الصفحات

الجمعة، 23 مايو 2014

تربية الابناء عاملات بوظائف ( امهات)!

موضوع قديم شاركت به في صحيفة الجزيرة  عبرا المشاركات الهاتفية  "مجلة الجزيرة وكان ذلك
بتاريخ  الثلاثاء 18 ,محرم 1425هـ
-------------------------------------------------------------------------
لتوسيع قاعدة مشاركة القراء في إصدارهم «مجلة الجزيرة» وبهدف إتاحة الفرصة لطرح العديد من القضايا الوطنية، بشيء من الشفافية.. والموضوعية، وبمختلف وجهات النظر، أفردنا هذه المساحة من صفحات «منتدى الهاتف» تواصلاً لأهداف المجلة وخدماتها تجاه الوطن والمواطن.. وكنافذة جديدة للتواصل بينها وبين القراء، ومنبر يتم من خلاله مناقشة القضايا الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، التي تكون جديرة بالاهتمام والطرح.. وستكون كل المشاركات الجادة والموضوعية مكان الاهتمام والعناية، وستأخذ طريقها للنشر ما دامت تلتزم الأسس والأعراف وتدور في فلك الموضوع المطروح للمشاركة عبر «المنتدى» وذلك حرصاً منا على إيصال مشاركاتكم ووجهات نظركم للقراء وجهات الاختصاص بأيسر السبل.
اختلفت الظروف حتماً، لكن تظل التربية أحد أهم الأسس التي نعول عليها في بناء أجيال للمستقبل،أجيال يعتمد عليهم.
ووفق الظروف القادمة من حقنا أن نسأل عن مكمن الخطأ ومسؤولية من ؟
من حقنا كمجتمع لا كأفراد على الأقل، أن نرى الخطأ إن حدث وهو حتماً يحدث وإلا لما تذمرنا من وجود سلوكيات خاطئة في (الأبناء) الذين نسأل عنهم بصفتهم أجيالاً قادمة لتحل محلنا وتساهم بدورها في الحياة.
الطفرة وضعت أصابعها على بيوتنا ووسمتها بالرفاهية المصطنعة أحياناً والمبررة في أحيان أخرى بالحاجة. من الخادمة إلى السائق ! إلى أين ؟
وما هو دور كل هؤلاء في حين يعيشون بيننا ؟
هل ساهموا في التدريب على لغة جديدة وسلوك جديد ، يمكن اعتباره منبت الخطأ ؟ أصدقاء منتدى الهاتف كانوا معنا لنلقي الضوء على هذا المحور:

فقدان القدوة
فاطمة سعد الجوفان: المرحلة الحالية في اعتقادي هي أصعب المراحل الزمنية فيما يخص تربية الأبناء.. فالتربية الأساسية تبدأ من البيت قبل المدرسة.. وفي الوقت الحاضر أصبحت المدرسة مجرد تلقين فقط، وأعتقد أن السلوكيات السيئة تكون من الشارع وأحيانا للأسف الشديد من بعض المسؤولين في العائلة وأحيانا المعلم.. فالقدوة تكاد تكون شبه مفقودة. لذا نجد أن الطفل يتعلم جميع السلوكيات سواء كانت سيئة أو حسنة من الوسط الذي يعيش معه.
فالمدرسة فقدت دورها تماما وأصبحت تركز على التعليم فقط رغم أننا لم نصل إلى درجة تعليم مقبولة ولا درجة تربية معقولة. ويمكن أن يعتبر البعض هذا نوعا من الحدة ولكن هذا هو الواقع وما نشاهده من السلبيات في المجتمع أو في أي مكان سواء الكتابة على الجدران أو التنابز بالألقاب والألفاظ السيئة وغيرها من التصرفات التي تشير إلى أن المربي الأساسي أصبح للأسف الشديد هو الشارع.
كائن غريب


