الصفحات

الجمعة، 23 يناير 2015

هاشتاق.. هلكوني..والدكتوراه المسحوبة!

لعلّكم تذكرون مقالي بتاريخ (25-1-2014) والذي كان عنوانه (المجتمع..وخريجو “هلكوني”) أشرتُ فيه إلى هاشتاق (#هلكوني) أحد الهاشتاقات التي أطلقها بعض المغردين في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” للتشهير بذوي الشهادات العلمية الرفيعة (المسروقة أو المسلوقة) وكان بالفعل هاشتاقاً ، لقي قبولاً ، وألقى بظلاله على تقصير الجهات ذات العلاقة تجاه هؤلاء (الشلّة) التي أضرت نفسها ، قبل أن تضر غيرها  ، بهذه الشهادات العلمية المزورة ، التي لا تعدو في حقيقتها (كرتونية) حلّ أصحابها محلّ من تعب وتغرّب سنوات عديدة مع الدراسة والبحث العلمي ، سواء في الداخل أو الخارج ، بهذا التوجه وهذه الكيفية ، كان هذا الهاشتاق ، له أهميته نوعاً ما ، في محاربة أصحاب الشهادات الوهمية ، ولوم الجهات ذات العلاقة ، تجاه تقصيرها في ملاحقة هؤلاء ، وتجفيف منابع هذا الفكر المشلول ، لكن في الحقيقة ، أرى أن هذا الهاشتاق ، قد يفقد قيمته ومصداقيته ، لِما رأيته من اصطناع قضية هي في أصلها منتهية إجرائياً، الأمر الذي من أجله أخشى أن يتحول هاشتاق (#هلكوني) إلى هاشتاق (#علكوني) الكل تابع وما يزال يتابع هاشتاق ، يطالب إحدى جامعاتنا (بإعادة دكتوراه مسحوبة ، حينها كدت أصدّق هذه التهمة ، ولمجرد أن شاهدت هذه الحملة الضاربة مع هذا الهاشتاق ، والتي سارت خلف صاحب هاشتاق (#هلكوني) دون ترو وتحقق ، قلتُ في نفسي ، أيعقل أن تمنح جامعة محلية مرموقة درجة الدكتوراه لشخص ثم تسحبها منه دون مبرر؟ هذا من رابع المستحيلات ، ولم يسبق أن سمعنا بهكذا حالة ، شاركتُ كعادتي و(لقافتي) في هذا الهاشتاق ، لكن أحمد الله أنني كنت متعقلاً  نوعاً ما ، حيث طالبتُ الجميع بالتروي ، وسماع الطرف الثاني ، وأقصد فيه الجامعة المتهمة ، وقلتُ لابد أن وراء الأكمة ما وراءها ، واتضح فيما بعد أن مشكلة درجة الدكتوراه هذه ، قد مضى عليها )28) عاماً ، مما أثار لديّ عدة تساؤلات ، من أهمها ، لماذا ظل صاحبها طيلة هذه المدة الطويلة ، صامتاً؟ ولماذا اختير هذا الوقت بالذات لإثارتها؟ نحن وجميع الأكاديميين ، يدركون قيمة مجلس القسم في الكلية ومجلس الكلية ذاتها ومجلس الجامعة وأهدافها جميعاً  ، ولا يمكن لأي طالب أو باحث – وهو المفترض – أن يحصل على درجة علمية ، إلا عبر مسارات هذه المجالس ، وهذه الإجراءات قد مررنا ومرّ غيرنا بها ، بل وذقنا مرارتها وويلاتها ، هذه المجالس تطبق فيها الأنظمة المرعية للتعليم العالي ، ومن يجهل ذلك ، فليس له حق أن يسلم عقله لغيره ، ويمشي (مع التيار) وفي خضم هذا الهجوم القاسي على هذه الجامعة المحلية التي تُطالب فيه ، بإعادة  هذه الدكتوراه الممنوحة لهذا الشخص بعد سحبها منه كما