الصفحات

الخميس، 1 يناير 2015

قيمة المعلم في محافظة الزلفي

الحمد لله حقق الأمل.. ونسأ الأجل .. سبحانه العظيم الأجل
أحمده مابزغ نجم وأفل .. له الحمد كله دقه والجل .. وأصلي وأسلم على من ترد إليه روحه ..
فيبلغه السلام .. صلاة وسلاما على الدوام .. ماهل الهلال ثم اكتمل كوجهه بدر التمام .. وآله وصحابته الغر الميامين الكرام ..وبعد
القضاة .. وفصلهم بالحق بين الخصوم

الأطباء .. وعلاجاتهم وفحوصاتهم لمرضاهم
المهندسون .. وتخطيطهم وإشرافهم على مبانيهم
الطيارون .. وتحليقهم في الأجواء يمخرون عباب السماء
المزارعون .. وهم يسمون الأرض بالبذر ويوشون الأسواق بما قطفوا
كل ذلك لم يكن ليتأتى بغير العلم .. ولا علم بلا معلم "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لاتعلمون شيئا" حتى إذا ناهز الطفل سن التمييز دفعه والداه نحو المدرسة ليحتضنه المعلم وتبدأ الأهازيج الأولى لفكِّ طلاسمِ الحياة .. وتبدأُ الألحانُ الأوليةُ تعزف الأبجديةَ مبتدئةً بالألف .. في إلْفٍ بين المعلِّم والمعلَّم .. وصولا إلى الياء وقافلة الحرف تنساب على شفَةِ الطفل .. وتنقاد على بيداءِ الورَق .. ويظل المعلم يهادي قافلة الحروف يقودُها نحو فضاءِ المعاني ومعها أحلام الطفل تسابق عُمُرَه .. والمعلمُ يَرْقبُ القافلةَ تحت بدر السماء .. يَسْتلِذُّ بذلك المنظر ..
لحظة كَتْب الحرفِ الأول ..
لحظةَ ربطِ الحرف بما بعدَه ..
لحظة ربط الحرف بما قبله ..
والنشوةُ تكسو القلبَ..والشغف والتطلع إلى إخراج نفس بشرية إلى النور..إلى النبراس..إلى العلم..وما أن يكتمل ذلكم النظام المبدئي من خرزِ وعِقْيَانِ الحرفِ.. حتى ينتقل الطالب لا شعوريا من استراق الحرفِ تهجئةً إلى اقتناص الكلمة كاملة .. ومعها تنمو اللهفة وترتفع أنفاس المعلم وتثورُ إبل القافلة حاملةً خروج الألفاظ وهوادجَ المعاني .. حتى يستقيم عود النطقِ والقراءة .. ويستمر العطاءُ مع الأهازيجِ الشعرية ومعرفةِ الدين وأصوله الثلاثة ..معرفةِ الصلاة والوضوءِ والأذان..يترنم الطفل بالفاتحة..بذلكم الصوت المألوف..وتلكم النغمة "الحمد لله رب العالمين.." فكأنما هو يشرب والمعلم يروى .. هنا تُغَمِّضُ عين المعلم ويُطبق جفنهُ على شطآنٍ من الراحة.."قم للمعلم وفه التبجيلا..كاد المعلم أن يكون رسولاً" ..
لقد شابهوا الأنبياء في نقل البشرية من ظلام الجهل إلى نور العلم..
لقد شابهوا الأنبياء في تعليم الناس الخير..
لقد شابهوا الأنبياء في حصولهم على مثل أجور من علموهم..
فلله در المعلم ما أعظم مهنته لمن وعاها واحتسبها..
وبعد سنين من البذل والعطاء ..
وبعد أن خلع المعلم سواد شعره ببياض عمله..
وبعد أن ضحى بجزء من صحته فكأنما استصح بها طالبه برفع جهله..
وبعد مشاركته في بناء الوطن ببناء أبنائه..
وبعد أن بح صوت حادي القافلة..
وبعد أن رسمت خطوط الزمن على الأوجان شهادتها على الماضي المشرق..
آن للفارس أن يترجل..
وآن للزارع الحصاد..
وآن لموساها أن يأوي إلى الظل بعد السقاء..
لقد سمقت إدارة التربية والتعليم بمحافظة الزلفي بهذا التكريم لمن استحق التكريم عرفانا وشكرا ولن يفي .. فالمدخر عند الله أعظم وأبقى وما الحفل إلا قلادة في عنق المسيرة .. وألماسة في تاج العطاء وإلا فالرسالة أسمى وأعظم..!!
كتبه/عبداللطيف بن سعود الدعفس
مدير النادي الأدبي الطلابي..
في حفل تكريم إدارة التربية والتعليم للمتقاعدين ١٤٣٦/٣/١هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..