عبد الله جمعان المالكي: النقاش في هذا الموضوع مهم جدا، وأعتقد أن التربية أساسها في البيت وعلى يد الأب والأم، وليست مسؤولية أي جهة أخرى.
فقد أصبح في المنزل كائن غريب في كل شيء، وهو الخادمة، وضررها يتمثل في أنها جعلت الأم تحس بأنها خالية من مسؤولية خدمة أبنائها وتربيتهم، كما أنها ربما تدخل في أذهان الأطفال عاداتها وتقاليدها ومفاهيمها الغريبة عنا وعن مجتمعنا.
حمد الدعيلج يرى: ان كثيرا من الأسر السعودية، خاصة المرأة العاملة تعاني من مشاكل وسلبيات، والملاحظ منها هو القصور في تربية الأبناء وإسناد هذه المهمة للخادمة، التي أصبحت شرا لا بد منه.
نصف ساعة

عبد العزيز أبا الخيل
: كثير من الناس للأسف الشديد يهملون دورهم في تربية أولادهم، مما يؤدي إلى ضياع هذا الدور بين المدرسة والخادمة والشارع وأجهزة الإعلام.
فلا بد للأب والأم من قضاء وقت حتى ولو نصف ساعة في اليوم مع الأبناء والحديث معهم ومؤانستهم، لتلمس همومهم ومشاكلهم وهديهم للأفكار الطيبة ووضع المرح والمسابقات فيما بينهم،وحمايتهم من الشارع الذي تكثر شروره ومشاكله..
تقصير

إبراهيم بن عبد الرحمن العويرضي يقول: بلا شك يوجد تقصير في تربية الأبناء، ويكمن هذا التقصير في اهتمام الوالدين بالولد أو البنت.فالطفل ينشأ فيرى الخادمة أولا، ويكبر فيذهب إلى المدرسة (عادة)، ثم يخرج فيستقبله الشارع.ولا شك أن للمدرسة دورا في تربية الأبناء، ولكن دورها مكمل لدور البيت، فإذا اتحدت المدرسة مع البيت استطعنا تكملة قدر كبير من متطلبات تربية أبنائنا.


طبيعة مختلفة
سليمان أحمد الذويخ يرى أن: الشارع لا يربي، ولا أدل على ذلك من القول المشهور (تربية شوارع)، كناية واضحة لمن لا يندرج سلوكه تحت لفظ تربية. وبالنسبة للمدرسة فهي تتلقى أنواعا عديدة من مخرجات التربية المنزلية و(الشوارعية) إن صحت التسمية، فبداخل أسوارها يحاول المسؤولون جهدهم تفادي نقل السيئ من التربية وتشجيع الحسن منها.وهذا واقع افتراضي يزيد وينقص حسب اجتهاد القائمين عليه.أما الخادمة، فهل جاءت لتربي؟ وخلف هذا السؤال أكثر من علامة.. وما نراه اليوم من تراجع لدور الآباء والأمهات في تربية الأبناء وتركهم للخادمات لأمر مؤسف ومؤلم، وفيه ما فيه من التجني على فلذات الأكباد.
وما نراه ماثل من فقدان الدور التربوي للأسرة من تصرفات أطفالنا في كل بيت تقريبا بنفس الشاكلة من تعامل مباشر مع كل من يدخل المنزل بدون حياء أو احترام، ممتهنا ما يقدم لذويه من مجاملة، وتعامل مماثل في المسجد والشارع وفي المدرسة وفي كل مكان. أليس من الحكمة تربية الابن على الفرق بين البيت والمدرسة والمسجد وبيت الجيران والمحل التجاري، وأن لكل واحد من هذه الأماكن تصرفا خاصا، وطبيعة مختلفة؟.



