الصفحات

السبت، 10 مايو 2014

الملل و النحل و الفرق و المذاهب ما الفارق بينها ؟


ان الحمد لله نحمده على نعمائه حمدا يوافي نعمه و يكافئ مزيده و نصلي و نسلم على المبعوث رحمة للعالمين وبعد
ما الفارق بين : الملل و النحل و الفرق و المذاهب ؟

الملة

والملة بكسر الميم وتشديد اللام تطلق في اللغة على:

1) الدين والشريعة[3] :

كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم" لا يتوارث أهل ملتين شتى"[4]

يقال: ملة الإسلام , وملة النصرانية , وملة اليهودية.

وقيل: الملة هي معظم الدين وجملة ما يجيء به الرسل.

وهذا مثل قوله تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا).[5]



2) السنة والطريقة:

تقول العرب: هذا طريق مـُمَلُ : أي مسلوك معلوم.[6]

ومن هذا قوله تعالى: (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ)[7]

قال ابن كثير: قوله تعالى: ( ومن يرغب عن ملة ابراهيم .. ) أي طريقته ومنهجه.[8]

وقوله تعالى: (إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ)[9]

قال الحافظ ابن كثير: أي هجرت طريق الكفر والشرك.[10]

قال البغوي: والملة هي الطريقة.[11]



3) وتأتي الملة بمعنى الدية.[12]



قال ابن الأثير : والملة الدين وجمعها ملل .

وفي حديث عمر: " ليس على عربي ملل , ولسنا بنازعين من يد رجل شيئا أسلم عليه , ولكنا نقومهم الملة على آبائهم خمسا من الإبل "[13].





المطلب الثاني: المعنى الاصطلاحي للملة:


قال القرطبي رحمه الله:

الملة اسم لما شرعه الله تعالى في كتبه وعلى ألسنة رسله.[14]

وقريبا من تعريف القرطبي ما عرِّفت الملة بأنها:

اسم لما شرع الله لعباده بوساطة أنبيائه ليتوصلوا به إلى السعادة في الدنيا والآخرة.[15]



التعريف بمصطلح النحلة.

المطلب الأول: المعنى اللغوي للنحلة:

تطلق النحلة في اللغة ويراد بها معان:


1) النحلة بمعنى العطية:

يقال: نحل فلان تبرع له بشيء.[1]

قيل: ومن هذا المعنى سمي ذباب العسل نحلاً.

قال الزجاج: وجائز أن يكون سمي نحلاً , لأن الله عز وجل نحل الناس العسل الذي يخرج من بطونها.

قال الراغب الأصفهاني:

والنحلة عطية على سبيل التبرع , وهو أخص من الهبة إذ كل هبة نحلة , وليس كل نحلة هبة , واشتقاقه فيما أرى أنه من النحل , وذلك ما يدل عليه قوله تعالى: (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ)[3] وبيّن الحكماء أن النحل يقع على الأشياء كلها فلا يضرها بوجه عام , وينفع أعظم نفع فإنه يعطي ما فيه الشفاء كما وصفه الله تعالى.[4]

2) ويطلق على صداق المرأة نحلة:

يقال: نحلت المرأة مهرها عن طيب نفس من غير مطالبة.

3) وتطلق النحلة ويراد بها الفريضة:

وهذا على أحد تفسيرات النحلة في قوله: (وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ) [7].

وقد نقل ابن كثير رحمه الله الأقوال في تفسير هذه الآية:

قال ابن عباس رضي الله عنهما: النحلة : المهر.

وقالت عائشة رضي الله عنها النحلة الفريضة.

وقال ابن زيد: النحلة في كلام العرب الواجب.[9]

4) والنحلة النسبة والدعوة الباطلة:

يقال: نحلة القول: أي أضاف إليه قولا قاله غيره وادعاه عليه.[10]

ويقال انتحل فلان شعر فلان: أي ادَّعاه لنفسه وادَّعى أنه قائله.

قال الأعشى:

فكيف أنا وانتحالي القوا...... ف بعد المشيب كفى ذاك عارا.

وقال الفرزدق:

إذا قلت قافية شرودا ً..... تنحلها ابن حمراء العجان. [12]


5) وتطلق النحلة تجوزا على الدين والمذهب:



يقال: ينتحل فلان لمذهب كذا , أي ينتسب إليه.[13]

والنحلة الدين والعقيدة , يقال ما نحلتك؟.[14]





المطلب الثاني:المعنى الاصطلاحي للنحلة:






ويظهر هذا جليا عند الشهرستاني في كتابه الملل والنحل حيث قسم دراسته إلى قسمين:

القسم الأول: أهل الديانات والملل : مثل اليهود والنصارى .

والقسم الثاني: أهل الأهواء والنحل: مثل الفلاسفة والدهرية وعبدة الكواكب والبراهمة و غيرهم.[15]

فتبين أن النحل هي العقائد والآراء الباطلة , التي ليس لها حقيقة و تنتسبها فرقة من الفرق.[16]

--------------------------------------------------------------------------------

[1] ـ العجم الوسيط (2/907) .

[2] ـ النهاية في غريب الحديث والأثر ( 5/65)

[3] ـ سورة النحل آية رقم 68

[4] ـ المفردات ص 485

[5] ـ سورة النساء آية رقم 4

[6] ـ العجم الوسيط ( 2/907)

[7] ـ سورة النساء آية رقم 4

[8] ـ لسان العرب ( 11/649) .

[9] ـ تفسير ابن كثير ( 2/213)

[10] ـ مختار الصحاح ص 559.

[11] ـ المعجم الوسيط ( 2/907)

[12] ـ لسان العرب ( 11/651)

[13] ـ مختار الصحاح ص 559

[14] ـ المعجم الوسيط ( 2/907) وانظر لسان العرب ( 11/649) .

[15] ـ انظر الملل والنحل للشهرستاني (1/4). وانظر منهج الشهرستاني في كتابه الملل والنحل د. عبدالعزيز السحيباني ص 203

[16] ـ علم الملل ومناهج العلماء فيه ص 19

[17] ـ علم الملل ومناهج العلماء فيه ص 20

[18] ـ مقدمة في الملل والنحل د. ناصر القفاري ص 9

اما الفرق فهي الكتل الفكرية التي افترقت امة الاسلام عليها كما جاء في الحديث الشريف عن افتراق امة النبي محمد ص الى ثلاثة و سبعين شعبة كلها في النار الا واحدة .
و مثال على الفرق : الشيعة و الخوارج و القدرية و المعتزلة و المرجئة و المعطلة و المشبهة و الجهمية و غيرها ...

و لا ننسى ان نذكر المذهب و هو عبارة عن مجموعة من اهل السنة و الجماعة لها اجتهاد فقهي معين في الفروع و لكن الاصول مجمع عليها بين اهل السنة و الجماعة , و مثال على المذاهب : الشافعية و الحنفية و المالكية و الحنبلية و غيرها.

________________
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..