الصفحات

الجمعة، 12 ديسمبر 2014

مصيدة الشيطان الإداري

إذا كنت ممن تنقّل بين وظائف في القطاعين العام والخاص لا بد وأن وسوست لك كثير من الشياطين
الإدارية، كلما صعدت في سلم الوظيفة تكبر الشياطين وقد تتحول إلى عفاريت، شياطين الإنس أخطر من شياطين الجن، من أسباب ذلك أنك تتعامل معهم كبشر وهم بعيدون عن الصفات التي تتوقعها، يغرك الشكل، وأنت «يا حبة عيني» لا تعرف ولم ترَ في حياتك شيطاناً اللهم إلا في أفلام الكرتون وبقرون!
يتناسب حجم الشيطان الإداري مع منسوب الخبث في نفس الموظف، يكبر بكبره ويصغر بصغره، في الصراعات الإدارية تتنوع أساليب الخبث والحفر والدفن ويستفاد من التجربة، الخبث الصغير يتغذى من الخبث الكبير والهدف واحد له عنوان وحيد هو الطمع، إما تسلق أو إزاحة «عقبة» بشرية عن سلم الصعود أو «القحش».
أساليب شياطين الإدارة كثيرة، لعل القارئ الموظف قد جرب بعضاً منها، ولا يمكن القول إن هذا الأسلوب أخبث من الآخر لأنه أمر مرهون بنتائج الوسوسة، لكن من أخبثها ما يماثل «تلقي الركبان» المنهي عنه، يتم اصطياد الموظف الجديد سواء أكان بمنصب كبير أم صغير، والجدة هنا أنه جاء من موقع آخر إلى كرسي جديد.
أتمنى ممن ناله نصيب من ممارسات الشيطان الإداري «المميزة» أن يتحفني بها، لا شك أن ذكراها تزعجه وفي البوح عنها راحة للنفس. ومن أخبث أساليب الشيطان الإداري وكلها خبيثة ماكرة لا تستطيع الجزم بأولوية أي منها على الأخرى، من هذه الأساليب ما يشبه «تلقي الركبان»، حينما يعيّن موظف جديد مهما كانت مرتبته الوظيفية من المحتمل جداً أن يتلقاه شيطان إداري بالأحضان ليقوم بعملية غسيل مخ سريعة، يتحول فيها إلى دليل ومرشد «وحيد» للوافد الجديد، هنا يستطيع وضع الخريطة المناسبة له «في مخيخ الموظف الجديد» عن الأشخاص والأقسام وحتى المشاريع، يقرّب من يشاء ويبعد من يكره، شيئاً فشيئاً يصبح العين التي يرى بها والأذن التي يسمع بها وربما اليد التي يبطش بها، حتى الوزراء ومن في مستواهم الوظيفي غير بعيدين عن مصيدة الشيطان الإداري.

عبدالعزيز احمد السويد

التعليق:
تجربتي  تعرفها يا أبا أحمد
عشت مراراتها  على مدى يقرب من 28  عاما
تمنيت لو اني  بعد انهاء دراستي  عملت في دكان صغير  لبيع المكسرات
منها أستفيد  ويرتاح البال  واذا شح الزبائن  .. أستدنيت الفصفص  لأفصفص
خير من أن أفصفصلك مشكلتي مع  مسؤول  انكشف أمره لاحقا   ومع بطانة هم إلى جوقة المطبلين المنافقين وشهود الزور أقرب  !

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..