القوي والمهزوز
عبد الله سعد الصميهب: أعتقد دورنا في تربية الأبناء لا ينتفي مهما زادت المشاغل والارتباطات في حياتنا، فالمدرسة وسيلة من وسائل التربية، ولكن دورنا هو الأهم..
وهذا لمن يريد أن يكون له أبناء ذوي بنيان تربوي قوي وغير مهزوز. وحتى لو اضطر الإنسان لاختيار وسائل مساعدة في التربية، ولكن على ألا تكون تلك الوسائل بديلة لدوره في التربية.. فهو الأهم والأكبر وهو الأساس الذي تظهر نتائجه في المستقبل.
أمهات في الخطأ

حمزة محمد المنتشري يرى بأن: الأم هي المدرسة الأولى في تخريج النشء المسلم المستقيم، ودورها هو الأساس في التربية. ولكن معظم الأمهات وقعن في الخطأ الذي نشأ من مواكبة العصر ووضع الطفل في حضن الخادمة لتقوم بتربيته، فينشأ غير مرتبط بتعاليم الإسلام وقيمه.وكذلك يفعل الشارع في إدخال الكثير من المفاهيم السيئة والغريبة على سلوك أبنائنا.
شوق العصيمي ترى أن: الدور الأساسي في تربية الأبناء هو دور البيت، ويأتي دور المدرسة في المرتبة الثانية.وإذا قام الطرفان بدورهما كاملا، فلا مجال بعد ذلك للخادمة ولا للشارع في تربية أبنائنا.

وقائع مدرسية
خالد بن ضاحي الضاحي: كدليل على أثر الخادمة: تفاجأنا في المدرسة بأن أحد الأطفال لديه أكثر من عشرة سندوتشات مكدسة في درجه، وعندما سألناه لماذا لا تأكل؟ أجاب هذه السندوتشات صنعتها الخادمة وهي غير نظيفة.. وأمي لا تريد أن تعمل لي وتتكل عليها، وأنا أكررها وهذه من الإشكالات التي تحصل للأطفال صغار السن، وهذا مثال لتلميذ في الابتدائية.. وهناك قضايا أخطر وهي أخلاقية تحدث للأكبر سنا، ففي المرحلة الثانوية عندما يريد الطالب أن يستأذن ويحاول أن يخرج أثناء الدراسة بإلحاح.. وبمتابعتنا للبعض علمنا أن الواحد منهم ربما يريد أن يذهب إلى البيت في وقت الضحى لينفرد بالخادمة، خاصة وأن والدته ربما تكون في العمل ووالده كذلك.. والأمر الآخر هو الاتكال الكامل على الخادمة في الرد على الهاتف، فبعض الاتصالات من المدارس بالبيت للاستفسار من غياب الطفل عن الدراسة، ترد الخادمة ولا تخبر أهله بهذا الاتصال.. فيكونوا جاهلين لتغيب ابنهم عن الدراسة.. أو غير ذلك من الأمور الهامة.

منافذ ترفيه
محمد بن عبد العزيز اليحيى يرى أن: هناك حلقة متصلة ببعضها منذ بداية حياة النشء تبدأ من المنزل ثم تأتي المدرسة، فعندما يكون التلميذ في سن لا تسمح له باستيعاب كل ما يسمعه ويفسره التفسير الصحيح، ينبغي أن يكون هناك معلمون من كبار السن ويفضل من لهم أبناء ليتفهموا عقلية هذا التلميذ ويعاملونه حسب تفكيره.
وقضية الخادمة شائكة، خاصة من الذين جعلوا الخادمة هي المربية وهي كل شيء، فهي التي تستقبل الأطفال منذ قيامهم من نومهم ولبسهم وطعامهم وذهابهم للمدرسة، وبعد أن يعودوا.. ويكون دور الأم كماكينة التفريخ فقط..
لا تفهم أي شيء عن أبنائها وتترك كل مسؤولياتهم على الخادمة التي أصبحت ربة المنزل غير المتوجة..
أما الشارع فهو من المواضيع الصعبة حقا، ويصعب على الآباء متابعة أبنائهم خارج البيت للكثير من الشواغل..
ولكن الحل هو في ايجاد منافذ للترفيه كالأندية وغيرها من الأشياء التي تبعد النشء عن اكتساب عادات سيئة وأخلاق غير حميدة من صحبة الشارع.


