الصفحات

الأربعاء، 28 مايو 2014

مواطن القتال تستدرج السعوديين.. وقصص العائدين تكشف خفايا "الأقنعة السوداء"

مواطن القتال تستدرج السعوديين.. وقصص العائدين تكشف خفايا "الأقنعة السوداء" 28 رجب 1435-2014-05-2707:52 PM
160 هاشتاق و1500 حساب تنفث السموم ومطالبات برقابة بعض الجمعيات الخيرية
- "العسكر": لقد درسوا أفكار شبابنا وخاطبوا مشاعرهم وأخذوهم إلى المجهول.
- طلال ضاحي: لا توجد حصانة فكرية لدى أبنائنا.
- "النجيمي": الخروج للحرب في سوريا مخالف للشريعة وما يحدث الآن هو نتيجة الاعتماد على فتاوى المغمورين.
- عائدون: لم نرَ سوريين أو عراقيين ينفذون أي عمليات انتحارية وقادة التنظيم يخفون شخصياتهم ووجوههم مقنعة. 
- 160 هشتاق و1500حساب لتحريض السعوديين على المشاركة في القتال في سوريا .
- "آل زلفة": جفووا منابع التجييش سواء تلك التي تحت رقابة "الشؤون" أو هيئة الأمر بالمعروف ويجب مراقبة بعض الجمعيات الخيرية ومراكز توعية الجاليات.
 

عبد الله البارقي، نادية الفواز- سبق- أبها، جازان: تواصل مواطن القتال تربصها بكثير من الشباب السعودي، لتصطادهم عبر المواقع الإلكترونية، أو من خلال بعض أصدقائهم، لاسيما والبعض منهم يتأثر بالفتاوى الإلكترونية، التي تستعطفهم وتحرك عواطفهم عن طريق بعض المقاطع، والدعوات الجهادية، لتتحول حالة البحث عن وظيفة إلى السفر إلى مواطن القتال، وتتفاجأ الكثير من الأسر بأنباء وفاة أبنائهم في تلك المواطن، وهناك من يغرر بالمبتعثين ليسهل استدراجهم من مواقع ابتعاثهم، فيما يؤكد بعض العائدين أن السعوديين هم سهام العمليات الانتحارية، فيما يقبع المحرضون خلف أقنعتهم السوداء.
 
براعة المحرضين
وأكدت مصادر أن المحرضين برعوا في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، وأصبحوا ينفثون سمومهم في كل قارات العالم وهم قابعون بأماكنهم المتخفية، لاسيما وأن ذلك التأثير تصادفه ميول عاطفية، خاصة ممن تأثروا بفكر التحريض الخفي، وأصبحوا مفخخين بالأفكار السوداء التي لا يستطيع برنامج الابتعاث ولا الحياة الحديثة أن تزيلها، لاسيما وأن المحرضين متمكنون في استخدام وسائل بارعة في التمويه والتحايل والتخفي والكذب، وهناك من يقدم لهم التسهيلات والدعم في أي دولة؛ لأنه أصبح فكراً عالمياً له أتباعه في معظم الدول.

قائمة الداخلية
وبدورها اعتمدت الداخلية السعودية قائمة للجماعات الإرهابية، تضم "داعش" و"النصرة" و"الإخوان" و"حزب الله السعودي" و"الحوثيين"، وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وتنظيم القاعدة في اليمن، وتنظيم القاعدة في العراق.
 
وقالت وزارة الداخلية في بيان لها في حينه إن تلك القائمة وُضعت بعد تشكيل لجنة من وزارة الداخلية، ووزارة الخارجية، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ووزارة العدل، وديوان المظالم، وهيئة التحقيق والادعاء العام، تكون مهمتها إعداد قائمة -تُحدّث دورياً- بالتيارات والجماعات.
 
وأضاف البيان أن تلك اللجنة نص عليها الأمر الملكي الذي صدر في بداية شهر فبراير الماضي، والذي تضمّن تجريم المشاركة في أعمال قتالية خارج المملكة، أو الانتماء للتيارات أو الجماعات -وما في حكمها- سواء كانت دينية أو فكرية متطرفة أو المصنفة كمنظمات إرهابية داخلياً أو إقليمياً أو دولياً، أو تأييدها أو تبني فكرها أو منهجها بأي صورة كانت.
 
