الصفحات

الأربعاء، 17 سبتمبر 2014

بديوي الوقداني :سيرة شاعر

بديوي بن جبران بن جبر بن هنيدي بن جبـر بن صـالح بن محمد بن مسفر الوقداني السعدي العتيبي ولد
سنة 1244 هـ بـ وادي نخب بالطائف من بادية الحجاز ولقب بشاعر الحجاز شاعر نبطي، نظم شعرا في الحكمة والغزل والمدح توفي سنة 1296هـ عن عمر يناهز اثنان وخمسون عاماً وله مجموعة شعرية كبيرة.

بديوي بن جبران بن جبر بن هنيدي بن جبـر بن صـالح بن محمد بن مسفر الوقداني السعدي العتيبي
 

اذا كان للشجاعة والفروسية شعراءها فإن للحكمة والموعظة والأمثال شاعرها الأوحد ومبدعها الأول اعترفت له مجالس الشعر ودواوينه في داخل الجزيرة وخارجها بانه فارس الكلمة ومبدع الحكمة،كتب أشعاره في العامية والفصحى ووصلنا منها الكثير وسقط منها الكثير.

قالوا عنه

  • اطلع طه حسين على أشعاره وهو يبحث عن الموروث الأدبي في العصر الحديث في منطقة الحجاز وعندما قرأ بعض قصائده قال : لو أن هذا الشاعر البدوي الأصيل كتب أشعاره بالفصحى لنسي الناس المتنبي.
  • وقال عنه الشاعر الكبير حسين سرحان بأنه شاعر الحكمة ومتنبي الشعر الشعبي. يمتاز شعره بالحكمة والصدق وعدم التعصب لفكر أو عنصر معين يخرج شعره من قلبه كما يخرج الماء العذب الصافي لا يكدره تكلف أو فخر زائف أو فجور في غزله كلماته سهلة ليس بها صعوبة أو غرابة.

أسلوبه الشعري

في أسلوبه نعومة وفي كلماته رشاقة وعذوبة وان من شعره لحكمة وسحرا.
  • ورد في كتاب (نزهة الفكر فيما مضى من الحوادث والعبر) لأحمد الحضراوي الهـاشمي الذي التقى ببديوي وتعرف عليه عن قرب وكتب عنه مـا نصه : اسمه : (بديوي بن جبران بن جبر بن هنيدي بن جبـر بن صـالح بن محمد بن مسفر الوقداني السعدي – نسبة إلى بني سعـد – العتيبي) وعتيبـة بطن من هوازن القبيلة المشهورة * نزيل الطائف المأنوس * ولد بوادي نخب من ضواحي الطائف سنة 1244هـ (1829م) وتربى به ثم سكن مدينة الطائف لتحصيل العلم والمعاش * وكانت له قريحة بالعربية ثم نظـم القريـض ولقّب بـشـاعر الحجاز.
  • فهــو شاعـر لطيف ومغـوار غطريف. تخضع لشعره بلابل الأغصان وتنصت لغزله مسامع كل إنسان * اجتمعت بحضـرته بالطائف المأنوس سنة 1287هـ وقبل هذه السنة لنا معه اجتماع كثير ومحاضرات لطيفة.
ومن الأبيات الجميلة بالفصحى التي أوردها الحضراوي في كتابه :
سواجع الشوق باتت في أغانيها
تتلو فنون الهوى والوجد يمليها

وفاته

توفي بديوي الوقداني في الطائف عام1296هـ - 1853م وعمره اثنان وخمسون عاما حسب ما ورد في بعض المصادر.

مصادره

  • أما المصادر التي حفظت أشعاره فهي بعض الشعراء الحفاظ الذين تناقلوا اشعاره من جيل إلى آخر وبعض الموروثات الموجودة عند بعض الشعراء القدماء من جماعته ومن قبيلته.
  • أما المصدر الثاني الذي حفظ بعض قصائد هذا الشاعر فهو كتاب (الأزهار النادية) لمؤلفه الأستاذ (محمد سعيد كمال) الذي يقول عنه : بديوي الوقداني من قبيلة وقدان التي تسكن ضاحية " نخب " بالطائف خرج هذا الشاعر في عصره حاملاً لواء الشعر. إذا غرد أسكت البلابل * وإذا غنى أطرب المحافل فارس الميــدانين : القريض والحميني (الفصيح والنبطي) مدح وجهاء عصره ونال جــوائزهم * وبز أقرانه فلم يلحق له غبار. كان في بدء أمره مشهوراً بنظم " الحميني " ثم قرأ قليلاً من النحو والأدب فنظم القريض وأجاد فيه.

