الصفحات

الخميس، 20 مارس 2014

إخباره صلى الله عليه وسلم عن الخوارج وقتالهم

 قال البخاري: ثنا أبو اليمان، ثنا شعيب عن الزهري قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا سعيد الخدري قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسما أتاه ذو الخويصرة - وهو رجل من بني تميم - فقال: يا رسول الله إعدل. فقال: « ويلك ومن يعدل؟ قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل ».
فقال عمر: يا رسول الله إئذن لي فيه فأضرب عنقه.
فقال: « دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى نضبه - وهو قدحه - فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى قذذه فلم يوجد فيه شيء قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر ويخرجون على حين فرقة من الناس ».
قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد أن علي ابن أبي طالب قاتلهم وأنا معه فأمر بذلك الرجل فالتمس فأتى به حتى نظرت إليه على نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نعته.
وهكذا رواه مسلم من حديث أبي سعيد.
ورواه البخاري أيضا من حديث الأوزاعي: عن الزهري، عن أبي سلمة والضحاك، عن أبي سعيد.
وأخرجه البخاري أيضا من حديث سفيان بن سعيد الثوري عن أبيه.
ومسلم عن هناد، عن أبي الأحوص سلام بن سليم، عن سعيد بن مسروق، عن عبد الرحمن بن يعمر، عن أبي سعيد الخدري به.
وقد روى مسلم في صحيحه من حديث داود ابن أبي هند، والقاسم بن الفضل.
وقتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « تمرق مارقة عند فرقة المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق ».
ورواه أيضا من حديث أبي إسحاق الثوري عن حبيب ابن أبي ثابت، عن الضحاك المشرقي، عن أبي سعيد مرفوعا.
وروى مسلم عن أبي بكر ابن أبي شيبة، عن ابن مسهر، عن الشيباني، عن يسير بن عمرو قال: سألت سهل بن حنيف هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر هؤلاء الخوارج؟
فقال: سمعته وأشار بيده نحو المشرق، وفي رواية نحو العراق يخرج قوم يقرؤون القرآن بألسنتهم لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية محلقة رؤوسهم.
وروى مسلم من حديث حميد بن هلال عن عبد الله ابن الصامت عن أبي ذر نحوه، وقال: سيماهم التحليق شر الخلق والخليقة.
وكذلك رواه محمد بن كثير المصيصي عن الأوزاعي، عن قتادة، عن أنس بن مالك مرفوعا وقال: سيماهم التحليق شر الخلق والخليقة.
وفي الصحيحين من حديث الأعمش عن خيثمة، عن سويد بن غفلة، عن علي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « يخرج قوم في آخر الزمان حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم إلى يوم القيامة ».
وقد روى مسلم عن قتيبة عن حماد، عن أيوب، عن محمد بن عبيدة، عن علي في خبر مؤذن الليل وهو ذو الثدية، وأسنده من وجه آخر عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن عبيدة، عن علي وفيه أنه حلف عليا على ذلك فحلف له أنه سمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ورواه مسلم عن عبد بن حميد عن عبد الرزاق، عن عبد الملك ابن أبي سليمان، عن زيد بن وهب، عن علي بالقصة مطولة، وفيه قصة ذي الثدية.
ورواه من حديث عبيد الله ابن أبي رافع عن علي.
ورواه أبو داود الطيالسي: عن حماد بن زيد عن حميد بن مرة، عن أبي الوضيء والسحيمي عن علي في قصة ذي الثدية.
ورواه الثوري عن محمد بن قيس، عن أبي موسى - رجل من قومه - عن علي بالقصة.
وقال يعقوب بن سفيان: ثنا الحميدي، ثنا سفيان، حدثني العلاء ابن أبي العباس أنه سمع أبا الطفيل يحدث عن بكر بن قرقاش، عن سعيد ابن أبي وقاص قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا الثدية فقال: « شيطان الردهة كراعي الخيل يحذره رجل من بجيلة يقال له: الأشهب أو ابن الأشهب، علامة في قوم ظلمة ».
قال سفيان: فأخبرني عمار الذهبي أنه جاء به رجل منهم يقال له: الأشهب أو ابن الأشهب.
قال يعقوب بن سفيان: وحدثنا عبيد الله بن معاذ عن أبيه، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن حامد الهمداني سمعت سعد بن مالك يقول: قتل علي ابن أبي طالب شيطان الردهة - يعني: المخدج يريد - والله أعلم قتلة أصحاب علي.
وقال علي بن عياش: عن حبيب، عن سلمة قال: لقد علمت عائشة أن جيش المروة وأهل النهروان ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم.
قال ابن عياش: جيش المروة قتلة عثمان، رواه البيهقي.
ثم قال البيهقي: أنا الحاكم، أنا الأصم، ثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ».
فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟
قال: « لا ».
فقال عمر: أنا هو يا رسول الله؟
قال: « لا ولكن خاصف النعل » - يعني: عليا -.
وقال يعقوب بن سفيان: عن عبيد الله بن معاذ، عن أبيه، عن عمران بن جرير، عن لاحق قال: كان الذين خرجوا على علي بالنهروان أربعة آلاف في الحديد فركبهم المسلمون فقتلوهم ولم يقتلوا من المسلمين إلا تسعة رهط وإن شئت فاذهب إلى أبي برزة فإنه يشهد بذلك.
قلت: الأخبار بقتال الخوارج متواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن ذلك من طرق تفيد القطع عند أئمة هذا الشأن ووقوع ذلك في زمان علي معلوم ضرورة لأهل العلم قاطبة، وأما كيفية خروجهم وسببه ومناظرة ابن عباس لهم في ذلك ورجوع كثير منهم إليه فسيأتي بيان ذلك في موضعه إن شاء الله تعالى.

_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..