وأشار في حينه إلى أنه تم تمديد المهلة التي أعلن عنها الأمر الملكي لكل من شارك في مهمة قتالية إلى التراجع عن ذلك، في مدة لا تتجاوز 15 يوماً، ابتداء من تاريخه، حيث جاء ذلك بعد أن كان خادم الحرمين الشريفين قد أصدر أمراً ملكياً يجرم من يقاتل خارج البلاد من السعوديين، وتحديد عقوبة السجن من 3 إلى 20 سنة، مانحاً مهلة شهر لكل من قام بذلك للتراجع؛ لكي لا تشمله العقوبة.
 
قصص العائدين
وكشف عائدان من الصراع الدائر في سوريا عن استغلال الجماعات الإرهابية للشباب السعودي، مستغلين صغر السن وحماسهم وعاطفتهم على الدين، ودفعهم لقتال إرهابي يودي بحياتهم، وشدد كل من العائدين محمد العتيبي وسليمان الفيفي على أن الوضع الميداني الدائر في سوريا حالياً هو اقتتال ما بين جماعات إرهابية أطلقت على نفسها "داعش" و"جبهة النصرة"، وأوضحا أن القتال هناك تحول من قتال الجيش النظامي إلى القتال فيما بينهم.
 
وعن انضمامهما إلى جماعة "داعش" يقول "العتيبي" إنه قابل مجموعة من الشباب السعوديين في التنظيم عرضوا عليه الانضمام إليهم فقبل، ويروي "الفيفي" أن جماعة "داعش" كانوا يضعون السعوديين في الواجهة دائماً خلال الحروب، على اعتبار أنهم لا يهابون الموت، وكانوا يستغلون عواطف شبابنا بعرض عمليات انتحارية عليهم، مضيفاً أنه لم ير سوريين أو عراقيين ينفذون أي عمليات انتحارية، كما أن قادة التنظيم كانوا دائماً يخفون شخصياتهم ووجوههم مقنعة، ولا توجد لهم أي علاقة أو تواصل، ولا يستطيع أحد توجيه أي أسئلة لهم.
 
وأضاف "العتيبي" و"الفيفي" أن التكفير ظاهرة منتشرة وسط المنتمين إلى "داعش" وهم يكفرون الجميع بلا استثناء، حتى وصل بهم الأمر إلى أن يقاتل بعضهم بعضاً، والسعودي يقاتل السعودي، وأشارا إلى أنهما بدآ يعيشان حالة من الضيق من هذا القتال الذي لا يعلم أحد فيه عدوه من صديقه.
 
وقال "العتيبي": في "داعش" يكفِّرون بعض فصائل الجيش الحر؛ لتعاونها مع الجبهة الاسلامية في القتال، أي أن التكفير لا يخضع لأي ضوابط واضحة، فهم يكفرون على حسب التحالفات في القتال.
 
160 هشتاق و1500 حساب 
وكشف مصدر أن التجنيد الموجه للشباب السعوديين للذهاب للمشاركة في القتال الدائر في سوريا تحت غطاء الجهاد يتم عبر "تويتر"، حيث تم رصد 160 هاشتاق و1500 حساب محرض للسعوديين على المشاركة في القتال في سوريا ضمن جماعات متطرفة، بالإضافة إلى تورط شبكات دولية من إيران وأوروبا ودول أخرى تتبنى تحريض وتجنيد الشباب السعوديين للذهاب لسوريا، مشدداً على أن تلك الشبكات نفسها سبق أن تولت عملية التحريض على الفتن والفوضى عبر "الفيسبوك" قبل سنتين في المملكة.
 
الملحقيات تحذر 
ومن جهته أكد الملحق الثقافي السعودي في الولايات المتحدة الامريكية الدكتور محمد العيسى أن هناك من يستغل المبتعثين السعوديين إلى الولايات المتحدة وغيرها عبر وسائل عدة؛ لتحريضهم على القتال في مواطن الفتن، وهذا ما دفع الملحقية إلى تحذير المبتعثين من الانسياق خلف هذه الدعوات المحرضة على الذهاب إلى الدول التي تشهد قتالاً.
 
