سقوط الأقنعة !!

مع أن ( اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ) إلا أن هذا مجرد شعار محفوظ في الركن البعيد المنسي من الذاكرة عند البعض ككثير من القيم، والمبادئ التي لا تتعدى كونها مجرد شعارات، أو مجموعة من الكلمات الرنانة التي تقال كـ (بكج كامل ) في مواقف معينة للإيهام بشخصية، فريدة، ناضجة، مثقفة بينما هو عنها بعيد بُعد الثرى عن الثريا ،ويتبين ذلك في الغالب عند مخالفة الآخرين له في الرأي ليتحول ذلك الكائن البشري الذي ميزه الله بالعقل إلى كائن غوغائي، همجي لينتقي من قاموسه مفردات بعيدة كل البعد عن حدود الذوق ، واللباقة، والأدب وقد تصل إلى بهت المخالف، و قذفه في شرفه، وعرضه، والانتقاص منه ولو كان من أولي الفضل، والرأي وليذهب الود إلى غير رجعه!! ولكن.. ( إلا الحماقة أعيت من يداويها ). وللأسف أن ممن يُعتبرون واجهاتٍ اجتماعية يتساقطون عند اختلافهم مع غيرهم، وتنكشف أقنعتهم الزائفة في البرامج الإعلامية، وبرامج التواصل الاجتماعي وليس هذا فحسب بل ينجرف متعصبًا لهم بعض السفهاء ممن شعارهم في هذه الحياة ( مع الخيل يا شقراء ) !! مع أن اختلافاتهم لا تعدو أن تكون في الغالب خلافًا على أمر من أمور الدنيا، وحتى إن كان المخالف خالف من باب ( خالف تعرف ) - وهذا منتشر و بكثرة – أو تجرأ على ثوابت لانقبل النقاش فيها بأي حال من الأحوال، ونعتبرها خطًا أحمر، فهذا ليس مدعاة لقذفه، وسبه، وشتمه.

يجب أن نعي أن الله - سبحانه وتعالى - خلق البشر مختلفين في التفكير، والفهم، والإدراك، والاستيعاب مما يقودهم إلى الاختلاف في وجهات النظر ولكلٍ مبرراته التي تدعم، وتؤيد وجهة نظره، ولنفهم أن هناك فرقاً بين احترام الرأي، وقبوله، وبين الاختلاف، والخلاف .
أتمنى أن ننمي ثقافة الاختلاف في أنفسنا، ونزرعها في أبنائنا، و نغذيهم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم " ليس المؤمن بالطعّان، ولا اللعّان، ولا الفاحش، ولا البذيء" و قوله عليه الصلاة والسلام " المسلمُ من سلِم المسلمون من لسانه ويده "

خربشات فاضي

احمد بن جزاء العوفي

الأحد 28/12/2014

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :