الصفحات

الجمعة، 25 يوليو 2014

الواحة الضريبية و قصة عادل باختصار

كاد عادل يطير من شدة الفرح، بعد أن حصل على جواز السفر الأمريكي الذي طال انتظاره. هنأه زملاؤه وطالبوه بحفل يليق بالمناسبة العظيمة التي حولته من حامل للبطاقة الخضراء إلى مواطن أمريكي. كانت محاولات عادل تصطدم بقوانين الهجرة. قرر أن يتزوج زميلته في الجامعة ليتسنى له الحصول على تلك البطاقة، وهي ما منحه الجنسية الأمريكية لاحقاً.
أكمل الشاب سنوات بعثته على حساب المملكة وعاد إلى وطنه الأم، لكنه ترك في الولايات المتحدة ابنا صغيرا لم يتمكن من إحضاره معه. طالبته الزوجة بالطلاق ما دام يعيش في السعودية. منح عادل الزوجة صك الطلاق الذي صدقته السفارة الأمريكية.
كان يشتاق لابنه كثيراً، ويرسل المال من فترة إلى أخرى، محاولا أن يعوض الطفل عن الكثير مما فقده بسبب غياب أبيه. لم يكن الزوج يعلم عن حال ابنه سوى من خلال الصور التي ترسلها له زوجته، أو مكالمات "التانقو" التي يرى فيها ابنه. أصبح الطفل الصغير في سن الدراسة، وبدأت الفواتير التي ترسلها الأم لأبيه تزيد، لدرجة أنه وجد نفسه في أحد الأيام أمام فاتورة تتجاوز العشرة آلاف ريال، بعد أن كان قد بعث للزوجة مبلغاً مماثلاً قبل شهر فقط.
قرر عادل أن يتوجه للولايات المتحدة ويقنع زوجته بأن تسمح له بأخذ الطفل إلى المملكة ليعيش مع إخوانه، حيث تدفع شركته تكاليف التعليم لجميع أطفاله. اتصل وطلب منها أن تعطيه عنوانها ليتمكن من الزيارة.
أقلع عادل وفي ذهنه الكثير من الآمال والخطط، لكنه كان قلقاً من كيفية استقبال ابنه له بعد كل هذه السنين.
وصل عادل مطار نيويورك على أمل أن يلحق بالرحلة التالية التي ستأخذه إلى مطار "دنفر". لكنه فوجئ عندما وصل إلى مكتب الجوازات بالموظفة تستدعي أحد رجال الأمن ليأخذه إلى غرفة التحقيق المجاورة.
اكتشف عادل من ضابط التحقيق أن حكومة الولايات المتحدة تطالبه بأكثر من نصف مليون ريال من الضرائب. حاول عادل أن يشرح أنه مواطن سعودي، وأنه يعيش خارج الولايات المتحدة، إلا أن الموظف رفع الجواز الأزرق قائلاً: أنت مواطن أمريكي، ونحن لسنا واحة ضريبية كالسعودية.
تم توقيف عادل، لكن هذه لم تكن سوى البداية.




