بداية الأمر استوقفني خبر في شهر أكتوبر الفائت تويتر تمنح عمار الأحمد 20 الف دولار لاكتشافه ثغرة أمنية ...
وسرعان
ماتناقلته الصحف السعودية جميعها بالإضافة لقناة mbc التي اعلنت الخبر
متعذرة من عدم تمكنها من الاتصال بالأحمد. انتشر الخبر سريعاً في تويتر
وتمت إعادة التدوير بنشاط وفرح بين المغردين مهنئين بعضهم بهذا الإنجاز
السعودي الذي رفع جبين الوطن عاليا قادني الشك بصحة الخبر للبحث في صفحة
تويتر للثغرات الأمنية والتي يضع فيها تويتر الثغرات الأمنية المكتشفة
ومعرفات الأشخاص والمبالغ المالية المدفوعة وكانت المفاجأة أنه لاوجود لإسم
السعودي عمار الأحمد هذه الصفحة التي يضع فيها تويتر أسماء معرفات الأشخاص
والمبالغ المدفوعة
https://hackerone.com/sehacure?show_all=true
لايوجد اي جائزة بمبلغ 20000 دولار واكبر مبلغ تم دفعه كان 2800 دولار
وكما هو معروف في مثل هذا النوع من الجوائز أن حجم الجائزة يتناسب مع
مستوى خطورة الثغرة المكتشفة ، والموقع يذكر حتى صغار الثغرات المكتشفة
واصحابها والمبلغ المدفوع لكل ثغره ولكن إن كان الاكتشاف السعودي صحيح فأين
المواقع التقنية عن هذا الخبر ؟ كموقع http://threatpost.com/
العالمي والذي يحتوي كل شارده ووارده في مجال الثغرات والأمن المعلوماتي
بشكل عام لدرجة أنه احيانا يعلن عن الثغرات المكتشفة قبل أن تعلم بها
الشركة المعنية . ولدى تتبع مصدر الخبر اتضح أنه جاء من صحيفة عكاظ وذلك من
خلال مراسلها عبدالكريم الموسى الذي تبين أنه صديق لعمار الأحمد وذلك يتضح
من نشرة لخبر سابق عن زواجه ينتهي الأمر عند ذلك. وتمرر الكذبة دون أن
يلحظها أحد.
لأتفاجأ
بالأمس بخبر عن المبتعث محمد الثبيتي الذي يسجل برائتي اختراع في
بريطانيا ويصنع عقار يقضي على الخلايا الهرمة ويكتشف أيضا أنزيم مسؤول عن
الشيخوخة ولدى تتبعي للمصدر برزت عكاظ مرة أخرى من خلال المراسل حسن
النجراني. الذي وضع رابط الخبر من صحيفة عكاظ بصفحته الشخصية بتويتر متعمد
إخفاء اسمه ليظهر لنا كناقل محايد للخبر وليس ناشر له. مما دعاني لسؤاله عن
كاتب الخبر قبل معرفتي بأنه الناشر فأخبرني أنه هو ولكنه وضع الصفحة
الأولية للطباعة والتي اسقطت الإسم سهوا.فسألته إن كان بمقدوره تزويدي
بمصادر آخرى للخبر من الأخبار البريطانية والطبية فإنجاز طبي كبير كهذا
وبراءتي اختراع لابد أن تضج بها الصحف البريطانية والطبية المتخصصة.
فتهرب
بعد حديث متبادل اتسمت ردوده خلالها بالتهكمية والساخرة واصفني بالنفسية
وأنه لدي شعور بالنقص ثم عاد ليكتب بصفحته الشخصية هذه التغريدة
غدا .. قناة الـ BBC البريطانية تحتفي بمبتعث سعودي توصل لاستكشاف في إحدى الجامعات البريطانية، غدا كافة التفاصيل
كنت أعرف أنه ليس صادق ولكنه كتبها لأقرأها فأظن أني قد تسرعت وانصرف وأنسى الأمر هكذا فكر السيد حسن النجراني.
