اختلاف الروايات للقصيدة الواحدة سواء كان
الاختلاف في الأبيات أو في ترتيبها أو في إلحاق عجز بيت بصدر بيت آخر
والتقديم والتأخير في ذلك مشهور بين الرواة وخاصة في الشعر البدوي القديم
الذي
وصلنا من الرواية الشفوية ولعل السبب الرئيس عدم التدوين وفي الشعر الجاهلي أمثلة كثيرة لقصائد تختلف روايتها في بعض الألفاظ أو في جملة أو شطر أو بيت ومرد ذلك أما لتداخلها مع قصيدة لشاعر آخر تشاركها البحر والقافية أو لطول الفترة الزمنية للقصيدة أو يكون لتباين مقدرة الحفظ من راو لاخر وربما دخل عليها تحريف لغرض معين ومن هنا شكك طه حسين في الشعر الجاهلي.
وادي «ماسل» الشهير
نقوش سبئية في وادي «ماسل»
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
وصلنا من الرواية الشفوية ولعل السبب الرئيس عدم التدوين وفي الشعر الجاهلي أمثلة كثيرة لقصائد تختلف روايتها في بعض الألفاظ أو في جملة أو شطر أو بيت ومرد ذلك أما لتداخلها مع قصيدة لشاعر آخر تشاركها البحر والقافية أو لطول الفترة الزمنية للقصيدة أو يكون لتباين مقدرة الحفظ من راو لاخر وربما دخل عليها تحريف لغرض معين ومن هنا شكك طه حسين في الشعر الجاهلي.
وعند تعدد روايات النص تكون مهمة الباحث صعبة في التمييز ولا بد له من
دلائل وقرائن يعتمد عليها، وارى أن الاختلاف إذا اقتصر على تركيب الجمل في
الشطر وكانت تدل على معنى واحد وتتفق مع السياق المعنوي للقصيدة ككل فهذا
من الاختلاف الذي لا تأثير له.
ومن وقت لآخر أسعد باتصال الدكتور ناصر بن سعد الرشيد أستاذ الأدب في جامعة الملك سعود ويدور بيني وبينه نقاش حول بعض ما يتم طرحه في صفحة (الخزامى) وهو ما اعتبره لطفاً وتكرماً منه و محفزاً ودافعاً لي للبحث والتقصي، وقد أفادني سلمه الله إنه دار بينه وبين بعض المهتمين بأدب الرحلات نقاش حول تسلسل الأماكن في قصيدة الرحلة للضيغمي (التي نشرناها على جزءين) وانه توجد روايات أخرى تذكر بعض الأماكن التي لم أذكرها وأن كانت لم تختلف عن خط الرحلة المتتالي في القصيدة وتنحصر في بعض الأبيات التي سنتناولها، والدكتور ناصر إضافة إلى تخصصه الأكاديمي في الأدب، من هواة الرحلات ويعتبر مرجعاً في معرفة الأماكن خاصة منطقة خاصة منطقة نجد وقد نبهني لضرورة إيضاح المنهج الذي بناء عليه اخترت هذه الأبيات وتركت سواها.
وعليه أقول أني وجدت جميع الروايات قد اتفقت على أن شاعر القصيدة يتحدث عن رحلة قبيلة من الجنوب إلى الشمال ولم أجد من يشذ عنه، لذلك أخذنا المعيار الأول للمقارنة في ترتيب الأبيات، هو مدى التزامها بالتسلسل الجغرافي للأماكن المذكورة في القصيدة، فاخترنا الرواية التي تكون فيها القصيدة أكثر التزاما بالتسلسل كأساس ومن ثم أتينا إلى الروايات التي تتفق معها في التسلسل وفيها أبيات لم تذكر في الأولى ولم تتعارض مع السياق المعنوي لأبياتها ولم تتكرر فيها القافية فنثبتها وعندما نجد بيتين يتفقان في أسماء الأماكن ويختلفان في تركيب الجمل فنأخذ الأقوى في السبك والأقوم وزناً.
ولإيضاح المنهجية التي اتخذناها في الأبيات سأورد ما ثبتناه ونقارنه بالرواية محل النقاش، أولاً ما ثبتناه:
2- الشطر الأول اختلاف في تقديم وتأخير لفظ لا يؤثر على المعنى وفي الشطر الثاني المعنى واحد وتغيرت الألفاظ وفي كليهما دلالة على أن القبيلة اضطرت أن تغرف الماء من جم هذه الموارد وشح الماء يجعله قريب من تربة الجم وبالتالي أثرت في نظافة المغارف وتغير لونها وبدت كأنها جديدة.
3- في الشطر الأول الاختلاف بين (لا عله) أو (لعله) وكل لفظ يقلب المعنى في الشطر هل الشاعر يدعو لهذا الوادي بالمطر أو يدعوا له بالدهر وانقطاع القطر وفي الشطر الثاني المعنى واحد حيث يدل على الجدب سواء كان هشيمه دقاق أو طلحة هشيم و (ناد) مصحفة عن (باد).
4- هذا البيت لم أورده لتكرار القافية حيث وردت قبله ببيتين ولارتباك المعنى في الشطر الثاني.
