الصفحات

الأحد، 20 أبريل 2014

يارب يزورنا .....!!

فرق شاسع بين طبيب التجميل، وخبيرة التجميل، فالأول يعالج العيوب، والمشكلات بطريقة فنية تضمن
عدم ظهورها مرة أخرى، وغالباً لا ترتبط مراجعته بمناسبة معينة، فالهدف من عمليات التجميل هو القضاء على التشوّهات نهائياً، وعلاجها بمهنية عالية، وليس إخفاؤها لفترة مؤقتة، أما الخبيرة فدكتورة الحالات المستعجلة، عملها يسبق المناسبات بسويعات فقط، وتعاملها مع العيوب ظاهريًا، وبصفة مؤقتة، لتسحر أعين الناظرين، ليزول هذا السحر من أول غسلة (وكأنك يا بوزيد ما غزيت)، فهي تخفي العيوب مؤقتًا، ولا تعالجها.
هذا بالضبط ما ينطبق على بعض البلديات قبل زيارة بعض المسؤولين الموصوفة بالمفاجئة!! أو القنوات التلفزيونية كما حدث مع بلدية - ما - حيث تستنفر جميع طاقاتها (وتجيب أقصاها) ويبدأ العمل على قدم، وساق، ليلا، ونهارًا، صيفًا، أو شتاء، وفي أسوأ الأحوال الجوية، بانتشار رهيب، ومهيب لعمالها، ومعداتها في الأحياء والشوارع، التي من المتوقع أن يسلكها سعادة المسؤول في زيارته التفقدية المفاجئة!! لتنتهي، وتحل، وبزمن قياسي جميع المشكلات التي انبحت الأصوات، وجفّت الأقلام بالنداء لإصلاحها، وطلب معالجتها، وصداها وعود في وعود، لتختفي - بقدرة قادر- في سويعات جميع الحفر التي أعطبت السيارات، وتتحول الشوارع المتهالكة إلى شوارع (يحبها قلبك) وقلب ذلك المسؤول، وتكتسي الأرصفة حلّتها الجديدة، تُزيّنها الأشجار المشذّبة، والتي بعضها غُرس في نفس اليوم، ويزول التلوّث البصري، والبيئي، ولو أمكن التعطير، والتبخير لما تأخّروا، كل ذلك باعتماد النظرية الهندسية (طبطب ولَيّس.. يطلع كويس)!!.
للأسف أن هذه الحالة لا تقتصر على بعض البلديات فقط، بل هناك بعض الجهات الخدمية تعاني من هذا الداء، حتى أصبح المواطن عندما يشاهد استنفارها يحكم - في الغالب- أن هناك مسؤولا زائرا، وبات يعرف أن هذا الاستنفار ليس من أجل سواد عينيه بقدر ما هو خوف من هذا الزائر، ولذلك يتمنى على المسؤول الكريم أن تكون زيارته مفاجئة، وعشوائية حتى لا يكون شريكاً في هذا التقصير، ولا يعطي مجالاً للمتكاسل والمتهاون ليتحرك في اللحظات الأخيرة، ولتتحفز الجهات الخدمية لتقوم بعملها على أكمل وجه.
مما لاشك فيه أن الاستنفار، الذي يسبق زيارة المسؤول دليل على أن هناك تقصيرا، وخللا، و(بلاوي) يجب أن تختفي، ليبدو كل شيء على ما يرام، ويا ليت هذا الاستنفار يبقى مستمرًا بعد الزيارة، لا أن ينتهي كل شيء بانتهائها، لتعود المجاري إلى مجاريها، وتظهر المشكلات مرة أخرى، وترتفع الأكف من جديد للدعاء بأن يُعجِّل الله -سبحانه وتعالى- بزيارة مسؤول، أو أن يُلوِّح بالزيارة!! فقد أثبتت أنها من الطرق السريعة المختصرة لاستنهاض همم تلك الجهات الخدمية، وتحريك الكراسي الراكدة، ويا رب يزورنا...!!.


يا رب..  يزورنا ........!!
احمد بن جزاء العوفي
الأحد 20/04/2014







_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..