الصفحات

الجمعة، 11 أبريل 2014

وبلغ السيل"الأندومي"!! حين يكون الغداء"جبن وحلاوة"!!

لاشك أن العبارة أعلاه تذكر بوزير سابق .. حين سئل عن ارتفاع أسعار الأرز .. نسب إليه أنه قال : لماذا لا تأكلون الأندومي؟
وأقيل الوزير.
وسيرة الأرز تذكرني بنكتة رواها صاحب كتاب ( كيف يسخر المصريون من حكامهم)،وقال أنها منعت النوم عن جمال عبد الناصر .. ومفادها أن رجلا سمع أن الإسكندرية فيها أرز .. فركب حافلة إلى الإسكندرية .. وقبل أن يصلها بمائة كيلو .. توقف السائق وطلب منه النزول .. وحين تعجب .. سأله السائق .. ألا تريد الحصول على الأرز؟ قال : نعم.
الطابور يبدأ من هنا!!
قبل سنتين أو ثلاثة كتبت عن ملاحظة لففت نظري .. وهي أننا تعودنا – هنا في المدينة المنورة – أن نرى الناس تشتري (الجبن والحلاوية الطحينية) إما مساء للعشاء .. أو صبحا للإفطار .. أما الظهر فهو وقت شراء الخبز .. الفاكهة ..إلخ وقد لاحظت أن كثيرين أصبحوا يشترون (الجبن والحلاوة الطحينية) ظهرا!!
وقبل شهرين تقريبا رأيت شابا أحضر له البائع قطعة صغيرة من الجبن ..فسأله : هادي بريالين – أو بتلاتة ريال نسيت - ؟ فرد البائع : مع الوصاية .
لكن الشاب لم يبتسم .. فقد كان وجهه شديد العبوس !!
قبل أيام قليلة اكتشفت أن سعر (الأندومي) قد ارتفع .. من ريال إلى ريال ونصف!!
أي بزيادة مقدارها 50%
وسبق لي أن كتبت عن خصيصة من خصائص تجارنا .. وهي أن الأسعار يبدو أنها لا تعرف كيف ترتفع 10% أو 15% إلخ
إما خمسين في المائة .. أو 100% .. كتبت ذلك في كُليمة بعنوان "الليمونة بريال" .. حيث ارتفع سعر الليمونة – في وقت ما – من نصف ريال .. إلى ريال .. أي 100%
وكان في بالي دائما أن أكتب تحت عنوان ( علشان نص ريال)؟!!
كانت الفكرة تدور حول نقطتين :
الأولى : أنني رأيت إحدى البقالات تبيع أحد أنواع القشطة بخمس ريالات .. مع أن سعرها أربع ريالات ونصف .. لا أعرف جهة أشتكي لها – كما بينت في كُليمة"الليمونة بريال" – ولو عرفت .. أخشى أن يقال لي : علشان نص ريال!!
ثانيا : تلك القشطة بعينها .. تتبعت قصة ارتفاع ثمنها .. فقد كانت هي الوحيدة التي تباع بريالين ونصف .. وظل سعرها يرتفع نصف ريال .. وراء نصف ريال .. حتى وصلت الآن إلى خمس ريالات .. وكل ذلك عبر "نص ريال"!!
ليتني اكتفيت بقراءة صحفنا الورقية .. وأخبارها السعيدة .. مثل تسنم السعوديين – والإماراتيين – ذروة الشعوب العربية المرفهة .. وفي رواية أخرى الشعوب الأكثر سعادة في العالم !!
لم يبق لديّ ما أقوله .. ولكن يبدو أن أخونا الأستاذ موسى النقيدان لديه ما يقوله،تفضل أخي موسى :
(بنت الوطن تقول:- (ولو لحم حمار)
حدث هذا عندما عرضت محطة الإخبارية مقابلةً مع امرأةً طاعنة في السن ، وهي تجثو عند ساسٍ من سيسان المستودع الخيري. قالت للمذيع حكايتها كاملةً ، ولأول مرةٍ نشاهد مذيعاً يخترق نظام الإعلام الذي يقول : (عدم الانجاذب العاطفي مع الحدث) . نراه يبكي ولم يستطع أن يسيطر على نفسه لقوة الحدث.
المرأة تقول في حكايتها أن لديها خمس بنات مطلقات ، وكل واحدة لها من أربعة إلى سبعة أطفال، والسادسة زوجة ابنها الذي توفي عنها وترك خمسة قُصر ، كما أن لديها أختها ومعها عدد من الأطفال وكل هؤلاء الأيتام الفقراء يسكنون عندها في البيت، وهي المعيلة الوحيدة لهم جميعاً ، ولا تملك إلا سبع مئة ريال شهرياً يدفعها الضمان الاجتماعي، كما أن هناك سبع مائة ريال أيضاً يدفعها الضمان لابنتها لأنها أرملة، والبقية رفض الضمان أن يدفع لهم شيئاً بحجة أن آباءهم أحياء يرزقون .
هذه المرأة بنت الأصول وبنت التربية الإسلامية العربية الشامخة، فضلت أكل لحم الحمار ، لتصون شرف وعزة بناتها من العار . قالت المرأة في كلامها -رداً على المذيع الذي خفق صوته من شدة الانكسار العاطفي - قلت للمسئولين عن هذا المستودع الخيري أعطوني أي شيء أذهب به لأولئك الجياع، قال لها المسئول : انظري إلى المستودع فإنه خالي تماماً من الأطعمة ردت عليه قائلة : (أعطوني ولو لحم حمار أطعم به هذا الجيش من الأيتام) !
إنها قنبلة! : موسى النقديان : عاجل ))
وهذا أمر يجعل "الجبن والحلاوة" رفاهية حقيقية !!

_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..