الصفحات

الأحد، 23 مارس 2014

تقديم وتأخير .. لحكمة العلي الخبير !

لو تأملت حياتك  ، وتساءلت :
هل تخلو حياتك من تقديم أو تأخير؟
هل ذقت التأخير تارة أو التقديم تارة أخرى؟
هل تسير حياتك كما تريد و تشتهي بلا أي تأخير أو تقديم ؟
بكل تأكيد ستقول : لا..
لأن الحياة من سننها الثابته في الكون التقدم و التأخر..!
هل تعلم أنك إذا فهمت هذين الاسمين – المقدم والمؤخر-
ستشعر بالحكمة و البصيرة تجاه أمور كثيرة ؟
إذا تساءلت يوماً :
لماذا حصل هذا القدر وفي هذا التوقيت ؟
تكون الإجابة:
لأن الله هو المقدم و المؤخر
قدم المقادير كلها وكتبها في اللوح المحفوظ .
لماذا تقدمت بعض الأمور؟
لأنه المقدم !
- يتقدم فلان صاحبك في مقاعد الدراسة ويتخرج قبلك
- تذهب لقضاء معاملة فتتقدم على من معك وتتأخر أوراقهم ..
- تبدأ العلاج فتستجيب له وتتقدم في الشفاء وهم يتأخر شفاؤهم ..
- يتقدم الأصغر منك سناً في العلم وتتقدم أنت في التجارة و المال ..
هو الله المقدم و المؤخر الذي يقدمك في أشياء ، و يؤخرك عن أشياء لحكم عظيمة تخفى عنك !!
ثق أن التقديم و التأخير يحمل في طياته الحكم العظيمة التي قد تعجز الجبال عن حملها..!
لذلك لا تحزن و لا تيأس إن تأخر رزقك ؛ فالله قد يكون أخر الرزق
، لكنه قدم لك نعماً عظيمة لا تعد ولا تحصى !!
إن سنة التقديم و التآخير
في الدراسة
و الوظيفة
والزواج
و الذرية
و التجارة
والمشاريع
والشفاء
وفي الأرزاق عموماً .. هي أقدار مكتوبة ولا مهرب منها ..
فلا تكن ممن يتسخط على الله..
فالعارف بالله حين يقول : لماذا تأخر رزقي؟
يأتيه صوت في داخله يقول له :
لأن الله هو المقدم و المؤخر ؛ لذا كان التأخير !!
وهذا التأخر الذي يقض مضجعك يخفي في داخله ألطاف لاتعد ولاتحصى ..
ليس التأخر المؤلم هو تأخر الرزق فحسب ، بل الأشد إيلاماً تأخر العبد في سيره إلى الله !!
الله عزوجل رفع الخلق بعضهم على بعض ..
نرى فلاناً متقدماً في العلم
وآخرَ متقدماً في الصيام
وفلاناً متقدماً في القرآن
فمن الذي قدمهم ؟
الله -جل في علاه- ..
هو المقدم ، و ماقدمهم إلا لعلمه أنه يستحقون هذا التقديم ..
يقول النووي في شرح مسلم :
( يقدم من يشاء من خلقه إلى رحمته بتوفيقه ، ويؤخر من يشاء عن ذلك لخذلانه ) !!
حينما يقدمك الله للطاعة و لما يحب فهذا من توفيقه ..
و حينما يؤخرك فهذا من الخذلان -ونعوذ بالله من الخذلان-.
تأمل في حياتك وتأخيراتك وتقديماتك ..
و تيقن أن الأمر به الحكمة
والخير
هذا هو الله المقدم و المؤخر -جل في علاه- !!
نسأله أن ينير بصائرنا في كل تأخر و تقدم بحياتنا ..
ضع هذان الاسمان نصب قلبك وعقلك ..
عالج بهما مشاعرك و أفكارك عندما يهمك التقديم والتأخير ..
ذكر نفسك كثيراً ، و كرر عليها أنه المقدم و المؤخر -جل  في علاه- ..
و ستجد في تكرارك و تمعنك بهما شفاءً راقياً لروحك و قلبك
منقول
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..