يُعتقد ، اختار هؤلاء المطالبون ، كلمات مغلّفة ، مثل (أعيدوا) و(بعد سحبها) ليوهموا القرّاء بمنح هذه الشهادة لصاحبها فعلياً ، ثم سحبها منه ظلماً ، طالبتُ  الجامعة المعنية  بالمسارعة بإيضاح الحقائق ، من أجل قفل هذا الموضوع الذي ما برح يسيء للجامعة ، وكان بودي أن خرج مدير الجامعة الحالي أو المتحدث الرسمي فيها إن وجد ، لكن هذا لم يحدث ، وهذه لعمري خطوة ، غير مقبولة ، في حين خرج علينا  مديرها الأسبق ، الذي كانت هذه القضية في عهده ، وأبان حقيقة الأمر ، وأوضح أن هذه الدرجة العلمية لهذا الشخص ، لم تمنح له أصلا ، لوجود ملحوظات فكرية عليها من قبل مجلس الجامعة ، وقد طُلب من صاحبها ، البحث عن موضوع آخر لرسالته ، وتسجيله ، إلا أنه لم يفعل ، وأقسم مدير الجامعة بالله ، أن منعها ، لم يكن بدوافع شخصية ، لكن تم منعها بموجب الأنظمة ، وهذا يحدث كثيراً في الجامعات ، وقد رأيت أحدهم ، يتهم  قسم العقيدة بالكلية ، والجامعة ، بتهم خطيرة ، اتهم الجامعة (بالاخوانية) والقسم (بالقطبية) رغم أنه غير قسم الرسالة ، وآخر يعتبرها في مقال له (قضية رأي) وذلك وقوفاً مع صاحبها ، ونحن أمام هذه القضية التي أثارها صاحب هاشتاق (#هلكوني) الأكاديمي الخبير بمجالس وأنظمة التعليم العالي وجامعاته ،وأظنه لو مكث برهة مع نفسه ، وتساءل عن أسباب صمت هذا الشخص عن المطالبة بحقه العلمي -كما يقول- كل هذه المدة الطويلة ، فلربما انكشفت له أمور تساهم في بيان الحقيقة ،ألم يكن يظن في نفسه أنه بالفعل قد تكون ثمة مشكلة أدركتها الجامعة في وقتها ، وتداركاً لها ، أوقفتها؟ ثم أن الطالب أو الباحث ، لا يعتبر قد حصل على الدرجة العلمية بمجرد مناقشتها وإجازتها من المناقشين ، لابد أن تمر في المجالس العلمية بدءاً من القسم مروراً بمجلس الكلية وانتهاءً بمجلس الجامعة ، واعتمادها أخيراً من مدير الجامعة ، لتصبح حقاً مشروعاً لصاحبها ، أما تعثرها بأحد المجالس ، فقد يكون حائلاً دون منحه الدرجة ، فالقضية في نظري وهي بهذه الكيفية ، لا تستحق هذا النوع من الإثارة ، فمحورها ، له مكانته الرفيعة عند أهل فنه ، بها أو بدونها ، لما يملكه من مكانة محترمة في الشارع الثقافي والأدبي ،لثرائه المعرفي ، الذي يتقازم أمامه أصحاب الشهادات الوهمية ولربما غيرهم ، وقد تمنيت لو قُفل هذا الملف ، خشية أن  يؤثر هذا الهاشتاق على مصداقية من رفع شعاره ، وعلى سمعة من تتمحور حوله ، وهنا لابد من  كلمة ، نقولها من باب النصح ، الأمانة تقتضي عدم الانسياق ، خلف ما نشاهده من (هاشتاقات) في تويتر ، قبل التأكد من حقيقتها ، وسلامتها من الإشكاليات ، غير الخافية..ودمتم بخير.
الإثنين 19 يناير 2015 - 1:57 مساءً
  209722111
د. محمد أحمد الجوير


مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..