 تم في اليوم التالي عرض عادل على قاض في محكمة مختصة بالتهرب الضريبي. شرح عادل موقفه للقاضي، أبلغه القاضي بأن يكلف محامياً للدفاع عنه، وألا يغادر الأراضي الأمريكية حتى يحل
مشكلته الضريبية. عمم القاضي قراره على دوائر الهجرة في الولايات المتحدة، وبهذا أصبح عادل محبوساً في أكبر سجن، مع أنه يمشي في الأسواق ويستقل القطارات، بقي الهاجس الأكبر عدم المغادرة.
اتصل عادل بصديق يعيش في الولايات المتحدة ليطلب منه أن يساعده على البحث عن محام ضريبي يتولى قضيته. بعث بطلب تمديد إجازته، وتوجه لمكتب الهجرة ليطلب منهم السماح له بالتوجه إلى "دنفر" حيث يعيش ابنه. حصل على موافقة من المكتب على أن يسلم معلومات رحلته ويسلم نفسه لمكتب الهجرة في دنفر، ويعود قبل موعد محاكمته بعد ثلاثة أسابيع.
في المساء – قابل عادل المحامي الذي سيتولى قضيته. وعده المحامي بأن الأمور ستكون على ما يرام، وقد يضطر لدفع مبلغ لا يتجاوز 20 ألف دولار بسبب عدم تبليغه عن الوظائف التي شغلها خارج أمريكا، وعدم اتصاله بالسفارة الأمريكية لتوضيح موقفه مبكراً. حدد له المحامي مبلغ 15 ألف دولار كأتعاب.
أراد عادل أن يسحب المبلغ من حسابه في السعودية، لكن المحامي حذره من ذلك واقترح عليه أن "يدبر" المبلغ من أحد زملائه في الولايات المتحدة، منعاً لإشكالات في قضيته القائمة. وضح المحامي لعادل أهمية حضوره المحاكمة، وتوجها لمنح المحامي التوكيل للترافع عن عادل.
أصبح همُّ عادل الوحيد محاولة لقاء ابنه، وبحث إمكانية نقله للمملكة مع طليقته، خصوصاً أن الأم ليس لديها مصدر دخل يمكن أن يوفر للطفل الحياة التي يريدها له أبوه. ذهب في اليوم التالي إلى مكتب الهجرة ليسجل تذكرة سفره إلى "دنفر"، ويتسلم النموذج الذي لا بد أن يسلمه لمكتب الهجرة في كولورادو.
توجه عادل بعد ذلك للمطار وهو يتخيل لقاء ابنه بعد هذا العناء الذي لم يكن في حسبانه عندما تزوج أم "مشاري"، وهو الاسم الذي اختاره الأب ورفضته الأم، لما قد يسببه من مشاكل للطفل في المدرسة. "عابد" هو الاسم الذي اتفقا عليه، ونحوه يتجه عادل.
---------
20 6

الواحة الضريبية

علي الجحلي
وصل عادل مطار دنفر وتوجه لمكتب الهجرة في المطار ليؤكد وصوله ويحدد مدة بقائه التي توقع أن تكون أسبوعين. استأجر سيارة من المطار بعد أن كان قد خسر التأمين على إيجار سيارة سابقة كان قد استأجرها على حجزه السابق.
عندما وصل إلى الفندق الذي حجز فيه غرفة، اكتشف أنه فقد الحجز ولم يجد سوى أسعار تزيد على الأولى بنحو 50 في المائة. بدأت بطاقة الفيزا التي يحملها تقترب من الحد الائتماني. اتصل بأخيه في المملكة ليضيف مبالغ على البطاقة لئلا يتعطل في هذه الأرض التي كانت معشوقته في زمن سابق، ثم قلبت عليه "ظهر المجن" عندما عاد مواطناً.
استراح عادل لساعات وبعد المغرب اتصل بطليقته ليخبرها بوصوله ورغبته في أن يقابلها قبل أن يرى ابنه "عابد" ليتحدثا في أمر مهم لم يحدده عادل حتى لا يسبب إشكالية معها قبل الأوان.
طلبت منه طليقته أن يحدد موقعه لتتمكن من الحضور، واعتذرت لأنها لن تتمكن من لقائه الليلة. اتفقا على اللقاء في العاشرة صباحاً.
حاول عادل أن يتسلى في ليلته تلك، فخرج لتناول العشاء في أحد المطاعم التي كان يرتادها أيام الدراسة، وظل التفكير في لقاء ابنه مسيطرا على ذهنه.
أثناء تناوله العشاء، تلقى عادل اتصالاً من محاميه في نيويورك الذي أكد له أنه يحاول الاتصال مع مسؤولي الضرائب لتوضيح موقفه وحل القضية دون اللجوء إلى المحكمة. وافق عادل. عرض عليه المحامي أن ينهي الموضوع مقابل 50 ألف دولار لا يضطر بعدها لدخول المحكمة.
اعترض عادل بأن المبلغ يتجاوز ما اتفقا عليه بعشرة آلاف دولار، فذكر له المحامي ضعف موقفه واحتمال أن تطول مدة الدعوى وما يمكن أن ينتج عن ذلك من تأخير وخسائر عليه. وافق عادل على أن يمنحه المحامي أسبوعاً للحصول على المبلغ.
عاد عادل للفندق واستسلم للنوم بعد هذا اليوم الطويل.
عند التاسعة صباحا كان موظف الاستقبال يتصل على عادل ليبلغه بأن هناك رجلاً يطلب مقابلته. لم يكن عادل على موعد مع أحد لكنه ارتدى ملابسه على عجل ونزل إلى بهو الفندق ليكتشف مفاجأة لم تكن له في الحسبان .. يتبع.




