبهم بأراء رجال نسبوا أنفسهم للدين تحت مصطلح الفقيه. فإن كان التخصص الشرعي حجة يا دكتورنا الفاضل سعد بن مطر فهلا عملت على تأصيل دولة الدين التي مثلها الفاروق الذي أهمل كثيرا من النصوص الشرعية وعمل بخلافها، فتستخرج لنا منها دستورا منضبطا نمنع به فصل الدين عن الدولة الذي كان مطبقا واقعا لأربعة عشر قرنا على يد الفقهاء أو على “ أهل التخصص الشرعي

مُنع الإفصاح بالمسكوت عنه اليوم 
عاجل .. المقال المرفق لا يصلح للنشر لذا أرجو ارسال البديل .. وشكر"ا"
المقال على الرابط
مقال الخميس

د. حمزة بن محمد السالم

_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..