الصفحات

الخميس، 8 يناير 2015

الزامل: ديدات خاض «مماحكات» مع «أقزام».. والإلحاد «مكابرة»

  الخميس، ٨ يناير/ كانون الثاني ٢٠١٥ (٠٠:٠٠ - بتوقيت غرينتش) اكتظت قاعة المحاضرات في النادي الأدبي الرياض مساء الإثنين الماضي بحضور كثيف وتفاعل
حماسي ملحوظ من جميع الفئات العمرية الشبابية، رجالاً ونساء، على رغم أن الفعالية أقيمت في أيام الاختبارات لجميع المراحل الدراسية.


وكانت الأمسية التي أقامها «أدبي الرياض» استضافت الكاتب السعودي نجيب الزامل بعنوان: «لقاء مفتوح حول المدارس الفكرية التي أثرت في العالم»، وأدارها الدكتور صالح الغامدي، وشهدت حضوراً جماهيرياً ونخبوياً على السواء، بسبب ما عزاه حاضرون إلى شخصية الزامل وجاذبيته لدى أطياف مختلفة.
وابتدأ الزامل كلمته التي ألقاها ارتجالاً بالإشارة إلى أنه لا يمكن الحديث عن المدارس التي أثرت في العالم بمعزل عن الأسماء التي كان لها أثر في تشكّل هذه المدارس التي تمثل التغيّر، وأن المفكرين الكبار الذين صنعوا هذا التغيّر في العالم قد يكون بعضهم صنعوه من دون أن يشعروا بذلك، ومن دون أن يقصدوه أساساً، ومن أجل ذلك فإن الحديث التنظيري عن المدارس وحدها إنما هو ضرب من الكلام عن النتائج قبل أسبابها ومقدماتها.
وتطرق الزامل إلى أثر المدرسة الوجودية والليبرالية في الواقع المعاصر بالرجوع إلى إرهاصاتها الأولى، مستنداً إلى الإحالة إلى تجارب كل من جان جاك روسو، وعائداً بالمستمعين إلى الوراء متحدثاً عن أهمية التلاقح والتكامل بين العقل والدين الذي توصل إليه الفيلسوف سبينوزا متأثراً فيه بالفيلسوف العربي المسلم. وخلال حديثه، عزا الكاتب السعودي المعروف عجز بعض المثقفين العرب والمسلمين عن توضيح أثر العرب في الحضارات العالمية إلى عدم اطلاعهم الكافي على ما كتبه وشهد به المفكرون الغربيون من أثر الحضارة العربية في العالم، مستشهداً لذلك بكل من غوته وشوبنهاور وغيرهما، وألقى باللائمة على قصور التواصل مع الآخر وعدم الاطلاع على منتجه الذي يكون في مسارات عدة منه، محايداً ومقدماً لشهادة الحق تجاه تاريخ العرب والمسلمين وحقيقة ثقافتهم وحضارتهم وديانتهم.
إلى ذلك، اهتم الزامل وركّز في طرحه على أثر الأسلوب والكلمة والعمق الإبداعي والمعرفي الذي خلفه الأدباء والكتاب والمفكرون الإرلنديون في الثقافة المعاصرة، ممثلاً لذلك بمجموعة من مشاهير الأدب والفكر من أمثال أوسكار وإيلد وجيمس جويس.
وفي جواب على بعض الأسئلة والمداخلات، قال الكاتب السعودي إنه يعدّ الداعية الجنوب أفريقي والهندي الأصل أحمد ديدات قامة دعوية عظمى، وإنه كان عالماً في شتى العلوم، ومِن أدرى المعاصرين باللغة الإنكليزية، معللاً ذلك بأن أشد الكتاب إتقاناً للإنكليزية القديمة هم الآتون من أصول هندية، وأثنى على علمه في شتى المجالات التي تشمل علوماً إنسانية عدة، مستدركاً بأن الملحوظة الوحيدة التي قد تكون هي أيضاً من مزايا ديدات أنه انشغل بالمماحكة مع قساوسة وكنسيين غربيين هم أدنى منه وأقصر منه قامةً بكثير، بيد أنه لو انشغل ببيان محاسن وعظمة الإسلام لتوقعنا له نتائج أسمى وأكبر، إذ إن الكنسيين الإنجليكانيين الذين كان يناظرهم ويماحكهم لم يكونوا في مستواه الفكري والمعرفي، لافتاً -في مداخلة أخرى- إلى أنّ التجارب مع الملحدين أثبتت أنه لا يوجد إلحاد حقيقي وإنما هو شك أو مكابرة فقط، وأن الإلحاد انتهى واقعياً ونظرياً، ولكن المطلوب هو التعامل باللطف والعاطفة والمحبة مع من لديهم تساؤلات، ومعاملتهم بالطريقة المثلى لذلك، موضحاً أنه يتواصل مع أكثر من 1600 شاب لديهم تساؤلات في مجالات متعلقة بأسئلتهم حول الدين والحياة.

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..