غياب خطير
إيمان المعجل ترى أنه: لابد من التوسع في هذا الموضوع، وإيجاد حلول له، لأنه موضوع خطير حقا..
فأحيانا يكون وجود الأبناء وخصوصاً المراهقين في البيت مع وجود الخدم، فهم يؤثرون عليهم سلبيا من خلال أشياء وتصرفات كثيرة لا يدركها الأهل في حينها..وهناك الكثير من القصص والحوادث المأساوية التي تحدث من أثر تعامل الخدم مع الأطفال في غياب دور الأم والأب.
أمور نسمعها

بيادر السيف ترى أنه: ليس من الحكمة أن ندع أطفالنا في أيدي الخادمات، فالملاحظ أن مستوى التربية حتى بدون تدخل الخادمة أصبح متدنيا، فكيف إذا تركنا مسؤوليتهم لخادمة غريبة لا تتحدث حتى لسانهم؟ إضافة إلى أن الخادمات أصبحن يشكلن خطورة بما يمارسنه من أمور غريبة نسمع عنها كل يوم.
المسؤوليات والمنزل

محمد عبد الكريم: أعتقد أن أغلب الآباء والأمهات في هذه الأيام قد تخلوا عن مسؤولية تربية أبنائهم بشكل غير مباشر.فنجد الطفل في صغره يتعلق بالخادمة ويتأثر بمبادئها، وعند الكبر يتلقاه الشارع، فإما صديق صالح أو صديق سيئ، أو يتأثر بالقنوات الفضائية.وهذا كله بسبب تخلي الأم عن مسؤوليتها الأساسية وانشغال الأب خارج المنزل، والضحية في هذا كله هو الطفل، سواء في الصغر أو عندما يكبر.
الخروج إلى العمل

العنود الطيار ترى أن: ما يسبب المشاكل في تربية الأبناء، خروج المرأة للعمل مما يؤدي إلى ترك الأطفال للخادمة معظم النهار، ثم انشغال الأب في أعماله التي لا تنتهي..
إضافة إلى قصور مناهج التعليم في إعداد الطالب والطالبة ليكون مواطنا صالحا.. فمثلا لا يوجد منهج يعد الفتاة للحياة الزوجية وكيف تتعامل مع زوجها.. وأنا لا أذكر طيلة فترتي الدراسية غير وصية الإعرابية لابنتها، وهي ليست قرآنا منزلاً.. بل فيها ما هو خطأ مثل العبارة التي تقول (كوني له أمة يكن لك عبدا).. فكثير من الفتيات صرن إماء لأزواجهن دون أن يجدن مقابلا من المعاملة، بل استغل الأزواج هذه الطريقة في المعاملة فيسقط في يد الفتاة وتبدأ في التخبط..
فعلينا أن نتقي الله في أبنائنا فهم أمانة سوف يسألنا الله تعالى عنها.. وكثير من الناس ينسى أن الأبناء سوف يتعلقون بآبائهم المضيعين يوم القيامة ويسألون الله أن يأخذ لهم حقوقهم.. فيجب أن نستخدم كافة الأساليب المتاحة في غرس قيم ديننا ومجتمعنا في أذهان أبنائنا وإنشائهم على السوية وإبعادهم عن التفكير الهش غير السوي.. وأن تكون علاقتهم بأبنائهم علاقة صداقة ومحبة واحترام.. وأن يعودوهم صلة الرحم. وإعطاؤهم ما يريدون من العاطفة والاحترام كي لا يبحثوا عنها في الخارج.
الهروب

أحمد سالم العنزي يقول:
هل البنية التحتية للأسرة مبنية بالشكل المناسب؟ وهل توجد خلافات ومشادات كلامية متواصلة بين الأبوين؟ هل هناك استقرار في الأسرة؟.. كل هذه الأمور هي التي تؤثر في حياة الابن وفي حاضره ومستقبله.. فالمنزل الذي يكون بهذه الطريقة في العادة يهرب منه الطفل إلى الخارج. . أو إلى غرفته.. ابتعادا من هذا الجو غير الملائم.
أما بالنسبة للخادمة فهي بلاء لا بد منه في وقتنا الحاضر.. وخصوصا إذا كانت الأم تعمل.. فيجب أن تسعى الأم إلى تعويض أطفالها فترة غيابها في العمل رغم التعب والإرهاق.. لأن هذه هي ضريبة الأمومة.. ودورها الذي يتسم بالتضحية.
ثلاثة في واحد