وأشار "العيسى" إلى أن الملحقية لم ترصد شيئاً إلى الآن في هذا الخصوص، موضحاً أن التعميم الذي تم توجيهه إلى الطلاب والطالبات مبني على الأمر الملكي الذي صدر في هذا الخصوص، معتبراً أنه نوع من التنبيه والدعوة إلى أخذ الحيطة والحذر، ولا يعني رصد حالات ثبت ذهابها إلى مناطق القتال والصراع.
 
وقال "العيسى": الملحقية الثقافية السعودية تستبق حدوث أي حالات، وتسعى إلى تنبيه الطلاب والطالبات من الاتجاه إلى كل ما هو سلبي، وأردنا من خلال هذا التعميم الإيضاح لهم بأنه سيتم التعامل النظامي الصارم مع جميع الحالات المخالفة، سواء أكانت تحرّض على الذهاب إلى أماكن القتال، أم التي غادرت بالفعل إليها، فهناك رقابة دقيقة على الطلاب والطالبات بأكثر من وسيلة.
 
وأشار إلى أن هناك من يستغل المبتعثين سواء في أمريكا أو غيرها عبر وسائل عدة، مشدداً على أن إجراء إنهاء الابتعاث لن يتم اتخاذه إلا بعد التحقق الدقيق من الحالات، لافتاً إلى أن الملحقية أقامت وستقيم عدداً من الندوات والمحاضرات التي تحذّر من خطورة ذلك.
 
تحريض مواقع التواصل 
من جهته أكد عضو مجلس الشورى السابق الدكتور محمد آل زلفة لـ"سبق" أن تحريض الشباب السعودي على الخروج من بلدهم للحرب في بلاد أخرى تحت مسميات الجهاد هي ناتجة عبر ما يبث على مواقع التواصل الاجتماعي وتسجيلات "اليوتيوب"، والتي تدعوهم لمناصرة إخوانهم في مناطق من العالم.
 
وقال "آل زلفة" إن التحريض من الدوائر الموجودة في المجتمع ومن الشباب فيما بينهم ممن يتأثرون بهذه الوسائل ويجدون من خلالها من يدعمهم ويدعم خروجهم إلى هذه المواقع، ولعلنا تابعنا جميعاً قصة "أم محمد" والشيخ "العريفي"، وما ورد عنها في برنامج "الثامنة"، وإثباتها بالدليل عن قصة ابنها الذي تم التغرير به للذهاب إلى سوريا.
 
وأكد "آل زلفة" أنه لا يزال هناك من يحرض شبابنا على الانخراط في هذه الحروب، وهناك من الشباب من لا يزال يسمع منهم، سواء في مقهى أو بتحريض من بعض المشايخ والمواقع الإلكترونية التي تتحدث عن البطولات، والتي تدعوهم إلى ترك بلادهم إلى بلاد أخرى لعمل مهم يقومون به، وأضاف: فكرة التطرف في التربية والثقافة واستخدام بعض الدعاة المساجد وحلقات القرآن؛ لبث هذه القناعات في نفوس الشباب تسببت فيما نراه حيث رأينا من هؤلاء الأشخاص المهندسين والفنانين والطلاب ممن ذهبوا.
 
تجفيف المنابع
وأكد "آل زلفة" أهمية تجفيف منابع التحريض سواء أكانت في المدارس أو المساجد وحلقات القرآن أو الندوات الدينية التي تعقد دون رقابة، وكذلك المعسكرات والمخيمات الدينية وقال: تحولت هذه المواقع إلى منابع لتجييش الشباب، ولا أرى ضرورة لإقامتها إطلاقاً سواء أكانت تحت رقابة الشؤون الإسلامية أو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لكونها تجند الشباب الذين لديهم استعداد ليكونوا وقود حروب، وأضاف: إن البعض من الشباب يذهب للاستفادة من الهبات والولائم والبعض الآخر يتغير تفكيره؛ لكونه لا يحظى بالرقابة الكافية، وهناك منابع أخرى يجب مراقبتها ومنها الجمعيات الخيرية ومراكز توعية الجاليات والتي ينخرط الشباب السعودي بها لهدف أعمال تطوعية، ولكنها تُستغل لتجميع الشباب وتحريضهم، ولذلك فإننا نحتاج إلى إيقاف الخطاب التحريضي لحماية أولادنا من الموت في بلاد غريبة.
 
