الصفحات

السبت، 5 يوليو 2014

ما الجهة السيادية التي تقف وراء جابر عصفور؟!

 الزميل محمد أمين في "المصري اليوم"، وروى فيه، تجربة ترشحه وزيرا في حكومة المهندس إبراهيم
محلب، ورد به إشارات بالغة الخطورة، لم يقف عندها كاتب المقال، أو ربما لم تُلفت انتباهه بسبب انشغاله في طرح الأسئلة الغاضبة عن سبب استبعاده من التشكيل الوزاري، بعد لقائه بمحلب، وسؤال الأخير له: أية وزارة تريدها يا أستاذ؟! أخطر ما ورد في المقال قول أمين: " إنه تلقى اتصالاً من جهة سيادية قبل إعلان التشكيل الوزاري للحكومة، لمقابلة المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء لترشحه لأحد الوزارات" الأسئلة التي شغلت أمين هي: "لماذا استبعدونى؟.. من الذين استبعدونى؟.. من أصحاب الأصابع الخفية؟.. بالأحرى من الذين رشحونى؟".. كما ورد نصا في مقاله. الإجابة عن تساؤلاته الحائرة، كانت موجودة في الفقرة الأولى من المقال قوله:"تلقيت اتصالا من جهة سيادية"!!. والجهات السيادية معروفة، وهي من قبيل القطع :الأجهزة الأمنية والاستخبارات. وبمعنى أوضح فإن الأجهزة الأمنية هي التي اختارت التشكيل الوزاري.. والدليل أن أمين لم يتلق الاتصال من مكتب رئيس الوزراء، وهو الجهة الطبيعية والقانونية التي من المفترض أن تتصل بكل من تم ترشيحه لتولي حقيبة وزارية.. ومع ذلك كان المتصل "جهة سيادية".. فما هو دور رئيس الوزراء في الاختيار؟! رئيس الوزراء قال إنه التقى 90 مرشحاً، اختار منهم عشرة فقط!.. وقياسا إلى تجربة محمد أمين والتي عايشها بنفسه، فإن الـ 90 مرشحا لم يكونوا من اختيار محلب، وإنما من اختيار "الجهة السيادية" التي اتصلت بهم.. وبمعنى اوضح، فإن محلب تسلم كشفا من "الجهة السيادية" به 90 اسما، وإذا كان ثمة دور له فإنه ترك له حرية الاختيار بين الـ 90 مرشحا، فيما حرم عليه أن يفكر في أية شخصية من خارج الكشف الذي تسلمه من "الجهة السيادية" إذن اختيار الوزراء تم عبر فلاتر أمنية وليست سياسية.. استنادا إلى هذه التجربة، فإن الكلام بأن البلد تحكمها الأجهزة الأمنية .. هو كلام صحيح.. ومع ذلك فإن ثمة ملاحظات ذات دلالة مهمة، تتعلق بعمليات الفرز، وبالأسس التي اعتمدت عليها، وما إذا كانت راجعت ملفات وأرشيف والسيرة الذاتية لكل مرشح.. لأن اختيار د.جابر عصفور تحديدا، من شأنه أن يفتح ملف التشكيل الوزاري الأخير، لأن وجوده وزيرا للثقافة يشير إلى أن الذي اختاره، لا يعرف شيئا عن سيرته الذاتية، ولا عن تاريخه ولا عن مواقفه من الدول الخليجية الداعمة للرئيس عبد الفتاح السيسي.. ولا عن علاقاته بالديكتاتوريات العربية ولا عن مشروعه الثقافي الذي يعتبر اجهاضا لمشروع السيسي نفسه: عصفور كان وزيرا للثقافة في الحكومة التي قامت عليها ثورة يناير عام 2011، وتلقى مكافآت سخية من الديكتاتور الدموي الليبي معمر القذافي "جائزة القذافي العالمية للأداب".. أعادها بعد قتل الديكتاتور واحتفظ بـ"الفلوس 150 ألف يورو".. بزعم أنه " لا يعرف كيف يعيد قيمتها! وهي الجائزة التي رفضها الإسباني الشهير "خوان غويتسولو" موضحا في مقا له إنه لا يقبل "مالاً من القذافي الموجود في الحكم بانقلاب عسكري لأكثر من 40 عاماً" ورفضها أيضا الجنوب إفريقي "برايتن بريتنباخ". عصفور.. شخصية معادية لدول داعمة للسيسي وعلى رأسها السعودية، ولم يتوقف لحظة عن شتيمة المملكة ودول "البترودولار" و"الفقه البدوي الوهابي".. عصفور نفسه يحمل مشروعا ثقافيا معاديا للتدين.. وبمعنى أوضح: يتبنى مشروعا ضد التكوين الوجداني والثقافي للسيسي الذي قدم نفسه بوصفه نموذجا للمواطن المصري المحافظ والمتدين.. لا حظ ـ مثلا ـ وجود علامة الصلاة على جبهة الرئيس. فمن هي الجهة السيادية التي اختارت هذا الرجل وزيرا للثقافة؟!



ما الجهة السيادية التي تقف وراء جابر عصفور؟!
محمود سلطان

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..