نسبه

و "وقدان " جزء من بني سعد أضار الرسـول (ص) من قبيلة " عتيبة " وقد أكد "بديوي " نسبه إليها أكثر من مرة في شعره حيث يقول :
دللّت بالروح لين ارخصت جانبها
وأنا عتيبي عريب الجد والخالـي

بديوي الوقداني والشريف

مرّ بديوي الوقداني، شاعر شريف مكة في زمنه، بسوق الحميدية بمكة المكرمة فإذا به يستمع لبائع خرز هندي وهو يلحن قصيدته المعروفة التي مطلعها: أيامنا والليالي كم نعاتبها لكن الهندي كسر أبيات القصيدة وعجنها بلغته الركيكية مما جعل الوقداني يستشيط غضبا ويدخل في شجار معه، بل وزاد على أن قام بالعبث ببضاعته وسواها بالأرض. وسخط الهندي وهو يرى بضاعته وقد تناثرت في السوق. مضى بديوي غضبان أسفاً وتجمّع المارة حول البائع وأخبروه باسم المعتدي، فما كان منه إلا أن اشتكى للشريف الذي بدوره أمر بإحضار بديوي، فلما مثل بين يديه سأله الشريف: كيف يضرب الهندي غير مراع لحرمة البيت وجواره بل ويزيد على ذلك ببعثرة بضاعته فقال بديوي: يا مولانا لقد بعثر بضاعتي وبعثرت بضاعته حتى لا يعود لفعلته الشنعاء تلك. فقال له الشريف: وما دخل بضاعة الهندي ببضاعتك يا بديوي وهو يقصد الشعر بطبيعة الحال. قال له مرهُ فلينشد قصيدتي يا مولاي، فلمّا سمع الشريف الهندي ينشد قصيدة: بأيامنا والليالي تجهم وجهه هو أيضاً وقال له: إن مافعله بديوي أقل مما تستحق. وأفهمه إن العربية لا تقال هكذا وأصلح ما بينهما على ألا يعود كل منهما لفعلته مع الآخر.

من أشهر أشعاره

أيامنا والليالي
أيامنــا والليالــي كــم نعاتبهـا
شبنـا وشابت وعفنـا بعض الأحوالـي
تاعد مواعيــد والجاهـل مكذبهـا
واللي عرف حدهـا من همهـا سالـي
إن أقبلـت يوم ما تصفـى مشاربهـا
تقفـي وتقبـل وما دامـت على حالي
في كــل يوم تورينـا عجايبهـا
واليوم الأول تراه احسـن من التالـي
أيـام فـي غلبهـا وايـام نغلبهـا
وايام فيهـا ســوا والدهـر ميالـي
جربت الأيام مثلـي من يجربهـا
تجريب عاقل وذاق المــر والحالـي
نضحك مع الناس والدنيا نلاعبـها
نمشي مع الفي طوع حيـث ما مالـي
كم من علومٍ وكــم آدب نكسبهــا
والشعر مازون مثقــالٍ بمثقالــي
اعرف حروف الهجاء بالرمز واكتبها
عاقل ومجنون حاوى كـل الأشكالي
لكن حظــي ردي والروح متعبهـا
ما فادني حسن تاديبي مـع أمثالـي
إن جيت ابي حاجـةٍ عزت مطالبها
العفو ما واحدٍ فــي الناس يا والي
قومٍ الـى جيتهـا رفـت شواربهـا
بالضحك واقلوبها فيها الردا كالـي
وقومٍ إلى جيتها صكـت حواجبهـا
وابدات لي البغض في مقفاي وإقبالي
ما كنــي ألا مسوِ حــال مغضبهــا
والكل في عشرتـه ماكر ودجالـي
يا حيف تخفي أموراً كنت حاسبهـا
واللي على بالهـم كلـه على بالـي
الجار جافـي وكـم قومٍ محاربهـا
والأهل وأصحابنا والدون والعالــي
والروح ويش عذرها في ترك واجبها
راح الحسب والنسب في جمع الأموالي
نفسي تبى العز والحاجات تغصبهـا
ترمي بها بيـن أجاويـد وانذالــي
المال يحــي رجالاً لا حيـاة ابها
كالسيل يحي الهشيـم الدمدم البالــي
عفت المنازل وروحـي يوم اجنبها
منها غنيمـه وعنها البعـد أولا لـي
لا خير في ديرةٍ يشقـى العزيز ابها
يمشي مع الناس في هـمٍ وإذلالـي
دارٍ بها الخــوف دومٍ ما يغايبهـا
والجوع فيها ومعها بعض الأحوالي
جوعى سراحينها شبعـى ثعالبهـا
الكلـب والهـر يقـدم كل ريبالـي
عز الفتى راس ماله من مكاسبهـا
يا مرتضي الهون لا عزٍّ ولا مالي
دللت بالروح لين ارخصت جانبهـا
وانا عتيبي عريب الجـد والخالـي
قومٍ تدوس الافاعـي مع عقاربهـا
ولها عزايم تهــد الشامـخ العالـي
خل المنازل غراب البيــن يندبهــا
يبكي عليها بدمـع العيـن هطالـي
لا تعمـر الدار والقالات تخربهــا
بيع الردي بالخساره واشتر الغالـي
ما ضاقت الأرض وانسدت مذاهبها
فيها السعــه والمراجــل والتنقالي
دارٍ بدار وجيــرانٍ نقاربهــا
وارضٍ بأرض وأطلالٍ بأطلالـي
والناس اجانيب لين إنك تصاحبهـا
تكون منهــم كما قالوا بالأمثالـي
الأرض لله نمشــي فـي مناكبهـا
والله قدر لـنـا أرزاق وآجالي
حث المطايـا وشرِّقهـا وغرِّبهــا
واقطع بها كل فـجٍّ دارسٍ خالــي
واطعن انحور الفيافـي في ترايبهـا
وابعد عن الهم تمسي خالي البالـي
من كل عمليـةٍ تقطــع براكبهـا
فدافد البيــد درهـامٍ وزرفالــي
تبعدك عـن دار قـومٍ ودار تقربها
واختر لنفسـك للمنزال منزالــي
لو مـتّ فـي ديرةٍ قفراً جوانبهــا
فيها لوطـى السباع الغبس مدهالي
أخير مـن ديرةٍ يجفـاك صاحبهـا
كم ذا الجفا والتجافـي والتعلالـي
دوس المخاطر ولا تخشى عواقبهـا
الموت واحد ولا عند الحذر جالي
ان المنايــا إذا مـدت لك مخالبهــا
تدركك لو كنت في جو السما العالي
ما قرت الأسد في عالـي مراقبهـا
تسعى على الرزق ما حنت للاشبالي
والشمس في برجها والغيـم يحجبها
تقفي وتقبـل لها في العرش مجدالي
رب السماوات يا محصي كواكبهـا
يا مجري السفن في لجات الأهوالي
ضاقت بنا الأرض واشتبت شبايبهـا
والغيث محبوس يا معبـود يا والي
يا الله من مزنــةٍ هبـت هبايبهـا
رعادها بات له في البحر زلزالي
ريح العوالي من المنشـا تجاذبهـا
جذب الدلى من جباء مطوية الجالي
ديمومةٍ سبلـت وأرخت ذوايبهــا
وانهل منها غزير الوبـل همالـي
تسقي دياراً شديد الوقـت (حاربهـا)
ما عاد فيها لبعض الناس منزالـي
يا جاهل اسمـع تماثيـلاً مرتبهـا
فيها معاني جميـع القيل والقالـي
مثـل المحابيـب زادت في قوالبها
في صرفها زايده عن قرش وريالي
يا ربي توبه وروحي لا تعذبهــا
يوم القيامه اليا ضاقت بي اعمالـي
وازكى صلاةٍ على المختار نوهبها
شفيعنا يوم حشرٍ فيه الأهوالــي