فوزة عوض السمالي ترى أن: الدور في تربية الأبناء موجود، ولكن المشكلة الآن هي الاتكالية والوقت الضيق للأب والأم لأنهم أصبحوا من الأيدي العاملة ولله الحمد.. وأصبح للمرأة وقت قليل وعدم تفرغ.اما بالنسبة للمدرسة والخادمة والشارع، فهذه الثلاثة للأسف الشديد أصبحت بمستوى واحد.. فقد أصبحت المدرسة الآن بسبب بعض المدرسين الذين يتميزون بضعف الضمير وقلة الوطنية، أصبحت المدرسة نوعا من الضياع. فيجب على الأبوين أن يضعا هذه الاتكالية جانبا وأن ينتبها إلى أبنائهما، فالخادمة ليست مسؤولة لنوكل لها مهمة تربية أبنائنا، والمدرسة أصبحت موقعا لإعداد الإرهابيين للأسف الشديد.
هوية ضائعة

ناصر النفيعي يرى أنه: يجب علينا الأخذ بأيدي أبنائنا وتربيتهم على طاعة الله، وتعويدهم على الذهاب إلى المساجد.حتى لا يخرج لنا جيل بلا دين ولا هوية ليس له هم غير أن يأكل ويشرب ويشبع رغباته.. وأن يقضي يومه في التسكع بالشوارع بحثا عن هوية ضائعة فيقع ضحية للأهواء التي يسوقه إليها الشيطان.

يصعب الحديث
إبراهيم العتيق يقول: نتحدث عن المدارس ودورها في تربية الأبناء، وكذلك الآباء.. والواقع أن هناك بعض المشاكل لا تحدث إلا من الآباء والمدرسين، ولا أحد يستطيع أن يردهم أو يحاسبهم.. فبعض الطلاب يتركون الدراسة بسبب عدم وجود مصروف، وبسبب إهمال المدرسين. . وهناك أمثلة بعضها يذكر وبعضها لا يذكر لأن طرحها صعب..

ثقافة الشرب
محمد بن ناصر الرخيص: المشكلة أن الصغار يأخذون على الخادمة مع مرور الزمن ويتعودون عليها، ويترك الطفل أمه ويبتعد عنها ويلتصق أكثر وأكثر بالخادمة التي تكون أكثر قربا له وتقضي له كافة شؤونه.. وينشأ على ثقافاتها وطبيعة فهمها للحياة والأمور وحتى ربما يشرب ثقافتها.

جيران وأسواق
محمد عبد الله الصويغ: نرى بعض الأمهات في المجتمع يعتمدن على الخادمة في تربية أطفالهن منذ الصغر وحتى دخول المدرسة، ليتمتعن بالذهاب للجيران أو الأسواق أو إلى العزائم والزوجات.. وبعضهن قد يكن على رأس العمل كموظفات أو معلومات للحصول على المال، حتى في حال أن الزوج يلبي كل طلبات المنزل ولا يقصر في شيء.. فتحرص المرأة على العمل طمعاً في الحصول على المزيد من المال.. ولكن في المستقبل قد لا يفيدها هذا المال في شيء، لأن الأطفال سوف يتصرفون تصرفات لا يعلمون إن كانت صحيحة أو خاطئة لأنهم لم يوجهوا أو يربوا التربية السليمة. فيتذوق الأهل طعم مرارة تجاهل الأبناء وتركهم تحت يد الخادمة التي ربما تعمد إلى ضربهم وإيذائهم.. وفي هذه الحالة يخشى الأطفال الخادمة ويخافون منها ولا يستطيعون الشكوى لذويهم مما تفعله الخادمة، وفي نفس الوقت تكون لديهم جرأة وعصيان لأوامر أهلهم الذين يعاملونهم كالغرباء.. أو يحاولون التجاوب مع هذا وذاك وطاعة الكل فيصابون بعقدة وانفصام. فلننتبه لأبنائنا قبل فوات الأوان وقبل أن يحل بنا الندم على تفريطنا وإهمالنا لهم.

