الصفحات

السبت، 29 نوفمبر 2014

ومضة من كتاب ( ملء العيبة بما جمع بطول الغيبة) : لوازم الشهادتين

 هذه قضية كبيرة تخطر في البال كلما قرأ الإنسان تلك الأحاديث المبشرة ،بدخول من قال لا إله إلا الله الجنة .. وعلى ما في تلك الأحاديث المبشرة من راحة وما تبثه في النفس من طمأنينة .. إلا أن سؤالا
يبرز دائما عن أثر ذلك على سلوكنا كبشر .. مرتكبين المظالم .. والتي قد تصل إلى الدماء مسلحين بتلك الأحاديث المبشرة؟
قبل أن أترككم مع الومضة .. أتذكر (سلوك) الصحابة الكرام،وقد سمعوا تلك الأحاديث الشريفة ... وهم – رضي الله عنهم – أحسن فهما ممن تبعهم من أهل العلم .. كيف لا وهم خريجو مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم.
إنا نرى سيدنا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يخشى على نفسه من النار .. وهو المبشر بالجنة من الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم !! ويروى عن سيدنا ابن عمر – رضي الله عنهما – قوله لو علمت أن الله تعالى تقبل مني ركعتين لاستراح قلبي .. لا شك أنهم لورعهم لم ينسوا قول الحبيب صلى الله عليه وسلم .. (إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة .. ) إلخ. ولا نسوا قوله صلى الله عليه أن أقواما من أمته – صلى الله عليه وسلم – يطردون عن الحوض .. لما بدلوا .. إلخ.
أطلت فإلى الومضة :
روى ابن رُشيد بسنده إلى أن قال ( أخبرني ابن لهيعة ،عن يزيد بن أبي حبيب قال : قال هشام بن عبد الملك لابن شهاب :
"أبلغك أنه من قال لا إله إلا الله دخل الجنة؟ فقال له : يا أمير المؤمنين،كان ذلك قبل أن تنزل الفرائض،فلما أنزلت الفرائض لم تنفع لا إله إلا الله إلا بأدائها" .
وفي هامش المحقق :
(الأحاديث التي بمعنى النجاة من النار ودخول الجنة لمن شهد وقال كلمة التوحيد أو الشهادتين كثيرة (..) وقد ذكر النووي في تحقيق معنى هذه الأحاديث جملة أقوال وحكى عن جماعة من السلف منهم ابن المسيب أن هذا كان قبل نزول الفرائض والأمر والنهي. وقال بعضهم هي مجملة تحتاج إلى شرح،ومعناه من قال الكلمة وأدى حقها وفريضتها وهذا قول الحسن البصري،وقيل إن ذلك لمن قالها عند الندم والتوبة ومات على ذلك وهذا قول البخاري. وهذه التأويلات إنما هي إذا حملت الأحاديث على ظاهرها،وأما إذا أنزلت منازلها فلا يشكل تأويلها على ما بينه المحققون ..النووي 1، 219) {ص 384 ( ملء العيبة بما جمع بطول الغيبة في الجهة الوجيهة إلى الحرمين مكة وطيبة) / ابو عبد الله محمد بن عمر بن رُشيد / تحقيق : الشيخ الدكتور محمد الحبيب بن الخوجة /بيروت / دار الغرب الإسلامي / الطبعة الأولى 1408هـ = 1988}.

استومضها لكم س / محمود المختار الشنقيطي المدني

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..