الصفحات

الخميس، 8 مايو 2014

ومضة من "أسد" : في المدينة المنورة : حديقة تحوك نورا نصف متقد

 كتب محمد أسد :
(كان الوقت عصرا،وكنت جالسا مع صديق لي في حديقة نخيله خارج المدينة المنورة،بالقرب من باب القبي،وكانت أشجار النخيل الكثيرة في الحديقة تحوك نورا نصف متقد في مؤخرتها مما جعل الحديقة تبدو وكان لا نهاية لها.كانت الأشجار لا تزال صغيرة منخفضة الارتفاع،ونور الشمس يرقص فوق جذوعها وعقودها المدببة التي كانت تشكلها أغصانها.كانت خضرتها مغبرة بسبب العواصف الرملية التي تحدث يوميا تقريبا في مثل هذا الوقت من السنة،ولم يكن ذا لون اخضر لماع سوى ذلك البساط الكثيف من البرسيم تحت النخيل. وعلى غير مبعدة أمامي انتصبت جدران المدينة قديمة شهباء مبنية من الحجارة والطوب،وبرزت الأبراج إلى الأمام هنا وهناك. ومن وراء الجدران شمخت أشجار النخيل في حديقة أخرى داخل المدينة،والبيوت ذات النوافذ المسمرة عبر السنين بني بعضها ملاصقا لجدار المدينة فأصبح جزءا منه. ورأيت عن بعد مآذن مسجد النبي الخمس،شامخة عذبة كأصوات الناي،فالقبة الكبيرة الخضراء التي برزت فحجبت بيت النبي الصغير – بيته في حياته وقبره بعد موته – وابعد منها،وراء المدينة،سلسلة جبل احد الجرداء الصخرية. وكانت السماء مضاءة بنور الأصيل اللاهب،وكانت المدينة تستحم بضياء ازرق موشى بالذهب و الخضرة.(..) وبعد فترة قليلة ودعت صديقي وسرت مشيا نحو باب المدينة الخارجي. ومر بي رجل يسوق حمارين محملين بالبرسيم،وكان هو نفسه يركب حمارا ثالثا.ورفع الرجل عصاه وحياني قائلا :

"السلام عليك"،فأجبته بالكلمات نفسها،ثم لقيت بدوية صبية تجر وراءها ثوبها الأسود وتغطي القسم الأسفل من وجهها بالحجاب. كانت عيناها البراقتان من السواد بحيث أن قزحية عينها وإنسانها يمتزجان حتى ليبدوا شيئا واحدا،كما كانت خطواتها شبيهة بخطوات غزلان البر.

ودخلت المدينة واجتزت الساحة العظيمة المكشوفة المسماة بالمناخة،إلى جدار المدينة الداخلي. ومن وراء باب المصري الذي يجلس تحت قوسه العظيم الصرافون يخشخشون بنقودهم الذهبية والفضية،دخلت إلى السوق الرئيسية – وهي عبارة عن شارع يكاد لا يبلغ الاثني عشر قدما عرضا،مليء بالدكاكين. ){ص 294 – 295 ( الطريق إلى مكة) / محمد أسد }.
ماذا تقول يارجل؟
أيش ( أي شيء) "باب القبي"؟! وما "المناخة"؟! وماذا تعني بقولك "باب المصري"؟!!

استومضها لكم :
 أبو أشرف /محمود المختار الشنقيطي المدني


مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..