أصول
سعود عبد الرحمن السبيعي يرى أن: إهمال التربية والاعتماد على جهة أخرى مثل الخادمة أو المدرسة يعتبر تقصيرا في حق الأبناء وفي حق المجتمع الذي سيعاني من خروج أجيال لا تحمل أصول وعادات وتقاليد الأجيال السابقة بسبب إهمال تربيتهم وتنشئتهم على هذا السلوك وهذه العادات.
عمل وكنز

عهود سعد ترى أننا: مع الأسف الشديد نسمع فقط عن الأمهات كمجرد اسم، بل نشاهدهن وكأن الواجب هو العمل وكنز الأموال.. مع نسيان واجبها الأساسي في تربية أبنائهما.. والأم الحقيقية في هذا الزمن هي الخادمة للأسف الشديد.. فهي التي تنام مع الطفل وتطعمه وتربيه على لغة وديانة وأسلوب حياة مختلف وغريب عنا وعن مجتمعنا.. لماذا تفعل الأم ذلك؟ لأنها ترى صديقتها تترك طفلها للخادمة لتخرج معه للسوق، أو تخرج هي وتترك طفلها للخادمة. . فتفعل مثلما تفعل صديقتها.. ليضيع الأبناء ويفقدون ارتباطهم بجذورهم وقيم آبائهم وأجدادهم.

عبد المجيد محمد الشبلان: يجب على الوالدين أن تكون لهما صلة قوية بأبنائهم، ولكن في وقتنا هذا انعدمت هذه الصلة تقريبا بسبب واضح، وهو الاعتماد على الخادمات بشكل مبالغ فيه في تربية الأبناء، حتى أن البعض يعتقدون أن الخادمة هي أمهم الأخرى.

أم مازن: لماذا أهمل دور المنزل في تربية الأبناء؟.. لأن الأم المتغافلة أوكلت للخادمة دور التربية.. لتخرج من منزلها متباهية وتذهب لصويحباتها أو تقضي وقتها في انشغال بآحاديث القهوة مع النساء وعبر الهاتف أو أي شيء آخر.. ونأتي لدور المدرسة التي يعتقد البعض أنها أساس للتربية، ولكن في الحقيقة هي قليلا ما تهتم بهذا النشء..وهنا يتلقف الشارع الخلاصة الناتجة من الخادمة المشغولة المهمومة والمدرسة التي لم تراع أمانة الله في أبنائها الطلاب.

في أي فصل ؟
أم فواز تقول: كم عجبت من الآباء والأمهات الذين يرمون مسؤولية تربية أبنائهم على المدرسة ولا يسألون عنهم. وحتى أنهم قد ينسوا في أي فصل يدرس أبناؤهم.. إن المدرسة وحدها لا تكفي، وأرى أنها حاليا تهتم بالتعليم والجانب المعرفي أكثر من دورها في التربية.. ودورها ينحصر فقط في تعويد الأبناء على النظام، وكذلك في الشارع حيث قواعد المرور تعلم على التنظيم والنظام. إذاً الدور الأكبر يرتكز على الأم والأب، ويا عجبي للأم التي ترمي بأبنائها إلى الخادمة، وتذهب المعلمة وتشقى في تهذيب طالباتها بينما بناتها لا تدري عن همومهم.. إنها مأساة فظيعة.. أيها الآباء والأمهات ارحموا أبناءكم.. فليس لهم بعد الله غيركم.