وجاء
اليوم التالي(أمس) الذي يفترض أننا موعودين باحتفاء الـ BBC بالثبيتي
وكنت أفكر ترى كيف سيخرج السيد حسن النجراني نفسه من هذه الورطة؟ لقد كتب
ماكتبه بالأمس لكي يوقفني عن التمادي بالتشكك مستندا على صفته المزعومة
بالبايو كرئيس نادي الاعلاميين السعوديين في بريطانيا وعضو في نقابة
الصحفيين البريطانيين أي محل ثقة. لقد وجد حسن النجراني مخرج ساذج للورطة
التي ورط نفسه بها فغرد:
ثم أردف مغردا:
نشر محمد الثبيتي أوراق علمية في مجلة نيشتر العالمية ذات الصيت الذائع بين المتخصصين في المجالات العلمية http://www.nature.com
أهكذا
ياسيد حسن؟ أهذا ماهداه إليك تفكيرك يالذكائك؟.. أرنا هذه
الأوراق..فأجابني بأنني كاليهود الذن يسألون عن بقرة موسى وأنه سيعرض عني
لجهلي.
وأردف بتغريدة أخرى أن اسئلتي مردها الحسد.
واستمرارا
في هذه المهزلة السخيفة ارفق السيد حسن النجراني دون أي شعور بالخجل
والعيب رابط يويتوب قال أنه لقناة الأخبار الاسبانية زاعم أنه : "لقاء مع
البرفسيور المشرف على محمد الثبيتي ويقدم على قناة بلده إنجاز احد طلابه
الذي هو الثبيتي". - كما كتب هو نصا-
ولسوء
حظ السيد حسن أن أخي يجيد اللغة الإسبانية فطلبت منه ترجمة محوى الرابط
وكانت المفأجاة المضحكة أنه فيديو لقناة اسبانية تتحدث لغة الكتالونيا
ويتناول موضوع طبي يتحدث عن الأطفال المصابين بالسرطان كما استضاف البرنامج
والد الطفل الذي تحدث عن سوء التشخيص ورحلته في العلاج هذا عدا أن الرابط
قديم يعود لعام 2013 وضع السيد حسن النجراني الرابط متوهما أن السعوديين
مجموعة من الحمير فاغري الأفواه سيهزون رؤسهم معجبين بعبقرية صديقه العالم
الفذ مباركين له. ألم تشعر ياسيد حسن النجراني بشئ من الخجل وأنت ترى
الناس تعيد تدوير رابط يويتوب مظلل؟.من الواضح أن السيد حسن مؤمن بنصيحة وزير الإعلام النازي جوزيف جوبلز أكذب
أكذب حتى يصدقك الناس برأيي أنه هو وصديقه لايختلفان عن صاحبهم المصري ابو
صباع كفتة.لكنهما أخطر منه نظرا لكونهما مبتعثين ويلقون دعما حكوميا.
ولكن
لماذا كل ذلك ؟ ليعود صديقه المبتعث ويجد كرسي مرموق؟ أم ليهدي لصديقه
شعور وهمي زائف بأنه عالم فذ فيظن بذلك أنه حاز على الريادة فيما يقدمه،
الا يعرف هو وصديقه أنها ريادة في حيازة الوهم لاتجلب إلا الشفقة الذاتية.
أم
ياترى أنها خطة ممنهجة لتظهر أن المبتعثين والمبتعثات يحققون إنجازات
خارقة؟ وهذا مايدفعني للسؤال عن مدى صحة الاخبار اليومية عن الاكتشافات
المذهلة التي يحققها طلابنا وطالبتنا بالخارج؟
ولماذا
لا يسمع بها العالم ونحن فقط من نحتفي بها؟ لماذا أصبحنا مزيفين لحد
الشفقة ؟ بدء من شراء متابعين وهمين وانتهاء باختراعات وبراءات وهمية؟ مما
دعى تويتر بالإعلان بأن السعوديين هم الأكثر شراء لمتابعين مزيفيين أن
مايحدث فضيحة حقيقية في حق سمعتنا كسعوديين. يبدو أننا نفتقد بالشعور
بالأهمية لنبحث عنها من خلال اختراعات وهمية ومتابعين وهميين وكل ذلك ناتج
عن فقر ثقافي وأخلاقي.
أنه
ليس خطأ عبدالكريم الموسى أو حسن النجراني أو المخترع محمد الثبيتي وغيرهم
مما لم اعرفه هؤلاء لم يكونوا يقدموا على الافتراء الكبير لولا استهانتهم
برؤساء التحرير وعقول المتلقين ومعرفتهم المسبقة بأننا سنصدق كل شئ أنها
قضية وعي وانتباه لكل مايحدث حولنا وماكتبته أنموذجا صغيرا واعلامنا
ممتلئ بالنماذج المؤسفة أنها دعوة صريحة للإنتباة لكل مانقرأه حتى لايصدق
فينا قول جوزيف جوبلز أعطني إعلاما بلا ضمير أعطيك شعبا بلا وعي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..