-----------------------------------------
27  6

الواحة الضريبية (4)

علي الجحلي
وجد عادل في انتظاره شخصاً يلبس بذلة أنيقة. ذكر له الشخص أنه مندوب مكتب المحاماة الذي رفع عليه دعوى قضائية تتعلق بطلاق زوجته الذي لم يتم التعامل معه حسب القانون. أكد له الشخص أن الزواج ما دام عقد على أرض الولايات المتحدة فعليه تنطبق قوانين الدولة وليس لعادل أن يخرج من مسؤوليته العقدية.
طلب عادل أن يحاول حل القضية بالتفاهم مع طليقته دون اللجوء للمحكمة، فوافق المندوب على أن يعطيه موعدا للقاء في مكتب المحامي. سأل عادل عن إمكانية أن يقابل طفله. وافق مندوب المحامي على أن يقابل عادل ابنه بحضور مندوب عن المكتب في أي مكان يختاره عادل، على أن يدفع نفقة المرافق التي تقدر بـ 100 دولار في الساعة.
طلب عادل أن يتقابلا في مطعم، وعندما قابل عادل ابنه شعر بألم يجتاحه لما أضاعه من السنين بعيداً عن الابن الحبيب. قبَّله وضمَّه لصدره وجلس ينظر إليه بكل شغف، أما الطفل فلم يكن مهتماً كثيرا، بل بدا متضايقاً وراغباً في العودة لأمه.
لمح عادل زوجته تجلس في سيارة خارج المطعم، لكنه لم يكن ليجازف بالبوح بالمعلومة حتى لا يتأثر موضوع التسوية المتعلقة بالطلاق. بعد أقل من ساعة ودَّع عادل ابنه وعاد للفندق مكسور الخاطر.
صباح اليوم التالي، تحدث عادل مع أخيه الذي أكد له أن زميلهم فراس وصل للولايات المتحدة ويحمل معه مبلغ الـ 50 ألف دولار لإنهاء مشكلاته الضريبية بعيداً عن المحكمة. حصل عادل على رقم جوال فراس واتصل عليه ليحصل على المبلغ. اقترح فراس أن يقابله عادل في مدينته أتلانتا التي تبعد أكثر من ثلاث ساعات بالطائرة عن دنفر لأن التحويل عن طريق البنك سيوقعهما في كثير من المساءلات القانونية.
اتصل عادل بمندوب المحامي ليحددا جلسة يلتقيان فيها مع مطلقته، لكن المندوب سأله عن اسم محاميه فذكر أنه ليس لديه محام. أكد له المندوب ضرورة وجود محامي قضايا أسرية ليساعده على فهم القانون الأمريكي الذي سيكون المرجعية في النقاش.
أخرج عادل دليل الهاتف وبدأ يبحث عن محامي قضايا أسرية ليجد من يمثله في القضية التي لم تكن في حسبانه.... يتبع.