أضلاع التربية
سارة محمد ترى أن: الأبوة مقام رفيع، سقفه هو البنوة.. ولكي يقوم هذا البنيان ويصمد، لابد أن تقوم التربية على ثلاثة أضلاع أساسية، هي الدين والعقل والعلم. فواقع الأبناء اليوم يقف على منحدر خطير إن لم نتدارك تصحيح الوضع وتقويم المنهج وتصويب الاتجاه في خط القيم الرفيعة والعادات السامية التي أهمل الأهل غرسها في نفوس أبنائهم تهاوناً وتسويفاً.
عن قصد وعن غير قصد ترك الأهل أبناءهم في يد الخادمة واليافعين للشارع دون النظر بعين الرقيب الحذر لما يدور في بيوتهم وشوارعهم.
قد تبني المدرسة والخادم يهدم والشارع يقتل.. فإلى متى اللامبالاة بدورنا كأولياء ومربين؟ نحن إذا فرطنا في حمل الأمانة فلن يحملها غيرنا.. أولادنا فلذات أكبادنا هم الاستثمار الحقيقي.. والأسرة هي المدرسة الأولى التي يتعلم فيها النشء. فحقهم علينا التوجيه باللين والتربية بالقدوة الحسنة.. فهم أعز ما نملك ولا ينبغي أن ندعهم بأيدي الخدم فتفسد فطرتهم ويعوج لسانهم، كما لا يجب أن نترك الباب مفتوحا لكي يتلقفوا من الشارع كل ما يرد إليهم دون ضبط.. ليس مهمة الآباء توفير المعيشة والملبس والمسكن فقط.. فأولادنا ليسوا بهائم نعلفهم بما يكفي بطونهم ويربي شحومهم.. فالمشكلة في العقل الفارغ والحس المتبلد والعاطفة الخاوية.. فالواجب على الآباء النظر بعين البصيرة في ما يرد لفكر آبنائهم، وغربلة ما يصل إلى أسماعهم بآذان مصغية وحكمة تعالج كل شطط في سلوكهم..
وباعتبار أن الآباء هم الأقرب إلى أبنائهم فإنهم أبعد ما يكونون عنهم، وليس لهم عذر في ذلك مهما أبدوا من حجج..

آراء مختصرة
خالد مهدي الشلوي: لابد من مراعاة كل من الأم والأب لدورهما المهم والحساس في تربية الأطفال.
عبد الغني محمد أبو صفية: لماذا لا نرجع إلى الحياة البسيطة التي كنا نعيشها في الماضي، بدون الخدم ورفاهية الحياة الجديدة التي لا معنى ولا حاجة لها.
فاطمة علي: إذا لم نركز جهدنا على أبنائنا فسوف نكون قد وضعنا الأساس لضياعهم.. فهم أمانة في أعناقنا، وكل طفل تربى تربية خاطئة فالمسؤولية على والديه.

وضحى القحطاني: التربية لها أهمية كبيرة، ولا بد من النظر إليها بعين الجدية وعدم التهاون في هؤلاء الأبناء الذين يمثلون مستقبل الوطن. ويجب ألا نتركهم في أيدي الخادمة التي لا نعرف عنها أي خلفية.
عبد الرحمن بن عبد المحسن السلطان: الشارع له نصيب الأسد في تربية الأبناء، حيث ان الأطفال يتعرفون إلى أصدقاء لهم، ويملون من البقاء في البيت الذين يعتبرونه قفصا، وذلك لقلة الاكتراث بهم ومراعاة مشاكلهم وهمومهم.

محمد الخمعلي: مما لاشك فيه أن دور الأسرة في تربية الأبناء من الموضوعات الحساسة التي تهم الأسرة بشكل خاص والمجتمع بشكل عام.
خاتمة:
لا نزال نراهن على أننا أكفأ من يقوم بدور (التربوي) متى ما عملنا على فهم أخطائنا والأدوار التي نمارس فيها النسيان تجاه أبنائنا.ولكيلا نلتفت في الوقت الضائع إلى وجود (خلل) ما نحاول رميه على أعتاق غيرنا بحجج واهية وضعيفة، فالخطأ إن حدث فهو خطأ يبدأ من البيت والمدرسة، والشارع، كل هؤلاء يتحملون الأمانة متى ما حملها الإنسان.





مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

تربية الأبناء


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..