الصفحات

الجمعة، 4 يوليو 2014

الفتن... كفنا الله وإياكم شرها / و كتاب العلامة المروزي


من علامات الساعة الكبرى والصغرى
بالزر الأيمن ثم حفظ باسم
قرأت حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عون بن مالك رضي الله عنه أنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة أدَمٍ، فقال: (اعدد ستاً بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كعقاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يُعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطاً، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثني عشر ألفاً. - سؤالي هو: هل ظهور هذه الأحداث قبل ظهور العلامات الكبرى؟ - هل الفتنة التي في الحديث يُقصد بها (الفيديو) وما كان على شاكلته التي ابتلينا به في وقتنا هذا؟ وما هما الموتان الواردان في الحديث؟ ومن هم بني الأصفر الذين تكون بيننا وبينهم هدنة، وما هي (الغاية) التي وردت في الحديث؟ أرجو من سماحة الشيخ أن يتفضل مشكوراً ببيان ما سألت عنه. وتسأل أيضاً وتقول: هل يتوقف عمل الإنسان بظهور أولى العلامات الكبرى، وما هي أُولاها؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فهذه الأشياء التي جاءت في الحديث المذكور -وهو من حديث عوف بن مالك الأشجعي- هذه من علامات النبوة ومن دلائل صدق رسالته عليه الصلاة والسلام، وهذه من علامات صدق الرسالة، وأنه رسول الله حقاً عليه الصلاة والسلام، فقد حصل فتح بيت المقدس بعد موته عليه الصلاة والسلام، وحصل المرض وهو الموتان الذي أخذ الناس وهو الطاعون الذي عم الناس وحصل به موت عظيم، والفتنة وقعت فتنة كثيرة ولا سيما الفتنة التي وقعت بين علي - رضي الله عنه – ومعاوية - رضي الله عنه – فإنه عم شرها بسبب مقتل عثمان وانتشر ضررها، ودخل بيوت العرب وبيوت المسلمين، فهي فتنة عظيمة حصلت على المسلمين وافترق فيها المسلمون فرقتين، ثم أطلعها الله جل وعلا بعد مقتل علي وبعد تنازل الحسن بن علي عن الإمرة وتركها لمعاوية، واجتمع الناس على معاوية وبايعوه في عام إحدى وأربعين من الهجرة، وصار ذلك العام يسمى عام الجماعة، والحمد لله على كل حال. وأما ما يتعلق بفيضان المال فقد فاض المال كثيراً، وسوف يفيض في آخر الزمان، والأقرب -والله أعلم- أنه يفيض في آخر الزمان؛ لأنه جاءت أحاديث أخرى كثيرة تدل على أنه في آخر الزمان يفيض حتى لا يقبله أحد، وهذا يكون في زمن عيسى عليه الصلاة السلام فإنه إذا جاء زمن عيسى فاض المال بين الناس ووضعت الجزية ولم تقبل، وصار المسلمون على دين واحد وصارت العبادة لله وحده، فهناك يفيض المال، وقد يفيض في أو قات قبل ذلك كما في الحديث الصحيح أيضاًَ أنها (لا تقوم الساعة حتى يفيض المال وحتى يخرج الرجل بصدقته لا يجد من يقبلها، وحتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً) كل هذا ثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم –، وقد يقع في جهات وفي دول دون جهات أخرى ودول أخرى، ولكنه واقع في آخر الزمان كما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم – في زمن عيسى، وقد يقع في أزمان أخرى قبل زمن عيسى عليه الصلاة والسلام . وأما ما يتعلق ببني الأصفر وأنهم يأتون إلى المسلمين على ثمانين غاية هذا ما قد حصل ولا بد أن يقع كما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم – لا بد أن يقع في آخر الزمان كما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم –، وبني الأصفر هم الروم يقال لهم: بني الأصفر. والله المستعان. وأما الفيديو وما الفيديو والتلفاز فهذه فتن ليست هي المراد في الحديث، لكنها تدخل في عموم الأدلة الأخرى التي فيها ظهور الفتن وانتشار الشر، هذا من أسبابه الفيديو والتلفاز والإذاعات والصحف الماجنة والخليعة كل هذه من أسباب الشر، ما يذاع في الإذاعة من الباطل وما ينشر بسبب التلفاز أو بسبب الصحف أو ما أشبه ذلك من أنواعه، والمؤلفات الباطلة، كل هذا من أسباب الفتن، وكل هذا من أسباب الشر الذي يقع بين الناس. والله المستعان. سألت أختنا سماحة الشيخ هل يتوقف عمل الإنسان بظهور أولى العلامات الكبرى، وما هي أولى العلامات الكبرى؟. ج/ أول العلامات الكبرى عند أهل العلم خروج المهدي الذي يحكم الناس بالعدل وهو من أهل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- من أولاد الحسن من أولاد فاطمة، فيخرج في آخر الزمان ويبايعه الناس ويحكم الناس بالعدل ويملأ الأرض عدلاً بعدما ملئت جورا، وهذا يقع عند نزول المسيح، قرب نزول المسيح ابن مريم في آخر الزمان، وعند خروج الدجال. وأول العلامات هو المهدي، ثم الدجال، ثم نزول عيسى عليه الصلاة والسلام، ثم خروج يأجوج ومأجوج هذه كلها متقاربة في زمن واحد، أولها المهدي ثم يليه الدجال ثم ينزل المسيح ابن مريم فيقتل الدجال ثم يخرج يأجوج ومأجوج، والمسيح موجود في الأرض عليه الصلاة والسلام. والآيات التي إذا خرجت لم تقبل التوبة وختم على الأعمال هي طلوع الشمس من مغربها، إذا طلعت من مغربها الشمس حينئذ لا تقبل التوبة من التائبين، الكل يبقى على عمله، كما قال -عز وجل-: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً (الأنعام: من الآية158)، هذا هو طلوع الشمس من مغربها، كما صحت به الأخبار عن رسول الله –عليه الصلاة والسلام -.
المصدر


وهنا
كتاب الفتن  للعلامة المروزي - للقراءة أو التحميل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..