-------
4   7 

يصرف على طليقته وصديقها

علي الجحلي
وجد عادل رقم مكتب محاماة في دليل الهاتف، توجه صباح اليوم التالي لمقابلة المحامي الذي سيتولى التفاوض مع محامي طليقته. استقبلته سكرتيرة المكتب وعرضت عليه قائمة بأسماء وأسعار المحامين الموجودين في المكتب. أقل واحد يتقاضى عشرة آلاف دولار. أكدت السكرتيرة أن هذا ليس السعر النهائي، ولكنه "استرشادي" للقضايا البسيطة.
توجه عادل لمكتب المحامي الذي وجد أنه أقل سعرا من غيره. وجد شابا لا يتجاوز الثلاثين. لم يرتح عادل لشكل المحامي، لكنه اضطر للتعامل معه لضيق ذات اليد.
طلب المحامي من عادل رقم محامي طليقته، وطلب منه إعطاءه الفرصة لدراسة القضية وتقديم رأيه فيها. أكد له عادل أن أهم أمر عنده هو حضانة ابنه، لكن المحامي لم يطمئنه على هذه النقطة بالذات، فقضايا الحضانة يخسرها مواطنو الشرق الأوسط بالذات.
أكد المحامي أن القانون الأمريكي يلزم الزوجين باقتسام ملكيتهما ما داما لم يحددا غير ذلك في عقد الزواج. عندها اعترض عادل لأنه تزوج المرأة وطلقها وهو مجرد طالب في الجامعة لا يتجاوز دخله ألفي دولار. طلب منه المحامي الانتظار، لمعرفة ما يريده محامي طليقته.
خرج عادل ليبحث عن رحلة إلى أتلانتا ليقابل فراس، ويحصل على المبلغ لينهي مشكلته الضريبية مع ولاية نيويورك. وجد رحلة تقلع بعد يومين.
حدد المحاميان اللقاء في اليوم التالي نظرا لظروف عادل. حضر عادل وطليقته في غرفة اجتماعات محامي عادل، التي سيدفع هو أيضا إيجارها خارج "حسبة" المحامي. واجه عادل طليقته لأول مرة، وكان اللقاء باردا باهتا من قبل الطرفين.
بدأ محامي الزوجة الحديث بأن طلب من عادل أن يقدم شهادة بنكية بكل ممتلكاته ليتم التفاوض بناء عليها. اعترض محامي عادل وقال نحن أيضاً في حاجة لشهادة بنكية بممتلكات الزوجة.
أخرج محامي الزوجة الشهادة الخاصة بالزوجة، التي تقول إن رصيدها في البنك لا يتجاوز 500 دولار. وإنها تعيش في بيت متنقل بالإيجار، وإنها لا تعمل، وتعتمد على النفقة التي يرسلها عادل هي وصديقها الذي يعيش معها ومع ابنها "عابد".
غضب عادل من الموقف برمته، وأكثر ما أغضبه أن ماله الذي يرسله لولده يصرف على الطليقة وعشيقها، وأن ابنه يعيش حياة فقر، فطالب بالحضانة وبقوة... يتبع



---------
11  7

قضية «عادل» إلى أتلانتا

علي الجحلي
طلب عادل من محاميه أن يعينه على فهم ما يحدث وما يمكن أن يحدث إن هو سلم كشف حسابه لمحامي طليقته. ذكر له المحامي أن ذلك سيؤدي إلى بناء تكاليف الحضانة على أساس ممتلكات الزوج، أما أن يأخذ هو الحضانة فأمر شبه مستحيل.
حسب المحامي تلك النسبة ليكشف لعادل أنه سيضطر لدفع مبلغ لا يقل عن ألفي دولار في الشهر، وهو ما يعادل ثلث راتب عادل في السعودية، بغض النظر عن عدد أبنائه هناك، عدا ما يمكن أن تجنيه الزوجة من تعويضات.
فكر عادل في حل لمشكلته، فهو لن يحصل على حضانة الولد، ولن يستطيع تهريبه لخارج أمريكا، ولن يصرف ماله على ابنه، وإنما على طليقته وصديقها إن هو دفعه.
قرر عادل أن ينهي الموضوع الخاص بالتهرب الضريبي ما دام فراس قد وصل وأحضر المال، لئلا يكون مطلوباً للولايات المتحدة كدولة، أما قضية زوجته فسيتفرغ لها بعد أن يتخلص من قضية التهرب، أو يغادر من أتلانتا و"يفتك" من كل القضية.
سيرسل عادل المبلغ الذي يحتاج إليه ابنه كما فعل من قبل، ويحتفظ بإيصالات دفع ليدافع بها عن نفسه أمام ابنه عندما يكبر الولد وتحين ساعة الحساب بينهما.
جهز عادل ملابسه وتوجه للمطار.
عندما دخل فراس الولايات المتحدة، ذكر لموظفة الهجرة أن المبلغ الذي معه هو لزميل يعيش في نيويورك وسيسلمه له ويغادر إلى أتلانتا. غريب أن يحمل شخص كل هذا المبلغ كاش، هذا ما فكرت فيه موظفة الهجرة.
طلبت الموظفة من فراس اسم الشخص الذي سيسلمه المبلغ فذكر اسم صاحبه عادل. ضغطت على لوحة مفاتيح كمبيوترها لتكتشف أن اسم الشخص ممنوع من مغادرة أمريكا، خلال لحظات كان ضابط من وزارة الأمن الداخلي يقف أمام فراس. طلب الضابط من فراس جواله ليطلع على مكوناته، لكنه في الواقع دس داخله برنامج متابعة.
سجل الجهاز جميع المكالمات بين عادل وفراس. وحدد موظفو الأمن القومي الموقع الذي سيتقابل فيه الاثنان وموعده، وتم إبلاغ مكتب أتلانتا ليتابع فراس.
وصل عادل واتصل بفراس الذي دعاه إلى شقته، وهنا نشطت الاتصالات بين أجهزة الأمن القومي وشرطة أتلانتا... يتبع