ضعف الحصانة الفكرية
بينما أكد أستاذ العلوم السياسية بكلية الحقوق جامعة الملك سعود الدكتور طلال ضاحي أن ضعف الحصانة الفكرية أدى إلى سهولة الوصول إلى أبنائنا والتأثير عليهم مع الأسف الشديد، حتى أصبحت ظاهرة؛ نظراً لتعدد القصص والضحايا.
 
وأضاف: أبناؤنا ضحية فكر غير مسؤول يتلبس بعباءة الدين، والدين منهم براء؛ فالوطن يخسر أبناءه وزهرات شبابه بإلقائهم في أتون المناطق المشتعلة في العالم، وبالتالي يدفع الوطن هذا الثمن، إضافة إلى الآباء والأمهات، وما أعطى قوة لهذه الفكرة أن تتغلغل في نفوس الأبناء وسائل التواصل الاجتماعي والفضاء المفتوح الذي أصبح الكل يتحدث فيه في العلم الشرعي، حتى لو لم يكن يملك العلم الشرعي.
 
وتابع: مع الأسف المغرر بهم لا يملكون الحصانة الفكرية اللازمة التي تمنع التأثير عليهم من هؤلاء الذين امتهنوا إطلاق الفتاوى دون أن يكونوا مؤهلين لذلك".
 
وعن حلول هذه المشكلة بيَّن "ضاحي": الحل يكمن في زيادة الحصانة الفكرية للشباب من خلال طرح إعلامي جديد يأخذ بعين الاعتبار الأجواء الاجتماعية التي يعيشها الشباب، والابتعاد عن الطرح المباشر المعدوم الفائدة إلى الطرح الابتكاري المبدع في كل البرامج الموجهة للشباب بما فيهم هذه الفئة.
 
فتاوى المغمورين
ومن جهته قال عضو مجمع فقهاء الشريعة الدكتور محمد النجيمي: أكدنا على الفتاوى التي أصدرتها هيئة كبار العلماء والمجامع الفقهية، أنه لا يجوز الجهاد خارج البلاد إلا بإذن ولي الأمر وتوفر الشروط، وأضاف: إن ما يحدث الآن هو نتيجة الاعتماد على فتاوى المغمورين والمواقع الإلكترونية من الذين لديهم فهم خاطئ لبعض المشايخ، وشدد "النجيمي" على دور الإعلام في تثقيف الشباب؛ فالخروج لسوريا أو غيرها من الدول أمر مخالف ولا يجوز شرعاً إلا بإذن ولي الأمر.
 
الآباء.. والنسخ المكررة
وبدوره بيَّن أستاذ علم الاجتماع الديني بجامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور منصور العسكر أن كل الدراسات والأبحاث أكدت تأثر الشباب بالمواقع الإلكترونية التي تحمسهم لترك أسرهم إلى مصير مجهول.
 
وقال "العسكر" إنني أعول كثيراً على الأسرة وعلى قرب الآباء من الأبناء ومنحهم فرصة للتعبير عن آرائهم، والعمل على أن يكون هناك تقارب في النواحي الفكرية، وأن يتم التخلي عن فكرة النسخ المكررة، ورغبة الآباء في أن يكون الأبناء أشباهاً لهم.
 
وتابع: لا بد من تكاتف مؤسسات المجتمع ابتداءً من المنزل والمدرسة والمسجد والجامعة بأن يكون هناك موقف إيجابي لحماية أبنائنا من التغرير بهم، وجرِّهم إلى حروب تنهي حياتهم، والشباب يواجهون "هيلمان" التقنية والحديث المبالغ فيه، وذلك يتطلب من الأسرة الدخول معهم إلى مواقع التواصل الاجتماعي وقراءة كل توجهاتهم والدخول معهم إلى هذا العالم، وفتح باب الحوار والعمل على تحقيق احتياجاتهم، كما يستوجب الأمر الرقابة على الخطاب الديني وعلى متابعة توفير مواقع مميزة لقضاء وقت الفراغ.
 
وشدد في نهاية حديثه على خطورة الإنترنت والمواقع على الشباب، حيث إن هؤلاء المحرضين درسوا أفكار شبابنا وميولهم ومشاعرهم العاطفية، ودخلوا من هذا الطريق متلاعبين بأفكارهم ومشاعرهم بالعبارات الرنانة.

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..