5- في هذا البيت اتفقت الروايتان في أسماء الأماكن حيث أن (الحدباء) هي (حدباء سوفة) وكذلك اتفقت في السياق المعنوي، إلا أن ما أثبتناه أقوى سبك وأقوم وزن.
ومن وقت لآخر أسعد باتصال الدكتور ناصر بن سعد الرشيد أستاذ الأدب في جامعة الملك سعود ويدور بيني وبينه نقاش حول بعض ما يتم طرحه في صفحة (الخزامى) وهو ما اعتبره لطفاً وتكرماً منه و محفزاً ودافعاً لي للبحث والتقصي، وقد أفادني سلمه الله إنه دار بينه وبين بعض المهتمين بأدب الرحلات نقاش حول تسلسل الأماكن في قصيدة الرحلة للضيغمي (التي نشرناها على جزءين) وانه توجد روايات أخرى تذكر بعض الأماكن التي لم أذكرها وأن كانت لم تختلف عن خط الرحلة المتتالي في القصيدة وتنحصر في بعض الأبيات التي سنتناولها، والدكتور ناصر إضافة إلى تخصصه الأكاديمي في الأدب، من هواة الرحلات ويعتبر مرجعاً في معرفة الأماكن خاصة منطقة خاصة منطقة نجد وقد نبهني لضرورة إيضاح المنهج الذي بناء عليه اخترت هذه الأبيات وتركت سواها.
وعليه أقول أني وجدت جميع الروايات قد اتفقت على أن شاعر القصيدة يتحدث عن رحلة قبيلة من الجنوب إلى الشمال ولم أجد من يشذ عنه، لذلك أخذنا المعيار الأول للمقارنة في ترتيب الأبيات، هو مدى التزامها بالتسلسل الجغرافي للأماكن المذكورة في القصيدة، فاخترنا الرواية التي تكون فيها القصيدة أكثر التزاما بالتسلسل كأساس ومن ثم أتينا إلى الروايات التي تتفق معها في التسلسل وفيها أبيات لم تذكر في الأولى ولم تتعارض مع السياق المعنوي لأبياتها ولم تتكرر فيها القافية فنثبتها وعندما نجد بيتين يتفقان في أسماء الأماكن ويختلفان في تركيب الجمل فنأخذ الأقوى في السبك والأقوم وزناً.
ولإيضاح المنهجية التي اتخذناها في الأبيات سأورد ما ثبتناه ونقارنه بالرواية محل النقاش، أولاً ما ثبتناه:
وليل بالقمراء وليل بالركا
سقاها الحيا من بد كل بلاد
وليل بماسل ومويسل وردنا
سود المغارف غبهن إجداد
وليل بالسرداح لا عله الحيا
هشيمه دقاق وحمضه ناد
وليل بحدبا سوفة المعروفة
أصبح على جو المراح سواد
والرواية الأخرى محل التساؤل تأتي كما يلي:
وليل بالقمراء وليل بالركا
وليل على حزم الحصاة شداد (1)
وليل وردنا ماسل ومويسل
وجيه المغارف كنهن إجداد (2)
وليل بالسرداح لعله الحيا
طلحه هشيم وحمضه باد (3)
ووطيتها وادي القويع تعمد
واخترتها لولا الهيام بلاد (4)
وليل بالحدبا لا عله الحيا
شدينا وخلينا بالمراح سواد (5)
1- تتفق في الشطر الأول وتختلف في كامل الشطر الثاني، إلا أنه في هذا
الشطر علتان علة الإبهام في المعنى وعلة الاختلاف في الترتيب مع البيت الذي
يليه حيث أن (ماسل ومويسل) يفترض أن تكون سابقة للحصاة في خط السير من
الجنوب للشمال، ولذلك أخذنا برواية (سقاها الحيا من بد كل بلاد).
2- الشطر الأول اختلاف في تقديم وتأخير لفظ لا يؤثر على المعنى وفي الشطر الثاني المعنى واحد وتغيرت الألفاظ وفي كليهما دلالة على أن القبيلة اضطرت أن تغرف الماء من جم هذه الموارد وشح الماء يجعله قريب من تربة الجم وبالتالي أثرت في نظافة المغارف وتغير لونها وبدت كأنها جديدة.
3- في الشطر الأول الاختلاف بين (لا عله) أو (لعله) وكل لفظ يقلب المعنى في الشطر هل الشاعر يدعو لهذا الوادي بالمطر أو يدعوا له بالدهر وانقطاع القطر وفي الشطر الثاني المعنى واحد حيث يدل على الجدب سواء كان هشيمه دقاق أو طلحة هشيم و (ناد) مصحفة عن (باد).
4- هذا البيت لم أورده لتكرار القافية حيث وردت قبله ببيتين ولارتباك المعنى في الشطر الثاني.
5- في هذا البيت اتفقت الروايتان في أسماء الأماكن حيث أن (الحدباء) هي (حدباء سوفة) وكذلك اتفقت في السياق المعنوي، إلا أن ما أثبتناه أقوى سبك وأقوم وزن.
وادي «ماسل» الشهير
نقوش سبئية في وادي «ماسل»
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..