25  7

قصة عادل باختصار


ذكرني أستاذي الفاضل الدكتور محمد القنيبط أن حلقات قصتي عن الشاب السعودي "عادل" وصلت سبع
حلقات، وهو ما لم أتوقعه عندما بدأت كتابتها. أردت من القصة التذكير بما نعيشه من جِدَةٍ وراحة بال، لا تنغصها الضرائب التي تقصم رواتب من يعيشون في أغنى دول العالم.
تحولنا إلى مجموعة من البسطاء. بساطة التفكير والاعتقاد بأن الأمور سهلة ويسيرة هو ما يجعلنا أقل حرصاً على توجيه إنفاقنا، والاستعداد لصعوبات مالية قد تأتي. انعدم لدى أغلبنا التخطيط، وظهرت حالات "الطفر" التي ترافق نهاية كل شهر لدى أغلب السعوديين.
عاش عادل في أمريكا بمعايير السعودية. المكافأة التي كانت تصرف له، لم يدفع مقابلها ضريبة. الكتب والرسوم الدراسية كانت مدفوعة كذلك. هل كان عادل على حق، وهو يعيش هناك بمعايير بلده الأم؟
سؤال يمكن أن تختلف الإجابة عنه، لولا أن عادل تزوج من أمريكية أنجبت منه ابناً. ينهي موقف كهذا حالة البساطة الفكرية التي سيطرت وتسيطر على أبنائنا وعلينا نحن الكبار. قرار له تبعات لا بد أن يواجهها عادل، عندما يحن لرؤية ابنه، فيكتشف أن زواجه منحه الجواز الأزرق، لكنه يأتي ومعه التزاماته.
يسمونه قسم الولاء للاتحاد، وهو ما يطالب به المواطن الأمريكي، ومن الولاء دفع ما عليك من الالتزامات بدءاً بضريبة الدخل. أدرك عادل ذلك عندما وطأت قدمه أرض نيويورك بعد سبع سنوات من انتهاء بعثته، قضية التهرب الضريبي كانت في انتظاره.
عندما ذهب لرؤية ابنه وجد أمامه قضية ثانية، إذ ليس من حقه أن يطلق المرأة ويذهب في حاله. إنه مطالب بدفع نصف ما يملك لها، ومطالب بأن يدفع مبالغ الحضانة، وممنوع من أخذ ابنه خارج أمريكا، أو حتى الجلوس معه دون رقابة.
الأمر الأهم الذي لم ينتبه له عادل هو أنه من الشرق الأوسط، وهي بلاد تضع تحتها الدوائر الأمنية الأمريكية عشرات الخطوط الحمراء. تنقلاته ومكالماته وأمواله وأصحابه كلها مراقبة.
كل كلمة قالها كانت تفسر وتقرأ بمفهوم الإرهاب الدولي. عندما تعاظمت الشكوك بوصول صديقه فراس حاملاً أموال قضية التهرب الضريبي، تأكد الأمريكان أنه هنا لتنفيذ عمل إرهابي، فتصرفوا بسرعة، وفق أسوأ التوقعات، وأودعوه المعتقل، وصديقه السجن.

علي الجحلي

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..