قصائد بالفصحى

وللشاعر بديوي الوقداني قصائد بالفصحى ومنها:
  • قصيدة رثاء
المـلـك لله والدنـيـا مـداولــةٌ
ومـا لحـيٍّ علـى الأيـام تخليـد
والناس زرع الفنا والموت حاصدهم
وكـل زرع إذا ماتـم محـصـود
النـاس ذا فاقـد يبـكـي أحبـتـه
وذاك يبكـى عليـه وهـو مفقـود
وذاك أبـدت لـه الأيـام زينتـهـا
وذاك ايـامـه هــم وتنـكـيـد
ان سالمت غدرت أو وههبت رجعت
ظل يـزول ومـا تعطيـه مـردود
والدهر وجـه عبـوس فـي تقلبـه
وللمنايـا سهـام صيدهـا الصيـد
تصطاد ما لا تكاد الأسـد تنظـره
وحيلهـا لاصطيـاد الكـل ممـدود
لو يمنـع المـوت سلطانـا بقوتـه
لكـان حيـا سليمـان بــن داود

  • يا مادح الأنذال
يا مادح الانذال مدحك خسارة
وراك ما تمدح هل الفضل والجود
اللي يشوفون المدايح تجارة
واعراضها ماحشها علم منقود
لا تمدح اللي جالها المدح عاره
لا وارثه أبوها ولا هو بمعدود
جدّه وابوه يحلِّبُون الوباره
ويدوِّرُون التمر في مقلع العود
لو جبت له منظوم طول المنارة
ومسطرة بالمسك واقلامها العود
ضيعت مدحك في حصيني مغاره
زاده من الفيران والنمل والدود
ان الردي لو تضربه بالحجارة
والا مطارق شوك وسلاح محدود
جنبه متين ولا يخاف المعارة
ولا يعرف البيضا ولا يعرف السود
والحر دايم يحترك با لإشارة
يفزّ مثل الزّند لي قدح بارود
رجّال يسوا له ثمانين حاره
ورجّال ما يسوى ولاعظم عجرود

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..