الصفحات

الثلاثاء، 15 أبريل 2014

شرح لأبيات المتنبي التي اساء البعض تفسيرها

هذا آخر ما أنشده أبو الطيب في الأسود، أي كافور الإخشيدي، فلما خرج من عنده قال يهجوه بهذه
القصيدة.

                                                                            القصيدة  وشرحها للواحدي

                                            مِن أَيَّةِ الطُرقِ يَأتي نَحوَكَ الكَرَمُ   أَينَ المَحاجِمُ يا كافورُ وَالجَلَمُ
يقول لا طريق إليك للكرم فإنك لست منه في شيء، إنما أنت أهل لأن تكون حجّاماً مزيّناً فأين آله الحجامة حتى تشغل بها.
                                          جازَ الأُلى مَلَكَت كَفّاكَ قَدرَهُمُ   فَعُرِّفوا بِكَ أَنَّ الكَلبَ فَوقَهُمُ
يقول هؤلاء الذين تملكهم تجاوزوا قدرهم بالبطر والطغيان، فملكت عليهم تحقيراً لهم ووضعاً من قدرهم حين ملكهم كلب.
                                            لا شَيءَ أَقبَحُ مِن فَحلٍ لَهُ ذَكَرٌ   تَقودُهُ أَمَةٌ لَيسَت لَها رَحِمُ
عنى بالفحل ذي الذَكَر رجال عسكره، وبالأمه التي لا رحم لها الأسود. يوبخهم بانقيادهم له، يقول لا شيء أقبح في الدنيا من رجل ينقاد لأمة حتى تقوده إلى ما تريد. قال ابن فورجة يريد أن ابن طغج فحلٌ له به ذكر وكافور خصيّ فهو كالأمة من حيث أنه خصيّ لكنه قد خالفها بكونه لا رحم له فكأنه أنقص من أمة فهذا إغرابه. يقول لم تُملّكه أمرك وأنت فحل وهو أمةٌ في العجز ودناءة القدر.
                                         ساداتُ كُلِّ أُناسٍ مِن نُفوسِهِمِ   وَسادَةُ المُسلِمينَ الأَعبُدُ القَزَمُ
هذا إغراء لأهل مملكته به. يقول كل جيل يملكهم من هو من جنسهم فكيف ساد بالمسلمين عبيدٌ رذالٌ لئام. والقزم رذال الناس لا واحد له من لفظه وروى ابن جني القُزُم.
                                      أَغايَةُ الدينِ أَن تُحفوا شَوارِبَكُم   يا أُمَّةً ضَحِكَت مِن جَهلِها الأُمَمُ
يقول لأهل مصر لا شيء عندكم من الدين إلا إحفاء الشوارب حتى ضحكت منكم الأمم، وهذا إنكار عليهم طاعة الأسود وتقريره في المملكة ثم حرّض على قتله.
                                        أَلا فَتىً يورِدُ الهِندِيَّ هامَتَهُ   كَيما تَزولُ شُكوكُ الناسِ وَالتُهَمُ
يقول ألا رجل منكم يقتله حتى يزول عن العاقل الشك والتهمة وذلك أن تمليك مثله يشكك الناس في حكمة الباري حتى يؤديه إلى أن يظن الناس معطلون عن صانع يدبّرهم.
                                        فَإِنَّهُ حُجَّةٌ يُؤذي القُلوبَ بِها   مِن دينُهُ الدَهرُ وَالتَعطيلُ وَالقِدَمُ
عني أن الدهري يقول لو كان للأشياء مدبرٌ أو كانت الأمور جارية على تدبير حكيم، لما ملك هذا.
                                       ما أَقدَرَ اللَهَ أَن يُخزي خَليقَتَهُ   وَلا يُصَدِّقُ قَوماً في الَّذي زَعَموا
يقول الله تعالى قادر على إخزاء الخليقة بأن يملّك عليهم لئيماً ساقطاً من غير أن يصدّق الملاحدة الذين يقولون بقدم الدهر. يشير إلى أن تأمير مثله إخزاء للناس والله تعالى فعل ذلك عقوبة لهم وليس كما يقول المُلحدة.
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..